ذكرى الإستقلال

قيادة الجيش أحيت الإستقلال بعرض عسكري كبير
إعداد: إلهام نصر تابت

إنه الوعد يتجدد

 

من بين الأدوار المهمة التي تؤديها التقاليد، دورها في حراسة الذاكرة الجماعية لمجتمع ما. فهذه التقاليد في عبورها من جيل إلى جيل، تسهم في نسج الوجدان الجماعي وإرساء اللحمة بين أفراد المجتمع، كما في تكوين هويته.
في المجتمع العسكري تؤدي التقاليد العسكرية دورًا مهمًا بامتياز، ليس فقط في ما يتعلق بتكوين الهوية الخاصة بهذا المجتمع، وترسيخ انتماء عناصره وارتباطهم بمؤسستهم، وإنما أيضًا في ما يتعلق بموقع هذه المؤسسة وصورتها في المجتمع، وعلاقتها بالمواطنين، خصوصًا أن هذه الصورة مرتبطة إلى حد كبير بفكرتي الثبات والإستمرارية وهما من العناصر الاساسية في تكوين الشعور بالأمان والإستقرار.
العرض العسكري في مناسبة الاستقلال، هو من التقاليد الجميلة التي ترسي بين جيشنا والمواطنين مساحة تواصل هي أوسع واعمق بكثير من مجرد مشهد يتكرر كل عام، إنها وعد يتجدد بأن يظل رجالنا للبنان واللبنانيين، سياج الأمان والأمل.
فإلى العرض العسكري الذي كان هذا العام أيضًا وعدًا من رجال لطالما وفوا بوعودهم ووقّعوا بالدم عهودهم.

 

الى الاحتفال

في الذكرى الثامنة والستين للإستقلال أقامت قيادة الجيش عرضًا عسكريًا مركزيًا في جادة شفيق الوزان وسط بيروت، ترأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وحضره نائب رئيسة البرازيل اللبناني الاصل ميشال تامر، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إلى عدد كبير من الشخصيات السياسية والعسكرية والروحية.
القـوى المشاركـة فـي العـرض انهـت تمركزهـا فـي الثامنــة تمامًا واعلـن عـن وصـول قائـد العـرض العميد وائـل حاطـوم قائـد لـواء المشـاة العاشر.

 

الوصول

مع انتهاء وصول المدعوين الرسميين، وصل علم الجيش في الثامنة والنصف فأديت له مراسم التكريم.
بعد دقائق وصل رئيس الاركان اللواء الركن وليد سلمان، فقائد الجيش العماد جان قهوجي ووزير الدفاع الوطني فايز غصن، وقد أديت لكل منهم مراسم التكريم، ليتوالى بعد ذلك وصول كل من رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ونائب رئيسة البرازيل مع وفد مرافق وسط مراسم التكريم المعهودة، حيث عزفت الموسيقى واديت التحية قبل أن يتوجه كل من الوافدين إلى المنصة الرسمية.
في التاسعة وصل رئيس الجمهورية العماد سليمان حيث كان في استقباله كل من الوزير غصن والعماد قهوجي واللواء سلمان. وعزفت الموسيقى لحن التعظيم ثم النشيد الوطني اللبناني. وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة كما أطلقت أبواق البواخر المدنية والعسكرية.

 

تحية وإكليل

رئيس الجمهورية وضع إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للشهداء يرافقه وزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الأركان. وعزفت الموسيقى عزفة الموت ثم لازمة النشيد الوطني فلازمة نشيد الشهداء. ثم حيا رئيس الجمهورية علم الجيش قبل أن يتوجه مع وزير الدفاع لاستعراض القوى مستقلاً سيارة مكشوفة يرافقه قائد الجيش ورئيس الأركان في سيارة أخرى. بعدها حيا الرئيس سليمان المشاركين في الاحتفال وأخذ مكانه في مقدمة المنصة، بينما حلقت الطوافات العسكرية حاملة العلم اللبناني وعلم الجيش، ثم عادت مجددًا متخذة شكل الأرزة اللبنانية.

 

حضروا

لبّى دعوة قيادة الجيش إلى حضور العرض العسكري المركزي في مناسبة الإستقلال إضافة إلى الرؤساء سليمان وبري وميقاتي كل من: رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل، رئيس مجلس النواب الأسبق حسين الحسيني، رئيسا الحكومة الأسبقان العماد ميشال عون وفؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، عقيلة الرئيس الشهيد رينيه معوض الوزيرة السابقة نائلة معوض، وزراء ونواب حاليون وسابقون، ممثلو المقامات الروحية، ممثلو البعثات الدبلوماسية المعتمدون في لبنان، ممثلو الجسم القضائي، ممثلو الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، ممثلو الهيئات الإقتصادية والإجتماعية والنقابية والأهلية، وقادة الأجهزة الأمنية وكبار الضباط ومدعوون.

 

المغاوير

قبل أن تطل الوحدات الراجلة، قدّم فوج المغاوير عرضًا قتاليًا لمدة 8 دقائق استخدم خلالها تقنيات متقدمة عكست المستوى الرفيع لرجاله الذين يواظبون على تطوير قدراتهم بشكل يومي.
الحاضرون صفقوا طويلاً للمغاوير الذين استخدموا تقنية الزحف على الحبال لينشروا العلم اللبناني، كما استخدموا عدة تقنيات قتالية كان آخرها القفزة الحرة بأشكال مختلفة.

 

انطلاق العرض

بعد عرض المغاوير استأذن قائد العرض رئيس الجمهورية لاعطاء الأمر ببدئه، فأطلت الأعلام والبيارق في مشهد مهيب. وتوالت الوحدات الراجلة صفوفًا متراصة وهامات شامخة.
ومرت على التوالي بعد الأعلام والبيارق: موسيقى الجيش، المدرسة الحربية، معهد التعليم (مدرسة الرتباء)، لواء الحرس الجمهوري، القوات البحرية، القوات الجوية، الشرطة العسكرية، ألوية المشاة: الأول، الثاني، الثالث، الخامس، السادس، السابع، الثامن، التاسع، الحادي عشر، الثاني عشر، اللوجستي، لواء الدعم، الطبابة العسكرية، المركز العالي للرياضة العسكرية، مدرسة التزلج - الأرز، فرع المكافحة، فوج المغاوير، فوج مغاوير البحر، الفوج المجوقل، أفواج التدخل: الأول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس، فوجا المدفعية الأول والثاني، فوج المدرعات الأول، فوجا الحدود البرية الأول والثاني، قوى الأمن الداخلي، الأمن العام، أمن الدولة، الجمارك، رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية، اللجنة الأولمبية، اتحاد كشاف لبنان، الاتحاد اللبناني للمرشدات الدليلات، الصليب الأحمر اللبناني، الدفاع المدني، فوج الإطفاء، جمعية شباب لبنان نحو الوطنية، الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

 

الوحدات المؤللة

بعد الوحدات الراجلة أطلت الوحدات المؤللة، وكانت على التوالي: سرية من الإشارة، الشرطة العسكرية، فوج المغاوير، فوجا التدخل الأول والثالث، الفوج المجوقل، فوج المدرعات الأول، فوجا المدفعية الأول والثاني، فوج الإطفاء، الدفاع المدني، والصليب الأحمراللبناني.

سماء الاحتفال زينتها بالونات بألوان العلم اللبناني وعلم الجيش وسرب من الحمام.

 

ختام الاحتفال

اختتام الاحتفال كان مع إعلان العميد حاطوم انتهاء العرض ومغادرة رئيس الجمهورية والرئيسين بري وميقاتي وسائر المدعوين. وقد تقبل قائد الجيش ورئيس الأركان تهاني الضباط بالمناسبة قبل أن يغادرا، لتتقدم سرية من لواء الحرس الجمهوري وتؤدي مراسم التكريم لعلم الجيش وتواكبه سيرًا على وقع الموسيقى إلى خارج مكان الاحتفال، ومن ثم بالآليات إلى مدخل مبنى قيادة الجيش.

 

الكلية الحربية

وردت خلال العرض تسمية الكلية الحربية (المدرسة الحربية سابقًا)، وهذه التسمية اعتمدت بعد أن صدر القانون الرقم 153 والذي باتت بموجبـه المدرسـة كلية تمنح للعسكريين شهادة الإجازة الجامعية في العلوم العسكرية.