تاريخ عسكري

قوانين مساعدي فرقة الشرق
إعداد: جان دارك أبي ياغي

مبادئ التنظيم
صدرت بتاريخ 26 تشرين الثاني 1916 تعليمات تنظيم فرقة الشرق التي نظمتها محددة إدارتها وخدماتها وطرق تطويع عناصرها. وقد ألزم المتطوعون أن يكونوا من سكان الإمبراطورية العثمانية (أرمن، لبنانيون، سوريون، وعرب) ويتجنّدوا بملء إرادتهم الحرة طوال فترة الحرب بهدف القتال ضد العثمانيين.
أما رواتبهم فكانت على عاتق الحكومة الفرنسية من دون أن يندمجوا في الملاك الفعلي، ولا يحق لهم بأي معاش تقاعدي في حال عدم صلاحيتهم للخدمة نتيجة لجرح، أو مرض، أو حادث.
إلى الملاكات المختارة من بين ضباط وصفوف ضباط الجيش الفعلي أو من بين الذين يخدمون كأجانب، يمكن إضافة ملاكات مساعدة مختارة من بين عناصر الفرقة، ويكون الراتب واحدًا للملاكين الفرنسي والمساعد.
مسلكيًا كان عناصر الفرقة يتعرضون للعقوبات نفسها المرعية الإجراء في الجيش الفرنسي، وكانت أيام السجن تجرّ حسم ربع الراتب أو نصفه، والأموال المجموعة كانت تصرف في سبيل تحسين التغذية.
أما على صعيد الضباط، فكان من حق قائد الفرقة أن يخفض رتب صفوف الضباط والأفراد أو يلغيها وأن يفسخ عقود تطوّعهم إفراديًا. وترك لوزير الحرب صلاحية تجريد الضباط من رتبهم.

 

شروط تجنيد المتطوّعين في الشرق
كان على المتطوّعين في الشرق توقيع عقد تطوّع لفترة الحرب، وذلك في قنصلية فرنسا في بور سعيد أو في مكتب قائد فرقة الشرق في قبرص. وكان لقائد القطعة فقط الحق في فسخ عقد التطوّع إذا توافرت الأسباب الآتية: في حال حلّ فرقة الشرق، بسبب عدم الإنضباط، أو في حال عدم الكفاءة الجسدية. وفي الحالة الأخيرة، كانوا يخيّرون بين العودة إلى مواطنهم الأصلية أو الخدمة في مصانع الحرب أو في الأعمال الزراعية في فرنسا.

 

الرواتب والمخصصات
أوضحت التعليمات الصادرة بتاريخ 26 تشرين الثاني 1916 والمتعلقة بتنظيم فرقة الشرق أن المتطوّعين يخدمون كمساعدين غير مندمجين في الجيش الفرنسي وينالون لهذا رواتب خاصة. ولم تكن الرواتب نفسها لجميع العناصر إذ أن رواتب الضباط كانت شهرية، فيما كانت رواتب صفوف الضباط والأفراد يومية، وكانت تدفع بالعملة الفرنسية.
نشير إلى أن الراتب الشهري للضباط في العام 1916 كان يراوح بين 999 فرنكًا (راتب الزعيم - colonel) و240 فرنكًا (راتب ملازم له خدمة أقل من ست سنوات). أما الراتب اليومي فكان يراوح بين 4,19 فرنكات فرنسية (للمعاون) وفرنكين (للمجند من الفئة الأولى أو الثانية).
ولم يكن يحق للمساعدين لا بمعاش تقاعدي ولا بتعويض الصرف من الخدمة، كما لم يكن يحق للأرامل والأيتام بأي معاش. حتى العائلات المعوزة لم تكن تستفيد من التعويضات المخصصة للعسكريين الفرنسيين.
ومع ذلك، قررت الحكومة الفرنسية أن تمنح تعويضات اعتبارًا من أول تموز 1917 لكل من:
- عناصر الفرقة الذين يعتبرون غير صالحين للخدمة الفعلية كليًا أو جزئيًا نتيجة إصابتهم بجروح أو بأمراض.
- عائلات شهداء الفرقة الذين يموتون في قتال مع العدو أو نتيجة جروح أو أمراض يصابون بها في الخدمة.

 

لباس المتطوّعين
كان المتطوّعون يزودون فورًا لباس الميدان العسكري الخاص بالقناصة الجزائريين في أفريقيا الكاكي اللون والمؤلف من: معطف، سترة وسروال فضفاض من القماش، وآخر من الكتان، زنار من الصوف الأحمر، عُصَابة للساق، حذاء مسمّر، غندورة، قلنسوة شرطة، ملابس داخلية، شعارات من القماش الأحمر تحمل نجمة خماسية من الصوف الأصفر.
أما غطاء الرأس فتألف عند المسيحيين من خوذة وقلنسوة شرطة لونها كاكي، وعند المسلمين من طربوش.
وهكذا، كان للمتطوّعين لباس وحيد هو بزة العمل للقتال وللمأذونيات.

 

السلاح
نظرًا الى تأليفها، زوّدت وحدات فرقة الشرق سلاحًا فرنسيًا خفيفًا.
أما السلاح الذي كان بحوزة الجيش الفرنسي في الشرق الأوسط فيمكن تصنيفه إلى ثلاث فئات:
• السلاح الفردي وهو كناية عن: مسدس لوبل LEBEL نموذج 1892 عيار 8 ملم، بندقية نموذج 1886 – 1893 – لوبل LEBEL، عيار 8 ملم ذات المخزن الأنبوبي الشكل سعة 8 خرطوشات، بندقية 1907 – 1915، غدارة نموذج 1890، بندقية قصيرة نموذج 1892، ورمانات متعددة الأشكال.
• السلاح الإجمالي، وكان يتألف من الأسلحة التي يستعملها رهط، وبخاصة الرامي والملقّم.
• أسلحة الدعم، وكانت تشكّل سلاح الوحدات المتخصصة: مدفعية، مدرعات، طيران، وكانت مكلّفة بالدعم العام لوحدات تجريدة فلسطين – سوريا الفرنسية.

 

 المرجع:
تاريخ الجيش اللبناني المعاصر 1916- 1946
العميد الركن سامي ريحانا (دكتور في التاريخ)
منشورات  نوبليس.