جندي الغد

قصة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

حبل الكذب قصير
«حبل الكذب قصير» هو مثلٌ شعبيٌّ معروف، يقال أنّه يعود في الأصل إلى مدينة بغداد، وهذه قصّته:
يحكى أنّ تاجرًا غنيًّا كان يعيش في بغداد، وكان لديه عشرة خدم. في يومٍ من الأيام، سرق منه أحدهم كيسًا من النقود كان بداخله ألف دينار، فأخذ التاجر يفكّر في طريقةٍ تكشف له السارق، إلى أن توصّل إلى حيلةٍ ذكيّةٍ ساعدته على كشف الحقيقة. ومفاد الحيلة أنّه جمع الخدم وأعطى كلّ منهم حبلًا طوله نصف متر، وقال لهم: «إنّ سارق النقود سوف يطول حبله عشرة سنتيميترات». ثم أمرهم جميعًا أن يأتوا إليه في صباح الغد الباكر، وأن يحمل كلٌّ منهم حبله. وبالفعل حضر الجميع في الصباح ومعهم الحبال، وقد كانت كلّها بالطول بنفسه. كما أعطاهم إيّاها، ما عدا شخص واحد، حيث كان حبله أقصر بعشرة سنتيمترات عن حبال الآخرين.
ومن هنا عُرِف أنّه السّارق، لأنه بسبب خوفه، قام بقصّ عشرة سنتيمترات من الحبل الذي كان بحوزته، ظنًّا منه أنه سيطول عشرة سنتيمترات كما أوهمهم التاجر مسبقًا. ومنذ ذلك الحين، انتشرت مقولة التاجر «حبل الكذب قصير»، وصارت مثلًا تردّده الألسن في كلّ زمانٍ ومكانٍ، كلما تم الكشف عن كذبةٍ أو خدعةٍ.