تكريم

قيادة الجيش كرّمت المدير العام للإدارة
إعداد: روجينا خليل


العماد قهوجي: عَمِلَ بصمت ووهب الجيش زهرات شبابه

«يسرّنا أن نلتقي اليوم لنكرّم أحد كبار ضباط الجيش، الذي وهب المؤسسة العسكرية حصة كبيرة من زهرات عمره وشبابه، وهو يودّعها اليوم وقد ترك فيها أثراً طيباً وإنجازاً يضاف الى إنجازات الرجال المخلصين».
بهذه الكلمات النابعة من القلب، استهل العماد جان قهوجي قائد الجيش كلامه في حفل تكريم اللواء الركن حسن محسن المدير العام للإدارة، وذلك بمناسبة إحالته على التقاعد.
أقيم الإحتفال في مقصف مبنى قيادة الجيش بحضور أعضاء المجلس العسكري وأمين سرّّه ورئيس الغرفة العسكرية وعدد من الضباط القادة.


كلمة العماد قهوجي
بدأ الإحتفال برفع الأنخاب وكلمة العماد قهوجي قائد الجيش الذي قال:


أيها الأعزاء
يسرّنا أن نلتقي اليوم لنكرّم أحد كبار ضباط الجيش، الذي وهب المؤسسة العسكرية حصة كبيرة من زهرات عمره وشبابه، وهو يودّعها اليوم وقد ترك فيها أثراً طيباً وإنجازاً يضاف الى إنجازات الرجال المخلصين. هذه ليست المرة الأولى التي تودّعون فيها رفيقاً لكم في السلاح، وهي لن تكون الأخيرة، فبيننا من يأتي وبيننا من يمضي. يستقبلنا العَلم ويودّعنا،  وهو يعرف أننا سنبقى الأقرب اليه، والأوفى لمعانيه، والأشد تضحية في سبيل الحفاظ على كرامته وحرية خفقانه بين النسائم. لقد بدأنا الحياة توّاقين اليه حين كنا نحمل الورقة والقلم في مدارس طفولتنا، ورسّخنا انتماءنا لرموزه عندما انتسبنا الى مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، وهو يستمر مرفرفاً في الأعماق حين تعود رحالنا الى الحياة المدنية العامة.
 

أيها الأعزاء
اللواء الركن حسن محسن، عرفتموه عاملاً بصمت العسكري، محدّثاً بأسلوب المطّلع المتنوّر، متتبعاً تفاصيل البناء والعطاء، حريصاً على النتائج، ساعياً الى الأفضل والأكمل.
ونحن اليوم، في بيتنا الوطني هذا، ندعوه الى تجديد لقائه بمؤسسته الأم، والى بقائه مجاوراً لها، قريباً منها، وفي يديه، كما عوّدنا، التجربة والأمثولة، وفي عقله الرأي والفكرة والعبرة. أما وعدنا اليه، والى كل رفيق سلاح في الخدمة،  وفي خارج الخدمة، والى كل العسكريين أبناء مؤسستنا، فهو أن نزوّدهم دائماً أخبار تقدّمنا ونجاحنا في ترسيخ عملنا المؤسساتي، وفي الدفاع عن تراب البلاد، والحفاظ على الوحدة الوطنية. فإن سمعوا، فلمآثر جيشنا حصة كبيرة في السمع، وإن قرأوا، فلأمجاده سطور وسطور، وإن تذكّروا فها هي السير الحسنة تتربّع على الصدور أوسمةً زاهية، وفوق الأكتاف نجوماً تضيء.
لك العافية والنجاح في مستقبل أيامك يا رفيق السلاح، ولتكن كما عهدناك جندياً صلباً في ساحات الوطن.
 

كلمة المحتفى به
المحتفى به اللواء الركن محسن شكر المؤسسة وحامل رايتها، في كلمة استهلها بالقول:
إنها واحدة من أهم لحظات حياتي وأكثرها وجدانية تنتابني فيها مشاعر متعددة وقد تبدو متناقضة، إلا أنها مكمّلة لبعضها البعض... مثل دورة الحياة.
من جهة وأنا أترك مؤسسة خدمت فيها أهم، وربما أطول سنوات عمري، فأصبحت بيتي، أهلها أهلي واخوتي ورفاقي، من أبسط أصول الوفاء لمؤسسة الشرف والتضحية والوفاء أن أشعر بالحزن... ومن جهة ثانية أستعيد مع نفسي وقفة تقييم، أستعرضها أمامكم، مختصراً مسيرة طويلة ببضع كلمات.
فقد خدمت في أغلب الوحدات العملانية، والمراكز القيادية، وفي المناطق اللبنانية كافة، في مختلف الظروف والتي كان أكثرها خطراً ودقيقاً وحساساً. لم أتردد يوماً في تنفيذ أية مهمة، ولم يراودني أي تفكير عن مكانها أو زمانها، لأن كل ما كان يعنيني، هو نجاح الجيش، ليبقى العلم عالياً محفوظاً، والوطن مصاناً. هذا ما أقسمت عليه مع رفاق دورتي في الأول من آب العام 1972، وبقي ذلك يتردّد في ضميري، وأرى اليوم أنني كنت على العهد والوعد... فأشعر بالفخر والسعادة... ومن جهة أخيرة، وأنا أتطلّع الى ما وصل اليه هذا الجيش، الذي عملنا فيه معاً يداً بيد وكتفاً الى كتف، بقلب واحد وهدف واحد، ليبقى لبنان بأمان واستقرار، منتصراً، كما انتصر هذا الجيش، بصموده جنباً الى جنب مع المقاومة فاندحر العدو الإسرائيلي، وانتصر على الإرهاب في الداخل فأصبح ملاذ اللبنانيين جميعاً وموضع ثقتهم.
وأضاف: أتطلع الى الجيش، فأرى أنه يزداد قوة وتماسكاً وجهوزية، يتصدى للعدو الإسرائيلي في الجنوب، وعملائه في الداخل يكافح الإرهاب من دون هوادة وعينه ساهرة على الأمن في كل لبنان، فيزداد تعلّق الجميع به، والنظر اليه على أنه خشبة الخلاص.
إن هذا بفضل جهودكم جميعاً لكن ومن دون شك، يبقى الفضل الأكبر والأساس، لحامل راية المؤسسة بأمانة والساهر دوماً على شؤونها وشجونها والمتابع، بحكمة وإصرار لكل متطلباتها بجهود مضنية وعمل دؤوب، للعماد جان قهوجي قائد الجيش. وهنا أشعر بالإطمئنان، وأتيقن من خلال هذه المسيرة الشامخة للمؤسسة، أنني لا أتركها، فقد أصبحت جزءاً مني وأنا جزء منها ولكنني أنتقل لخدمتها مدى الحياة من مكان آخر وبأسلوب آخر.
 

سيدي العماد
عرفتكم عن قرب، في رتب مختلفة من ملازم أول وعقيد وعميد وعماد قائد الجيش ورئيس المجلس العسكري، إن الذي تغيّر عليّ هو الرتب والمراكز المختلفة التي تنقّلت فيها.. ولكن بقي جان قهوجي الإنسان، هو هو، في صدقه وإخلاصه وعفويته ومناقبيته ومحبته. أشكركم على هذا التكريم وأتمنى لكم طول العمر والصحة والقوة، قوتكم قوة لبنان.