جندي الغد

قصة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط

أبناء موطني أولًا

لم يصدّق الهرّ فرفور أذنيه حين أخبره موفَد الأسد أنّ ملك الغابة قَبِل انضمامه إلى نادي «الحيوانات المميّزة» بـصـفـة مندوبٍ رسميٍّ. كم كانت فرحته عظيمة لدى سماعه النبأ، فلطالما أراد الانضمام إلى ذلك النادي الذي يجمع النخبة من الحيوانات، ويتميّز أعضاؤه بالسّلطة والهيبة كما يحظون باحترام جميع الحيوانات وطاعتها الكليّة.
لم ينم فرفور في الليلة التي سبقت التحاقه بالنادي. كان يفكّر في المركز الجديد وفي المسؤوليّات التي تنتظره. وفي الصّباح، وقف أمام المرآة يعقد حاجبيه حينًا ويبتسم أحيانًا كي يرى أيًّا من المظهرين هو الأفضل للمثول به أمام لجنة النادي.
عندما حان الموعد المنتظر، نفخ الهرّ صدره ودخل بكلّ ثقةٍ إلى عرين الأسد حيث تنتظره اللجنة. بعد استقباله بودٍّ وحفاوةٍ، جلس فرفور في مقعدٍ مريحٍ يصغي إلى أمين السرّ وهو يتلو عليه النظام الدّاخلي للنادي. وبعد تلاوة عدّة بنودٍ، قرأ أمين السّر البند الآتي: «يجب على المنتسب الجديد أن ينسى كليًّا البيئة التي جاء منها، وأن يقطع علاقته بأبناء مـوطـنـه، فلا يصغي إلى طلباتهم أو حاجاتهم لا سيّما ما يتعارض منها مع مصلحة أعضاء النّادي. كما يجب عليه أن يُلزم أبناء جنسه القبول بأحكام النادي في الأمور المتعلّقة باستخدام الموارد الطبيعيّة الموجودة ضمن أراضيهم وممتلكاتهم». هنا وقف الهر غاضبًا ونظر إليه شذرًا قبل أن يصيح بالجميع غاضبًا: «أيّها المنافقون، ظننت أنّني أنضمّ إلى نادٍ للقادة والشجعان، واعتقدت أنّني بوجودي بينكم سأتمكّن من أن أردّ لأبناء وطني الحقوق التي سلبتموها منهم بالغدر والنفاق، فإذا بكم تريدونني واجهة لأعمالكم القذرة، فبئسًا لكم ولناديكم! لا أريد الوجاهة والسّلطة ولا أيّ من الصلاحيّات التي وعدتموني بها. جلّ ما أريد هو العيش بسلامٍ بين أهلي وأصدقائي، وأعدكم أنّني سوف أبقى الصوت الصارخ في وجه ظلمكم، واليد الممتدّة لقطع كلّ محاولاتكم للمسّ بكرامة أهلي وأبناء موطني!»
 

محطّة ضاحكة
أستاذ الرياضيّات للتلميذ: إذا استدان أبوك ألف دولارٍ من البنك، وألفي دولارٍ من جاركم، كم دولارٍ عليه أن يعيد لهما؟
التلميذ: ولا أي دولار يا أستاذ.
الأستاذ بغضب: ألا تعرف الحساب؟!
التلميذ ضاحكًا: بلا، أعرف يا أستاذ، ولكنّك لا تعرف أبي!