جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط

مسامير الغضب

كان هناك ولدٌ عصبيّ المزاج، وكان يفقد صوابه ويتفوّه بكلام مؤذٍ كلّما غضب.
في أحد الأيام، أحضر له والده كيسًا مملوءًا بالمسامير و قال له: «يا بني أريدك أن تدقّ مسمارًا في سياج حديقتنا الخشبي كلّما اجتاحتك موجة غضب وفقدت أعصابك. وهكذا بدأ الولد بتنفيذ إرادة والده، فدقّ في اليوم الأول سبعة وثلاثين مسمارًا. وبما أن إدخال المسمار في السياج لم يكن سهلاً، قرّر الصبي تمالُك نفسه عند الغضب، كي لا يضطر إلى دقّ الكثير من المسامير. وبعد مرور أيامٍ، انخفض عدد المسامير التي يدقّها، إلى أن توقّف نهائيًّا عن الدقّ بعد أن تمكّن خلال أسابيع من ضبط نفسه تمامًا. عندها، جاء إلى والده وأخبره بفخر عن إنجازه الكبير. فرح الأب بهذا التحوّل، ولكنه قال لإبنه: «عليك الآن يا بني استخراج مسمار من السياج، في كل يومٍ يمرّ عليك من دون غضب». بدأ الولد من جديد بخلع المسامير في اليوم الذي لا يغضب فيه، حتى انتهت جميعها، فجاء إلى والده وأخبره بإنجازه مرّة أخرى. وهنا،  أخذه والده إلى السياج وقال له: «يا بني حسنًا صنعت، ولكن انظر الآن إلى تلك الثقوب في السياج. هي لن تزول أبدًا، ولن يعود السياج كما كان في السابق. هكذا هي الحال عندما تتفوّه بكلام جارح في حالة الغضب، فإنه يترك آثارًا مثل هذه الثقوب في نفوس الآخرين، ولن تستطيع مهما اعتذرت أن تزيل آثار الجرح بشكل نهائي».