جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط

أصلح ذاتك أولًا!

 

جلس الأب صباح يوم العطلة يقرأ الجريدة وهو يفكّر أنّه لن يدع أحدًا  يزعجه في هذا اليوم، إلى أن جاء ابنه الصغير وهو يسأل: «أبي، متى سنخرج للنزهة ؟». نظر إليه أبوه وتذكّر أنه وعده سابقًا أن يأخذه في نزهة في نهاية الأسبوع. ولكنّه اليوم كان مصمّماً أن يستمتع بالعطلة، فنظر إلى جريدته ورأى على إحدى صفحاتها صورة لخريطة العالم، فما كان منه إلا أن قطّع الخريطة إلى قطع صغيرة ونثرها أمام ابنه قائلاً: عليك أولاً أن تقوم بجمع أجزاء هذه الخريطة وإصلاحها، وبعدها نخرج. ثم عاد لقراءة جريدته وهو يقول في نفسه: «إن أكبر أستاذ في الجغرافية لن يستطيع إعادة جمع هذه الخريطة قبل ساعات!» لكنّ الطفل عاد بعد عشر دقائق قائلاً: «هذه هي الخريطة يا أبي،  هل أجهّز نفسي الآن؟» فذهل الوالد ممّا رأى وقال لطفله: «كيف نجحت في جمعها بهذه السرعة؟» فردّ عليه الصغير: «عندما أعطيتني صورة الخريطة نظرت إلى الجهة الخلفية من الصفحة فرأيت صورة إنسان، عندها قلت في نفسي: إن أنا أصلحت هذا الإنسان فإنّ خريطة العالم ستصطلح حتمًا!
أصدقائي القرّاء، لو أن كلّ منّا يعمل على إصلاح ذاته، فيراقب أخطاءه ويحاول عدم تكرارها، وينتبه إلى عيوبه ويحاول تحسينها، وينتقد نفسه بدل انتقاد الآخرين، لو نجح كلّ منّا في إصلاح نفسه أولًا، عندها سيصطلح العالم  من حولنا تلقائيًا!