جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضومط
رسومات: غدير صبح

النملة الشقيّة

 

لولو نملة مشاغبة، لا تصغي إلى كلام ملكة النمل. في كل مرّة تعطي الملكة أوامرها، تضحك لولو ولا تكترث للتعليمات.
 في يومٍ من الأيام، شعرت الملكة أن الليل سيكون عاصفًا، فأمرت النمل بالعودة قبل الغروب، لكن لولو كالعادة لم تهتم للأوامر. عند غروب الشمس، أمرت الملكة الحرس بإغلاق باب المملكة، وكانت لولو لا تزال في الخارج. ولدى عودتها، رفض الحارس فتح الباب. خافت لولو كثيرًا، وفكّرت في نفسها: «كيف سأقضي كلّ الليل في العراء؟ بالطبع سأموت من البرد وسيحملني المطر بعيدًا!»
لصقت جسمها بالباب فأحسّت بحرارة الداخل. بدأ الريح يشتد والبرودة تزداد والغيوم تتكاثف. رأت لولو شعاع البرق وسمعت صوت الرعد، وحين بدأ المطر ينهمر، تأكّدت أنها ستموت فأجهشت بالبكاء.
كانت الملكة تراقب ما يجري من دون أن تراها لولو، فأمرت الحارس بفتح الباب. حينئذٍ، حمل الهواء النملة الشقيّة إلى الداخل فشعرت بالدفء والسكينة .
اعتذرت لولو من الملكة بعد أن أدركت عاقبة الشقاوة وعدم الإصغاء إلى التوجيهات.
ومنذ ذلك اليوم، لم تعد لولو نملةً شقيةً لأنّها ذكيةٌ تتعلّم من أخطائها فلا تكررها.