جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط

حكاية كيس النفايات

مرحبًا، أنا كيس النفايات. لا شك أنّكم تشمئزّون منّي لأنكم ترون كيسًا كبيرًا تفوح منه رائحة كريهةً. ولكن عندما أُسمِعكم قصّتي، ستعرفون أنني مظلومٌ، وأنه يمكن الاستفادة منّي لو أنكم أحسنتم استعمالي.
قبل أن أصبح ما أنا عليه الآن، كنت كيسًا في بيوتكم، رميتم في داخلي بقايا طعامكم، والقناني البلاستيكيّة والأوراق، وكل ما لا تحتاجونه في المنزل. رميتم ورميتم، إلى أن امتلأتُ وأصبحت كيسًا كبيرًا، فتم ربطي ورميي إلى الخارج. وبدلًا من أن أرتاح في مكبّ النفايات، وجدت نفسي على جانب الطريق مع مجموعة من رفاقي في وطني لبنان. وبدأنا نتكاثر ونتكاثر حتى أصبحنا تلالًا عالية تفوح منّا رائحةً كريهةً. وكنت أشاهدكم تمرّون من جانبي، واضعين أيديكم على أنوفكم بقرفٍ. ولكن مهلًا، ما ذنبي أنا، وما ذنب رفاقي؟
لو أنّكم منذ البداية فصلتم النفايات من ورق وبلاستيك وزجاج، لكان بإمكانكم استعمالها مرّة أخرى بعد التدوير، ولما كنتم تشمّون الروائح الكريهة!
على أي حال، لم يفت الأوان بعد، فلنبدأ بتصحيح الخطأ منذ الآن، وليضع كل واحدٍ في منزله ثلاثة أكياس: واحد للنفايات البلاستيكيّة، وآخر للأوراق والكرتون، والثالث للنفايات المتبقّية. وعند امتلاء هذه الأكياس، إرموا كلّ نوعٍ في المستوعب المخصّص له. من خلال هذه الطريقة الصحيحة، تساعدون أنفسكم وتساعدونني، فلا ألعنكم ولا تلعنونني!

 

قصة هذا العدد بقلم صديقة جندي الغد (تينا ضوميط 12 عامًا)