جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

قوّة المحبّة

 

كان طوماس تلميذًا بطيء الاستيعاب، ذا سلوكٍ متهوّر يزعج الأساتذة والمعلّمين، فقرّرت إدارة مدرسته أن تطرده بحجّة انّه لا يستحق أن يكون من تلامذتها.
عندما عاد الولد إلى منزله، وبين يديـه رسالـة الإدارة، قرأت الأم محتواها بصمتٍ فإذا بسطورها تقول: «إنّ المدرسة تعتذر عن عدم استمرار الطالب طوماس أديسون فى تلقيه العلم في صفوفها نظرًا لتخلّفه عن مجاراة رفاقه فى الفهم والتحصيل العلمي»، وجاء في ختام الرسالة توصية للأم بأن تبحث له عن مدرسة تناسب قدراته المتواضعة عقليًا وعلميًا. دمعت عينا الأم فيما كان صغيرها يسألها عن محتوى الرسالة، فضمّته بقوّةٍ إلى صدرها وقالت له: إنّ الإدارة تريد منك ترك المدرسة لأنّك عبقريٌّ ومتفوّقٌ على زملائك بذكائك البالغ ولذلك عليك أن تتابع تحصيلك العلمي في البيت.
كان طوماس حينها في التاسعة من عمره، وقد بدأت والدته بتثقيفه وتشجيعه، فساعدته على مطالعة تاريخ اليونان والرومان وقاموس العلوم. وكان والده أيضًا يشجّعه ويدعمه باستمرار حتى قرأ طوماس كل الكتب التي تضمها مكتبة المدينة.
كبر الصبي وأصبـح شابًا نشيطًا، فعمل في إرسال البرقيات في محطةٍ للسكك الحديديّة، وعندها صحّت نبوءة والدته، حيث ظهرت عبقريته للمرّة الأولى باختراعه آلة التلغراف. وبعد عامين، لمع اسم طوماس أديسون في العالم بأسره حين نجح باختراعه العظيم المصباح الكهربائي. كان طوماس قد انكبّ على التجارب حيث خاض تسعة وتسعين تجربة فاشلة إلى أن نجح فى المرة المائة في إنجاز الاختراع الّذي أضاء العالم.