ملف العدد وداع الأبطال

قيادة الجيش في تشييع الشهداء
إعداد: نينا عقل خليل


الاقتصاص من القتلة والمجرمين حتمي
 

مرّة أخرى تمتد يد الإرهاب لتستهدف الجيش والمواطنين على حدّ سواء، في مخطّط إجرامي يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد وإدخالها في أتون الفوضى.
ومرّة أخرى يدفع الجيش ضريبة الدم الباهظة، وهذه المرّة في منطقة عرسال وجرودها، شهداء وجرحى من خيرة الرجال، أكّدوا باستشهادهم أن ما عاهدت به القيادة أبناء الوطن بالحفاظ على الوحدة الوطنية وقطع دابر الإرهاب، هو حقيقة ناصعة، وعهد لا رجوع عنه.
شهداء الجيش ودّعهم لبنان بإكبار وإجلال، وشيّعتهم القيادة في بلداتهم بحضور حشد من الأهالي ورفاق السلاح وشخصيّات رسميّة ووطنية، حيث قلّدهم ممثلو قائد الجيش العماد جان قهوجي أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري،  وألقوا كلمات نوّهوا فيها بمسيرة الشهداء وتفانيهم في أداء الواجب العسكري، مؤكدين أنّ «الزمن هو زمن التضحيات، والعنوان الكبير هو الحفاظ على وحدة لبنان، أرضًا، وشعبًا ومقدسات. هذا ما آمن به ضباطنا وجنودنا الميامين، وهم يواجهون الجماعات الإرهابية الحاقدة في منطقة عرسال العـزيـزة، والتـي حاول الإرهابيون جعلها منفذًا لتصدير الفتنة والفوضى إلى جميع أرجاء الوطن».
كما أكّدت كلمات ممثلي العماد قهوجي أن «الجيش لن يفرّط قيد أنملة بدماء شهدائه وشهداء مواطنيه، ولن يغمض له جفن حتى اجتثاث خطر الإرهاب واقتلاع أشواكه من جسم الوطن، فالاقتصاص من القتلة المجرمين قرار حتميّ لدى قيادة الجيش وهو آتٍ لا محالة».

 

هؤلاء هم شهداؤنا
شهداء الجيش في معركة عرسال هم: المقدّم نور الدين الجمل، المقدّم داني حرب، النقيب داني خيرالله، المعاون علي الكك، الرقيب يحيى الديراني، العريف ابراهيم العمّوري، العريف وليد المجدلاني، العريف نادر يوسف، العريف عمر النحيلي، العريف جعفر ناصر الدين، العريف سهيل محمد حسن ضناوي، الجندي أول حسين حمزه، الجندي أول عبد الحميد نوح، الجندي حسين حميّه، الجندي علي خضارو، الجندي أحمد علي الحاج حسن، المجنّد خلدون رؤوف حمّود، المجنّد حسن وليد محي الدين والمجنّد محمد علي العجل، شيّعتهم القيادة في بلداتهم وقراهم حيث احتشد الأحباء من أهل ورفاق سلاح ومواطنين، وشاركوا في الصلاة لراحة أنفس رجال أبرار افتدوا الوطن بشبابهم.

 

المقدّم الجمل
في 4/8/2014 نقل جثمان المقدّم الشهيد نور الدين الجمل من المستشفى العسكري إلى منطقة الطريق الجديدة، التي بكى كبارها والصغار الشهيد البطل. في رحلة الوداع مرّ جثمان الشهيد بمنزل ذويه ومن ثمّ بمنزله في محيط الجامعة العربية قبل أن يصل إلى جامع الخاشقجي حيث أقيمت الصلاة.
تقدّم الموكب إخوة الشهيد وعائلته وأقرباؤه والأصدقاء تحيط بهم حشود من أهالي المنطقة، وسط مشاركة واسعة لوحدات الجيش والعناصر الأمنيين. وكان في طليعة المشيّعين النائب عمار الحوري ممثّلًا رئيس الحكومة السابق سعد الدين الحريري، العميد الركن أنطوان حلبي ممثّلًا وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، إضافة الى ممثّلين عن قادة الأجهزة الأمنية، ووفود دينية وأمنية وعسكرية وسياسية واجتماعية وفاعليات. وقد أدّت له وحدات من الجيش مراسم التكريم اللازمة، وبعد الصلاة، نقل الجثمان الى مدافن الباشورة.

 

المقدّم حرب
في كنيسة قلب يسوع - بدارو، ترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر الذبيحة الإلهية لراحة نفس المقدّم الشهيد داني حرب، في حضور العقيد الركن أنطوان فيلتاكي ممثّلًا وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، وزراء ونواب وممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية، إلى جانب عائلة الشهيد ورفاق السلاح ومواطنين.
بعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران مطر عظة قال فيها: «...ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه فداء عن أحبائه، حب العزيز داني لجيشه ولوطنه ولشعبه وعائلته هو الذي دفع به إلى أن يؤدي الشهادة الكبرى ويفتدينا جميعًا بدمه الكريم، عندما دخل مدرسة التضحية والشرف والوفاء كانت له قناعة أن هذا الوطن جدير بأن يفتدى، هو وطننا جميعًا بيتنا بيت المحبّة والسلام وقبول الآخر».
كما ألقى كلمة العائلة المحامي جان حرب متحدّثًا عن مزايا الشهيد الذي كان «مثالًا في الوعي الإنساني وقدوة في ما انتدب نفسه له خدمة للبنان وشرفه».

 

النقيب خيرالله
استقبلت بلدة جديدة المتن جثمان النقيب الشهيد داني خيرالله الذي وصل إلى كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس محمولًا على أكف رفاق السلاح، ونثرت عند كل محطّة على نعشه الورود والأرز وردّدت هتافات مؤيدة للجيش. وترأس القداس والجناز الذي أقيم لراحة نفسه الأب جبران فيعاني يعاونه لفيف من الكهنة، وحضره ممثّل رئيس مجلس النواب النائب قاسم هاشم، ممثّل قائد الجيش العميد الطيّار روفايل عاقل، ووفود من أمن الدولة ومن قوى الأمن الداخلي والجمارك وعدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية والضباط والأفراد والمواطنين. وألقى الأب فيعاني عظة تطرّق فيها إلى أهم محطّات حياة النقيب الشهيد الذي تزوّج منذ سنتين، «وتزوّج بالشهادة اليوم لقيامة لبنان واللبنانيين وحماية هذا الوطن الذي يتعرّض لكل أنواع الأخطار».

 

المعاون الكك
بلدة فنيدق العكارية استقبلت بدورها جثمان المعاون الشهيد علي الكك الذي وصل إلى منزله العائلي في وادي الريحان - عكار آتيًا من منطقة البقاع مرورًا بالقبيات وحلبا، حيث كانت له عدّة محطّات استقبال، نثر خلالها المواطنون الورود والأرز على نعشه.
وأكمل موكب الشهيد طريقه في اتجاه بلدة فنيدق مسقط رأسه وسط زغاريد النسوة، ثمّ أقيمت الصلاة على جثمانه في حضور فعاليات عكارية ونوّاب سابقين وممثّل قائد الجيش المقدّم فيصل عساف ورجال دين ورؤساء بلديات ومخاتير.

 

الرقيب الديراني
شيّعت القيادة وأهالي بلدة قصرنبا في البقاع الرقيب الشهيد يحيى الديراني، في حضور ممثّل قائد الجيش العقيد ميشال نخلة، ووفود سياسية وعسكرية ودينيّة.
استهل التشييع بإقامة مراسم التكريم للشهيد أمام مستشفى العبد الله في رياق، حيث أدّت له ثلة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحيّة والتشريفات. وبعد الصلاة، نقل الجثمان إلى مدافن العائلة ليوارى في الثرى.

 

العريف العمّوري
شيّعت القيادة في بلدة قب الياس العريف ابراهيم محمد العمّوري، في حضور ممثّل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش وضباط وفاعليات بلدية واختيارية وأهالي البلدة ورفاق السلاح. وبعد تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري، وإقامة الصلاة على جثمانه الطاهر، ألقيت كلمات أشادت بمسيرة الشهيد وتضحياته في خدمة الجيش والوطن.

 

العريف المجدلاني
في بلدة كفرزبد - قضاء زحلة، استقبل الأهالي موكب العريف وليد نسيم المجدلاني ودموع الحزن تسيل من عيونهم، كما الجراح التي تحز في قلوب رفاق السلاح. وبعد إقامة الصلاة وإلقاء كلمة ممثّل قائد الجيش، أدّت ثلة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحية والتشريفات للشهيد قبل أن يودع مثواه الأخير.

 

العريفان يوسف والنحيلي
 في بلدة مشتى حمود - قضاء عكّار شيّع الجيش العريفين نادر حسن يوسف وعمر وليد النحيلي. وقد أقيمت مراسم التشييع وسط حشود شعبية كثيفة، وكانت لموكب الشهيدين محطّات وداع من العبدة إلى مفترق بلدات الحصنية وبرقايل وبرج العرب ومنياره، وصولًا إلى ساحة حلبا، ومن الكويخات والدوسة والكواشرة والبيرة، وصولًا إلى ساحة القبيات.
ففي القبيات، احتشد آلاف المواطنين في ساحة البلدة، وقرعت أجراس الكنائس حزنًا، وأطلقت المفرقعات، وحمل النعشان على الأكف، وبمشاركة رجال دين وفاعليات بلدية، سار المشيّعون بالنعشين، إلى المدخل الشمالي للبلدة. وأكمل الموكب طريقه إلى بلدتي شدرا ومشتى حسن وصولًا إلى مدخل بلدتيهما مشتى حمود، حيث كان اللقاء عاصفًا وحزينًا.
وبعد أن ألقى الأهالي نظرة الوداع في حضور ممثلي قائد الجيش العقيد وليد الكردي والعقيد توفيق يزبك، وشخصيات ورجال دين وفاعليات سياسية واجتماعية، نقل جثمانا الشهيدين إلى المثوى الأخير.
 

العريف ناصر الدين
وسط حشد من الاهالي ورفاق السلاح وشخصيات رسمية ووطنية، شيّعت القيادة العريف جعفر ناصر الدين في جبانة بلدته العين في قضاء بعلبك. وفي حضور ممثّل قائد الجيش وعدد من الضباط والعسكريين والأهالي أقيم حفل التأبين، وألقيت كلمة بالمناسبة، كما أدّت ثلة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحية والتشريفات اللازمة.

 

العريف ضناوي
في محلّة باب الرمل - قضاء طرابلس، شيّع الجيش العريف الشهيد سهيل ضناوي في حضور حشد من الأهالي ورفاق السلاح. وأُجريت له مراسم التكريم اللازمة، وتمّ تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري، كما اُلقيت كلمات عبّرت عن تضامنها مع المؤسسة العسكرية في مواجهة الجماعات الإرهابية الحاقدة، ثمّ أُقيمت الصلاة على جثمانه الطاهر.

 

 الجندي أول حمزة
شيّع الجيش في بلدة الخضر البقاعية الجندي أول حسين ملحم حمزة الذي استقبل ملفوفًا بالعلم اللبناني وسط حشود شعبية كثيفة. وسار الموكب إلى جبانة البلدة حيث أمّ الشيخ تامر حمزة المصلّين لراحة نفس الشهيد قبل أن يوارى الثرى. وقد شارك في التشييع حشد من الأهالي والفعاليات وممثّل قائد الجيش وضباط وعسكريون.

 

الجندي أوّل نوح
في بلدة الحويش، شيّع الجيش ومنطقة عكار الجندي أوّل عبد الحميد نوح في حضور ممثّل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش العقيد حسن حسن وعدد كبير من الفعاليات وأهالي البلدة والجوار. المحطّة الأولى لموكب التشييع كانت عند مفرق بلدة دير دلوم، حيث كان في استقباله عدد كبير من أهالي المنطقة والأقارب الذين حملوا النعش على الطريق العام، وسط الهتافات المؤيدة للجيش وإطلاق المفرقعات النارية. بعدها انطلق الجميع بموكب مهيب إلى بلدة الحويش مسقط رأس الشهيد. وبعد الصلاة عن روحه في مسجد البلدة، ووري في الثرى وسط مراسم التكريم.

 

الجندي خضارو
عكّار كانت حاضرة في تشييع الجندي علي محمد خضارو، بكل طوائفها ومذاهبها مجسدة الوحدة اللبنانية بأبهى صورها. فمع وصول موكب الشهيد إلى بلدته في تلحميرة، طاف الشوارع الرئيسة للبلدة وسط نثر الأرز والورود وهتافات الموت للتكفيريين وكل أعداء الوطن. وقد أقيمت الصلاة عن روح الشهيد الطاهرة في حضور ممثّل قائد الجيش وفعاليات البلدة والجوار والرفاق.

 

الجندي الحاج حسن
شيّعت بلدة الشواغير - الهرمل الجندي الشهيد أحمد علي الحاج حسن، وقد أقيمت مراسم التشييع وسط حشود من الأهل والأقارب والمواطنين، تقدّمها ممثّل قائد الجيش وفعاليات البلدة. وألقيت كلمات أعلنت تضامنها مع الجيش في تصدّيه للمجموعات الإرهابية المسلّحة التي لا تفرّق بين مواطن وآخر.

 

الجندي حميّه
في بلدة طاريا - بعلبك، شيّع الجندي الشهيد حسين علي حميّه، بمشاركة ممثّل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، إضافة إلى عدد من الضباط والعسكريين وفعاليات بلديّة واختياريّة ومواطنين. وتخلّل مراسم التشييع تقديم السلاح وعزف لحن الموت والخلود وتقليد الأوسمة. وبعد الصلاة على جثمان الشهيد، ألقيت كلمات نوّهت بمزاياه وأكدت أنّ الجيش سيكون بالمرصاد لكل المجرمين والعابثين بأمن الوطن.
 

المجنّد محي الدين
بلدة جديدة الفاكهة - بعلبك أيضًا، شيّعت المجنّد الممددة خدماته حسن وليد محي الدين. وقد وصل جثمان الشهيد إلى البلدة ملفوفًا بالعلم اللبناني, وكان المواطنون في استقباله في القرى، حيث نثر الورد والأرز على نعشه. وأقيمت مراسم التشييع وسط حضور شـعبي كبير من كل قرى المنطقة، التي أعلنت تضامنها مع الجيش في تصديه للإرهاب.

 

المجنّد حمّود
شيّعت بلدة العقبة والجيش ومنطقتا راشيا والبقاع الغربي المجنّد الممددة خدماته خلدون رؤوف حمّود. وقد أقيمت مراسم التشييع في حضور العقيد مارون منيّر ممثّلًا قائد الجيش وشخصيات عسكرية واجتماعية وفعاليات بلديّة واختياريّة وحشد من الأهالي. الكلمات التي تخلّلت التشييع أشادت بالجيش والمؤسسة العسكرية ودعت إلى «الوقوف صفًا واحدًا إلى جانب الجيش للتصدي للإرهابيين». وبعد الصلاة على جثمان الشهيد، قدّمت له ثلة من الجيش التحيّة ثمّ نقل إلى مثواه الأخير.

 

المجنّد العجل
شيّعت قيادة الجيش المجنّد الشــهيد محمد علي العجل، الذي احتشــد لوداعــه على الطريق من العبدة إلى ببنين، آلاف من أبناء المنطقة وفاعلياتها، فنثروا الأرز والورود على نعشه. وقد أوقف الموكب في اكثــر من محطة، وسط الزغــاريد والدموع، قبـل أن يبلغ بلدتـه جديدة القيطع، حيث كان في استقباله ممثّل قــائد الجيش العميـد الركن حســين أبي حيدر، وحشد من فعاليات المنطقة ووجهائها ورؤساء بلديات عكار ومخاتيرها.
وبعد كلمة القيادة، أدّت له ثلة من رفاق السلاح التحيّة العسكرية، ثمّ صُلّي على جثمانه ليوارى في جبانة بلدته. وأعرب والد الشهيد علي العجل في كلمة مقتضبة ألقاها عن «اعتزازه بشهادة ابنه» وحيّا «الجيـش اللبناني».