العوافي يا وطن

قطاعات جنوبي الليطاني وحاصبيا ومرجعيون
إعداد: العقيد انطوات نجيم

العميد الركن بولس مطر  
التنسيق مع قوات الطوارئ المعزّزة جيد جداً

قبل دخول مجلة «الجيش» إلى قطاع جنوبي الليطاني، استقبلنا في مكتبه في ثكنة صور قائد قطاع جنوبي الليطاني وقضاءي حاصبيا ومرجعيون العميد الركن بولس مطر، ليفتح أمامنا الباب على مصراعيه حول واقع القطاع والأحداث التي عرفها بعد عام وأكثر من دخول القرار 1701 حيّز التنفذ، والصعوبات المعترضة.

 

نشأة القطاع
في البداية عرّفنا العميد الركن مطر بالقطاع فقال:
أنشئ قطاع جنوبي الليطاني وقضاءي حاصبيا ومرجعيون بموجب م، خ الرقم 330/ع م/ عمليات تاريخ 20/1/2007 ومن مهامه: تنفيذ قرارات القيادة، والتخطيط والإشراف على عمليات الدفاع عن الحدود اللبنانية ضد الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي الأول من آذار 2007 انطلق العمل في القطاع الذي تتبع له عملانياً جميع الألوية المنتشرة فيه (الألوية 12.11.10.6) وجهاز الارتباط بين قيادة الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الذي أنا رئيسه أيضاً.
وبكلام آخر، بعد انتشار قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان بقيادة قائد عام هو اليوم الجنرال غراتزيانو، كان لا بد من قيادة موحّدة لألوية الجيش المنتشرة جنوبي الليطاني.
وهكذا ترتبط هذه الألوية الأربعة بقائد القطاع عملانياً، وأي عمل عسكري عملاني في أي منها كالدوريات والتمركز، وكذلك العمل على الخط الأزرق، كأي خرق له مثلاً، جميع هذه تمر بقيادة القطاع.
ومن ناحية أخرى، تبقى الخطط العملانية من مهام قطاع جنوبي الليطاني، الذي ينسّق بين الالوية، وأهم هذه الخطط: التحصينات، والنسفيات، ومخطط النيران، ومخطط المضاد للدروع، ومخطط المضاد للطائرات، والمخطط اللوجستي، وطريقة القتال غير التقليدية.

 

القنابل العنقودية أبرز الصعوبات
• ما هي الصعوبات التي واجهتكم منذ بداية انتشار الجيش جنوبي الليطاني؟

- مع بدء انتشار ألوية الجيش برزت عقبة كأداء، تمثّلت بالعدد الهائل من القنابل العنقودية التي ألقتها إسرائيل قبل وقف الأعمال العدائية بقليل. وكان على وحدات الهندسة في الجيش أن تبذل جهداً ضخماً في عملية تنظيف واسعة بدأت بمنازل الجنوبيين ثم بالطرقات المؤدية اليها، ومن ثم بالأراضي الزراعية. وهنا أستطيع القول بأن الجيش هو من نزع العدد الأكبر من هذه القنابل.
من ناحية ثانية، اعترضت وحدات الجيش المنتشرة صعوبة إيجاد أماكن للتمركز. فاحتراماً للأملاك الخاصة ونظراً إلى التدمير الكبير الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بطرق المواصلات (تدمير جسور وطرقات) اضطرت هذه الوحدات، في البدء، وطلباً للتنفيذ السريع لأمر الانتشار، إلى التمركز المؤقت، غير العسكري أحياناً، وحتى الى المبيت في الآليات العسكرية. بعد ذلك، سوّي الأمر مع تجاوب المواطنين وارتياحهم إلى الوجود العسكري اللبناني، وما يزال التمركز يتحسّن في مشروع طويل الأمد.
ثم اعترضتنا صعوبات لوجستية من جرّاء بُعد المسافات في القطاع (تغذية، محروقات، طبابة). وحالياً تصحّح هذه الأوضاع من خلال لامركزية لوجستية، ولا سيما أننا تسلّمنا هبة إيطالية هي عبارة عن مطبخ ومحطة وقود.


• كيف هي العلاقة بينكم وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان؟
- على أحسن ما يرام، فالتمارين المشتركة التي تقرّرها القيادتان تنفذ بالتنسيق الكامل وكان آخرها تمرين مشترك بين الوحدة الإيطالية والجيش اللبناني حول «فرضية عمل عدائي داخل بقعة العمليات»، وكذلك المحاضرات المشتركة حول دور الجيش ودور قوات اليونيفيل مثلاً، وغيرها. واعتباراً من 15 أيلول بدأت الدوريات المتجاورة على الخط الازرق.
فحسب توجيهات القيادة تقوم دورية من الجيش اللبناني وأخرى من اليونفيل في الوقت نفسه وتبقيان متجاورتين ومتصلتين بالنظر، وكل ذلك تعزيزاً للتعاون في الدوريات والتدريب تنفيذاً للقرار الرقم 1773 المتعلّق بالتجديد لقوات اليونيفيل.


• ما هي أهم الأحداث التي عرفها قطاع جنوبي الليطاني؟
- أهم الأحداث: التفجير ضد القوات الإسبانية، وعملية إطلاق الصواريخ، وإنفجار القاسمية، وفي هذه كلها كان الجيش أول الواصلين الى مكان الحدث حيث كان يتخذ التدابير اللازمة. وثمة حدث آخر كان ذا وقع كبير وذلك يوم خرق العدو الإسرائيلي الشريط الشائك المتطابق مع الحدود الدولية والخط الأزرق في منطقة مارون الراس. وجّه الجيش إنذاراً للقوة المخترقة التي أصرّت على الدخول، فأطلق الجيش النار على الجرافة المتـقـدّمــة، فانكفــأت القوة الإسرائيلية وعادت أدراجها إلى داخل فلسطين المحتلة.
وختـم العميـد الركـن مطـر حديثه بالاشارة الى أن تجربة قطاع جنوبي الليطاني هي تجربة فريدة فـي الجيــش، وهـي أول قـوة تتشكّـل عبر تاريخـه بهـذا الحجــم أي بحــجــم فرقــــة (4 ألوية وتعزيزاتها).