جندي الغد

قصة وعبرة
إعداد: ديما سليم ضومط
تصميم غرافيكي: غدير صبح

الانتصار على الظّلم

 

كانت روزا باركس فتاةً طيّبة  تعيش مع  عائلتها في ولاية ألاباما الأميركية خلال القرن الماضي.  ولمّا كانت من عائلة أميركيّة- أفريقيّة، فقد تعرّضت للتمييز العرقي الذي مارسه البيض ضد السود آنذاك، فكانت مُجبرة، كغيرها من الأولاد ذوي البشرة الدّاكنة، على الالتحاق بمدارس معيّنة، والشرب من نوافير مياه مخصّصة لهم. إلى ذلك، فقد كانت تقف حزينةً، وهي تراقب الحافلات المدرسيّة تنقل الطلّاب البيض، في حين كان يتوجّب عليها الذّهاب سيرًا إلى المدرسة مع رفاقها ذوي البشرة الداكنة.
حين كبرت روزا وأصبحت في سن الشّباب، اضطرّت إلى مواجهة الكثير من المواقف المذلّة في حياتها اليوميّة، لكنّها رفضت الخضوع للظّلم والاستسلام له. وفي أحد الأيّام، استقلّت حافلة في مدينة مونتغمري- ألاباما، وبدلاً من الذّهاب إلى الصفوف الخلفيّة حيث المقاعد المخصّصة للأميركيين الأفارقة، جلست في المقدّمة. وما إن بدأت الحافلة تمتلئ بالركّاب البيض، حتى أمرها السائق بالتخلّي عن مقعدها لشخصٍ أبيض، فرفضت. عندئذٍ، تمّ القبض عليها بتهمة انتهاك قوانين الفصل بين البيض والسود، فتحرّك للدفاع عنها الملايين من الأميركيين الأفارقة الذين كانوا يرفضون التمييز العرقي. وبدأ هؤلاء حملةً لمقاطعة الحافلات في مدينة مونتغمري- ألاباما، وكان أحد قادتها زعيم الحقوق المدنية الأميركي مارتن لوثر كينغ.
دامت الحملة أكثر من سنة، وانتهت بقرار المحكمة العليا للولايات المتحدة الذي أكّد عدم شرعيّة قانون الفصل العنصري في الحافلات. وقد اعتُبِر هذا القرار نصرًا كبيرًا للمناضلين ضد التمييز العنصري في مختلف أشكاله، وحافزًا للملايين حول العالم للمضيّ قدمًا في المطالبة بحقوقهم الإنسانيّة.