تحقيق عسكري

قيادة الجيش أعادت هيكلة الألوية والقطع
إعداد: ريما سليم ضومط

انخفض العديد وارتفعت الجهوزية!

 

مما لا شك فيه أن خدمة العلم رفدت المؤسسة العسكرية بدم جديد ومدّتها بعناصر كفوءة، ساهمت بشكل فعّال في مختلف مهام الجيش، وفي رفع نسبة الجهوزية في جميع القطع والوحدات، لذا فقد أدى قرار خفض مدة خدمة العلم إلى فراغ على غير صعيد، لا سيما في ما خص عديد الجيش الذي انخفض بشكل ملحوظ، مما استدعى معالجة الوضع عبر اعادة تنظيم الألوية بما يتوافق مع نسبة عديدها.
حول هذا التنظيم وطبيعته وجدواه، التقينا نائب رئيس الأركان للتخطيط العميد الركن جورج الهاشم في الحوار التالي.


أكّد العميد الركن جورج الهاشم في بداية حديثه، أن النقص في عديد الألوية كان موجوداً قبل صدور قرار خفض مدة خدمة العلم، إلا أن القرار المذكور أدى إلى مزيد من النقص بحيث انخفضت نسبة العديد المحقق في الألوية إلى ما دون الـ04% في حين أن الحد الأدنى المقبول هو 07%. من هنا كان لا بد من اعادة تنظيم الألوية بحيث تمكّنا من رفع نسبة العديد المحقق بحيث اصبحت ما بين تسعين ومئة في المئة.

 

* هل شمل التنظيم الجديد جميع قطع الجيش أم أنه اقتصر على ألوية معينة؟
- بدأت عملية التنظيم في الخامس عشر من آذار الماضي وشملت في المرحلة الأولى كلاً من اللواء العاشر والحادي عشر والثاني عشر. حالياً، نقوم بالتعديلات نفسها داخل الألوية السابع والثامن والتاسع، في حين أن الألوية الأخرى ستبقى على حالها، على أن يصار الى رفع نسبة عديدها من خلال التطويع والفائض من العناصر الناتج عن اعادة هيكلة الألوية الأخرى.
كذلك شملت التعديلات معسكرات خدمة العلم التي تم خفض عدد كتائبها، أما بالنسبة إلى الأفواج وباقي القطع فلم يكن هناك من ضرورة لإعادة تنظيمها.

 

* ما هي تحديداً التغييرات التي حصلت داخل القطع؟
- في الهيكلية القديمة للألوية، كان اللواء مؤلفاً من قيادة اللواء وخمس كتائب منها عشر سرايا خدمة، وقد تم إلغاء الكتائب واستعيض عن السرايا العشر بسرية خدمة واحدة معززة، بحيث أصبح لدينا لواء خفيف مؤلف من ست سرايا مشاة، وسرية دعم، وسرية استطلاع، وسرية وخدمة. وبذلك يكون عناصر سرايا الخدمة التسع التي ألغيت قد انتقلوا الى سرايا القتال.
وبما أننا ألغينا المدرعات والمدفعية من الألوية، فسوف نقوم بإنشاء فوجي مدرعات يمكن وضع سرايا منها تحت القيادة العملانية للألوية. كما أننا قمنا بتعزيز كتائب المدفعية في الألوية غير المعدّلة، وفوجي المدفعية الموجودين أصلاً في الجيش بالسلاح المدفعي الذي تم الاستغناء عنه في الألوية.

 

* ألم يؤثر خفض سرايا الخدمة على سير العمل الإداري؟
- عندما ألغينا سرايا الخدمة أخذنا بعين الاعتبار متطلبات العمل الإداري داخل الألوية، ووجدنا البديل في إلقاء العبء الإداري على قيادة اللواء وأركانه. وقد قمنا لهذه الغاية بزيادة عدد الضباط في قيادات الألوية بحيث أصبح لكل قسم رئيس يساعده ضابط أو اثنان.

 

* هل وضعت خطة جديدة لانتشار الجيش تتماشى والتنظيم الجديد؟
- ان اعادة هيكلة الألوية لم تؤثر في عملية انتشار الجيش، وإنما كان لا بد من ادخال بعض التعديلات ضمن بقعة انتشار كل لواء لخلق تناغم مع التنظيم الجديد.

 

* اليوم وقد باشرت الألوية تنفيذ مهامها في اطار الهيكلية الجديدة، ما هي الأصداء الواردة من جراء التطبيق العملي؟
- بعد اجراء تقييم عام للتنظيم الجديد لم نلاحظ أي سلبيات تذكر، في حين تبيّن وجود نقاط ايجابية مشتركة داخل مختلف الألوية، أهمها ما يلي:

  • إن إلغاء الكتائب أدى إلى ارتباط مباشر بين آمري السرايا وقيادة اللواء، مما ساهم في سرعة تحرّك هذه الوحدات أثناء تنفيذ المهمات المطلوبة منها.
  • بعد تخفيف الأعباء الإدارية عن آمري السرايا انصبّت اهتماماتهم وجهودهم على التدريب والمهام الموكلة إليهم، مما رفع من مستوى الأداء.

كذلك، فقد ساهم التنظيم الجديد في تأمين وفر كبير في العدد والعتاد نظراً إلى إلغاء بعض الوظائف الإدارية والمكاتب والمشاغل وغيرها، مما ساهم في رفع الجهوزية إلى المستوى المطلوب.
هذا بالنسبة إلى العمل داخل الألوية، أما في ما خص الوضع بشكل عام، فيمكن القول إن التنظيم الجديد يتآلف مع جيشنا وطبيعة أرضنا، وهو أوجد لواءً خفيفاً قادراً على المناورة في المدن والجبال، بالإضافة إلى تآلفه مع مهام حفظ الأمن بفعالية تامة. علماً أنه يمكن تعزيزه عند الضرورة بسلاحي المدرعات والمدفعية.

 

* بعد اعادة تنظيم الألوية هل قمتم بخطوات أخرى للتعويض عن غياب المجندين؟
- لقد تم فتح باب التطوّع في الجيش أمام الشباب اللبنانيين الذين يستوفون الشروط المطلوبة، كما أفسح المجال أمام من يرغب من المجندين لتمديد خدمتهم لفترة خمس سنوات. إلا أننا اعتمدنا بشكل أساسي على التعديلات التي قمنا بها داخل الألوية وقد أصبح لدينا حالياً جهوزية بنسبة 031% على أن تنخفض إلى ما بين 09 و001% بعد انتهاء خدمة المجندين الحاليين.