جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

الحطّاب الصّادق

كان مالك رجلًا فقيرًا يجني رزقه من تقطيع الحطب وبيعه. في صباح أحد الأيّام، خرج مالك كعادته إلى الحقل، وكان يقطع أغصان شجرةٍ يابسةٍ تتدلّى فوق ضفّة النّهر حين سقطت فأسه في الماء واختفت. راح المسكين ينوح ويشكو أمره إلى الّله قائلًا: «يا إلهي، ما العمل، إن هذه الفأس هي الوسيلة الوحيدة لتأمين رزقي، ماذا سيحلّ بعائلتي المسكينة إذا لم أتمكّن من استرجاعها؟! وفيما هو يندب حظّه، خرجت من الماء حوريّة جميلة وقالت له: «لقد سمعت ما حل ّبك، وسوف أساعدك كي تسترد فأسك». أنهت الحوريَة كلامها ثم غطست في الماء وخرجت بفأسٍ لامعةٍ مصنوعةٍ من الذّهب الخالص، وسألت الحطّاب:»هل هذه هي فأسك؟» فأجابها: «كلّا، هذه الفأس مذهّبٌة وغالية الثّمن، أمّا فأسي فقديمةٌ. حينئذٍ، غطست مجدّدًا وخرجت بفأسٍ فضّيّةٍ مسنّنةٍ، وسألت الحطّاب:»هل هذه هي فأسك؟» فردّ قائلًا: «كلا، فهذه الفأس جديدةٌ ومصقولةٌ، أما فأسي فمشقّقةٌ، وبالكاد تقضي غرضًا». غطست الحوريّة للمرّة الثالثة، وخرجت بفأسٍ قديمةٍ، مشقّقةٍ، وقبل أن تفتح فاها بكلمةٍ، صرخ الحطّاب مهلّلًا:»هذه هي فأسي، شكرًا جزيلًا، لقد أنقذتني حقًا! لا أدري كيف أرد لك الجميل!» ابتسمت الحوريّة وقالت للحطّاب:»لا داعٍ لأن تشكرني، فأنا أخفيت فأسك في الماء ثم أعدتها لك». ذهل الحطّاب ممّا سمعه وسأل الحوريّة مستغربًا: «ولكن لماذا فعلت ذلك؟» فأجابته:»أنت لا تعرفني ولكنني أعرفك. أنا ساحرة الغابة، أحرسها وأراقب كلّ من يدخلها، وقد شاهدتك مرارًا، تأتي إلى هنا وتعمل بجدٍّ في تقطيع الخشب اليابس، فأردت أن أمتحنك لأرى إن كنت رجلًا صالحًا، وقد نجحت في الامتحان. والآن، سوف أكافئك بأن أمنحك الفأس الذّهبية لتبيعها وتشتري بثمنها كل ما تحتاجه عائلتك». فرح الحطّاب وأخذ الفأس بعد أن شكر الحوريّة، فباعها واشترى لأولاده كل ما يحتاجونه، ثم عاد إلى بيته مسرورًا ومرتاح الضّمير.

 

محطّة ضاحكة

دخل البخيل إلى الدّكّان ولم يخرج منه، لماذا؟
لأنه قرأ على الباب من الداخل «إدفــع».