ملف

قمة بيروت وجهت نداء للسلام وحققت الإجماع والمصالحة
إعداد: الهام تابت

واسرائيل ردت بمزيد من النار والمجازر

أطلقت قمة بيروت نداء للسلام عبر المبادرة التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز, وأقرت بالإجماع كمبادرة عربية تهدف الى إحلال السلام في المنطقة.
في المقابل ردت اسرائيل بمزيد من أعمال التدمير والقتل والترويع في الأراضي الفلسطينية المحتلة, مواجهة قمة السلام بقمة الإرهاب.
فما أن انطلقت المبادرة من بيروت وبدأت أصداء الترحيب بها تتوالى دولياً, حتى تحولت المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية الى ساحات للدمار والمجازر, حيث الحصار مفروض حتى على القتلى والجرحى والكنائس...
الرد الإسرائيلي الذي نجح في حجب الأفق أمام منطق التسوية وتأجيج منطق الصراع, نجح أيضاً وأولاً, في تقديم ترجمة بالغة الصدق لنوايا أصحابه.
القمة العربية التي عقدت في بيروت في 27 و28 آذار الماضي تحت عنوان “قمة الحق العربي”, حققت نتائج مهمة جعلتها تستحق وصفها بالقمة التاريخية.
وقد تمثلت هذه النتائج في محاور أساسية ثلاثة.
فهي أولاً, حققت إجماعاً حول مبادرة السلام السعودية التي تبنتها القمة وصدرت في “إعلان بيروت” تحت عنوان مبادرة السلام العربية, لتؤكد رغبة العرب في السلام مقابل إنسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.
وهي ثانياً, أيدت ما سعى لبنان بشدة الى تأكيده عبر ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى مع الوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.
وهي ثالثاً, كانت قمة المصالحات والتضامن, إذ تحققت خلالها مصالحة مزدوجة بين العراق وكل من الكويت والسعودية. ومن شأن هذه المصالحة أن تطلق مسيرة إنهاء أزمة استمرت نحو 12 عاماً وكانت لها تداعيات جمة على واقع العلاقات العربية ­ العربية.
الى ذلك, شهد المـلوك والرؤساء والقادة العرب لحسن تنظيم لبنان للقمة وإدارته لها, ونوهوا بالجهود التي بذلها على المستويات كافة لانجاحها, وذلك في ما يتعلق بالتدابير الأمنية وسواها.
هنا قراءة في وقائع مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في بيروت في الدورة 14 لمجلس الجامعة العربية, وأيضاً قراءة في وقائع الرد الإسرائيلي بالحديد والنار على المبادرة السلمية.

 

الجلسات والوقائع

انعقـدت القمـة في فندق فينيسيا, وشاركت فيها وفود من 22 دولة. وهنا أسماء رؤسـاء الوفـود: ملك المغرب محمد السادس, ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة, ولي العهد السعـودي الأمير عبدالله, الرؤساء: الجزائري عبد العزيز بوتفليقة, والسوري بشار الأسـد, والتونسي زين العابدين بن علي, واليمني علي عبدالله صالح, والجيبوتي اسماعيل عمر غيله, والصومالي عبد القاسم صلاد حسن, ونائـب الرئيـس الإماراتي رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ مكتـوم بن راشد آل مكتوم, ونائب قائد مجلس الثورة العراقي عزت ابراهيم, والنـائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه, ورؤساء الوزراء: الأردني علي أبو الراغب, والمصري عاطف عبيد, والقطري الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني, والموريتـاني الشيـخ العافية ولد محمد خونا, والنـائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيـخ صباح الأحمد الجابر الصباح, ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد, ووزير الخارجية الليبي عبد السلام التريكي, ورئيـس الـوزراء اللبناني رفيق الحريري مترئسـاً الوفد اللبنـاني بعـد تولي الرئيس لحود رئاسة المؤتمر, ورئيس الدائرة السيـاسية في منظمـة التحـرير الفلسطينية فاروق القدومي مترئساً الوفد الفلسطيني.
وحضر القمة رئيس الوزراء الإسباني رئيس الإتحاد الأوروبي خوسيه ماريا أسنار, والممثل الأعلى للسيـاسة الخارجية والأمن المشتـرك في الإتحاد الأوروبي خافيير سولانا, الأمنـاء العامون للأمم المتحدة كوفي عنان, وجامعـة الدول العربيـة عمرو موسى, ومنظمـة المؤتمر الإسلامي عبد الواحد بلقزيـز, ومنظـمة الوحـدة الإفريقيـة عمـارة عيسى, والمنظمـة العالمية للفرنكوفونيـة بطـرس بطرس غالي, وعـدد كبير من الـوزراء والرسميين اللبنانيـين, وممثلو الطوائـف اللبنانية وشخصيـات سياسية وديبلوماسية وإعلامية.

 

الأردن

إفتتحت القمة أعمالها في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر السابع والعشرين من آذار 2002, واستهل رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب جلسة الإفتتاح بإلقاء كلمة رئيس الدورة السابقة للقمة العربية العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. ومما جاء فيها:
... انصبت جهودنا طوال العام الماضي على وضع حد لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعمال قتل وتدمير وحصار, وحض المجتمع الدولي على الزام اسرائيل ما اتفقت عليه مع الجانب الفلسطيني والعودة الى المفاوضات توصلاً الى تسوية عادلة, بالاستناد الى قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي توصل اليها الطرفان.
وقد استند التحرك الاردني لتطويق الازمة ووقف الاعتداءات التي يتعرض لها هذا الشعب الشقيق, الى المرتكزات الآتية:
­ اولاً: ان المشكلة في اساسها مشكلة سياسية وليست امنية, ولا بد من التعامل معها على هذا الاساس. فقد كان تعثر العملية السلمية وتفجر الاوضاع في المنطقة بسبب مماطلة اسرائيل في تنفيذ ما اتفقت عليه مع الجانب الفلسطيني ومحاولتها التملص من هذه الالتزامات...
­ ثانياً: قامت عملية السلام على اساس من الشرعية الدولية وقراري الامم المتحدة 242 و338 ومبدأ الارض في مقابل السلام. وعلى ذلك, فليس من حق اي جهة ان تجري اي تعديل على هذه المرجعيات او تسعى الى ايجاد تفسيرات جديدة لها بهدف التنصل من التزاماتها او التراجع عما وقعته من اتفاقات.
­ ثالثاً: ان عملية السلام كل لا يتجزأ, والسلام العادل والشامل والدائم الذي تتطلع اليه شعوب المنطقة لن يتحقق الا بعودة الحقوق العربية كاملة الى اصحابها, وفي مقدمها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وايجاد تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين, واستعادة سوريا الشقيقة ارضها المحتلة في الجولان بانسحاب اسرائيل منها حتى خطوط الرابع من حزيران, وانسحابها ايضاً من بقية الاراضي اللبنانية في مزارع شبعا.
­ رابعاً: ان السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة سيادة الاخ ياسر عرفات هي القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني. وعلى ذلك, فلا بد من الوقوف في وجه اي محاولة لتهميشها او اضعافها او ايجاد بديل منها. وان ذلك سيؤدي ايضاً الى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في الاراضي الفلسطينية وفي المنطقة بأسرها.
وانطلاقاً من هذه المرتكزات الرئيسية, قمت بصفتي رئيساً للقمة العربية, بالاتصال بمختلف الاطراف المعنيين بعملية السلام, وفي مقدمهم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والصين والامم المتحدة وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية...
اما بالنسبة الى الحالة بين العراق والكويت, فقد اتفقنا في قمتنا الاخيرة في عمان على ضرورة بذل مزيد من الجهود لطي صفحة الماضي وعودة العلاقات الطبيعية بين الاشقاء الى ما كانت عليه...
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو, لقد شكلت العمليات الارهابية التي تعرضت لها بعض المدن الاميركية في ايلول الماضي تحدياً جديداً للعرب والمسلمين. فقد استغل بعض الجاهلين لطبيعة العقيدة الاسلامية ومبادئها وقيمها النبيلة هذه الاحداث لتشويه صورة الاسلام والمسلمين. وكان لا بد لنا من التواصل مع الرأي العام الغربي لتفنيد هذه الاتهامات. وقد اكدت للادارة الاميركية وكل المسؤولين الغربيين الذين التقيتهم الموقف العربي من هذه الاحداث والذي يستند الى الحقائق الآتية:
­ اولاً: ان العالم العربي يدين الارهاب ويرفضه بكل اشكاله. وان العقيدة الاسلامية بريئة من كل هذه الاتهامات الباطلة, فالارهاب لا يرتبط بدين معين ولا بشعب دون غيره من الشعوب.
­ ثانياً: ان العالم العربي يرفض بشدة اي محاولة لاستغلال هذه الاحداث لضرب اي قطر عربي او تحميله المسؤولية عنها او الوقوف وراءها. كما ان محاولة الربط او المقارنة بين هذه الاحداث وما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة امر مرفوض ولا اساس له من الصحة.
­ ثالثاً: ان مكافحة الارهاب في العالم ينبغي الا تقتصر على الاعمال العسكرية, وانما لا بد من ايجاد الحلول الجذرية والعادلة لكثير من المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها العديد من الشعوب...
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو, ان اسرائيل تحاول ان تقنع العالم بأن امنها سيظل مهدداً حتى لو وصلت الى تسوية مع الاشقاء الفلسطينيين بدعوى ان السلطة الوطنية الفلسطينية غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها, بسبب التدخل العربي في قراراتها. وعلى ذلك فلا بد من تأكيد التزام الجميع قرار قمة الرباط عام 1974 الذي يتطلب منا جميعاً احترام قرارات السلطة الوطنية الفلسطينية ودعمها, باعتبار انها القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني, ودون التدخل في قراراتها او التشويش عليها. فهي ادرى بمصالح شعبها ومعاناته تحت الاحتلال...

 

لبنان

ثم ألقى رئيس القمة العماد إميل لحود كلمة أعلن فيها أن قمة بيروت محطة تاريخية ليوجّه العرب الى العالم رسالة واضحة عنوانها السلام, محدداً لهذه الرسالة عنوان كل السلام في مقابل كل الحقوق أرضاً وعودة. هنا نص كلمة الرئيس لحود:
اشقائي, اصحاب الجلالة والفخامة والسمو
يسعدني ويشرفني ان ارحب بكم اجمل ترحيب, في بلدكم لبنان, تحلّون فيه اهلاً واخوة. ويطيب لي ان انقل اليكم مشاعر الغبطة والسعادة التي تغمر كل الشعب اللبناني لوجودكم اليوم بيننا. هذا الشعب الذي يكن لبلدانكم العزيزة كل الخير, والذي تربطه بشعوبكم الشقيقة كل المحبة واواصر القربى وعمق التاريخ. فباسمه واسمي ادعو الله تعالى ان يوفقنا في هذه القمة, لما فيه خير امتنا وصلاح امورنا واسترداد حقوقنا.
ايها الاخوة الاعزاء
ابدأ كلمتي بتوجيه اعمق الشكر, باسمكم جميعاً, الى اخي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني, عاهل المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة, للجهود التي بذلها خلال رئاسته الدورة السابقة لهذه القمة. كما اشكره على حسن الضيافة والرعاية التي اكرمنا بها خلال انعقاد قمة عمان, وندعو لجلالته وللشعب الاردني الشقيق بدوام التوفيق والتقدم والاستقرار. كما يسعدني ان اشكر اخي صاحب السمو زايد بن سلطان آل نهيان على مبادرة الامارات العربية المتحدة الشقيقة لتجييرها دورها في استضافة هذه القمة الى لبنان, تقديراً منها لملحمة التحرير التي خاضها الشعب اللبناني ضد الاحتلال الاسرائيلي.
ايها الاخوة الاعزاء
في هذه اللحظة تحديداً تتجه انظار العالم الينا ولا سيما العالم العربي والاسلامي. وهم ينتظرون منا الكثير في ظل هذه الظروف المصيرية التي تعقدت خلالها المعطيات الدولية والاقليمية, بحيث بات من الضروري وضعها على بساط البحث لاستخراج رؤية واضحة واعتماد مواقف مسؤولة تخدم اهدافنا وتلبي طموحات امتنا.
تنعقد قمة بيروت اليوم, بعد مرور سنة على اجتماعنا في عمان, وقبلها في القاهرة, فيما مسلسل الاجرام الاسرائيلي يحصد يومياً مئات القتلى والجرحى, من ابناء الشعب الفلسطيني الباسل. كما يشرد آلاف العائلات ويهدم مئات المنازل والمؤسسات والمنشآت ويقتحم القرى والمخيمات, بينما كل العالم تقريباً, في صمت مشين واستنكار خجول.
لقد مضى ما يزيد على ثلاثين عاماً على قرارات الشرعيـة الدولية, الداعية اسرائيل الى الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة, كما مضى ما يزيد عن نصف قرن على قرارات اخرى تلزم اسرائيل اعادة الشعب الفلسطـيني الى ارضه. ومــنـذ ذلك الحين, الى مـؤتمر مدريد, مروراً بمناورات اوسلو, وصولاً الى ما يسمى توصيات ميتشل وتقرير تينيت, سارت الامور من سيّىء الى اسـوأ, فاصبحت سياسـة اسرائيل اكثر اجراماً وتوسعاً, واصبـح الشعب الفلسطيـني اكثـر تشـرداً والماً. ولكـن من رحم هذا الظلـم والالم خرجت المقاومة والانتفاضة, واصبحنا امام فجر جديد يبشر بعودة الحق وقرب الخلاص.
اليوم, وبعدما بزغ فجر المقاومة والانتفاضة, جاؤوا يتحدثون عن وقف العنف في الاراضي المحتلة, متجاهلين اي مضمون سياسي يرتبط بمفاوضات لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. وماذا يعني وقف العنف فقط, بين المحتل والمقاوم للاحتلال, غير بقاء الاحتلال مستقراً وآمناً الى ما لا نهاية؟ اليوم, ودعماً لاسرائيل في حربها ضد المقاومة والانتفاضة, يحمل بعض الدول ضدنا عناوين الارهاب. وكنا نحن العرب اول من استنكره وادانه, ويتناسون ان الاحتلال هو الارهاب الاكبر, ويتناسون انهم في اميركا, كما في اوروبا وغيرها, حرروا ارضهم في الماضي بالمقاومة. كما يتناسون ايضاً ان جماعات الارهاب التي يتهموننا بها, انما نشأ معظمها على ايديهم. اما نحن, فيطلبون منا ان ندفع الثمن مرتين: مرة عندما كانوا اصدقاءها, ومرة اخرى بعدما اصبحوا اعداءها. ومن هذا المنطلق تحديداً, فإن التضامن العربي يحتم علينا اعتبار اي استغلال لهذا الوضع ضد اي دولة عربية اعتداء علينا جميعاً.
ايها الاخوة والاعزاء
يقولون ان الامور في المنطقة وصلت الى طريق مسدود. اما نحن فنـقول ان الطـريـق كـان مسدوداً من البدايــة من اسرائيل. وهذا ما اوصــل الامور الى ما هي عليه اليوم. نعم ايها الاخوة, كان لا بد لهذا الانفجار ان يحصل, كما لا بد له ان يتطور مستقبـلاً, بعدما سـدت اسرائيل من البدايـة, ولا تزال تسد كل الطـرق, امام تنفيذ قرارات الشرعية الدولية 194 و242 و338 و425. والكـل يعرفون انهـا لم تنسحـب من معظم الجنـوب اللبنـاني الا تحت وطأة المقـاومة. وهي لن تستجيــب لحق الشعب الفلسطيني الا تحت وطــأة الانتفاضــة, ولا سيما حقـه في العودة التي كرسـهـا القـرار الدولي رقم 194, والذي استند اليه اتفـاق الطائف والدستـور اللبناني برفض اي شكل من اشكال التوطين في لبنان.
ان الخطر الكبير الذي يدهمنا ليس السياسة الاجرامية الاسرائيلية, لأن التاريخ علمنا ان هكذا سياسة ستكون حتماً خاسرة, في نهاية المطاف. ان الخطر الكبير يكمن في ان نقبل بالضغوط الدولية التي تريد منا ان نبادل وقف المقاومة والانتفاضة بوقف العنف, لا بزوال الاحتلال وعودة الحقوق. ونحن اذا قبلنا بمثل هذه المقايضة نكون قد تنكرنا لتضحيات آلاف الشهداء الذين سقطوا ونكون قد خسرنا القضية.


ايها الاخوة
ان المقايضة الوحيدة المسموح بها قومياً وتاريخياً يجب ان تكون في مقابل تنفيذ اسرائيل قرارات الشرعية الدولية, وعلى رأسها الانسحاب الكامل من كل الاراضي العربية المحتلة, الى حدود الرابع من حزيران عام 1967 وحق العودة للشعب الفلسطيني الى ارضه.
ان المقايضة اذا حصلت يجب ان تكون بين تضحيات المقاومة والانتفاضة والسلام العادل والشامل. وهذا وحده السبيل الى استقرار حقيقي في المنطقة. ان قمة بيروت هي محطة تاريخية, ليوجّه العرب الى العالم رسالة واضحة عنوانها السلام, كل السلام في مقابل كل الحقوق, ارضاً وعودة, والا وجدنا انفسنا مجدداً امام المزيد من المآسي والفرص الضائعة.
اخوتي, اصحاب الجلالة والفخامة والسمو
اكرر ترحيبي بكم جميعاً, في بلدكم لبنان, وانقل الى بلدانكم الحبيبة وشعوبكم الشقيقة تحيات كل الشعب اللبناني, داعياً ان يوفقنا الله في هذه القمة لما فيه الخير والصواب.

 

الاتحاد الأوروبي

بعد ذلك كانت كلمة رئيس الوزراء الإسباني خوسيه أسنار الذي تترأس بلاده الإتحاد الأوروبي, ومما جاء فيها:
انه لشرف كبير ان اكون بصفتي رئيس الحكومة الاول في الاتحاد الاوروبي الذي تستضيفه قمة عربية في جلستها الافتتاحية. ويضاف الى هذا الشرف الحس بالمسؤولية الذي اشعر به.
اسمحوا لي في البدء ان اتوجه بالشكر الى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود لدعوته اياي كما اود ان اتوجه بالتحية الى الرئيس ياسر عرفات, الرئيس الشرعي للسلطة الفلسطينية.
نحن نجتاز من دون شك ظروفاً حرجة...
ان اعين العالم اجمع موجهة الى بيروت, ولا يمكننا الا ان نأمل, ان نرى بصيص نور من هذه القمة.
ان بيروت, وهي المدينة التي تعيش في صورة ملموسة جهود اعادة اعمارها, وقد ارتكزت على تطلعاتها الى السلام والعيش المشترك, يجب ان تساهم في شكل فاعل في جغرافيا السلام التي تضم الى اليوم مدناً مثل مدريد, وأوسلو, وكمب ديفيد وطابا وشرم الشيخ.
ان كل المبادرات اصبحت واضحة, ولكن كل شيء يبقى ناقصاً اذا لم نضف اليه امراً اساسياً الا وهو الارادة. هذه الارادة, هي التي تقرر بناء سلام وسط العنف, وضد العنف رغم العنف (...).
ان اشهـراً وسنوات من العنف يجب ان تكون قد علمتنا انه لا يمكن تصور حل عسكري لهذا النـزاع. كما انه لا يمكن ان نبني سلاماً يتجاهل الآخر او يكنّ له العداء. علينا ان ننزع كلياً فكرة انه يمكننا ان نبني السلام من دون ان نأخذ في الاعتبار التطلعات المشروعة للطرف الآخر وحقوقه...
ان مبادرة السلام السعودية المستندة الى مبدأ العلاقات الطبيعية الكاملة في مقابل الانسحاب الكامل استناداً الى قرارات الامم المتحدة, تقدم فرصة فريدة.
اذا كنا اضعنا في السابق فرصاً عدة, فعلينا ألا نُضيع فرصة اضافية...

 

الأمم المتحدة

بعد أسنار كان الكلام للامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومما قاله:
(...) ليس في العالم اليوم صراع كالصراع الاسرائيلي ­ الفلسطيني من حيث وضوح حله, وسعة نطاق الاتفاق على ذلك الحل, ومن حيث ضرورة ذلك الحل بالنسبة الى سلام العالم.
غير انه من المفجع انه ليس هناك صراع مثل هذا الصراع يبدو الطريق الى حله مفعماً بهذا القدر من الكراهية وعدم الثقة او معرضاً الى هذا الحد للتأثر بأعمال المتطرفين.
وهذه مفارقة ينبغي الا تدوم. بل علينا, من خلال التحلي بالشجاعة السياسية وبروح القيادة, ان نسد الفجوة بين رؤيتنا للسلام والواقع الحالي للصراع.
ان هناك حلاً لهذه المفارقة, وهو ان يعيد زعماء الجانبين, وبخاصة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تأكيد السلام كخيار استراتيجي, على أساس تسوية عادلة ودائمة وشاملة...
والاقتراح المهم الذي طرحه سمو الامير عبدالله ولي عهد المملكة العربية السعودية يمكن ان يكون الاساس. فهذا الاقتراح, الذي يستند الى مبدأ الارض في مقابل السلام, يقدم رؤية واضحة ومقنعة. ولم يسبق ان كان البحث عن السلام والاستقرار اكثر الحاحاً من الآن. وانا اناشدكم اليوم, في سياق السعي المستميت الى السلام والاستقرار, ان تتحدوا في دعم هذه الرؤية لتبينوا للعالم ­ وللطرفين ­ استعدادكم لمساعدتهما في خياراتهما الحاسمة من اجل السلام...

 

المؤتمر الإسلامي

الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي عبد الاله بلقزيز قال في كلمته امام القمة:
(...) تأتي مشاركة منظمة المؤتمر الاسلامي في هذه القمة, تعبيراً عن حقائق ثابتة راسخة تتمثل بعمق الروابط والوشائج التي تجمع ابناء الامتين على مدى قرون طويلة, بما جعل العروبة والاسلام صنوين...
لقد رحبت منظمة المؤتمر الاسلامي بالمبادرة التي اطلق فكرتها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية, وقد سرّنا ان تلقى هذه المبادرة استجابة تلقائية من لدن كثير من الاوساط العربية والاسلامية والدولية, مما ساعد على كسر طوق الجمود الذي كان يحوط هذه القضية, ووضع اسرائيل على المحك, لتظهر حقيقة نياتها في انهاء هذه الازمة, وفي رغبتها في عودة السلام والطمأنينة الى منطقة الشرق الاوسط.
وممـا يزيد تأييـدنا لهذه المبادرة واهتمامنا بها, انها اعادت الى الصف العربي وحدته امام التعنـت الاسرائيلي, وساندت الموقف الفلسطيني الحالي بموقـف عربي متماسك في مواجهة الغاصب الاسرائيلي, واعادت توحيد المسارات العربية التفاوضية معه, بما يحبط محاولة اسرائيل الانفراد بالشعب الفلسطيني. ونأمل في ان تتواصل الجهود ­ بعد اقرار هذه المبادرة عربياً ­ لتأخذ في ما بعد صيغة دولية...

 

منظمة الوحدة الإفريقية

والقى الامين العام لمنظمة الوحدة الأفريقية عمارة عيسى كلمة باسم المنظمة جاء فيها:
(...) اود ان اغتنم هذه الفرصة كي اعبّر مجدداً عن تضامن منظمة الوحدة الأفريقية الراسخ مع الكفاح العادل والمشروع الذي يخوضه الشعب الفلسطيني, المحافظ دوماً على الروابط التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب الافريقية والعربية...
ان العالم العربي الذي ظل دائماً يسعى الى تحقيق تسوية شاملة وعادلة ودائمة للنزاع الذي يستوجب انسحاباً تاماً لاسرائيل من جميع الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة, قد اقترح خطة للسلام من خلال مبادرة سمو الامير عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية.
لا شك في ان هذه فرصة جديدة يجب اغتنامها لاستعادة الاستقرار والامن في المنطقة.

 

منظمة الفرنكوفونية

في كلمته شدد الامين العام لمنظمة الفرنكوفونية بطرس بطرس غالي على ان اقامة الدولة الفلسطينية حق مقدس ومشروع, ودعا مؤتمر القمة العربية الى حشد الجهود لتنفيذ قرارات الامم المتحدة الداعية الى انسحاب اسرائيل من كل الاراضي العربية المحتلة منذ عام 1967.
وحيا غالي في كلمته الشعب الفلسطيني الباسل وقائده ياسر عرفات الذي يناضل هو وشعبه ضد حرب الابادة...
وابرز غالي اهمية العلاقات التي تربط المنظمة الدولية للفرنكوفونية بجامعة الدول العربية, وهي علاقة وثيقة ومتشابكة. وهناك سبع دول اعضاء في جامعة الدول العربية اعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
واوضح ان حوار الثقافات والحضارات يمثل اولوية للمنظمة الدولية للفرنكوفونية...
ومن خلال التعاون الدولي, تعمل منظمة الفرنكوفونية على التغلب على الهوة التي تفصل بين الشمال والجنوب سعياً الى اقامة علاقات اقتصادية عادلة ومتوازنة تؤدي الى تنمية حقيقية...
وختم بالقول ان الحوار ضرورة للتعايش المشترك ولتعزيز التفاهم المتبادل في سبيل النهوض والتقدم والتنمية الشاملة لشعوب هذه الامة.

 

السعودية

بعد استراحة قصيرة استؤنفت الجلسة مع كلمة الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي, الذي أعلن مبادرته لاحلال السلام أمام القمة العربية. وبكلمة الأمير عبدالله بدأت جلسة العمل الأولى. ومما قاله:
(...) ان من يتابع انتفاضة اشقائنا في فلسطين التي يدعمها كل العرب والمسلمين يدرك ان الصمود لا ينضب, وان الشجاعة لا تتراجع, وان الحق يعلو ولا يُعلى عليه, وقد ادرك كل صغير وكبير في فلسطين ان لا طريق الى تحرير ارضه او ترابه الا بالكفاح والصمود, او بالسلام العادل الشامل, لذلك على حكومة اسرائيل ان تعي ذلك وتدركه وتتلافاه, بنهجها طريقاً آخر هو السلام.
ان العرب عندما قرروا قبول السلام خياراً استراتيجياً لم يفعلوا ذلك عن عجز مهلك او ضعف قاتل, وان اسرائيل تسرف في الخطأ اذا تصورت انها تستطيع ان تفرض سلاماً ظالما ًعلى العرب بقوة السلاح.
ان السلام اتفاق حر بين طرفين متساويين. ولا يمكن ان يعيش سلام قائم على القمع او القهر. لقد قامت العملية السلمية على اساس واضح لا لبس فيه وهو الارض في مقابل السلام, وهذا الاساس هو الذي قبله المجتمع الدولي بأسره, وجسده قرار مجلس الامن رقم 242 وقرار مجلس الامن رقم 338 كما تبنته قرارات مؤتمر مدريد عام 1991, واكدته قرارات الاتحاد الاوروبي وغيره من المنظمات الاقليمية, واكده من جديد, هذا الشهر مجلس الامن في قراره رقم 1397.
ايها الاخوة الكرام
من الواضح في اذهاننا, وفي اذهان اشقائنا في فلسطين وسوريا ولبنان ان النتيجة الوحيدة المقبولة لعملية السلام, هي الانسحاب الاسرائيلي الكامل من كل الاراضي العربية المحتلة, وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف, وعودة اللاجئين. ودون هذه النتيجة, تصبح العملية السلمية اضاعة للوقت, وتلاعباً بالالفاظ, ومجرد مناورات تقود الى حلقة مفرغة من العنف...
واسمحوا لي هنا بأن اتوجه بحديثي, مباشرة الى شعب اسرائيل لأقول له ان تجربة العنف عبر اكثر من 50 عاماً لم تنتج سوى المزيد من الدمار, وان المجتمع الاسرائيلي لا يزال ابعد ما يكون عن الامن والسلام رغم التفوق العسكري ورغم محاولات القهر والاذلال.
ان السلام ينبع من القلوب والعقول, لا من فوهات المدافع ونيران الصواريخ. لقد آن الاوان كي تراهن اسرائيل على السلام, بعدما راهنت على الحرب, خلال العقود الماضية, دون جدوى. ولكن يجب ان يكون مفهوماً لاسرائيل, وللعالم كله, ان السلام والاحتفاظ بالاراضي العربية المحتلة نقيضان لا يجتمعان. ..
اننا نؤمن بحمل السلاح دفاعاً عن النفس وردعاً للعدوان, لكننا نؤمن بالسلام اذا جاء قائماً على العدل والانصاف منهياً للعدوان...
ايها الاخوة الكرام, انطلاقاً مما تقدم, ومن مكاني بينكم, ومعكم, وبكم, بعد الله جل جلاله, اقترح ان تتقدم الجامعة العربية بمشروع عربي جماعي واضح الى مجلس الامن, مشروع يقوم على امرين اساسيين: العلاقات الطبيعية والامن لاسرائيل في مقابل الانسحاب الكامل من جميع الاراضي العربية المحتلة والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, وعودة اللاجئين. واناشد في الوقت نفسه كل الدول الصديقة في كل مكان من العالم ان تقف بشرف الانسانية لدعم هذا التوجه الذي يستهدف ازاحة خطر الحرب المدمرة وتحقيق السلام لجميع شعوب المنطقة بلا استثناء...

 

 المغرب

والقى العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يترأس لجنة القدس كلمة شدد فيها على أهمية العمل لتبقى القدس الشرقية مدينة عربية واسلامية, معلناً تأييده للمبادرة السعودية, ومما قاله:
(...) ان الجميع, سواء في الوطن العربي او خارجه يتابعون باهتمام اشغالنا, وينتظرون ما ستسفر عنه من نتائج. فعلينا ان نبرهن اننا في مستوى رفع التحديات واننا قادرون على بلورة مواقف مسؤولة تمكننا من استعادة حضورنا الوازن في مجرى الاحداث الدولية بدل نهج سياسة التفرج والانتظار, التي تجعلنا على هامش التاريخ, كما يريد ذلك خصومنا.
ورغم ما قد يكون لدينا من تصورات متعددة لمسار الاحداث, وأبعاد العلاقات الدولية, التي افرزتها اعتداءات الحادي عشر من ايلول, فإن ذلك لا ينبغي ان يكون سبباً للخلاف, بل حافزاً على ترسيخ التوافق, توصلاً الى مواقف حازمة ومؤثرة ما دمنا نلتقي على هدف واحد. ان اختيارنا للسلام كان دائماً عن اقتناع وارادة. لكن الطرف الآخر لم يستجب لما قدمناه من مبادرات صادقة تتضمن رؤيتنا ومفهومنا للسلام بكل ابعاده. وكما هو شأننا في كل ظرف عصيب, ها هي امتنا العربية على موعد مع التاريخ, بالمبادرة الحكيمة, التي تقدم بها أخونا صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبد العزيز, ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وقد باركت المملكة المغربية هذه الخطوة السديدة لأنها فضلاً عن توقيتها المناسب ومراميها النبيلة, تعبر عن ارادة عربية صادقة, في تحقيق السلام العادل والدائم والشامل... واني لأدعوكم اخواني القادة العرب الى ان نلتف بالاجماع حول هذه المبادرة, جاعلين منها خطة عمل عربية, حتى نكون منسجمين مع المشروع العربي للسلام, الذي اعتمدناه في قمة فاس عام 1982, ومع تشبثنا الراسخ بالسلام الذي كان اساس المشاركة العربية في مؤتمر مدريد على قاعدة الشرعية الدولية المنسجمة مع رسالتنا الحضارية القائمة على السلام والتعايش.
لقد أجهض اعداء السلام مبادرات عربية ودولية عدة في هذا الشأن. وحتى لا يكون تاريخنا هو تاريخ الفرص الضائعة, فإن علينا عدم الاكتفاء بمجرد الاجماع العربي حول المبادرة السعودية لأن هذا الاجماع ليس غاية في ذاته, بل هو منطلق للتحرك الدؤوب من اجل حشد أكبر دعم دولي نافذ لها بغية ضمان تفعيلها على أرض الواقع على نحو أمثل.
وبصفتي رئيساً للجنة القدس, اجدد التأكيد ان مدينة مهد الاديان يجب ان تظل عربية اسلامية وفضاء للتعايش والتسامح بين الاديان السموية, وان هذه المدينة المقدسة لا يمكن ان تكون الا كذلك مهما كان الامر وتحت أي ذريعة...

 

البحرين

ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة دعا في كلمته الزعماء العرب الى حضور القمة المقبلة في المنامة. وشكر لبنان على إستضافته لهذا اللقاء.
وختم قائلاً: نبارك مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز, وندعو جميع الأشقاء الى مساندتها وتقويتها لتأخذ المكانة الدولية التي اخذتها بالفعل من هذا اليوم.

 

سوريا

الرئيس السوري بشار الاسد تناول في كلمته مجمل القضايا الساخنة من الارهاب الى الاحتلال, الى مبادرة ولي العهد السعودي الامير عبدالله لاحلال السلام. واذ اعلن ان هذه المبادرة لا تخرج في اي شكل من الاشكال عن الثوابت القومية دعا الى تحصينها واقترح قطع العلاقات العربية مع اسرائيل حتى تحقيق السلام الشامل والعادل ودعم المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وجاء في الكلمة:
يطيب لي في مستهل كلمتي ان اتوجه بأحر التهاني الى فخامة الرئيس اميل لحود رئيس الجمهورية اللبنانية والى الشعب اللبناني الشقيق على استضافته مؤتمرنا هذا, كما اعبر عن شكري لكل من ساهم في الاعداد لهذا المؤتمر وعمل على توفير السبل وتهيئة الاجواء الكفيلة بانجاحه. ورغم انعقاده في جو دولي قلق ووضع عربي ساخط على التدمير المنهجي الذي تقوم به اسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني في ظل العجز العربي, الا ان لقاءنا اليوم على ارض لبنان الذي تضافرت فيه جهود الدولة والمقاومة لدحر الاحتلال الاسرائيلي هو في ذاته عامل يدفعنا الى التفاؤل بامكان تحقيق النتائج المرجوة من هذا المؤتمر. ولقد اعتدنا ان نقول في كل لقاء ومناسبة ان الظروف الآن دقيقة وخطيرة, ولا نعتقد ان الظروف منذ اكثر من خمسة عقود كانت غير ذلك, فدائماً يزداد الخطر وكثيراً ما تزداد سوءاً لولا بعض النقاط المضيئة التي تبقى بارقة امل. وعلى ما يبدو واضحاً حالياً انها قد تتجه نحو الاسوأ وهي ليست دعوة للتشاؤم او الخوف بل هي دعوة الى جدية اكثر والى تفكير اعمق في كيفية تلافي الآثار التي يمكن ان تنجم عن عدم رؤيتها او فهمها او اهتمامنا بأمور وتفاصيل قد تبدو صغيرة وبسيطة لكنها تحمل في طياتها اخطاراً كبيرة وقد تكون نتائجها غير معكوسة. وكلما كانت التغييرات سريعة وجذرية كلما كانت احتمالات الوقوع في الخطر اكبر وبالتالي يجب ان يكون اداؤنا في الوقت الراهن اكثر دقة. والتغييرات الهائلة التي حصلت في القمتين السابقة والحالية والتي تمسنا مباشرة لم تعد كما هي العادة تقتصر على منطقتنا فقط بل مست كل العالم دون استثناء. فحولته وهو الذي لم يكن في الاساس متوازناً عالماً فاقداً الصواب والعقل والمنطق. وربما نستطيع في هذه القمة ان نساهم مع الآخرين من العقلاء في العالم في اعادة شيء من التوازن والاتزان. وهذا يعطي قمتنا العادية اهمية استثنائية فنستشف من خلالها ما اذا كان قد بقي صوت يسمع او موقف يؤثر في مجرى الامور في الاوقات المصيرية. ولتحقيق ذلك هناك طريق واحد لا بديل منه وهو التمسك اكثر من قبل بالثوابت القومية ووحدة الصف والكلمة.
بين القمتين برز العديد من القضايا, بعضها طارئ وبعضها استمر, في مقدم هذه الامور الطارئة موضوع الارهاب. فكلنا عشنا تلك المرحلة وما زلنا نعيش ما حصل. وكل الدول العربية قامت بادانة ما حصل في 11 ايلول بالاضافة الى دول العالم الاخرى. وقد نددنا بما حصل في 11 ايلول لدواع مختلفة قبل الدوافع السياسية. اولاً الدافع الاخلاقي: نحن كعرب في مختلف ادياننا نرفض الارهاب وقيمنا تنبذ الارهاب. وهناك الدوافع الانسانية؛ فنحن اكثر شعب في العالم يستطيع ان يقدر ماذا يعني ان نتعرض لبعضنا بعضاً بالارهاب. فنحن تعرضنا لهذا الارهاب بالشكل المطروح حالياً وتعرضنا للارهاب بشكله الاسرائيلي بمعنى الاحتلال والاضطهاد والقتل عبر التاريخ. ايضاً كانت هناك ادوات سياسية لبعض الدول. لكن ماذا كانت النتيجة؟ كانت ان العرب اتهموا بالارهاب وان الاسلام اتهم بالارهاب وان اسرائيل اصبحت دولة مكافحة للارهاب, وان المقاومة اصبحت ارهاباً. نلاحظ ان المصطلحات قلبت بشكل كلي وهذا هو الخطر الحقيقي, الخطر الحقيقي والاكبر ليس بالحرب العسكرية, هي خطر ولكن الخطر الاكبر هو في تشويه المصطلحات ومعانيها وبالتالي تشويه القيم والمفاهيم. اذاً علينا ان ندقق في المفاهيم التي نطرحها دائماً وخصوصاً في مؤتمرات القمة العربية.


ما الذي حصل لاحقاً نتيجة الموجة التي اجتاحت العالم بعد 11 ايلول؟
انتشر الخوف في كل مكان واصاب جزءاً من العرب من دون مبرر. البعض كان يقول لو كان الأمر بيدي لغيّرته, والبعض الآخر طالب بالتنازل عن بعض الحقوق بحجة استيعاب العاصفة لكنهم لم يفرقوا بين الانحناء للعاصفة واقتلاع الجذور من الارض. عندما يكون هناك عواصف نحن في حاجة اكثر الى التمسك بالثوابت والمبادئ التي هي الجذوع. والعاصفة مهما استمرت فستنتهي وعندما سنحاول الوقوف بعد غياب العاصفة لن نستطيع اذا لم يكن هناك جذور, وبالتالي عندما يكون هناك عواصف فيجب ان نتمسك اكثر بالثوابت فالعواصف تذهب وتأتي اما الحقوق فاذا ذهبت فلن تعود.
طالبنا البعض بالتزام مكافحة الارهاب, طالب العرب بشكل عام وكأن كل تاريخنا في مكافحة الارهاب وقبل العبارات التي صدرت قبل 11 ايلول وبعده لا تكفي للقول ان العرب هم ضد الارهاب وهم اول من كافح الارهاب. سوريا كانت من اوائل الدول التي دعت الى عقد مؤتمر دولي لتعريف الارهاب ومكافحته وارسلنا وفداً ليزور دولاً اوروبية عدة وكانت النتيجة انهم لم يهتموا بهذا الأمر.
طبعاً الدول العربية قامت بشيء مشترك في فترات مختلفة وخصوصاً في التسعينات وايضاً لم يكن هناك اهتمام بهذا الأمر. يبدو انهم من هيأوا هذه الارضية وفتحوا المجال للتحويلات المالية التي كانت تذهب الى الارهابيين وللتسهيلات الاعلامية وغيرها التي كانت تسمح لهم ببث السموم في عقول الآخرين. يعرفون طبعاً ان الارهابيين لم ينشأوا في منطقتنا بل في مناطق اخرى لكن احياناً الصدمة تؤدي الى استنتاجات خاطئة, نحن نقدر ان الصدمة تؤدي الى فقدان الصواب وبالتالي فقدان التفكير, ومن الممكن ان يكون من الصعب عليهم ان يصدقوا ان العرب في هذه النقطة كانوا ابعد رؤية منهم. ايضاً حددوا من هي الدولة الارهابية, الجهة الارهابية والشخص الارهابي ويحددون عنا ونحن علينا ان نصمت ونلتزم ونقتنع بما يقولون. هم يعرفون عنا اكثر مما نعرف انفسنا. ومن الطبيعي ان نرفض اي مصطلح لا يأتي من منطقتنا. من الممكن لطبيب في غرب العالم ان يكون مختصاً بمرض ما في شرق العالم, لكن من المستحيل على اي شعب او جهة او دولة ان تكون مختصة بقضايا الشعوب الاخرى. قضايا الشعوب هي من اختصاص الشعوب فقط الا اذا ارادت هذه الشعوب ان تدعو احداً لمشاركتها في قضاياها, وبالتالي قضايانا هي ملكنا ولا نقبل اي شيء يمسنا يأتي من الخارج وبالتالي نحن من يحدد القيم التي يجب ان نسير عليها.
طالبناهم بالتفريق بين المقاومة والارهاب طبعاً هذا بعد 11 ايلول. قالوا الآن هذا ليس وقت تعريف الارهاب دعونا نكافح الارهاب ثم نتحدث في هذا الموضوع. هم يريدون ان يكافحوا عدواً لا يعرفون شيئاً عنه. ان الفرق بين المقاومة والارهاب واضح وبسيط, هو كالفرق بين صاحب الحق ومغتصب الحق. اما بالنسبة الى الارهاب فإننا نطرح اسئلة بسيطة تدل على ان هناك امكانات, لكن لا توجد رغبة في تعريف الارهاب في الوقت الحالي. هل التفجير هو ارهاب؟ بكل تأكيد الكل سيقول هو ارهاب. هل ابادة شعب هي ارهاب؟ بكل تأكيد سيقول الكل هي ارهاب. هل الاحتلال هو ارهاب؟ انهم لا يستطيعون ان يفكروا في ذلك. ان كل هذه الامور هي عكس المقاومة او ان المقاومة هي عكس هذه التعابير او الصفات. وهذه الصفات والامور هي التي تقوم بها اسرائيل, وتمارسها. اسرائيل نموذج حي بالنسبة الينا لمن لا يفهم الارهاب ليفهمه بشكله العملي واعتقد ان كل العالم اليوم اصبح يعرف, لكن احياناً لا يريد ان يعترف بهذه الحقيقة, طُرح مصطلح وسمعناه اليوم في احد خطب احد الضيوف حول مصطلح ضرب المدنيين والابرياء. ويا للاسف طرحت سابقاً وكلنا سقطنا في هذا الفخ عن حسن نية وبدأنا نتجادل مسؤولين ومثقفين وصحافيين هل هذا يجوز او لا يجوز؟ طرح عدم ضرب المدنيين الابرياء هو مصطلح صحيح لكن ليس في هذه الحالة, نحن الآن امام حالة احتلال وضرب المدنيين والابرياء. عندما يكون هناك دولتان متجاورتان وهناك عمل عسكري فهو شيء وعندما يكون هناك احتلال فالموضوع شيء آخر. ليست القضية قضية مدني وعسكري, في كل الاحوال العسكري هو انسان ذو شرف اما المحتل فهو انسان من دون شرف. المحتل لا يوصف بالمدني او العسكري, المحتل يوصف بأنه مسلح او غير مسلح, هذا بشكل عام, اما بشكل خاص في الحالة الاسرائيلية فالكل مسلحون, المستوطنون مسلحون كالجيش الاسرائيلي وهم ساهموا في قتل الفلسطينيين والتهجير وبكل الامور, حتى المستوطنات مبنية من الاساس على شكل نقاط عسكرية للحرب وحياتهم هي حياة حرب وقتل. في اسرائيل الكل مسلح. وبكل الاحوال المصطلح المعتمد بالنسبة الينا هو ان المقاومة حق مشروع ضد الاحتلال. اي محتل هو محتل ولا فرق, مسلح او غير مسلح فهو محتل والمقاومة هي حق للاحتلال.
الارهاب لم يولد في 11 ايلول, واذا كان بالنسبة الى بعض الدول قد عرف اخيراً فنحن عشناه كما قلت عبر التاريخ ونعرفه تماماً. ولكن ما حصل يبرر لهم بأن المواطن في دولهم اغلى من كل المواطنين في العالم ولكن لا يبرر ان يكون مواطنهم بالنسبة الينا اغلى من كل المواطنين في العالم. بالنسبة الى كل دولة في العالم مواطنها هو اغلى وهذا يعني ان الشعور الذي يتولد لدينا مما يحصل في فلسطين لا يمكن ان يوازيه اي شعور آخر من شعور تجاه هذه القضية. لا يمكن ان نشعر بالآخرين قبل ان نشعر بشعبنا الفلسطيني او اي شعب عربي آخر, يدمر او يقتل. نرفض اي مصطلح او تعريف يأتينا من الخارج ونحن الاقدر على اعطاء شهادات حسن سلوك بالنسبة الى الارهاب ولا داعي ان يزايد علينا احد في هذه القضية.


لا يمكن ان نسير خلف حديثي العهد في موضوع مكافحة الارهاب, جميعنا عانينا من الارهاب وجميعنا كدول كافحنا الارهاب, ومعظمنا اثبت في التجربة انه كان ناجحاً في مكافحة الارهاب ونحن نسير في هذا الموضوع بمعنى الارهاب, الحديث منذ عقود كلنا كدول عربية, ويأتي احد من الخلف ليسير معنا فكيف نتبعه؟ هو يتبعنا.
رغم كل هذه الظروف الصعبة وغير الموضوعية يؤكد العرب مرة اخرى تمسكهم بالسلام العادل والشامل, ومن هنا تأتي مبادرة الامير عبدالله التي لا تخرج في اي شكل من الاشكال عن الثوابت القومية التي نتحدث عنها دائماً: الانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة حتى عام 1967, الدولة الفلسطينية, العاصمة القدس الشرقية, حق العودة وغيرها من الثوابت التي نتحدث فيها دائماً. وهي تهدف لتؤكد للعالم مرة اخرى اننا نريد السلام بخاصة اننا نعيش في عالم ينسى بسرعة ويشوه الحقيقة بسرعة اكبر وبسهولة اكبر. هذه المبادرة بالنسبة الينا هي سلة الافكار, نضع فيها هذه الثوابت والافكار لنقدمها للعالم ونمد يدنا الى العالم مرة اخرى. واي عمل سياسي فيه دائماً جانبان. هناك الجانب التكتيكي والجانب الاستراتيجي واحياناً العرب يركزون على الجانب التكتيكي وينسون الجانب الاستراتيجي وهو الاهم والاخطر اذا لم تتم ممارسته بشكل دقيق, فدائماً تكون النتيجة ثمناً كبيراً قد يدفع لاحقاً. لن اتكلم على شيء تكتيكي فأحياناً يفهم التكتيك بمعنى المناورة لكن اقول على المدى القصير او بشكل مباشر ستقوم هذه المبادرة بالتأكيد على السلام اولاً, رغبة العرب في السلام وبفضح الاسرائيليين الذين لا يرغبون في السلام على المدى البعيد. اي شيء نطرحه سيتحول الى مرجعية وبالتالي دائماً يجب ان نكون حريصين الا يكون هناك محاولة استغلال من الآخرين من خلال ثغرة ما لا ننتبه اليها لأننا دائماً نعتمد على حسن نيتنا, الاصدقاء العرب, وننسى سوء نية الآخرين. في حال تم تبني هذه المبادرة الآن في هذه القمة فيجب تحصينها, ونحن سنطرح نقاطاً عدة. اولاً اريد ان اوضح عملية السلام. هناك احياناً خلط بين مصطلح عملية السلام والسلام. عملية السلام هي المصطلح الاشمل الاوسع يتضمن ادوات ومبادئ واهدافاً, السلام وغيره من الامور. كل شيء له علاقة بالسلام يأتي تحت عنوان عملية السلام, هي تتكون من عنوانين اساسيين: الارض عنوان او عنوان فرعي, والسلام.
مبدأ هذه العملية هو الارض في مقابل السلام. الارض هي عبارة عن عنصر واحد لا يتجزأ. لا يوجد نصف ارض ولا ربع ارض ولا ثلاثة ارباع ارض. يوجد ارض فقط, عنصر واحد, اما ان يأتي كاملاً او يبقى حتى يعود كاملاً.
اما السلام فيتكون من عناصر عدة منها مثلاً موضوع المياه, موضوع العلاقات, الترتيبات الامنية, نزع أسلحة الدمار الشامل والاسلحة النووية الموجودة لدى اسرائيل.
هذا محور. لا يمكن ان يكون هناك وجود للعنصر الثاني, السلام, من دون العنصر الاول. عنصر الارض لا يفاوض عليه, عناصر السلام كلها قابلة للتفاوض والمناقشة. بعد بداية عملية السلام عام 1991 طلبت سوريا ضمانات من رعاة عملية السلام تؤكد او تضمن استعداد اسرائيل للانسحاب من الارض السورية كاملة. تمخضت المشاورات في ذلك الوقت عن وديعة رابين.
طبعاً هذه الوديعة تنص على انسحاب اسرائيل الكامل من كل الاراضي في الجولان حتى عام 1967, قتل رابين وتوقفت عملية السلام. عندما عاد الحديث عن عملية السلام في نهاية التسعينات, طالبت سوريا مرة اخرى بابراز هذه الوثيقة الضمان. طبعاً انكرت الادارة الاميركية انها موجودة, واتهمت سوريا بأنها تقول كلاماً غير صحيح لأشهر عدة. وبعد ذلك ولا نعرف كيف وفجأة تذكرت الادارة ان هذه الوديعة موجودة. لكنهم قالوا ان هذه الوديعة ليست وثيقة, هي ورقة لا ورقة. بعدها كانت نتيجة هذه الورقة لا ورقة, ان الارض اصبحت لا ارض, ونتيجة الارض لا ارض هو سلام لا سلام, واعتقد اننا اذا استمرينا في المستقبل في مفاوضات على هذا المنوال من المصطلحات العجائبية, فسوف تتحول الحقوق الى لا حقوق ومن ثم الهوية الى لا هوية والعرب الى لا عرب ونصبح جزءاً من الماضي.
هذه اول نقطة تطرح في اي حديث عن السلام بالنسبة الينا, اذا لم يكن هناك ضمانات واضحة بالنسبة الى استعادة الارض كاملة حتى حدود الـ 1967. وهذا يكون من خلال تعهد اسرائيلي, وثيقة اسرائيلية رسمية معلنة امام كل العالم انها سوف تنسحب كاملاً من الارض او بالحد الادنى اعلان اسرائيلي امام كل العالم انهم سينسحبون من الارض كاملة. عدا ذلك نحن نضيع وقتنا بأية مفاوضات ولن يكون هناك مفاوضات اذا لم يكن هناك تعهد واضح لأننا لا نريد ان ندخل في حالة ضبابية.
النقطة الثانية, وهي موضوع الرعاية, هناك دائماً خلافات بين دول عربية وغير عربية في منطقتنا, خلافات على الارض, وبعض هذه الخلافات تم حله والبعض الآخر لم يحل بعد, لكن المفاوضات دائماً مستمرة بشكل مباشر ومن دون وساطات. السبب ان هذه الشعوب تعيش عبر التاريخ بعضها مع بعض وهناك علاقات صداقة او اخوة بين الدول المختلفة. اما في حالة اسرائيل فالوضع مختلف. اسرائيل وجدت في عام 1948 من خلال قرار دولي, وجدت من خلال القتل والارهاب والتوسع. هي فرضت نفسها بشكل دولة عدوة, حتى بشكل لم تحاول ان تظهر دولة صديقة. اتت على شكل دولة, ارادت ان تقول للجميع: انا دولة عدوة سأقتل وادمر واحتل واتوسع. وبالتالي سلام مع دولة من هذا النوع لا يمكن ان يكون الا من خلال طرف ثالث. اي مفاوضات مباشرة لا قيمة لها ان لم يكن لها راع, الطرف الثالث هو راع. ما هو دور هذا الراعي؟ هل الراعي هو وسيط, اي دولة تستطيع ان تكون وسيطاً وترسل مبعوثين ويكونون ناقلين للافكار وللرسائل وغير ذلك. هل تقدم هذه الدولة الراعية المكان؟ اي دولة اخرى تستطيع ان تقدم المكان.


اذاً ما هي مهمة هذا الراعي؟ ان مهمته كالقاضي الذي يكون مؤتمناً على قانون معين اقره المجتمع الدولي, ومهمة هذا القاضي ان يتابع تنفيذ هذا القانون خلال المفاوضات ويضغط على الجهة التي لا تلتزم تنفيذ القانون. ولاحقاً من يعطل عملية السلام تتم معاقبته. هذه هي المهمة الاولى للراعي. الحقيقة ان الرعاية خلال السنين العشر الماضية هي رعاية فاشلة بكل المقاييس, مع تفاوت في الفشل بين مرحلة واخرى وبين فترة واخرى.
اسرائيل كوفئت وهي تقف ضد السلام والعرب عوقبوا وهم يقفون مع عملية السلام, وخضعت هذه الرعاية لمزاجات بعض الموظفين الصغار في الادارة, واحياناً تخضع للاعتبارات الانتخابية واحياناً تخضع لبعض المشاكل الشخصية لدى البعض فيها.
عملية السلام والرعاية في حاجة الى استمرار. المطلوب من اية رعاية تطرح في المستقبل هو ان يتحدد دور هذا الراعي, اما ان نحدده نحن او يحددونه هم. يحددون دور هذا الراعي وطريقته بالرعاية, يجب ان نعرف اي مفاوضات ندخل اليها. يجب ان توضع معايير تحدد ماذا تعني كلمة التزام او عدم التزام لعملية السلام. اسرائيل تقتل كل يوم ولأشهر. وفجأة يظهر على الاعلام اصغر مسؤول اسرائيلي ليقول نحن نريد السلام فليبدأ كل العالم بالتصفيق. لا يوجد معايير, المعايير هي الكلام. نحن نريد ان نبحث عن معايير لها علاقة بالتطبيق.
النقطة الثالثة, يجب ان نحدد كيفية معاقبة وكيفية الضغط على الجهات التي لا تلتزم عملية السلام. اقترح على القمة تشكيل لجنة من الدول المعنية بعملية السلام بالاضافة الى المملكة العربية السعودية والامين العام لشرح مبادرة الامير عبدالله اي تتبناها. وفي حال تم تبنيها من القمة في الدول الاعضاء في مجلس الامن, ورئاسة الاتحاد الاوروبي ومنظمة الامم المتحدة, اقترح متابعة دعم الانتفاضة مادياً ومعنوياً واتخاذ قرار باطلاق طابع باسم الانتفاضة في كل الدول العربية يعود ريعه لمصلحة الانتفاضة على ان تحدد الآليات لاحقاً.
اقترح قطع كل الدول العربية علاقاتها مع اسرائيل حتى يتحقق السلام العادل والشامل المرتبط بالانسحاب الكامل من كافة الاراضي التي احتلت عام 1967.
اقترح دعم اي مقاومة ضد اي احتلال وفي مقدمها المقاومة اللبنانية حتى تحرير الاراضي اللبنانية كاملة.
اختم كلمتي بالقول: معنا في القمة آمال الشعب العربي ومعنا ايضاً احباطاته المتتالية. ليس بالضرورة ان تتطابق سياسات الحكومات مع طموحات الشعوب لكن يجب ان تتكامل ولم يعد هناك الكثير من الفرص لاضاعتها. وانعقاد هذا المؤتمر في لبنان, هذا البلد الذي قدم الكثير الى العرب ولم يأخذ شيئاً, هو فرصة كبيرة كي تساهم القمة في ترسيخ التكامل بدلاً من تكريس الافتراق.

 

جيبوتي

والقى رئيس جمهورية جيبوتي اسماعيل عمر غيلا, كلمة جاء فيها:
(...) ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قمع وقتل وتدمير, يتنافى مع كل الاعراف الدولية والقانون الدولي وكل ما توصل اليه بني البشر من تقرير لاحترام الانسانية التي صدر لغايتها الاعلان العالمي لحقوق الانسان قبل اكثر من 50 عاماً. ان عالمنا العربي ما زال متمسكاً بالسلام خياراً استراتيجياً. ولا يفوتني في هذه المناسبة ان اهنئ صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الذي منح فرصة جديدة لعملية السلام التي كانت على فراش الموت, ونالت مبادرته ترحيباً عربياً وعالمياً. كما رحبت بها الدول المحبة للسلام قبل ظهورها في صيغة مكتوبة, واكدت للرأي العام الاسرائيلي والدولي مرة اخرى ان العرب دائماً كانوا دعاة سلام. ولا نرضى اطلاقا ان نتنازل عن شبر واحد من اراضينا المحتلة...

 

الصومال

جلسة العمل الثانية عقدت في الساعة السادسة تقريباً من بعد الظهر, افتتحها الرئيس لحود ومن ثم تعاقب على الكلام رؤساء وفود عدة.
رئيس جمهورية الصومال عبد القاسم صلاد حسن قال:
(...)ان جمهورية الصومال تؤيد المبادرة الشجاعة التي أعلنها صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي. ان هذه المبادرة التي أطلقت للعالم أجمع إن العرب يريدون السلام العادل والشامل, السلام الإستراتيجية الذي يرتكز على القرارات الدولية ذات الصلة, والتي تنص على إنسحاب كامل من كل الأراضي الفلسطينية ومرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على التراث الفلسطيني عاصمتها القدس الشريف, وبما يحقق مبدأ الارض في مقابل السلام واعطاء كل ذي حق حقه, حيث تعيش كل شعوب المنطقة في سلام وأمن وإستقرار.
أيها الأخوة, تعرضت المنطقة العربية منذ أحداث الحادي عشر من أيلول لاتهامات غير عادلة, دارت على بعض الدول العربية والإسلامية خصوصاً, حتى أن بعض الأوساط لجأ الى ربط الإرهاب بالدين الإسلامي الحنيف, مع يقينه أن الإسلام بريء من ذلك وأنه ليس لهذا الإرهاب دين ولا وطن, بل هو ظاهرة عامة والأمثلة على ذلك كثيرة. وعلى هذا فإن موقفنا من الإرهاب هو محاربته, وقطع دابره أينما وجد وحيثما حل.

 

 مصر

رئيس وزراء مصر عاطف عبيد ألقى كلمة بلاده معتبراً أن المبادرة السعودية تؤكد الثوابت وأن أمام العرب تحديات أبرزها تحدي السلام لإستعادة الأرض. ومما قاله:
تجتمع قمتنا اليوم في ظل تحديات اقليمية ودولية متزايدة, فرضت في منطقة اوضاعاً تستلزم منا ردة فعل عربية موحدة تدعمها ارادة عربية صلبة قادرة على الدفاع عن امتنا العربية, وعن قضايانا المصيرية وحقوق شعبنا في العيش بسلام واستقرار.
قد سئمت شعوبنا العربية ما ترتكب اسرائيل من انتهاكات لترسيخ احتلالها للاراضي الفلسطينية ولقمع المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني في سبيل انهاء الاحتلال وانشاء دولته المستقلة ذات السيادة. كما ملّت شعوبنا المواقف الدولية المتخاذلة بازاء الموقف الاسرائيلي المتعنت وتجاه التجاهل المتعمد للاحتلال الاسرائيلي للجولان السوري ولمزارع شبعا وغيرها من الاراضي اللبنانية...
وفي موازاة التدهور الحاد للاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة, تعرضت امتنا العربية لحملة ظالمة في اعقاب احداث 11 سبتمبر (ايلول) وضعتنا جميعاً في موقع المدافع عن العروبة التي قامت وستظل على التسامح والمودة وليس على العنف والعدوان.
ورغم الادراك الدولي لخطورة هذه الحملة, مما ادى لتراجعها في شكل كبير في الفترة الاخيرة, مما لا شك فيه ان امامنا الكثير في مجال العمل العربي المشترك لاظهار الوجه الحقيقي لعالمنا العربي ولأمتنا الاسلامية, وللتأكيد ان اختلافنا عن الحضارات الاخرى في العادات والتقاليد والقيم لا يعني اختلافاً في الرغبة في العيش معها في تناغم وتعاون واستقرار وتفاعل معها لتحقيق المصلحة المشتركة لشعوبنا.
ان ما نحتاج اليه اليوم اكثر من اي وقت مضى هو تعزيز تضامننا العربي وتفعيل آليات عملنا العربي المشترك لمواجهة هذه التحديات وغيرها.
ان التحديات امامنا كبيرة ولكننا قادرون على التغلب عليها بتضامننا ووحدتنا وثقتنا بأنفسنا, بحضارتنا وقيمنا وبرغبتنا في ان تعيش الاجيال المقبلة في سلام ورفاهية...
ونؤكد اليوم على المبادرة السعودية لتحقيق السلام, نؤيدها ونساندها اذ تؤكد وبشكل قاطع الثوابت العربية وتقوم على قواعد صلبة وتجمع بين الحق والعدل والشرعية الدولية. نؤكد استعدادنا للدخول في علاقات سلام طبيعية مع اسرائيل في اطار سلام شامل اذا ما انسحبت من كل الاراضي العربية التي احتلتها حتى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 وتوصلت الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين, يتفق عليه وفق قرار الجمعية العامة 194, واعادة القدس الشريف ليصبح عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تقام على الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967 في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة...

 

السودان

النائب الأول لرئيس جمهورية السودان علي عثمان طه تحدث عن مجموعة تحديات تواجه العالم العربي ومما قاله:
(...) ان تحدي السلام الذي يواجهنا الآن ليوفر لشعبنا في فلسطين حقه في استعادة أرضه وفي قيام دولته هو تحد لنا, ولا بد لنا ونحن نستند الى مقررات الشرعية الدولية والقرارات الصادرة في شأن العمق العربي, أن نؤكد عزمنا على المضي معاً من أجل تعزيز هذه الوقفة الشجاعة والصلبة للشعب, لننتقل خطوات على سبيل التجسيد على الصعيد العالمي دفعاً لحقه في أن يتبلور في إقامة دولته وفي إستعادة الأراضي العربية في لبنان وفي سوريا وأن يكون للاجئين حق العودة الى ديارهم. وهذا التحدي في هذه الأركان هو ما عبرت عنه مبادرة سمو ولي العهد السعودي الأمير عبدالله والتي تجد منا التأييد والمساندة بحسبانها تحقق نقلة لتحقيق وتأمين جهد الدم والبذل الذي يقدمه الشعب الفلسطيني الآن, ليتحول الى حماية للحق وفرصة للتعايش وتحقيق السلام والإستقرار لأهلنا في فلسطين, وللطرف الآخر في إسرائيل إذا ما استجاب لهذه المعطيات التي تقوم على ثوابت الأمة وعلى ما أقرته مقررات الشرعية الدولية في القرارات المتعاقبة...

 

الكويت

كلمة الكويت ألقاها نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي أيد مبادرة الأمير عبدالله وقرار مجلس الأمن الرقم 1397 الداعي الى قيام دولة فلسطينية. ومما جاء في كلمته:
(...) دولة الكويت تدين الاعتداءات الوحشية الاسرائيلية على اهلنا في الاراضي العربية, وتؤكد وقوفها الى جانب الشعب العربي الفلسطيني المناضل, ودعم صموده ونضاله من اجل تحرير ارضه واقامة دولته المستقلة على تراب وطنه.
لقد اختارت الدول العربية منذ 1991 السلام العادل والشامل منهجاً وخياراً استراتيجياً, ايماناً منها بأن السلام ينبع من ارادة الجميع ويترسخ بالتطبيق الصالح لكل الاتفاقات والالتزامات الدولية.
ومن هذا المؤتمر تأتي مبادرة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبد العزيز آل سعود لتؤكد الموقف العربي المبدئي الذي يعبّر عن الايمان بأن الحلم السلمي هو خيار استراتيجي لتحقيق السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الاوسط.
ان دولة الكويت تعلن تأييدها لهذه المبادرة السلمية وتؤكد انها تأتي في سياقها التاريخي مكملة لنضال الشعب الفلسطيني ولاقامة دولته المستقلة. وكذلك تأتي معبّرة عن الرغبة الصادقة في تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في المنطقة. وفي هذا السياق فإن الكويت تود ان تعبر عن دعمها وتأييدها كذلك لقرار مجلس الامن الرقم 1397 الداعي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة, مما يعكس اعتراف المجتمع الدولي بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولة مستقلة على ترابه الوطني. ان السلام الشامل والعادل والدائم لن يتحقق الا باستئناف مفاوضات السلام على كل المسارات وتنفيذ اسرائيل الكامل لقرارات الشرعية الدولية وخصوصاً قرارات مجلس الامن ذات الصلة بعملية السلام, بما في ذلك مرجعية مؤتمر مدريد وانسحاب اسرائيل الكامل من الجولان واستكمال الإنسحاب من الجنوب اللبناني...

 

اليمن

الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أيّد مبادرة ولي العهد السعودي الامير عبدالله في شأن احلال السلام في المنطقة وجعلها مبادرة عربية على ان توضع لها آلية تكفل تنفيذها.
وقال في كلمته في مؤتمر القمة العربية:
(...) ان الارهاب الذي صار نهجاً لصيقاً بسياسة اسرائيل, وما تمارسه من اقتحام للمخيمات وتدمير للمنازل والمنشآت وقتل للأبرياء ومنع وسائل الاسعاف الطبي من أداء عملها واغتيال رموز الانتفاضة الفلسطينية, كل هذه اجراءات تحاول بها اسرائيل اخضاع الشعب الفلسطيني وارغامه على الاستسلام والرضوخ لشروط الحل العسكري. ورغم ذلك, ان الحل العادل والسلام الشامل المستند الى قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة لا يزال هو الخيار العربي.
وفي هذا السياق, فاننا نؤيد رؤية أخي العزيز صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبد العزيز في شأن احلال السلام العادل باعتبارها تعبيراً عن الرغبة الصادقة في تحقيق السلام. ونحن نؤيد الاتجاه الى ان تتحول هذه الرؤية مبادرة عربية جماعية, على ان تتخذ لها الآلية المناسبة التي تكفل تنفيذها. ونقترح في هذا الصدد ان يقوم وفد يتم اختياره من القمة, من اصحاب الجلالة الملوك, والامراء والرؤساء, للتحرك مع الولايات المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والدول الاوروبية لاقناعها بإلزام اسرائيل قبول المبادرة كاطار لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

 

العراق

رئيس الوفد العراقي الى القمة العربية عزت ابرهيم امل في وقوف الدول العربية الى جانب بلاده واتخاذ موقف مساند للعراق في وجه ما تقوم به الولايات المتحدة من انتهاك لقرارات مجلس الامن وتهديدها المستمر لوحدة اراضي العراق وسلامته الاقليمية. كما امل في التوصل الى اتفاق لاعادة العلاقات الطبيعية مع الكويت.
وجاء في كلمته: تأتي قمتنا في ظل التحدي الكبير الذي تواجهه امتنا العربية وعالمنا الاسلامي, والناجم عن تعمد بعض الدول الغربية ايجاد ارتباط مصطنع لكل من العروبة والاسلام بالارهاب في محاولة لتشويه الحضارة العربية الاسلامية صانعة العدل والحرية والسلام, بينما تغض النظر عن الارهاب الوحشي والجرائم التي يقترفها الكيان الصهيوني يومياً بحق شعب فلسطين الصامد, منتهكاً بذلك جميع الشرائع والمواثيق الدولية.
لقد حققت الانتفاضة المباركة منذ اندلاعها في ايلول نتائج ايجابية كبيرة لشعب فلسطين وللامة العربية عندما دافعت ببسالة منقطعة النظير عن كرامة هذا الشعب الصامد وامته العربية...
ان الامة العربية مطالبة اليوم بأن تنتصر للانتفاضة وتقدم لها الاسناد السياسي الكامل والاسناد المادي, كل على قدر طاقته...
ان تحديات المرحلة التي تواجه الامة العربية تتطلب تحقيق التضامن العربي الذي يكفل الحفاظ على المصالح القومية العليا وعلى امن الدول العربية. ولذا فإننا نؤكد حرص العراق على امن جميع الدول العربية بما في ذلك امن دولة الكويت. وفي وقت نأمل فيه التوصل الى صيغة واتفاق للتآلف الاخوي واعادة العلاقات الطبيعية بين العراق والكويت, فإننا نود ان نؤكد انه حتى ان لم نتوصل الى مثل هذا الاتفاق فإننا ملتزمون احترام سيادة دولة الكويت واستقلالها واستقرارها وامنها وحرية اراضيها, ضمن حدودها المعترف بها دولياً.
واما ما يتعلق بقضية العراق, فقد مضت على احداث الخليج ثلاثة عشر عاماً وكان من المفترض ان يرفع الحصار الجائر عن العراق وتنتهي عملية استمرار تدمير بنيته التحتية ومعاناة شعبه, منذ الانسحاب في شباط بموجب قرارات مجلس الامن ذات الصلة, ولكن اميركا لم يكن همها انسحاب العراق من الكويت او معاونة العرب على حل مشاكلهم الداخلية, انما اتخذت من الموضوع غطاءً لتبعد العراق عن الامة العربية...
ان العراق كان ولا يزال يأمل في ان تقف الدول العربية الشقيقة الى جانبه وتنتصر لحقه وفق ما قررته الامم المتحدة, وان يكون للدول العربية موقف مساند للعراق بوجه ما تقوم به الولايات المتحدة من انتهاك لقرارات مجلس الأمن وتهديدها المستمر لوحدة أراضي العراق وسلامته الإقليمية.
وفي الوقت نفسه فإن المسؤولية القومية ازاء شعبنا في لبنان والتقدير للتضحيات الجليلة التي قدمها وفاء لمعاني الانتماء الى امته, يفرضان قيام الدول العربية بتنفيذ التزاماتها الاقتصادية تجاه لبنان والعمل على جدولتها, حتى يتسنى للجميع الوفاء بها...
كما نؤكد ان المسؤولية القومية تقتضي وقوف الامة العربية الى جانب الشقيقة سوريا في صمودها وموقفها المبدئي الشجاع وإصرارها على تحرير ترابها المحتل من دون مساومة او تنازل عن حقوقها, والتزاماً من العراق لواجبه القومي ازاء كل اشقائه فإننا نعلن امام جمعكم الكريم حرص العراق على اسناد الشقيقة سوريا بكل وسائل الاسناد المتاحة (...).

 

موريتانيا

رئيس الوزراء الموريتاني الشيخ العافية ولد محمد خونا شدد على ان السلام يبقى النهج القويم لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة, واعلن دعم بلاده لمبادرة ولي العهد السعودي الامير عبدالله لتحقيق السلام بين العرب واسرائيل.
وقال: ان خيار السلام في الشرق الاوسط الذي تبنيناه جميعاً خياراً استراتيجياً يبقى في منظورنا النهج القويم لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة في السلام والامن والبناء. ومن هذا المنطلق فإن الجمهورية الاسلامية الموريتانية تؤكد مجدداً مساندتها ودعمها الكاملين للمبادرة التي تقدم بها صاحب السمو الامير عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة.

 

ليبيا

رئيس الوفد الليبي الى القمة عبد السلام التريكي طالب بالوقوف مع الفلسطيني ليس بقرار يصدر عنا ولكن بالمال وبالسلاح وفتح الجبهات, مستلهماً مما قدمه شعب لبنان والمقاومة اللبنانية من أجل الأمة العربية ومن أجل تحرير لبنان.
ومما قاله: لبنان الصديق ولوحده اجبر العدو الصهيوني وللمرة الاولى على ان يخرج من الارض العربية من دون تفاوض ومن دون مساومة ومناورة ومن دون اي تنازل. وهذا مفخرة الامة العربية, مفخرة لنا جميعاً.
نجتمع اليوم وفي فلسطين شعب يقاتل من اجل تحرير ارضه. لا يقاتل بالقرارات ولا بالمؤتمرات ولكن بسفك الدم الغالي من اجل تحرير ارض فلسطين, ارض العرب.
لقد اعطى الشعب الفلسطيني مثلاً في البطولة والاستشهاد ورفع راية الامة العربية عالياً بعدما شعرنا في فترة بالخجل من انفسنا, ونحن نُعد بالملايين امام قلة من الصهاينة المرتزقة...
ان انعقاد مؤتمرنا في لبنان, وفي هذه الظروف بالذات, يجب ان يؤكد للفلسطينيين اننا جميعاً معهم, نقف وراءهم ونساندهم, ليس بقرار يصدر عنا ولكن بالمال والسلاح وفتح الجبهات, فلنترك للمقاومة العربية ايضاً ان تؤدي دورها, جنباً الى جنب مع المقاومة الفلسطينية...
نحن نريد السلام ولكننا لا يمكن ان نطبع مع العدو. السلام لا يعني التطبيع واقامة العلاقات.
ثم قال: اقترح سموّ الامير عبدالله مبادرة سياسية, تعبّر عن نبله الشخصي ورغبته ورغبة بلاده في احراج العدو الصهيوني ونأمل في ان يتم ذلك. ولا يستطيع احد منا ان يرفض ما جاء في مبادرة سمو الامير عبدالله. نحن مع الانسحاب الكامل ومع عودة الشعب الفلسطيني بالكامل ولكن ذلك يجب ان لا يكون ثمناً لنا لنقيم علاقات مع الكيان الصهيوني. مسألة اقامة علاقات, كيفما كانت مسمّياتها امر نرفضه...

 

تونس

كلمة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي التي وزعت على الحاضرين جاء فيها:
تنعقد قمتنا والامة العربية تمر بظروف بالغة الدقة, في ظل ما تشهده الاراضي الفلسطينية من اعتداءات اسرائيلية متواصلة, تستهدف الشعب الفلسطيني الشقيق وسلطته الوطنية, وتدفع بكل المنطقة الى ويلات الحرب.
(...) كما اننا نؤكد ان السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط, لا يمكن ان يتحقق من دون استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة, بما في ذلك حقه في اقامة دولته المستقلة على ارضه وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين, واسترجاع الشقيقتين سوريا ولبنان لاراضيهما المحتلة.
ونحن مدعوون في هذا الاطار الى وضع استراتيجية عربية في ضوء الافكار والمقترحات العربية المطروحة, ونبارك ما اشتملت عليه مبادرة صاحب السمو الملكي اخينا الامير عبدالله بن عبد العزيز آل سعود من مقترحات من شأنها ان تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, وتوفر عوامل السلم والاستقرار في المنطقة. ونحن نأسف لعدم وجود اخينا الرئيس المناضل ياسر عرفات بيننا في هذه القمة.
واعتباراً لاهمية المبادرة السعودية وما دأبنا عليه من متابعة دقيقة للمقترحات المقدمة في الشأن منذ قمة عمان, نقترح احداث لجنة توكل اليها مهمة تفعيل هذه المبادرة ومتابعة تنفيذها...

 

فلسطين

كما وزعت في الجلسة كلمة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي رحب بمبادرة الأمير عبدالله مؤكداً التمسك بالمبادرات. ومما جاء في الكلمة:
ها قمتنا العربية تنعقد في لبنان, على أرض هذا البلد, الذي يعانق المجد وفي عاصمته بيروت, الشامخة دوماً ­ بعزها وكبريائها, بيروت التي أذلت جميع الغزاة, ولقنت جميع المعتدين دروساً لا تنسى, وفي كنف شعبها اللبناني العربي الاصيل, صانع أروع صمود صور التلاحم مع شعبنا وأمتنا, وصاحب أروع المآثر في النصر على المحتلين الغزاة.
وها أمتنا العربية تجتمع في لبنان, وقد كان بودي ان أكون معهم ولكن تعرفون الظروف التي حالت دون ذلك, نعم لبنان الذي نسعد باستعادته لعافيته واستقراره, وتطوره وازدهاره.
هذه هي القمة العربية الثالثة, التي تداعينا لعقدها, خلال عام ونصف عام من عمر انتفاضة شعبنا الفلسطيني الثالثة المباركة, هذا الفصل الاصيل, من فصول نضالنا الوطني والقومي والتحرري, وتضاف الى قممنا العربية, التي هي رمز تضامننا العربي الاصيل, والمكان الاكثر شرعية وفاعلية لتدارس قضايا أمتنا العربية المجيدة, والتوافق على افضل الطرق, لصون وحدتنا العربية, ورفع مكانتها بين الامم, وضمان عزة شعوبنا, وحريتها وتقدمها وحماية مقدساتنا المسيحية والاسلامية...
انكم يا اصحاب الجلالة والفخامة والسمو الذين تجتمعون الآن في بيروت تتابعون وارجو ان تكونوا تتابعون هذه الحرب التي اعلنت علينا التي لم تترك مرفقاً ومعلماً دينياً او تعليمياً او طبياً او ثقافياً او امنياً الا الحقت به افدح الخسائر...
حرب لم تتوان فيها حكومة اسرائيل وجيش الاحتلال حتى عن استخدام الاسلحة المحرمة دولياً بما فيها الاورانيوم المستنفد والغازات وحتى النفايات السامة. ورغم ذلك, فإن شعبنا, بكل فئاته وقواه, يواصل وقفة الصلابة والايمان والصمود, حماية لمقدساتنا المسيحية والاسلامية ودفاعاً عن ارضنا ووجودنا, وعن الشرف الفلسطيني والعربي. وكلنا ثقة بهذا الايمان والصلابة لشعبنا وامتنا العربية بحتمية النصر, وحتمية تحقيق اهدافنا الوطنية والقومية والعربية, والتي قدمنا كأمة عربية قوافل الشهداء والجرحى والاسرى والمعتقلين دفاعاً عنها وعن مقدساتنا وحقوقنا, بما فيها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, هذا هو هدفنا وهو هدف امتنا العربية كلها, وهو كذلك اضحى محل تأييد ودعم وموافقة واجماع دولي كبير.
اننا ماضون على طريق هذا الهدف المشروع, دون التخلي عن خيار السلام الدائم والعادل والشامل, والمبادرات السياسية التي احترمها العالم ومنحنا بفعلها كل التأييد والدعم والرعاية, انطلاقاً من مؤتمر مدريد الارض في مقابل السلام وعلى اساس قرارات الشرعية الدولية 242 و338 و425 و194 الخاص باللاجئين, واخيراً قرار مجلس الامن الدولي 1397 لاقامة السلام الدائم والشامل في المنطقة كلها والذي ينسجم ويتفق مع قرارات القمم العربية...
اننا نريد حقوقنا الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف التي تؤيدها الشرعية الدولية, حقوق لاجئينا, حقنا في تقرير مصيرنا, واقامة دولتنا المستقلة على كامل الارض التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
اننا لا نريد رؤية هذا الاحتلال والاستيطان غير الشرعي وانما نريد سلام الشجعان من اجل اطفالنا واطفالهم بمستقبل مشرق ليعيشوا ويتعلموا جنباً الى جنب بسلام وامن واطمئنان...
وفي وقت يتطلع فيه العالم الى هذه القمة العربية فانني باسم الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية اؤكد ترحيبنا بالمبادرة المستنيرة والشجاعة التي اطلقها سمو ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبد العزيز آل سعود في شأن حل سلمي للصراع العربي ­ الاسرائيلي...
أخيرا, اقول لكم باسم شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط, باسم شهدائنا الابرار, باسم جرحانا ومعوقينا, باسم المدافعين عن مخيماتنا ومدننا وقرانا, باسم طليعتكم المدافعة عن شرف هذه الامة العربية وعزها وكبريائها, أقول لكم جميعاً باسم هؤلاء جميعاً, باسم فلسطين: ان شعبنا وأمتنا العربية والعالم, يترقبون قراراتكم, يترقبون خطاكم, ويواصلون الرهان على هذه الامة وعلى قادتها.

 


اليوم الثاني للمؤتمر

اليوم الثاني لمؤتمر القمة بدأ مع جلسة عمل عقدت في الواحدة إلا ربعاً وشهدت مصالحة علنية هي الأولى من نوعها بين السعودية والعراق منذ حرب الخليج.
وفي مستهل الجلسة أعطى رئيس المؤتمر العماد إميل لحود الكلام لرئيس الوفد الفلسطيني فاروق القدومي قبل أن تتحول الجلسة الى مغلقة.
ومما قاله القدومي في كلمته:
(...) قبلنا دعوات السلام وعقدنا اتفاقات عديدة, رفضتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة, وزادت على ذلك أنها بنت أكثر من 200 مستوطنة ولم تكتف بذلك, بل تراجعت اسرائيل في عهد شارون الى النقطة الصفر. فاعتدت على الحرمات المقدسة, واجتاحت الارض الفلسطينية, وحاصرت المدن والقرى, ودمرت المناطق السكنية, وقتلت الاطفال, وكل يوم تثبت بممارساتها الارهابية انها ترفض السلام وتغلق الباب أمام الفرص السانحة لتسوية عادلة. تحاصر أخي الرئيس أبو عمار, وتحاول ابتزاز القيادة الفلسطينية, ولكن القيادة الفلسطينية صامدة في وطنها مستمرة في مقاومتها مع شعبها للاحتلال والارهاب الاسرائيلي.
اننا نرى ان الولايات المتحدة الاميركية, مستمرة في ترددها في اتخاذ موقف حاسم يردع الشطط الاسرائيلي, علماً ان الولايات المتحدة وعلى لسان رئيسها, اعلنت رؤيتها بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة, وأكدتها في قرار تقدمت به الى مجلس الامن رقمه 1397. كما ان القمة الاوروبية اعلنت في بيان لها في تاريخ 25/3/1999 في برلين, حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بما في ذلك خياره في اقامة دولة فلسطينية ديموقراطية ذات سيادة, ولا يحق لأحد ان يستخدم الفيتو ضدها, وان اقامة الدولة الفلسطينية هي افضل ضمان لأمن اسرائيل.
هناك اجماع دولي على قيام الدولة الفلسطينية من كل الاوساط الدولية, وعليه فإن الخطوة الاولى التي يجب ان تجري هي فك الاشتباك بانسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية ووضع قوات دولية, واقامة دولة فلسطينية تعترف بها الامم المتحدة, وتبدأ التفاوض بعدها بين دولتين مستقلتين. ويمكن مثل هذا الاجراء ان تتبناه الامم المتحدة بالتعاون مع راعي المسيرة السلمية ورئاسة الاتحاد الاوروبي. الانسحاب الاسرائيلي اصبح امراً حتمياً لا هروب منه كخطوة سابقة لحل سياسي.
فكفى ما امضيناه من سنوات المفاوضات التي زادت عن عشرة اعوام, وعدنا بعدها الى النقطة الصفر بسبب السياسة الاسرائيلية واجراءاتها القمعية وحصارها وارهابها لأكثر من 18 شهراً...
ان اسرائيل تغتنم احداث 11 ايلول لتدعي انها تمارس مقاومة الارهاب, والولايات المتحدة تتغاضى عما تقوم به اسرائيل وتدعي انها تدافع عن نفسها. وهذا يعني ان الصراع العربي ­ الاسرائيلي سيطول ما دامت سياسة اميركا راعية المسيرة السلمية لا تتخذ اجراءات حاسمة لردع اسرائيل ووضع جدول زمني لانسحاب اسرائيل.
ان الشعب الفلسطيني يتطلع اليكم لمزيد من الدعم للانتفاضة المباركة, لأن مقاومته سوف تستمر في ظل هذه الظروف المعقدة. ان استمرار حصار اسرائيل للشعب الفلسطيني ولأخي الرئيس ابو عمار, قائد الثورة الفلسطينية, يعني ان اسرائيل تسير في سياساتها لفرض حلمها للصراع العربي الاسرائيلي وعلى نواياها في جر المنطقة الى حرب جديدة...
ان المبادرة التي تقدم بها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد للمملكة العربية السعودية مبادرة ايجابية, ولقد لقيت ترحيباً من القيادة الفلسطينية ونرجو لها النجاح والتوفيق...
وفي ختام الكلمة, اعلن الرئيس لحود انتهاء اعمال القمة.

 

الجلسة الختامية

في الثانية والدقيقة السابعة بعد الظهر, عقدت القمة جلسة ختامية مفتوحة, وطلب الرئيس لحود من وزير الخارجية اللبناني محمود حمود تلاوة اعلان بيروت (نصه في مكان آخر).
وبعد الاعلان, اعطى الرئيس لحود الكلمة لوزير الخارجية البحريني محمد بن مبارك آل خليفة الذي ستستضيف بلاده القمة المقبلة, وقال: يسرني ان اتقدم من فخامة الرئيس لحود والحكومة اللبنانية الموقرة والشعب اللبناني الشقيق بوافر الشكر والتقدير والامتنان لاستضافة هذه القمة وما صاحب انعقادها من تنظيم واعداد جيد, وعلى ما قوبلنا به من استقبال حار ورعاية كريمة, مشيدين بما حققه لبنان الشقيق من انجازات كبيرة على كل الاصعدة, متحدياً بصموده وبسالة شعبه الاحتلال الاسرائيلي الغاشم, ضارباً اروع الامثلة في مقاومة الاحتلال وتحرير الارض. ان ترؤس الرئيس لحود ولبنان الشقيق لهذه القمة وما يترتب على ذلك من مسؤوليات قومية كبيرة, يعد مساهمة كبيرة في تعزيز مسيرة عملنا العربي المشترك, وترسيخ قرارنا المنشود, مباركاً لنا جميعاً الانجاز في هذه القمة.
وانه ليشرفني ان انقل دعوة صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين لاشقائه قادة الدول العربية والترحيب بهم, اخوة اعزاء, في بلدهم البحرين الذي سيكون له شرف استضافة القمة العربية السنة المقبلة سائلاً المولى العلي القدير العون والسداد والتوفيق.
ثم ألقى الرئيس لحود كلمة شكر في مناسبة انتهاء القمة العربية الرابعة عشرة في بيروت فأشاد بالمناخ الاخوي البنّاء الذي ساد اللقاءات والمناقشات.
وتكلم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح فقال: فوّض الي الاخوة ان ألقي كلمة شكر لرئيس القمة. يسعدني باسم الاخوة, اصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة والمعالي, ان اعبر عن شكرنا العظيم وتقديرنا لفخامة الرئيس لحود وشعب لبنان وحكومته لحسن الاستقبال وكرم الضيافة والاعداد المتميز لهذه الدورة والادارة الحكيمة والمتميزة التي ادت الى نجاح اعمال مؤتمرنا هذا. مما لا شك فيه ان الاعداد الجيد الذي قام به لبنان, وبالتعاون مع الاخ الامين العام لجامعة الدول العربية وكوادرها ادى الى هذا النجاح الباهر. لقد تهيأت مناخات رائعة في القمة واتيحت الفرصة لكل الاشقاء للالتقاء, وذوبان الجليد المتراكم من 11 عاماً. فشكرنا لله الذي سهّل المهمة وشكرنا للاخوة القادة الذين عملوا على نجاح هذه القمة. واناشد من خلال رئاسة القمة المجتمع الدولي, وذلك للنظر باهتمام بالغ في الحصار الجائر المفروض والتهديدات المتلاحقة من الارهابي شارون للقيادة الوطنية الفلسطينية وشعب فلسطين. ونحذر من مغبة اي عدوان سافر على الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة, وخصوصاً ان القمة وضعت مبادرة عربية لاحلال السلام في الشرق الاوسط. ونتمنى ان تجد المبادرة طريقها الى النجاح. وهذا سيقودنا جميعنا الى السلام. وكما تدعي اسرائيل انها تريد الحدود الآمنة, فإن هذه الحدود الآمنة لن تأتي ولن تتحقق الا في حال الانسحاب الكامل من كل الاراضي العربية, من فلسطين والجولان وما تبقى من اراض محتلة في جنوب لبنان...
وفي الثانية والنصف بعد الظهر, اعلن الرئيس لحود انتهاء الجلسة الختامية واجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في بيروت, وتمنى للجميع التوفيق والنجاح والفلاح.

 

اعلان بيروت

نحن ملوك الدول العربية وأمراءها ورؤساءها المجتمعين كمجلس لجامعة الدول العربية على مستوى القمة (الدورة العادية الرابعة عشرة) في بيروت عاصمة الجمهورية اللبنانية يومي 13 محرم 1423هـ و14 منه الموافقين 27 آذار 2002 و28 منه, تدارسنا المتغيرات الاقليمية والدولية الخطيرة التي أدت الى تداعيات مقلقة والتحديات المفروضة على الامة العربية والتهديدات التي تواجه الامن القومي العربي, وأجرينا تقويماً شاملاً لهذه المتغيرات والتحديات وبخاصة تلك المتعلقة بالمنطقة العربية ولا سيما منها الاراضي الفلسطينية المحتلة, وقيام اسرائيل بشن حرب تدميرية شاملة بذريعة محاربة الارهاب, مستغلة احداث ايلول المأسوية والادانة العالمية لهذه الاحداث. وتباحثنا في ما آلت اليه عملية السلام وممارسات اسرائيل الرامية الى تدميرها واغراق الشرق الاوسط في الفوضى وعدم الاستقرار, وتابعنا باعتزاز كبير انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة, وناقشنا المبادرات العربية الهادفة الى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة, وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالصراع العربي ­ الاسرائيلي, والقضية الفلسطينية.
وانطلاقاً من المسؤولية القومية, وايماناً بمبادئ ميثاق جامعة الدول العربية واهدافه وميثاق الامم المتحدة, نعلن ما يأتي:
­ متابعة العمل على تعزيز التضامن العربي في جميع المجالات صوناً للأمن القومي العربي ودفعاً للمخططات الاجنبية الرامية الى النيل من السلامة الاقليمية العربية.
­ توجيه تحية اعتزاز واكبار الى صمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة في وجه الاحتلال الاسرائيلي وآلته العسكرية التدميرية وقمعه المنهجي والمجازر التي يرتكبها باستهداف الاطفال والنساء والشيوخ دون تمييز او رادع انساني.
­ الوقوف باجلال واكبار امام شهداء الانتفاضة البواسل, وتأكيد الدعم الثابت للشعب الفلسطيني بكل الاشكال تأييداً لنضاله البطولي المشروع في وجه الاحتلال, حتى تتحقق مطالبه العادلة المتمثلة بحق العودة وتقرير المصير وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
­ التضامن مع لبنان لاستكمال تحرير اراضيه وتقديم الدعم له لانمائه واعادة اعماره.
­ الاعتزاز بالمقاومة اللبنانية وبالصمود اللبناني الرائع الذي أدى الى اندحار القوات الاسرائيلية من معظم جنوب لبنان وبقاعه الغربي, والمطالبة بالافراج فوراً عن المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية خلافاً للقوانين والمواثيق الدولية, وادانة العدوان الاسرائيلي المتكرر على سيادة لبنان والمتمثل بخرق الطائرات والبوارج الاسرائيلية الاجواء والمياه الاقليمية اللبنانية, مما ينذر بعواقب وخيمة لما يشكله من تحرش واستفزاز وعدوان قد يؤدي الى تفجير الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية تتحمل اسرائيل مسؤوليته كاملة.
­ توجيه التحية الى صمود المواطنين العرب السوريين في الجولان السوري المحتل, مشيدين بتمسكهم بهويتهم الوطنية ومقاومتهم للاحتلال الاسرائيلي ومؤكدين التضامن مع سوريا ولبنان في وجه التهديدات العدوانية الاسرائيلية التي تقوض الامن والاستقرار في المنطقة, واعتبار أي اعتداء عليهما اعتداء على الدول العربية جمعاء.
­ يؤكد القادة, في ضوء انتكاسة عملية السلام, التزامهم التوقف عن اقامة أية علاقات مع اسرائيل, وتفعيل نشاط مكتب المقاطعة العربية لاسرائيل, حتى تستجيب تنفيذ قرارات الشرعية الدولية, ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام, والانسحاب من كل الاراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967.
­ التأكيد ان السلام في الشرق الاوسط لن يكتب له النجاح ان لم يكن عادلاً وشاملاً تنفيذاً لقرارات مجلس الامن رقم 242 و338 و425 ولمبدأ الارض في مقابل السلام, وتأكيد تلازم المسارين السوري واللبناني وارتباطهما عضوياً مع المسار الفلسطيني تحقيقاً للأهداف العربية في شمولية الحل.
­ يطلب المجلس من اسرائيل اعادة النظر في سياساتها, وان تجنح الى السلم معلنة ان السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي.


­ كما يطالبها بما يأتي:
أ ­ الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري حتى خط الرابع من حزيران 1967, والاراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان.
ب ­ التوصل الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 194.
ج ­ قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من حزيران 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.


­ عندئذ تقوم الدول العربية بما يأتي:
أ ­ اعتبار النزاع العربي ­ الاسرائيلي منتهياً, والدخول في اتفاق سلام بينها وبين اسرائيل مع تحقيق الامن لجميع دول المنطقة.
ب ­ انشاء علاقات طبيعية مع اسرائيل في اطار هذا السلام الشامل.
­ ضمان رفض كل اشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في الدول العربية المضيفة.
­ يدعو المجلس حكومة اسرائيل والاسرائيليين جميعاً الى قبول هذه المبادرة المبينة اعلاه حماية لفرص السلام وحقناً للدماء, بما يمكن الدول العربية واسرائيل من العيش في سلام جنباً الى جنب, ويوفر للأجيال المقبلة مستقبلاً آمناً يسوده الرخاء والاستقرار.
­ يدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته الى دعم هذه المبادرة.
­ يطلب المجلس من رئاسته تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول الاعضاء المعنية والامين العام لاجراء الاتصالات اللازمة بهذه المبادرة والعمل على تأكيد دعمها على كل المستويات, وفي مقدمها الامم المتحدة ومجلس الامن والولايات المتحدة والاتحاد الروسي والدول الاسلامية والاتحاد الاوروبي.
­ الترحيب بتأكيدات جمهورية العراق احترام استقلال دولة الكويت وسيادتها وأمنها وضمان سلامة اراضيها ووحدتها, بما يؤدي الى تجنب كل ما من شأنه تكرار ما حدث في عام 1990, ويدعون الى تبني سياسات تؤدي الى ضمان ذلك في اطار من النيات الحسنة وعلاقات حسن الجوار. وفي هذا الاطار يدعو القادة الى أهمية وقف الحملات الاعلامية والتصريحات السلبية تمهيداً لاشاعة أجواء ايجابية تطمئن البلدين بالتمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
­ المطالبة باحترام استقلال العراق وسيادته وأمنه ووحدة أراضيه وسلامته الاقليمية.
­ مطالبة العراق بالتعاون لايجاد حل سريع ونهائي لقضية الاسرى والمرتهنين الكويتيين واعادة الممتلكات وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة, وتعاون الكويت في ما يقدمه العراق عن مفقوديه من خلال اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
­ الترحيب باستئناف الحوار بين العراق والامم المتحدة الذي بدأ في جو ايجابي وبناء استكمالا ًلتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة.
­ المطالبة برفع العقوبات عن العراق وانهاء معاناة شعبه الشقيق بما يؤمن الاستقرار والامن في المنطقة.
­ رفض التهديد بالعدوان على بعض الدول العربية وبصورة خاصة العراق وتأكيد الرفض المطلق لضرب العراق او تهديد أمن اية دولة عربية وسلامتها باعتباره تهديداً للأمن القومي لجميع الدول العربية.
­ تأكيد سيادة دولة الامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث وتأييد كل الاجراءات والوسائل السلمية وفقاً لمبادئ القانون الدولي وقواعده والقبول باحالة النزاع على محكمة العدل الدولية.
­ ادانة الارهاب الدولي, بما في ذلك الهجوم الارهابي الذي تعرضت له الولايات المتحدة الاميركية في الحادي عشر من ايلول 2001, واستغلال الحكومة الاسرائيلية هذا الهجوم من أجل استمرارها في ممارسة ارهاب الدولة وشن حرب عدوانية تدميرية شاملة على الشعب الفلسطيني.
­ التشديد على التمييز بين الارهاب الدولي والحق المشروع للشعوب في مقاومة الاحتلال الاجنبي, وعلى ضرورة التوصل الى اتفاق دولي في اطار الامم المتحدة يضع تعريفاً دقيقاً للارهاب الدولي ويحدد اسبابه وسبل معالجتها.
­ تأكيد أهمية التفاعل بين الثقافات والحضارات, انطلاقاً مما تدعو اليه الاديان السماوية والقيم الانسانية من نبذ جميع اشكال التفرقة العنصرية, والحض على التسامح والتعايش على أساس الاحترام المتبادل وصون الحقوق المشروعة, وتقدير الجهود العربية والاسلامية وغيرها الرامية الى توضيح الحقائق عن الثقافة والحضارة العربية والاسلامية, وتفنيد المزاعم الباطلة حولها.
­ الاسراع في انجاز منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ضوء تنامي ظاهرة التكتلات الاقتصادية العالمية وقرب انتهاء الفترة المحددة لتطبيق اتفاق منظمة التجارة العالمية.
­ الاعراب عن التقدير البالغ للجمهورية اللبنانية وفخامة الرئيس اميل لحود رئيس الجمهورية, على الرعاية والعناية والاعداد المميز لانعقاد هذه القمة, والشكر العميق لفخامة الرئيس اميل لحود على قيادته الناجحة لادارة اعمال القمة العربية بأعلى درجات الحنكة السياسية والحكمة الناضجة والمسؤولية الواعية.


البيان الختامي

في ما يلي نص البيان الختامي للقمة العربية في دورتها الـ14 في بيروت, كما وزع بعد انتهاء أعمال القمة:
1 ­ بدعوة كريمة من فخامة رئيس الجمهورية اللبنـانية العمـاد اميل لحود, وتنفيذاً لقرار مؤتمر القمة العربية غير العادي المنعقد في القاهرة بتاريخ 21 تشرين الاول لعام 2000 و22 منه بعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة, بصفـة منتظمـة, فـي دورة عادية مرة كل عـام, انعقـد المجلـس على مستوى القمة في مدينـة بـيروت عاصمة الجمهورية اللبنانية, في 27 آذار لعام 2002 و28 منه.

 

* تقدير وشكر:
2 ­ يعرب القادة العرب عن تقديرهم البالغ للجمهورية اللبنانية: رئاسة وحكومة وبرلماناً وشعباً, لما قدمته من رعاية وعناية, واعداد مميز لهذه القمة, وقرروا اعتبار الخطاب الافتتاحي لفخامة الرئيس اميل لحود رئيس القمة, وثيقة رسمية من وثائق المؤتمر.
(تضاف كلمات القادة العرب الاخرى, اذا ما رأت القمة ذلك).
3 ­ اطلع القادة على الرسالة الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ملك المملكة الاردنية الهاشمية والمرفق بها تقرير رئاسة القمة, وتقرير لجنة المتابعة والتحرك, ويعربون عن شكرهم البالغ لجلالته, وعلى جهوده القيّمة التي بذلها خلال فترة ترؤسه للقمة العربية العادية (13 آذار 2001).
4 ­ يعبّر القادة عن سرورهم البالغ, بعدما منَّ الله تعالى على حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت, بالشفاء, وعودة سموه سالماً معافى الى ارض الوطن والى شعبه العزيز, متمنين لسموه دوام الصحة والعافية لمواصلة السير في تحقيق المزيد من التقدم والرخاء والامن للشعب الكويتي الشقيق, والمساهمة في مسيرة الامة العربية مع اخوانه القادة.
5 ­ يعبّر القادة عن تهانيهم الاخوية الصادقة لحضرة صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين ولشعبها الشقيـق, بما انتهـى اليه ميثاق العمل الوطني الذي اجمع عليه شعب البحرين, باعـلان البحريـن مملكة دستورية عربية اسلامية, واستكمال مؤسساتها الدستورية, متمنين لشعب مملكة البحرين, في ظل قيادته الحكيمة, تحقيق المزيد من التقدم والازدهار, ومواصلة المساهمة مع اشقائه العرب في مسيرة العمل العربي المشترك, وتحقيق اهداف الامة العربية.

 

* أوضاع الأمة العربية:
6 ­ تدارس القادة في جو من التفاهم والاخاء والصراحة حال الامة, والتحديات التي تواجهها, والاوضاع في المنطقة العربية, واجروا تقويماً شاملاً للظروف الاقليمية والدولية, واضعين نصب اعينهم تعزيز التضامن العربي, وتفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك, للدفاع عن مصالح الامة وحقوقها وصون الامن القومي العربي, واعتبروا انعقاد هذا المؤتمر على ارض لبنان حدثاً ذا دلالة خاصة للتعبير عن تضامن الامة العربية مع لبنان ودعمه, ومناسبة لتأكيد التزام القواعد والمرتكزات التي يقوم عليها العمل العربي المشترك.
7 ­ يوجه القادة الشكر الى رئيس لجنة المتابعة والتحرك المنبثقة عن قمة عمان العادية (2001) واعضائها لما قاموا به من جهود مقدرة لتنفيذ قرارات القمة, ويعهدون الى رئاسة القمة الحالية في اجراء المشاورات مع القادة العرب ومع الامين العام لتشكيلها وتحديد آلية عملها واسلوبها.
8 ­ اطلع القادة على تقرير الامين العام الذي تناول مختلف مجالات العمل العربي المشترك, بما في ذلك عملية تحديث منظومة الجامعة العربية وتطويرها لتمكين كل مؤسساتها من الاضطلاع بالمتطلبات القومية العربية, بغية مواكبة المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية, ويعربون عن التقدير للخطوات التي اتخذها الامين العام تنفيذاً لقرارات القمة السابقة في هذا الشأن.
 

* القضية الفلسطينية:
9 ­ عرض القادة الوضع البالغ الخطورة الذي يعيشه الشعب الفلسطيني من جراء الحرب التدميرية المبرمجة والشاملة التي تشنها عليه قوات الاحتلال الاسرائيلية بشتى الاساليب والاسلحة, بغية تدمير مؤسساته واخضاعه واخماد جذوة مقاومة الاحتلال في نفوس ابنائه, الى استمرارها في سياسة الاستيطان, والاغتيالات, وهدم المنازل واقامة مناطق عازلة, وتدمير البيئة, واحكام الحصار الاقتصادي والابعاد والتهجير, في خرق صارخ للقانون الدولي وللاتفاقات والاعراف والمواثيق الدولية.
ويحملون اسرائيل المسؤولية الكاملة لعدوانها وممارساتها الوحشية على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية, وما احدثته من دمار وخسائر في البنية الاساسية للمدن والقرى والمخيمات والمؤسسات والاقتصاد الوطني الفلسطيني, ويؤكدون ضرورة الزام اسرائيل مسؤولية التعويض عن جميع هذه الاضرار والخسائر.
ويطالبون في هذا الشأن بتنفيذ الاعلان الصادر عن مؤتمر الدول السامية الاطراف في معاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 الذي عقد في جنيف في 5/12/2001 وطالب اسرائيل بالاحترام الكامل لبنود المعاهدة في الاراضي الفسلطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية, وباحترام التزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.
10 ­ يحيي القادة العرب باعتزاز كبير الصمود الرائع للشعب العربي الفلسطيني, وانتفاضته الباسلة, وقيادته الشرعية والوطنية وعلى رأسها الرئيس ياسر عرفات, ويوجهون تحية اكبار واجلال الى شهداء هذه الانتفاضة, ويشيدون بروح الفداء والصمود والتضحية لاسرهم وللشعب الفلسطيني الذي استطاع التصدي لآلة الحرب الاسرائيلية, واجهاض سياسة الامر الواقع التي حاولت سلطات الاحتلال فرضها.
11 ­ عرض القادة الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب العربي الفلسطيني من جراء استمرار قوات الاحتلال الاسرائيلي في تدمير بنيته التحتية, وفرض الحصار عليه وعلى قيادته الوطنية, وتصعيد مختلف اشكال العدوان على ارواح الشعب الفلسطيني وكرامته. يؤكد القادة استمرار دعمهم للاقتصاد الفلسطيني وبنيته التحتية لتثبيت صمود الشعب الفلسطيني على ارضه, ويقـررون دعـم موازنـة السلطة الوطنيـة الفلسطينية بمبلغ اجمالي مقداره 330 مليون دولار بواقع مليون دولار شهرياً, ولمـدة ستة اشهر, ابتداء من 1/4/2002 قابلة للتجديد التلقائي كل ستة اشهر اخرى, طالما استمر العدوان الاسرائيلي وحاجة السلطة الوطنية الفلسطينـية الى هذا الدعم, على ان تكون جملة هذه المبالغ منحة لا ترد, وتكون المساهمـات الزامية على جميع الدول العربية بنسب حصصها في موازنة الامانة العامة, وتسدد هذه المساهمات في حساب جديد خاص يفتح لدى الامانة العامة لهذا الغرض. كما يقررون ان تقدم الدول العربية دعماً اضافياً مقداره 150 مليون دولار توجه لصندوقي الاقصى والانتفاضة.
ويكلف القادة الامانة العامة مواصلة التحرك لتنسيق جهود المؤسسات والمنظمات الاهلية العربية والدولية وتنشيطها, بهدف دعم صمود الشعب الفلسطيني, بما في ذلك تنظيم حملة لتبرع أبناء الامة العربية بمرتب يوم عمل لمصلحة حساب دعم صمود الشعب الفلسطيني رقم 124448 الذي أنشأته الامانة العامة لدى فروع البنك العربي.
12­ يؤكد القادة مجدداً قراراتهم السابقة المتعلقة بتمسكهم بالسلام العادل والشامل, كهدف وخيار استراتيجي, يتحقق في ظل تنفيذ الشرعية الدولية, ويطالبون اسرائيل استئناف مفاوضات السلام على جميع المسارات استناداً الى قرارات مجلس الامن بما في ذلك القرارات 242 و338 و425 وقرار الجمعية العمومية 194, ولمرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الارض في مقابل السلام.
ويؤكدون ان السلام الشامل والعادل لا يمكن ان يتحقق الا بانسحاب اسرائيل الكامل من جميع الاراضي العربية التي تحتلها, ولا سيما من الجولان العربي السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران 1967, ومن الاراضي اللبنانية التي ما زالت تحت الاحتلال بما في ذلك مزارع شبعا, وتمكين الشعب الفلسطيني من التمتع بجميع حقوقه غير القابلة للتصرف, بما فيها حقه في تقرير المصير, واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس, وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين, استناداً الى قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي بما فيها قرار الجمعية العمومية 194, والافراج عن المعتقلين والمخطوفين العرب من السجون الاسرائيلية.

 

* حق العودة:
13­ يحمل القادة اسرائيل المسؤولية القانونية الكاملة عن وجود مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وتهجيرهم, ويؤكدون رفضهم التام لمشاريع الحلول والمخططات والمحاولات الرامية الى توطينهم خارج ديارهم. ويؤكدون تمسكهم بقرارات مجلس الامن المتعلقة بمدينة القدس بخاصة القرارات 252 (1968) و267 (1969) و465 (1980) و478 (1980) التي تؤكد بطلان كل الاجراءات التي اتخذتها وتتخذها اسرائيل لتغيير معالم هذه المدينة. وفي هذا الاطار, يجدد القادة تأكيد كل ما جاء في قرارات القمة العربية في عمان عام 1980 وبغداد عام 1990 والقاهرة عام 2000 في شأن قطع جميع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها الى القدس, او تعترف بها عاصمة لاسرائيل.

 

* إدانة إحتلال الجولان:
14­ يؤكد القادة ادانتهم اسرائيل بشدة لاستمرارها في احتلال الجولان العربي السوري وتضامنهم التام مع سوريا, ومساندة حقها في استعادة الجولان العربي السوري المحتل كاملاً الى خط الرابع من حزيران 1967 استناداً الى أسس عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية. كما يؤكد القادة دعم صمود المواطنين العرب في الجولان السوري المحتل, والوقوف الى جانبهم في تصديهم للاحتلال الاسرائيلي وممارساته القمعية, واصرارهم على التمسك بأرضهم وهويتهم العربية السورية. ويؤكدون ضرورة تطبيق معاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 على مواطني الجولان السوري المحتل.
كما يؤكد القادة التمسك بقرارات الشرعية الدولية التي تقضي بعدم الاعتراف بأي اوضاع تنجم عن النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي العربية المحتلة, ويعتبرون ان هذه النشاطات اجراءات غير مشروعة ولا ترتب حقاً ولا تنشئ التزاماً وتشكل خرقاً لاتفاقات جنيف وجريمة حرب وفقاً للملحق الاول لهذه الاتفاقات وانتهاكاً لأسس عملية السلام.

 

* دعم لبنان:
15­ يؤكد القادة دعم لبنان لاستكمال تحرير اراضيه من الاحتلال الاسرائيلي حتى حدوده المعترف بها دولياً بما في ذلك مزارع شبعا, وذلك بشتى الوسائل المشروعة, ويشيدون بدور المقاومة اللبنانية الباسلة وبالصمود اللبناني الرائع الذي ادى الى اندحار القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان وبقاعه الغربي.
ويطالبـون بالافراج عن المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية, وبتسليم الامم المتحدة جميع الخرائط المبينة لمواقع الالغام التي خلفها الاحتلال الاسرائيلي. ويطالبون اسرائيل بدفع التعويضات للبنان جراء عدوانها المتمادي عليه وعن الضحايا التي سقطت من جراء قصفها مركز الامم المتحدة في جنوب لبنان وتسببها بمجزرة قانا.
كما يحذرون من ان استمرار العدوان الاسرائيلي على سيادة لبنان والمتمثل في خرق الطائرات والبوارج الاسرائيلية الاجواء والمياه الاقليمية اللبنانية سيؤدي الى تفجير الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية, كما ينذر بعواقب وخيمة لما يشكله من تحرش واستفزاز تتحمل اسرائيل مسؤوليته.
ويعـرب القادة عن تضامنهم التام مع لبنان وسوريا ويرفضون التهديدات الاسرائيلية ضدهما, ويعتبرون ان أي عدوان عليهما عدوان على الدول العربية جمعاء.
16­ يؤكد القادة قرارات مؤتمرات القمة العربية المتعلقة بضرورة دعم لبنان, ومساعدته في جهود اعماره, ويشيدون بالمساعدات التي قدمتها بعض الدول العربية لهذا الغرض, ويحضون الدول الاعضاء التي ابدت استعدادها لتقديم الدعم على تقديمه, ويدعون الى تفعيل صندوق دعم لبنان لتمكينه من اعادة اعمار البنية التحتية اللبنانية, ولا سيما في المناطق المحررة من الاحتلال الاسرائيلي.

 

* قرارات الشرعية الدولية:
17­ يؤكد القادة, في ضوء انتكاسة عملية السلام, التزامهم التوقف عن اقامة اية علاقات مع اسرائيل, وتفعيل نشاط مكتب المقاطعة العربية لاسرائيل, حتى تستجيب لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية, ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام, والانسحاب من كل الاراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967.
18­ يؤكد القادة ان السلام والامن الدائمين في المنطقة يستلزمان انضمام اسرائيل الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية, واخضاع كل منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية, ويؤكدون في هذا المجال الاهمية البالغة لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي وكل اسلحة الدمار الشامل, باعتباره شرطاً ضرورياً ولازماً لارساء أية ترتيبات للأمن الاقليمي في المنطقة مستقبلاً.
19­ يرحب القادة بما صدر عن الاتحاد الاوروبي من مواقف ومبادرات تهدف الى المساهمة في التوصل الى حل سياسي عادل وشامل لقضية الشرق الاوسط على أساس قرارات الشرعية الدولية, ومبدأ الارض في مقابل السلام, ويؤكدون ضرورة مواصلة اوروبا الاضطلاع بدورها الفاعل في هذا المجال, وكذلك جهود الدول الصديقة الاخرى.
كما يهيبون بالولايات المتحدة اعادة تقويم قراءتها وحساباتها ومواقفها حيال الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة, والخروج من عقدة هجمات الحادي عشر من ايلول التي دانها العرب في مجال تعاملها مع الشرق الاوسط.
ويدعون الولايات المتحدة الى تحمل مسؤولياتها ويحضونها على استئناف عملية السلام على كل المسارات بدون تأخير, وعدم اعطاء اسرائيل المزيد من الفرص للسعي لاخضاع الشعب الفلسطيني, وممارسة سياسة القتل والتدمير بحقه بذريعة محاربة الارهاب.

 

* إدانة الإرهاب:
20­ عرض القادة تطور الاوضاع على الساحة الدولية بعد أحداث 11 ايلول وتبلور حملة عالمية لمحاربة الارهاب انطلاقاً من قرار مجلس الامن رقم 1373 في تاريخ 28/9/2001.
وجددوا ادانتهم الكاملة للهجوم الذي تعرضت له الولايات المتحدة الاميركية, ورفضهم وادانتهم للارهاب بكل اشكاله واستعدادهم الكامل للتعاون والمساهمة في كل جهد لمحاربته تحت مظلة الامم المتحدة, ويطالبون بضرورة عقد مؤتمر دولي في اطار الامم المتحدة للبحث في موضوع الارهاب ووضع تعريف دقيق له.
ويؤكدون ضرورة التمييز بوضوح بين الارهاب الذي يدينونه وحق الشعوب المشروع في مقاومة الاحتلال الاجنبي, رفضاً له ودفاعاً عن النفس, وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة, ولا سيما قرار الجمعية رقم 46/51 تاريخ 19/1/1991 الخاص بمحاربة الارهاب.
ويؤكدون حق الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني والشعب السوري في مقاومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي, باعتبار ذلك حقاً مشروعاً تكفله الشرائع والمواثيق الدولية, ويرفضون الخلط بين هذا الحق المشروع في مقاومة الاحتلال وارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل في الاراضي الفلسطينية.
ويؤكدون ان اي تحريف في مفهوم الارهاب ليشمل المقاومة العربية للاحتلال الاسرائيلي, يشكل غطاء غير شرعي لاستمرار الاحتلال وارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل على حساب الحقوق العربية, وقرارات الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
واذ يعتبرون ان الارهاب ظاهرة عالمية لا ترتبط بجنس او دين او وطن, يؤكدون رفضهم التام لمحاولات بعض الاوساط ربط ظاهرة الارهاب بالاسلام والعرب.
ويؤكدون رفضهم محاولة استغلال الحملة ضد الارهاب في توجيه تهديدات باستخدام القوة ضد اية دولة عربية, ويعتبرونها عدواناً ومساساً بأمن المنطقة واستقرارها مما يتنافى مع اهداف الامم المتحدة ومبادئها والقانون الدولي.

 

* الحالة بين العراق والكويت:
21­ يرحـب القـادة بتـأكيـدات جمهـورية العـراق احترام استقلال دولة الكويت وسيادتها وامنها وضمان سلامة اراضيها ووحدتها, بما يؤدي الى تجنب كل ما من شأنه تكرار ما حدث في عام 1990, ويدعون الى تبني سياسات تؤدي الى ضمان ذلك في اطـار من النيات الحسنة وعلاقات حسن الجوار.
وفي هذا الاطـار يدعو القادة الى اهمية وقف الحملات الاعلامية والتصريحات السلبيـة تمهيداً لاشاعة اجواء ايجابية تطمئن البلديـن بالتمسـك بمبـادىء حسن الجـوار وعدم التدخل في الـشؤون الداخلية.
ويطالب القادة باحترام استقلال العراق وسيادته وامنه ووحدة اراضيه وسلامته الاقليمية.
كما يطالبون العراق بالتعاون لايجاد حل سريع ونهائي لقضية الاسرى والمرتهنين الكويتيين واعادة الممتلكات وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة, وتعاون الكويت في ما يقدمه العراق عن مفقوديه من خلال اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
ويرحب القادة باستئناف الحوار بين العراق والامم المتحدة الذي بدأ في جو ايجابي وبنّاء استكمالا ًلتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة.
ويطالبون برفع العقوبات عن العراق وانهاء معاناة شعبه الشقيق بما يؤمن الاستقرار والامن في المنطقة.

 

* رفض التهديدات للعراق:
22­ تدارس القادة التهديد بالعدوان على بعض الدول العربية وبصورة خاصة العراق, واكدوا رفضهم المطلق ضرب العراق او تهديد امن وسلامة اية دولة عربية باعتباره تهديداً للامن القومي لجميع الدول العربية.

 

* الجزر الثلاث:
23­ يؤكد القادة مجدداً سيادة دولة الامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى, وتأييدهم ومساندتهم لكل الاجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادة سيادتهـا على جزرهـا العربية الثلاث. ويدعـو القادة الجمهورية الاسلامية الايرانية الى انهاء احتلالها للجزر العربية الثلاث, والكف عن ممارسة سياسة فرض الامر الواقع بالقوة في هذه الجزر الثلاث, بما في ذلك اقامة منشآت لتوطين الايرانيين فيهـا.
ويطالبـون الجمهـورية الاسلامية الايرانيـة ­ اتباع الوسائـل السلمية لحل النزاع القائـم على الجزر العربية الثلاث وفق مبادىء القانون الدولي وقـواعده, والقبول باحالـة النزاع على محكمة العدل الدولية. ويكلف القادة الامين العام لجامعة الدول العربية, متابعة قضية الاحتلال الايراني لجزر دولة الامارات العربية المتحدة, وتقديم تقرير عنها الى مؤتمر القمة العربي المقبل.

 

* ليبيا:
24­ يجدد القادة مساندتهم وتضامنهم مع الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى في مطالبتها مجلس الامن برفع العقوبات المفروضة عليها بشكل فوري ونهائي, وذلك بعدما قامت الجماهيرية العظمى بالوفاء بكل التزاماتها المنصوص عليها في قرارات المجلس ذات الصلة, وسيقوم العرب بالغاء هذه العقوبات, وسيعتبرون انفسهم في حل منها في حال استمرارها.
ويعبّر القادة عن دعمهم للجماهيرية العظمى في الحصول على تعويضات عما اصابها من اضرار بشرية ومادية بسبب العقوبات التي فرضت عليها, ويطالبون بالافراج الفوري عن المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي الذي دين بموجب اسباب سياسية لا تمت الى القانون باية صلة.

 

* الصومال:
25­ يؤكد القادة الحفاظ على وحدة جمهورية الصومال وسيادتها وسلامتها الاقليمية, ورفض التدخل في شؤونها الداخلية ويرحبون يجهود الحكومة الانتقالية الصومالية لاستكمال المصالحة الشاملة وتحقيق الوحدة الوطنية, واعادة الامن والاستقرار في البلاد, ويؤكدون اهمية العمل على تقديم العون المادي والفني وسرعة تسديد الحصص في صندوق دعم الصومال, ويقررون تقديم دعم مالي مقداره 56 مليون دولار الى الحكومة الصومالية الانتقالية لتمكينها من تنفيذ برنامجها العاجل, المتعلق باستعادة الامن والاستقرار واستكمال المصالحة الوطنية واعادة بناء مؤسسات الدولة.

 

* السودان:
26­ يعرب القادة عن تقديرهم لجهود حكومة السودان في تحقيق السلام الشامل والوفاق الوطني بين جميع ابناء السودان, وايصال الاغاثة للمتضررين, ويؤكدون الحرص على وحدة جمهورية السودان وسيادتها وسلامتها الاقليمية, ودعمهم للمبادرة المصرية الليبية المشتركة للمساعدة في تحقيق الوفاق الوطني في السودان.
27­ اطلع القادة على مشروع النظام الاساسي للصندوق العربي لدعم السودان لتنمية جنوبه, ويقررون الموافقة عليه, وتكليف الامين العام اجراء الاتصالات لحشد الموارد المالية لهذا الصندوق, ويحضون الدول الاعضاء على تقديم المساهمات اللازمة لايصال رسالة واضحة الى الشعب السوداني تؤكد وقوف الدول العربية مع الجهود المبذولة لاعادة اعمار جنوب السودان.

 

* جزر القمر:
28­ يعبر القادة عن حرصهم الكامل على الوحـدة الوطـنية لجمهورية القمر الاتحادية الاسلاميـة, وسلامة اراضيها وسيادتها الاقليمـية, ويرحبون باجراء الانتخابات الديموقراطية, ويبـاركون جهود المصالحة الوطنيـة التي تقوم بها الحكومة القمرية بين مختلف الاطراف بالتعاون مع جامعة الدول العربية, ومنظمـة الوحدة الافريقـية, والامم المتحدة, من اجـل صون وحـدة البلاد, وتحقيـق المصالحـة الوطنية الشاملة, ويقررون تقديم الدعم اللازم لمسـاعدتها في اعادة البناء والاعمار. وفي هـذا السياق يعربـون عن التقدير للدول الاعضـاء التي ساهمـت في دعـم صنـدوق جمهـورية القمر الاتحادية الاسلامية, ويجددون الدعوة للدول العربية الاخرى للمساهمة في دعم هذا الصندوق.

 

* مشكلة المياه مع تركيا:
29­ يؤكد القادة دعمهم لحقوق كل من العـراق وسوريا في مياه نهري الفرات ودجلة, ويعتبر القادة ان قضية المياه في ابعـادها القانـونية والاقتصـادية والامنية, مسألـة غايـة في الحيوية للامة العربية, ويدعـون تركيـا الى الدخـول في مفاوضـات ثلاثية مع العراق وسوريا وفقاً لاحكـام القانون الدولي, والاتفاقـات المعقودة بينها, للتوصل الى اتفاق عادل ومنصف لتقـاسـم المياه يضمن حقوق الدول الثلاث في المياه, كما يعربون عن قلقهم من استمرار تركيا في اقامة السدود والمشاريع الاخرى على النهرين دون تشاور مع العراق وسوريا.

 

* تعزيز الأمن القومي:
30 ­ يؤكد القادة اهمية علاقات الحوار والتعاون مع الدول الصديقة المحيطة بالدول العربية بما يعزز الامن القومي العربي, ويحفـظ الحقوق العربية, وبخاصة مع تلك الدول التي ترتبط بعلاقات تاريخية وحضارية ومصالح مشتركة مع الوطن العربي.

 

* التعاون العربي الإفريقي:
31­ يؤكد القادة اهمية مواصلة الجهود لازالة العوائق التي تعتـرض تفعيل التعاون العربي الافريقـي وانتظام اجتماعات اجهزته, وذلك في ضوء قرارات مجلس الجامعـة على المستـوى الوزاري في هذا الشـأن, ويكلفون الامين العام متابعة اتصـالاته في هذا الخصوص, بما في ذلك الاتصالات مع الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية.

 

* العلاقات مع اوروبا:
32­ يؤكـد القادة اهميـة تنميـة العلاقـات العربية ­ الاوروبية وفق خطوات محـددة يتفـق عليهـا مع الجانب الاوروبي, بما في ذلك توقيع اتفـاق تعـاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي, بما يؤدي الى تطوير هذه العلاقات ويخدم المصالح المشتركة, وفقاً لنظرة شاملة تعالج القضايا ذات الاهتمام المشترك وتحقق المصالح المتوازنة والمتكافئة للجانبين.

 

* جامعة الدول العربية:
33­ اخذ القادة علما بتقرير الامين العام بشأن تطوير الامانة العامة لجامعة الدول العربية وتحديث العمل العربي المشترك وتطويره. وفي ما يتعلق بالمقترحات الخاصة بتطوير المجلس الاقتصادي والاجتماعي, قرر القادة احالتها على وزراء الخارجية للدول الاعضاء لابداء الملاحظات والاقتراحات اللازمة في هذا الصدد, وعرضها على مجلس الجامعة في دورته المقبلة 118 لاتخاذ القرار اللازم.

 

* الأمم المتحدة:
34­ يجدد القادة دعوتهم الامم المتحدة وجميع الدول الى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بانشاء الصندوق العالمي للتضامن ومكافحة الفقر وانطلاق عمله, وذلك في اطار تنفيذ قرارات الجمعية العمومية للامم المتحدة الصادرة في هذا الشأن.

 

* الاقتصاد العربي:
35­ يرحب القادة بالجهود المبذولة للارتقاء بالاقتصادات العربية وزيادة كفايتها, بما يسمح بمزيد من فعالية اندماجها في الاقتصاد العالمي من خلال اقامة بنية اقتصادية تتسم بمزيد من الكفاية تدعمها اجراءات الاصلاحات الهيكلية, ومساع لرفع حجم تنوع الصادرات واستقطاب الاستثمارات الاجنبية ودرجة للتسريع في نقل التقنيات ووسائل الادارة والتسويق الحديثة.
ويدرك القادة ان احداث 11 ايلول المأسوية وانعكاساتها السلبية على مختلف مناطق العالم, ومنها المنطقة العربية ادت الى تزايد ضعف نمو الاقتصاد العالمي الذي كانت بوادر ضعفه قد ظهرت قبل تلك الاحداث, وزادت حجم التأثير, مما يتطلب من مختلف الجهات المختصة في الدول العربية مضاعفة الجهود.
36 ­ يؤكد القادة حرصهم على تعزيز التكامل الاقتصادي العربي وتفعيله وفقاً لخطة شاملة, ومراحل متدرجة, تراعي الربط بين المصالح المشتركة, والمنافع المتبادلة, وتعزيز القدرات الاقتصادية لكل من الدول العربية, وتمكن من تحقيق تنمية عربية شاملة ومستدامة. ويؤكدون حرصهم على تعزيز التعاون الاقتصادي العربي لبلوغ هذه الاهداف ويكلفون كل مؤسسات العمل العربي المشترك العمل على تحقيق ذلك كل في مجال اختصاصه.
ويبدي القادة ارتياحهم الى مستوى الانجاز الذي تم في تنفيذ قرارات قمة عمان المتعلقة بالنهوض بالعمل الاقتصادي العربي, ويحضون المجلس الاقتصادي والاجتماعي على استكمال تنفيذ تلك القرارات واتخاذ الاجراءات والخطوات اللازمة بالتعاون مع الدول الاعضاء.
37 ­ يعرب القادة عن تقديرهم لسير العمل في تنفيذ منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى, ويثنون على ما تم انجازه خلال الفترة السابقة لاقامة هذه المنطقة, ويباركون جهود المجلس الاقتصادي والاجتماعي في هذا الصدد وفي متابعة تنفيذ القرار رقم 212 الصادر عن القمة في تاريخ 28/3/2001, وبخاصة في ما يتعلق بالخطوات التي اتخذها لاستكمال اقامة المنطقة مطلع عام 2005.

 

* تخفيف القيود التجارية:
وتفعيلا ً لقرار قمة عمان في فقراته المتعلقة بازالة القيود غير الجمركية, يقررون العمل على توحيد هياكل رسوم الخدمات والنماذج والعمل الورقي في الدول العربية واجورها في ما يتعلق بانسياب السلع في ما بينها, ويكلفون المجلس الاقتصادي والاجتماعي اتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ ذلك, ويوجهون الجهات المعنية الاخرى في الدول الاعضاء للتعاون مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي في هذا الصدد.
ويعرب القادة عن ارتياحهم الى الاجراءات التي اتخذها المجلس الاقتصادي والاجتماعي في شأن الحد من الاستثناءات في اطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى, وذلك بالنسبة الى الدول الاعضاء في المنطقة حالياً, ويعهد الى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في تقدير الموقف بالنسبة الى الدول التي ستنضم بعد ذلك.
وسعياً الى تذليل العقبات التي تواجه التجارة العربية البينية في قطاع الادوية والمستحضرات الطبية بصفة خاصة للاعتبارات الانسانية اضافة الى الابعاد الاقتصادية, يبارك القادة التوجه لانشاء الهيئة العربية الموحدة لتسجيل الدواء, ويكلفون وزراء الصحة العرب دراسة الاقتراح اللبناني ورفع مقترحاتهم المتعلقة باجراءات تنفيذ ذلك الى المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وحرصاً من القادة على تسهيل انضمام الدول العربية الأقل نمواً الى منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى, يباركون ما توصل اليه المجلس الاقتصادي والاجتماعي في شأن تقديم معاملة خاصة لتلك الدول تشجعها على الانضمام.

 

* تحرير التجارة العربية:
يؤكد القادة اهمية سرعة دمج تجارة الخدمـات ضمن منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى, ويرحبون بمبادرة الجمهورية اللبنانية الخاصة ببدء مناقشة مشروع الاتفاقية التي اعدتها لتحرير تجارة الخدمات, وعرض ما يتـم في هذا الشأن على المجلس الاقتصادي والاجتماعي تمهيداً لرفعه الى القمة العربـيـة القادمـة.
كما يؤكد القـادة اهمية الاعداد للانتقال الى مرحلة متقدمة في التكامل الاقتصادي العربي من خلال اقامة الاتحاد الجمركي العربي, ويطلبـون من المجلس الاقتصادي والاجتمـاعي عرض مقترحاته وتصوره في هذا الشـأن على مؤتمـر القمة العربية المقبل.
ونظراً الى اهمية تنظيم المنافسة والسيطرة على الاحتكارات في الدول العربية وفق قواعد يتم الاتفاق عليها بين الدول الاعضاء والارتباط الوثيق لذلك بموضوع تحرير التجارة العربية, يدعم القادة جهود المجلس الاقتصادي والاجتماعي للتوصل الى قواعد عربية موحدة للمنافسة والسيطرة على الاحتكارات.
يؤكد القادة ضرورة ان يولي المجلس الاقتصادي والاجتماعي وكل الجهات المعنية موضوع التجارة الالكترونية وتسهيل ايجاد الوسائل اللازمة اهمية من خلال تشريعات متناسقة ما بين الدول الاعضاء تساهم في تنمية حركة التبادل التجاري بينها, ودعوة الدول العربية للعمل على تطوير البنية التحتية للاتصالات من خلال ربطها بشبكات الالياف الضوئية ودعم جهود القطاع الخاص في هذا المجال.

 

* قطاع النقل:
38 ­ يؤكد القادة الدور المؤثر لقطاع النقل على مختلف مجالات التكامل والتعاون الاقتصادي العربي, ويكلفون المجلس الاقتصادي والاجتماعي, ومجلس وزراء النقل العرب وكل الجهات العربية ذات العلاقة سرعة استكمال الدراسات المتعلقة بمعالجة مشاكل النقل بين الدول العربية واستكمال الربط البري والبحري بينها, ورفع ما يتم التوصل اليه بشكل دوري الى القمة العربية. ويباركون توجه المجلس الاقتصادي والاجتماعي لاعداد اتفاق جماعي يعالج العقبات التي تواجه حركة النقل وفقاً للمقترحات التي قدمتها الجمهورية اللبنانية.

 

* حرية النقل الجوي:
39 ­ ادراكاً من القادة للتحديات التي يواجهها قطاع النقل الجوي في الدول الاعضاء, ولتمكين الشركات العربية للنقل الجوي من المنافسة على المستوى العربي والدولي وتقديـم خدمات افضل للمواطن العربي, وتسهيل تنقلــه بين الدول العربية, وبما يساهم في تنمية السياحة في الدول العربية وتشجيعـها, يقـررون الموافقة على اطلاق حريات النقـل الجوي بين الدول العربية, وفق قرار مجلس وزراء النقل العرب, والهيئة العربية للطيران المدني. ويكــلفون مجلس وزراء النقل العرب متابعـة ذلك ورفع تقرير دوري الى القمة العربية حـول مستوى التنفيذ الى حين استكمال التحرير الشامل للنقل الجوي.

 

* الاستثمارات:
40 ­ يؤكد القادة اهمية تشجيع الاستثمارات العربية البينية والمشتركة, ودعوة مؤسسات التمويل العربية وقطاع التمويل الخاص للمساهمة في تمويل المشاريع الاقتصادية التي ينفذها القطاعان العام والخاص, والتي تساهم في التنمية في البلدان العربية ولا سيما المتعلقة منها بالبنية التحتية, كما يؤكدون ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة للتعريف بمناخ الاستثمار في الدول العربية وايجاد قنوات اتصال دائمة للمستثمرين لمتابعة برامجهم واهتماماتهم الاستثمارية.

 

* الربط الكهربائي:
يقدر القادة جهود اعضاء مجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الكهرباء لتحقيق الربط الكهربائي الشامل بين الدول العربية وتقريره الشامل في هذا الخصوص, وكذلك جهود الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي في تمويل مشاريع الربط الكهربائي بين الدول العربية, ويقررون الموافقة على التقرير الشامل لمجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الكهرباء حول الربط الكهربائي العربي والتوصيات الواردة فيه, ويطلبون من مجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الكهرباء ترتيب توفير التمويل اللازم لاعداد الدراسات المطلوبة من مختلف مصادر التمويل.

 

* قطاع المعلومات والإتصالات:
42 ­ ادراكاً للاهمية التي اصبح يحتلها قطاع المعلومات والاتصالات بعد الثورة الهائلة التي شهدها هذا القطاع خلال السنوات الاخيرة, وتأثيراته على زيادة الانتاج والمنافسة على المستوى الدولي الى جانب توفير الترابط بين مختلف ارجاء الوطن العربي وبينه وبين العالم الخارجي, يعرب القادة عن ارتياحهم الى الجهود المبذولة لتطوير قطاع المعلومات والاتصالات وتنميته ويقدرون جهود مجلس وزراء الاتصالات العرب في هذا الخصوص, ويباركون انشاء المنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات ومقرها تونس, كما يباركون انشاء المنتدى العربي لتكنولوجيا المعلومات ومقره القاهرة.
ويؤكد القادة اهمية المشاركة الفاعلة للدول العربية في القمة العالمية لمجتمع المعلومات والاتصالات عام 2005 في تونس, بدعوة كريمة من الحكومة التونسية وفي رعاية الاتحاد الدولي للاتصالات, وذلك اعتباراً للدور الايجابي لهذا القطاع في تطوير التعاون بين الدول العربية.

 

* الوضع البيئي في فلسطين:
43­ يبـدي القادة قلقهـم من تردي الوضع البيئي في فلسطين والاراضي المحتلة, والمتمثل فـي تلـوث مصادر المياه والسواحل واختفاء الغطاء النـباتي الطبيعي وتراكم النفايات الخطرة الى جانب العديد من المخاطر البيئـية الاخرى, مما ادى الى مزيد من الضغـوط على المواطنـين وسوء احوالهم المعيشية, ويـرحب القادة بقـرار المجلس الحاكم لبرنامـج الامم المتحدة للبيئة في دورته الاستثنائية السابعة, المتعلق بتكليـف المدير التنفيذي للبرنامج بزيارة المنطقة كخطـوة اولى نحو تكليف فـريق من الخبراء اعـداد دراسة وافية وموضوعية للوضع البيئي في الاراضي الفلسطينية المحتلة لتحديد المواقع التي تحتاج الى تدابير عاجلة, ويطلبون من كل الجهات والاجهزة المعنية تقديم المعلومات والتسهيلات اللازمة لبرنامج الامم المتحدة للبيئة لمساعدته في اجراء الدراسة المطلوبة.

 

* محاربة الفقر:
44­ يتطلع القادة الى مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة (جوهانسبرغ من 26/8/2002 الى 4/9/2002), لتحقيق تعاون اوثق بين دول العالم لمحاربة الفقر والتوصل الى تنمية شاملة تنعكس آثارها على مختلف شعوب العالم وتحسن مستوى معيشتهم. ويؤكدون حرصهم على التزام العمل في اطار المسؤولية المشتركة مع قـادة الدول المتقـدمة والدول النامية لتحقيق التنمية المستدامة, ويطالبون الدول المتقدمة الوفاء بالتزاماتها لمساعدة الدول النامية تنفيذاً لما صدر عام 1992 عن قمة الارض في ريو دوجانيرو, وما سيصدر عن مؤتمر جوهانسـبرغ من قرارات, وعدم اتخاذ المعايير البيئية عائقاً امام الدول النامية.
45­ يرحب القادة بانعقاد مؤتمر القمة العالمي للأغذية في روما في الفترة من 10­13/6/2002, ويطالبون بحشد المزيد من الجهد الدولي لانجاح عقد هذا المؤتمر وتوفير الدعم لمنظمة الاغذية والزراعة لتعزيز جهودها لمواجهة مشاكل الفقر والغذاء وخصوصاً في الدول النامية.

 

* السياحة:
46­ نظراً الى الاهمية النسبية المتنامية لقطاع السياحة على المستوى العربي وما يشهده هذا القطاع من خسائر نتيحة الاحداث العالمية الاخيرة, والكساد والركود اللذين تمر بهما السياحة على المستويين العالمي والعربي, وبعد اطلاع القادة على التقرير الذي صدر عن المجلس الوزاري العربي للسياحة حول ترجمة توجيهات قمة عمان 2001 الى خطوات واجراءات تدعم القطاع السياحي العربي والحركة السياحية بين الدول العربية, يقررون الموافقة على ما ورد في التقرير من توصيات, ويوجهون كل الجهات المعنية في الدول الاعضاء لتنفيذها بالتعاون مع المجلس الوزاري العربي للسياحة, وتكليف مجلس وزراء السياحة ومجلس وزراء الاعلام العرب التنسيق في ما بينها للقيام بحملات مشتركة لابراز الصورة الحضارية والانسانية للعرب والمسلمين وتطوير حركة السياحة الى المنطقة العربية.

 

* المؤسسات المالية:
47­ يعرب القادة عن ارتياحهم الى الدور الذي تلعبه المؤسسات المالية العربية في التنمية الاقتصادية العربية, ودعم مشروعات التكامل الاقتصادي العربي, ويؤكدون اهمية اقامة تعاون اوثق بين هذه المؤسسات والمجالس الوزارية والمنظمات العاملة في اطار جامعة الدول العربية بهدف تنفيذ مشروعات التكامل الاقتصادي التي يتم اقرارها في اطار تلك المجالس والمنظمات.
48­ يرحب القادة بجهود الحكومة المصرية وجامعة الدول العربية للتحضير لعقد المؤتمر الاقتصادي العربي الاول الذي سيعقد في القاهرة في الفترة من 16­18 حزيران 2002 بمشاركة الدول الاعضاء والمؤسسات الاقتصادية والمالية العربية والعالمية. ويدعون جميع الجهات العربية المعنية الى المشاركة في هذا المؤتمر لتحقيق الاهداف المرجوة منه.

 

* موعد القمة المقبلة:
49­ عمـلاً بمـا جاء في آلية الانعقاد الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة, واستنـاداً الى ما جاء في قرار قمة عمان رقـم 220 بتاريخ 28/3/2001 والداعي الى تولي مملـكة البحرين رئاسة مجلس جامعة الدول العـربيـة على مستوى القمـة في دورته العـاديـة الخامسـة عـشرة, قرر القـادة عقـد الـدورة العادية الخامسة عشـرة لمجلـس جامعـة الـدول العربية على مستوى القمة, في المنامة عاصمة مملكة البحرين, في آذار 2003.

 

* إشادة وتقدير وامتنان:
50­ يتوجـه القـادة بخالـص التحية ووافر الامتنان الى لبنـان رئـاسة وحكـومـة وبرلمـانـاً وشعبـاً على حـفاوة الاستقبــال وكـرم الضيـافـة, ويعـربـون عن تقديرهم البالغ لفخامــة الرئـيس اميـل لحـود للجهـود الكبيــرة التي بذلهــا في حسـن الاعداد والتنـظيـم لانجـاح اعمــال مؤتمر القمـة, وأشاد القـادة بالحكـمـة والمثابــرة والكـفـاية التـي ادار بها فخــامتـه جلسـات العمـل والتي كان لها ابلغ الاثـر في انجاح اعمال القمـة, والتوصل الى النتـائـج المهمـة التي توجت اجتماعـاتهـا.