جندي الغد

قصة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

التسامح فضيلة
كانت سيسي نملةً نشيطة تخرج في الصّباح الباكر إلى الحقل لجمع مؤونة الشّتاء، وكانت تعود في آخر النّهار محمّلةً بحبوب القمح التي تخزّنها في مخزن النّمل. في أحد الأيام، كانت سيسي تنقل حملًا ثقيلًا عندما التقت النملتين بيبي و نونا اللتين كانتا تتشاجران على حبّة قمحٍ، تدّعي كلّ منهما أنّها ملكها. وبينما هما تتدافعان، اصطدمت النملتان بسيسي وأوقعتا حملها أرضًا. غضبت النملة وصاحت برفيقتيها: إنّني أشقى طوال النّهار لتحصيل رزقنا جميعًا، وها أنتما الآن تضيعان تعبي! لن أسامحكما على فعلتكما هذه!» خجلت النملتان من فعلتهما وسارعتا إلى الاعتذار من سيسي، فقالت الأولى: «سامحيني يا صديقتي، لقد أسأنا التصرّف، ولكن من دون قصدٍ، صدّقيني». وأردفت الثّانية: «ولكي نثبت لك حسن نوايانا، سوف ننقل عنك حملك إلى المخزن، فاذهبي وارتاحي».
لم ينفع كلام النملتين في تهدئة غضب رفيقتهما التي راحت تهدّدهما قائلةً: «سأخبر جميع أعضاء المستعمرة عن فعلتكما هذه كي يعلموا أنّكما عديمتا المسؤوليّة». وفيما هي تصرخ وتتوعّد، وصلت النملة كوكي التي يحترمها الجميع ويجلّ رأيها. وبعد أن استمعت إلى رواية سيسي، رمقتها بنظرة عتبٍ وقالت لها: «هل تذكرين يا سيسي يوم كنت تلعبين بحبيبات السكّر مع صديقتك زازا فأوقعتها في فنجان الشّاي وكادت أن تموت لولا تدخّل عددٍ من الرّفاق لإنقاذها؟ نحن لم نعاقبك حينها، وقد قبلت زازا اعتذارك بطيبة خاطر، فلِمَ تقسين على صديقتيك الآن؟» فكّرت سيسي في ما قالته كوكي، ثم نظرت إليها بخجلٍ وقالت: «صحيحٌ ما تقولينه، لقد تصرّفت بدافع الغضب، ولم أصغِ إلى اعتذار صديقتَي». ثم التفتت إلى النملتين وقالت لهما:»لقد سامحتكما، فتعالا معي لننقل بعض حبّات القمح ولنُقِم بها وليمة لنا ولرفاقنا».

 

محطّة ضاحكة

- المضيفة للمسافر: أترغب في عشاء كامل؟
- المسافر: ولِمَ ذلك، ألا يريد كامل أن يتعشى؟