جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط

حكاية الجرّة المكسورة


يحكى أن امرأة عجوزًا كان لديها جرتان كبيرتان، تحمل كلّ واحدة منهما على كتف وتذهب بهما إلى نبع المياه. وكان في إحدى الجرّتين شرخٌ يجعلها تسرّب نصف كمّية الماء، بينما كانت الجرّة الأخرى سليمة توصل الماء من دون أن يتدفّق منه شيئًا.
ظلّت العجوز لمدة عامين، تعود يوميًّا إلى بيتها وهي تحمل جرّة مملوءة بالمياه وجرّة نصف فارغة.
كانت الجرّة السليمة فخورة بكمالها. أمّا الجرّة المتشقّقة فكانت بائسةً وخجلة من عدم كمالها، يتملّكها شعورٌ بالنقص لكونها تقدِّم فقط نصف ما صُنِعت لأجله.
بعــد مضـي عاميــن من إدراكهــا لفشلهــا المرير، قالت الجرّة المتشقّقــة للمرأة العجوز: «أنا خجلة من نفســي، لأن ذلك الكسر في جانبي يجعـل المــاء تتســرّب طوال طريــق العــودة من النبــع إلى المنــزل».
ابتسمت العجوز قائلة: « هل لاحظتِ أن هناك أزهارًا على الجانب الذي تمرّين به، وليس على جانب الجرّة الأخرى؟ ذلك لأنني كنت أعلم بفيضك، فوضعت بذورًا للأزهار على الجانب الذي تمرّين به، وكنتِ أنتِ من يسقي هذه البذور عند عودتنا في كل يوم».
وأضافت العجوز: «طوال عامين، كنت محظوظة بقطف هذه الأزهار الجميلة التي أزيّن بها طاولتي.ولو لم تكوني على ما أنت عليه، لم يكن هذا الجمال ليزيّن بيتي! فاعلمي يا صديقتي أن لكل منّا ميزاته الفريدة، وقد تكون تلك الكسور أو النواقص التي نخجل بها، هي ما يعطي حياتنا أهميتها وقيمتها الحقيقيّة».