جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط


رائحة الكراهية
قرّرت المعلّمة في المدرسة أن يلعب الأطفال لعبة غريبة لمدة أسبوع واحد، فطلبت من كل طفل أن يجلب معه كيسًا فيه حبّات من البطاطا المقشّرة بعدد الأشخاص الذين يكرههم،  وأن يطلق على كل حبّة اسم شخص يكرهه.
 في اليوم الموعود أحضر كل طفل كيسًا فيه بطاطا بعدد أسماء الأشخاص الذين يكرههم. فمنهم من أحضر حبّتين ومنهم من حمل ثلاث حبات أو خمس،  وهكذا...عندئذٍ أخبرتهم المعلمه بشروط اللعبه وهي أن يحمل كل طفل كيس البطاطا الذي معه أينما ذهب لمدة أسبوع واحد فقط. بعد مرور بضعة أيام، أحسّ الأطفال برائحة كريهة تخرج من كيس البطاطا، فكان عليهم تحمّل الرائحة وثقل الكيس أيضا! وطبعًا كلّما كان عدد البطاطا أكثر، كانت الرائحة أسوأ والكيس أثقل.
بعد مرور أسبوع فرح الأطفال لإنتهاء اللعبة لكثرة ما أزعجتهم. عندها سألتهم المعلّمة عن إحساسهم في أثناء حمل كيس البطاطا. فبدأ كل منهم يتحدّث عن مدى انزعاجه، ويشكي المصاعب التي واجهته في حمل الكيس الثقيل ذي الرائحة الكريهة. بعد ذلك بدأت المعلمة تشرح لهم المعنى من هذه اللعبة. فقالت: «هذا الوضع هو بالضبط ما تحمله من كراهية لشخص ما في قلبك، فالكراهية ستلوّث قلبك وستشعر بثقلها في داخله. فإذا لم تستطيعوا أن تتحمّلوا رائحة البطاطا لمدة أسبوع فهل تتخيّلون آثار ما تحملونه في قلوبكم من كراهية طوال العمر؟! ».