نشاطات القيادة

قيادة الجيش كرّمت الضباط المحالين على التقاعد
إعداد: تريز منصور

 العماد قهوجي:
لا شيء ينال من إرادة الجيش وإصراره على دوره الوطني الجامع

أكد العماد جان قهوجي أن لا شيء ينال من إرادة الجيش وعزيمته للقيام بدوره الوطني الجامع، مشيراً الى جملة إنجازات مهمة حقّقها في ظل الأوضاع الداخلية الصعبة التي يدركها الجميع.
موقف قائد الجيش كان في سياق الكلمة التي ألقاها خلال حفل تكريم ضباط عامين أحيلوا على التقاعد.
الإحتفال الذي أقيم في مقصف وزارة الدفاع - اليرزة كان برعاية العماد قائد الجيش وحضوره، وقد حضر رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري وعدد من ضباط القيادة والمحتفى بهم.

 

كلمة العماد قهوجي
إستهل قائد الجيش كلمته بالإعراب عن سروره واعتزازه باللقاء، وتوجّّه الى المكرّمين بتحية وفاء وتقدير وقال:
«مَن أولى منكم بالتكريم، بعد أن وهبتم سني عمركم للمؤسسة العسكرية وبذلتم الغالي والنفيس في خدمتها، فكان لنا الشرف الرفيع في تثبيت دعائمها على أسس صلبة، وإعلاء مداميكها لبنة لبنة، حتى غدت بفضلكم وبفضل رفاقكم السابقين والحاليين، منارة تهتدي بها الأجيال، ومعيناً صافياً نقياً، ينهل منه اللبنانيون جميعاً، معاني الإنتماء الوطني الخالص، والإيمان الراسخ بلبنان، وإرادة التضحية والعطاء في سبيله».
وأضاف قائلاً:
«يأتي لقاؤنا هذا العام، على وقع العديد من الإنجازات، التي حقّقها الجيش بالتعاون والتنسيق مع مختلف القوى الأمنية، بدءاً من تطويق الأحداث الأليمة التي حصلت في بعض مناطق الشمال والبقاع، مروراً بالكشف عن الشبكة الإرهابية التي استهدفت عناصر الجيش في مدينة طرابلس وضواحيها، الى الحملة الواسعة ضد الجرائم المنظّمة على أنواعها، وصولاً الى تفكيك شبكات التجسّس والتخريب المتعاملة مع العدو الإسرائيلي.
لقد تحقّقت هذه الإنجازات المهمة، في ظل الأوضاع الداخلية الصعبة التي يدركها الجميع، وما رافقها من تجاذبات سياسية حادة، واحتدام في المواقف والآراء. الأمر الذي يؤكد أن الجيش، يبقى الضمانة الأولى لصون الإستقرار ودرء المخاطر عن الوطن، وأن لا شيء ينال من إرادته وعزيمته، للقيام بدوره الوطني الجامع، الذي يكفل حماية مسيرة السلم الأهلي، والحفاظ على المصلحة الوطنية العليا، في مطلق الظروف والأحوال.
إن البلاد مقبلة في القريب العاجل على استحقاق الإنتخابات النيابية، وقد قمنا بالتحضير الكامل لهذا الإستحقاق، الذي ستشارك فيه معظم قوى الجيش، وأجرينا تمارين تجريبية، للتأكد من حسن تنفيذ الخطة الموضوعة، لتوفير أمن العملية الإنتخابية في مختلف المناطق اللبنانية، كما تمّ تزويد قادة الوحدات العسكرية وضباطها التوجيهات اللازمة، التي تقضي بالبقاء على مسافة واحدة من الجميع، والتحلّي بالوعي والمسؤولية والتجرّد، والحزم في التعامل مع المخلّين بالأمن».
وأوضح العماد قهوجي «إن الجهد الأساسي للقيادة في هذه المرحلة، يتركّز حول إعادة هيكلة الجيش وتعزيز قدراته القتالية، عديداً وعتاداً وتدريباً، لتمكينه من القيام بمختلف المهمات المنوطة به على أكمل وجه. ولقد حقّقنا خطوات مهمة في هذا المجال، بالاعتماد على الإمكانات الذاتية وعلى المساعدات التي قدّمها العديد من الدول الشقيقة والصديقة. والى جانب هذا الإهتمام، عملت القيادة ولا تزال على تحسين الأوضاع الحياتية والإجتماعية للعسكريين، وخصوصاً في ما يتعلق برفع مستوى الطبابة العسكرية، وتفعيل عمل جهاز الإسكان العسكري، ومتابعة موضوع فروقات سلسلة الرتب والرواتب مع الجهات المعنية، إضافة الى تطوير النوادي العسكرية، وفي هذا الإطار جرى افتتاح المبنى الجديد للنادي العسكري المركزي في المنارة، الذي تمّ تشييده وتجهيزه وفقاً للمواصفات والمعايير المعمول بها في أرقى جيوش العالم. ولا شك بأن ما حقّقناه وعلى أهميته يبقى متواضعاً، إزاء ما يبذله العسكري من جهد وتضحية، في سبيل المؤسسة والوطن».
وتوجّّه الى المحتفى بهم بالقول:
«يكفينا فخراً واعتزازاً، انتماؤنا الى مؤسسة الجيش اللبناني، صاحبة الإرث الوطني والعسكري المشرق، وحاملة شعلة الدفاع عن رسالة لبنان. واعلموا بأن دوركم لا يقل أهمية عن دور رفاقكم في الخدمة الفعلية، لجهة تجسيد قيم الجيش وتقاليده العريقة، وإظهار صورته الناصعة أمام المواطنين، انطلاقاً من ارتباطكم الوثيق بمؤسستكم الأم، وما لديكم من طاقات وخبرات وإرادة صادقة. فأنتم تشكّلون الوجه الآخر للجيش، ودمه النابض في عروق المجتمع المدني. لذا أدعوكم اليوم الى الإستمرار على ما دأبتم عليه رسلاً وشهوداً له، تدافعون عنه بالكلمة المسؤولة والموقف الشجاع، وتنشرون بين أهلكم وفي محيطكم، روح المواطنية الحقّة، وكل ما تنشأتم عليه من قيم عسكرية وأخلاقية وإنسانية، فتسهمون بذلك في إعلاء شأن جيشكم، وفي تحصين وحدة الوطن وأمنه واستقراره.
ختاماً، أعاهدكم بأن يبقى الجيش كعادته، وفيّاً للرسالة والقَسم، متمسّكاً بعقيدته وثوابته الوطنية، حافظاً تضحيات شهدائه، أميناً على إرث أجياله».

 

كلمة اللواء الركن المتقاعد جورج الهاشم
وألقى كلمة الضباط المكرّمين اللواء الركن المتقاعد جورج الهاشم الذي قال:
«ها نحن اليوم، كما كل مرة يحملنا الوداع الى لقاء، نودّع مؤسسة احتضنت عمرنا، نعم كل عمرنا، أليس الشباب ربيع العمر؟ ملأناه آمالاً وطموحات، فأزهر تضحيات وأينع عطاءات، أودعناها خزانة جيشنا، جوهرة يزداد بريقها على مرّ السنين.
نودع رفاقاً قطعنا وإياهم درب الشرف والتضحية والوفاء، نحوّل الوعر رياضاً والأشواك رياحين، ليبقى جيشنا للبناننا المفدّى شمخة رأس.
نودّع المطارح كلها التي شهدت تضحياتنا وارتوت طويلاً من دمائنا وعرقنا، نودّعها وروح البذل والعطاء ترفرف من فوقها».
وأضاف قائلاً:
«نقول شكراً، والعين دامعة فرحاً والقلب زاخر بالكبر، والجبين شامخ بالمجد والفخار، ولا مكان للحسرة على ما مضى، لأنها الذاكرة الثمينة والذكريات بعدما حلا مرّها، وبخاصة عندما نطمئن ويهنأ بالنا الى أن الجوهرة الغالية مودعة لدى قيادة أمينة، أجمع القريب والبعيد على حكمة قائدها ونزاهته واستقامته، ولم تكد تمضي أشهر معدودة على تسلّمه الشعلة، حتى لمع إسمه كالشهب في سماء الوطن، وقد عنيت به قائد الجيش العماد جان قهوجي.
بإحالتنا على التقاعد، لم نشعر للحظة أننا تركنا الجيش، فالجيش هو طريقة عيش تطبع تفكيرنا وعلاقاتنا مع الآخرين، فمُثله هي مثلنا، وقيمه هي قيمنا، وما يفرحه يفرحنا وما يكدّره يكدّرنا.
باسم الضباط المتقاعدين جميعاً حاضرين وغائبين، أتوجّّه بالشكر يا سيدي العماد، على لفتتكم الكريمة التي أتاحت لنا اللقاء مجدداً، وهذا ليس غريباً عن مؤسسة لم تتعوّد في تاريخها إلاّ الحرص على إرث أجيالها، والوفاء لأبنائها المخلصين.
نعاهدكم بالتواصل دائماً مع المؤسسة الأم كلما دعا الواجب، وأن نكون في المجتمع المدني خير رسل للجيش، ننشر مبادئه وقيمه في كل آن ومكان، فنرتقي به ويسمو».
في ختام الإحتفال شرب الجميع نخب المناسبة وقطع قائد الجيش قالب الحلوى متمنياً للجميع تقاعداً مريحاً، واعداً إياهم بالعمل الدؤوب لتحسين ظروف حياة المتقاعدين.