نشرة توجيهية

قيادة الجيش في نشرة توجيهية للعسكريين


لا مهادنة مع الإرهاب ولا مساومة على دماء الشهداء وكرامة الجيش والوطن

أصدرت قيادة الجيش نشرة توجيهية تناولت فيها الوضع القائم في البلاد عقب معركة الجيش مع الإرهابيين في منطقة عرسال. وإذ دعت العسكريين إلى عدم الإصغاء للشائعات التي غالبًا ما تقف خلفها الجماعات الإرهابية، أكدت أن لا مهادنة مع القتلة المجرمين ولا مساومة على دماء الشهداء وكرامة الجيش والوطن.

 

وقد جاء في النشرة الآتي:

يواجه لبنان أخطارًا عديدة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخه، في مقدمها خطر الإرهاب الذي سعى جاهدًا ولا يزال، إلى اختراق الساحة اللبنانية وإلحاقها بالساحات المشتعلة من حولها، بغية إثارة الفتنة الداخلية وضرب صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين، لكن تصدي الجيش الحازم والسريع للجماعات الإرهابية في عرسال خلال شهر آب الفائت، وبقاءه بالمرصاد لهذا الخطر، أحبطا مخططات الإرهابيين، وأفضيا إلى محاصرتهم على المستويين العسكري والوطني.
وقد أتى لجوء هؤلاء إلى قتل اثنين من العسكريين المخطوفين وهما الشهيدان: الرقيب علي السيد والجندي عباس مدلج، بطريقة وحشية، ليلاقي استنكارًا عارمًا من اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية، وليوحّد صفوفهم حول الجيش في مواجهة الإرهاب الذي ضرب بعرض الحائط، جميع تعاليم الأديان السماوية التي تدعو إلى المحبة والإلفة والتسامح، كما شرعة حقوق الإنسان التي تكفل الحفاظ على سلامة الأسرى تحت أي ظرف من الظروف.
وأضافت النشرة: ستبقى قضية العسكريين المختطفين أمانة في عنق مؤسستكم التي لن تألو جهدًا لإعادتهم إلى أهاليهم ووحداتهم سالمين.
إن قيادة الجيش وفي خضمّ هذه المعركة المفتوحة مع الإرهاب تدعو العسكريين إلى ما يلي:
أولًا: عدم الإصغاء للشائعات المغرضة والملفّقة، التي يتناقلها بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، والتي غالبًا ما تقف خلفها الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى النيل من معنويات الجيش، وإرباك الحالة الوطنية، وإثارة التفرقة الطائفية والمذهبية بين المواطنين.
ثانيًا: عدم إعارة آذان صاغية للمزايدات السياسية، القائمة حينًا على جهل حقيقة الأمور، وحينًا آخر على مصالح فئوية أو شخصية ضيقة، لا تمتّ للمصلحة الوطنية العليا بأي صلة.
ثالثًا: الثقة بقدرة المؤسسة العسكرية، التي هي اليوم أقوى من أي وقت مضى، ليس بسبب الإنجازات والبطولات التي حققتها في التصدي للإرهاب وحفاظها على لبنان في ظل جوار مشتعل فحسب، بل أيضًا من خلال تماسكها وثقة الشعب بها ورهانه عليها، ومسارعة الكثير من البلدان والجيوش الصديقة إلى إعلان دعمها وتقديم الهبات لها.
رابعًا: الثقة الكاملة بدورهم، وحقّهم المقدس في الدفاع عن أرض بلادهم وشعبهم، وحماية رسالة العيش المشترك بين اللبنانيين، في مواجهة الإرهابيين الغرباء عن نسيج المجتمع اللبناني وقيمه الإنســانية والحضاريــة.
خامسًا: تحلّي جميع العسكريين على اختلاف رتبهم ومواقعهم، بأقصى درجات المسؤولية والوعي واليقظة، والسهر على تحصين مراكزهم وحماية أمنها، والإستعلام عن أي حالة مشبوهة في محيطها أو في جوارهم السكني، والإستعداد الدائم لمواجهــة أي طــارىء.
ختامًا: إن ولاء العسكريين للمؤسسة العسكرية وحدها، قد رسّخ في أذهان اللبنانيين جميعًا سموّ مكانة هذه المؤسسة وإخلاصها لرسالتها الوطنية النبيلة، كما أنّ التضحيات الجسام التي قدّمها الجيش من شهداء وجرحى ومفقودين، زادته منعةً وإصرارًا على حماية لبنان من الإرهاب، والعمل على اقتلاع هذا الخطر من جذوره، فلا مهادنة مع القتلة المجرمين، ولا مساومة على دماء الشهداء وكرامة الجيش والوطن.

اليرزة في 10/9/2014
العماد قهوجي قائد الجيش