جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط

المحبّة خير دواءٍ

اعتاد الحَمَل « نور»، أن يخرج للّعب في الحقل المجاور للحظيرة. وفي أحد الأيام عاد إلى أمه النعجة باكيًا، فعانقته ومسحت دموعه قائلة : «ما بكَ يا صغيري» ؟ تنهّد نور وأجاب: «إنّه الجدي «سماح» جارنا! لقد اعترض طريقي هذا المساء أيضًا، وأخذ يهزأ بي ويشتمُ عائلتي من دون سبب». ابتسمت الأم وقالت : «لا بأس يا حبيبي، إنّه صغير لا يفهم، دعنا نُصلّي من أجله حتى يرحمه الله ويُهذّب أخلاقه».
نام الحمل وأمّه في تلك الليلة نومًا هانئًا. وفي صباح اليوم التالي، طبعت النعجة قُبلةً على جبين صغيرها النائم، وتركت المغارة متوجهةً نحو النهر القريب. في الطريق، صادفت الجدي سماح يقفز ويطارد الفراشات المُلوّنة، فلمّا رآها خجل وأخذ يركض هاربًا. نادته النعجة بثغاءٍ جميلٍ وقالت : «سماح، تعال لا تهرب. لقد سامحتك، وكذلك فعل صغيري نور. لا بدّ أنه استيقظ الآن وذهب ليلعب في الحقل، فاذهب والعب معه».
وقف سماح وقال متلعثمًا: «أنا آسف عمّا بدر مني بالأمس وقبله، فقد أخطأت بحقك وحقّ صديقي نور. سامحيني، سأذهب إليه بعد أن استأذن أمّي». ضحكت النعجة وقبّلت الجدي في جبينه. وفي ساعات الظهيرة، عادت إلى الحقل، لتجد سماح ونور يركضان خلف الفراشات المُلوّنة.