جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

الصيّاد والغابة
في صباح يومٍ مشمسٍ، استيقظت الغابة منزعجة بسبب الحرّ الشّديد. تلفّتت حولها ففوجئت بألسنة النّار تلتهم قسمًا كبيرًا من أشجارها. غضبت كثيرًا ونظرت بحدّةٍ في وجه الشّمس، ثم صرخت بها قائلة: ويحك أيّتها الشّمس الظّالمة، لقد أشعلت بأشعّتك الملتهبة نارًا أحرقت أشجاري الخضراء وشوّهت وجهي الجميل!
ذهلت الشّمس ممّا سمعته وردّت على الغابة بحزنٍ: ما هذه الاتّهامات الباطلة التي توجّهينها إليّ؟ أنا من يعطي الحياة لأشجارك، فكيف أسلبها إيّاها؟
لم تقتنع الغابة بكلام الشّمس وظلّت تهاجمها مؤكّدةً أنّها المصدر الوحيد للحرارة وهي بالتالي المسؤولة عن الجريمة المرتكبة بحقّ الأشجار. وفيما هما تتبادلان الاتهامات، خرج العصفور الصغير من مخبئه داخل الشجرةٍ وقال لهما: اصغيا إلي من فضلكما ولا تتعاركا. ليست الشّمس من أحرق أشجارك أيّتها الغابة، وإنما هو الصيّاد. لقد رأيته عند الفجر يرمي سيجارته المشتعلة على أرضك فأوقدت العشب اليابس، ثم امتدّت النّيران نحو الأشجار والتهمت قسمًا كبيرًا منها.
كم أنت ناكرٌ للجميل أيّها الصيّاد الملعون! صرخت الغابة بأسى. لقد استقبلتك في أحضاني وآويتك في ظل أشجاري، فبادلتني المعروف بالإساءة، ولم تكتف بقتل عصافيري الصّغيرة، بل أضرمت النّار في أشجاري. إنّك حقًّا وقح وغدّار! أمّا أنت أيتّها الشّمس، فسامحيني لأنني اتهمتك ظلمًا ولا تحرمي أشجاري من نورك البهي وأشعتك الدّافئة.
لا تخافي يا صديقتي ردّت الشمس، فقد سامحتك لأنني أدرك مدى الأذى الذي أصابك، ولكنّني لن اسامح ذلك الصيّاد المجرم الذي لم يراع الطبيعة، ولم يحترم كائناتها الحيّة، فرمى سيجارته بلا مبالاة وكان سببًا في هلاك الأشجار والكائنات الصغيرة التي تعيش داخل أغصانها.

 

قصة هذا العدد بقلم صديقة جندي الغد تينا ضوميط

 

محطّة ضاحكة
ربّة البيت للخادمة: أنا لا أحب كثرة الكلام، فعندما أشير لك بإصبعي، تحضرين فورًا!
الخادمة: وأنا أيضًا لا أحبّ أن أُكثر من الكلام، فعندما أهزّ لك رأسي، تفهمين فورًا أنني لا أريد الحضور.