جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

سقوط السقف

كان سالم تاجرًا جوّالًا ورجلًا حكيمًا يهتمّ بتقديم النصائح الثمينة لزبائنه وبمساعدتهم في حلّ مشكلاتهم أكثر من اهتمامه بالتجارة. كان يتنقّل بين القرى والبلدات لبيع بضائعه، وفي أحد الأيام، وفيما كان يسير في طريق أحد الأرياف، شاهد فلّاحًا يجلس كئيبًا إلى جانب أنقاض منزلٍ. حيّاه سالم وسأله عمّا به، فأجابه الفلّاح: «لقد سقط سقف منزلي! كان يرشح بمقدارٍ ضئيل لفترةٍ  طويلة إلى أن انهار كليًّا الآن». «ولماذا لم تصلحه قبل أن يصل إلى هذه الحالة المتردّية؟» سأله سالم مستغربًا، فأجابه الفلّاح: «حينما كان يبدو الطقس جميلًا، كنت لا أكترث به، إذ لم يكن بحاجة إلى إصلاح، وحين كانت تمطر، لم يكن باستطاعتي أن أصلحه لكثرة رطوبته».
فكّر سالم قليلًا ثم قال للفلّاح: لا تحزن، أعلم أن بناء السقف ليس بالأمر السهل، ولكنّني سأساعدك على إعادة ترميمه، ولكن يجب أن تتعلّم درسًا ممّا حصل معك اليوم، وهو ألّا تؤجّل عمل اليوم إلى الغد، بل أسرع إلى إنجاز ما عليك فعله كي لا تندم في ما بعد، لأنك لا تعلّم ما يخبىء لك الغد.