جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط

حوار بين القلم والممحاة

 

كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة،
وقلمُ رصاصٍ جميل..‏
قالت الممحاة:‏ كيف حالك يا صديقي؟‏
أجاب القلم بعصبيّة : لست صديقك!‏ اندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟‏..فردّ القلم: لأنّني أكرهك.

الممحاة (بحزن): ولم تكرهني؟
القلم:‏ لأنكِ تمحين ما أكتب.
الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء.‏  
القلم: وما شأنكِ أنت؟!‏
الممحاة: أنا ممحاة، وهذا عملي. القلم: هذا ليس عملاً!‏
الممحاة: عملي نافعٌ، مثل عملك.
القلم: أنت مخطئة ومغرورة.‏
الممحاة: لماذا؟!
القلم: لأن من يكتب أفضل ممن يمحو!
الممحاة:‏ إزالةُ الخطأ تعادل كتابةَ الصواب.
القلم (نادمًا): صدقتِ يا عزيزتي!‏
لن أكره من يمحو أخطائي.‏
الممحاة: وأنا لن أمحو ما كان صواباً.
القلم:‏ ولكنني أراك تصغرين يوماً بعد يوم!
الممحاة: لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلما محوت خطأ.
القلم محزوناً: وأنا أشعر أنني أقصر مما كنت!‏
الممحاة تواسيه:‏ أحيانًا نضطر للتضحية من أجل مساعدة الآخرين.
القلم مسروراً: معك حقّ يا صديقتي. ما أجمل أن نضحّي بشيء ممّا عندنا لمساعدة الغير.