جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

هديّة المحبّة

 

جلست ديلّا على الأريكة تجهش بالبكاء بعد أن عدّت مرارًا وتكرارًا ما تملك من نقودٍ. دولارٌ واحدٌ وسبعةٌ وثمانون سنتًا لا أكثر، هو المجموع! لكنّها تحتاج إلى عشرين دولارًا كي تشتري السلسلة الذهبيّة هديّةً لزوجها الحبيب «جيم» في عيد الميلاد. فجأةً لمعت في ذهنها فكرةٌ غريبة: هنالك شيئان ثمينان تعتزّ بهما هذه الأسرة الصغيرة، أحدهما ساعة «جيم» الذهبيّة التي يتوارثها الأبناء في أسرته عن الآباء، والآخر هو شعرها الطويل الذي لو حّلته وعبث به النسيم لطغى لمعانه على بريق الجواهر واللآلئ. وقفت أمام المرآة تنظر إلى شعرها الذهبّي الطّويل، ثم ارتدت معطفها وخرجت مسرعةً من المنزل.
أمضت ديلّا الساعتين التاليتين وهي تتجوّل في مخازن المدينة بحثًا عن هدية لزوجها، إلى أن وجدتها أخيرًا: كانت سلسلة من البلاتين، لمّاعة، بسيطة جميلة ومناسبة. فكّرت في ذهنها: إنّها تشبهه تمامًا، فيها شيءٌ من هدوئه وأصالته. دفعت ثمنها بفرحٍ وعادت إلى منزلها مسرورة.
في مساء اليوم التّالي، عاد جيم باكرًا من عمله كي يحتفل مع زوجته الحبيبة بعيد الميلاد. اقترب منها مبتسمًا وقال لها: تبدين جميلةً جدًّا بهذه القبعة. لم يلاحظ الابتسامة المريرة التي ارتسمت على محياها عندما أنهى عبارته. كان متحمّسًا لإعطائها هديّتها. «تفضلي، سوف تعجبك كثيرًا». قال لها بفـرحٍ. فتحت ديلّا الهديّـة بحماس، وعندما رأت ما في داخلها أجهشت بالبكاء. لقد اشترى لها جيم المشطين الّلذين طالما حلمت بهما لشعرها الطويل. «لقد قصصت شعري» تمتمت بأسفٍ وهي تمسح دموعها. ثم أردفت قائلةً: «اشتريت بثمنه هديّةً لك أعتقد أنّك ستحبّها كثيرًا!». فتح جيم العلبة الجلديّة التي قدّمتها له ديلّا، ثم أغلقها بسرعة: يا إلهي! هتف قائلًا، لقد أتيتني بسلسلةٍ لساعتي، ولكنّني... بعت الساعة لأشتري لك هديّتك!
نظر الزوجان إلى بعضهما البعض بحبٍّ كبير، وقال جيم: لقد ضحّى كلٌّ منّا بأثمن ما لديه من أجل الآخر، واعتقد أن هذه اجمل هديّة يمكن أن نقدّمها لبعضنا البعض، إنّها هديّة المحبّة!

عن قصّة O. Henry
The Gift Of The Magi
(بتصرّف)