في دائرة الضوء

قيادة الجيش: لا مكان للفتنة في أي ظرف وتحت أي شعار

 إجتماع لكبار الضباط ونشرة توجيهية

 

أكّدت قيادة الجيش للبنانيين أن رهانهم على جيشهم هو في مكانه الصحيح. وتعهّدت بحفظ الأمن والإستقرار وبعدم السماح بحصول فتنة في أي ظرف وتحت أي شعار، كما دعت المعنيين الى الارتقاء الى مستوى المرحلة بوعي ومسؤولية.
ففي سياق متابعة الأوضاع السائدة في البلاد نتيجة تباين المواقف والآراء حيال القضايا المطروحة، عقد قائد الجيش العماد جان قهوجي اجتماعاً ضمّ أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة. وعرض العماد قهوجي شؤون المؤسسة والأوضاع السائدة محلياً وإقليمياً ودولياً. وأعطى توجيهاته في ما يتعلق بمهمات الجيش، وفي مقدمها الدفاع عن الوطن ضد التهديدات الإسرائيلية ومكافحة الإرهاب والحفاظ على السلم الأهلي في البلاد مهما بلغت حدّة التطوّرات. وتعهّد بتصدي الجيش، الحازم لمحاولات إثارة الفتنة أو التعرّض لأمن المواطنين.
وفي السياق نفسه أصدرت قيادة الجيش نشرة توجيهية بعنوان «لا مكان للفتنة في أي ظرف وتحت أي شعار»، هنا نصّها.


تكاثر في الآونة الأخيرة إطلاق الشائعات والتكهنات، حول مصير الأوضاع في البلاد، نتيجة انعكاس الصراعات الدولية والإقليمية على الساحة الداخلية، والاحتمالات التي ستعقب صدور القرار الظني للمحكمة الدولية، وما يستتبع ذلك من إمكان حصول فتنة طائفية، وتهديد لوحدة المؤسسات العسكرية والأمنية.
تؤكّد قيادة الجيش – مديرية التوجيه على ما يأتي:
أولاً: تلفت هذه القيادة إلى أن لا مؤشرات في المرحلة الراهنة، لانعكاس النزاعات المختلفة في المنطقة سلبياً على الساحة الداخلية، وتؤكّد وجوب سهر الجميع على تحصين هذه الساحة، والركون إلى الجيش الذي يعمل لمصلحة الوطن وأبنائه كافة، بعيداً عن كل التجاذبات السياسية والطائفية وغيرها.
ثانياً: إن تباين مواقف اللبنانيين وآرائهم تجاه القضايا المطروحة، هو في الأساس ظاهرة ديمقراطية معروفة، إذا كان لا يمس بالثوابت والمسلّمات الوطنية، لكن ربط هذا التباين بمصطلحات الإنقسام والتشرذم والفتنة، هو الذي يشكّل الخطر على البلد، ولن نسمح بحصوله على الإطلاق، كما أن توغّل البعض في «فبركة» الشائعات أو الترويج لها، لا سيما ما يتعلق بوحدة المؤسسات العسكرية والأمنية وفي طليعتها الجيش، لدى صدور القرار الظني المرتقب، إضافة إلى التشكيك بمواقف تلك المؤسسات في حينه، هو دليل عجز هؤلاء عن تحقيق مكاسب سياسية ومصالح خاصة، ومحاولتهم النيل من المؤسسة الوطنية الأولى التي تشكّل خطاً أحمر بالنسبة إلى جميع اللبنانيين، فالجيش سيبقى ضمانة وحدة الوطن واستقراره، ولن يسمح تحت أي شعار وفي أي ظرف كان، للمصطادين بالماء العكر، بالربط بين الاختلافات السياسية ومسيرة الأمن والاستقرار، بغية العبث بالأمن أو إشعال نار الفتنة.
ثالثاً: إن الجيش الذي استطاع الحفاظ على وحدة الوطن وسلامة مؤسساته في أوج حالات الإنقسام السياسي خلال السنوات السابقة، هو في أشدّ حالات التماسك كما كان، لا بل أكثر، وذلك يعود إلى يقظة العسكريين ووعيهم لدورهم وصوابية مواقف قيادتهم، واستعدادهم للتضحية إلى أقصى الحدود التزاماً مبادئهم العسكرية والوطنية.
رابعاً: إن مهمتنا الأساسية في الدفاع عن حدود الوطن ضد العدو الإسرائيلي، قد تعمّدت مؤخراً بدماء الشهداء والجرحى الأبطال في العديسة، وتلك المهمة لن تؤثّر على استعداد الجيش للقيام بواجباته الأخرى، وفي مقدّمها الإستمرار في تعقّب الإرهابيين والعملاء، وحماية السلم الأهلي، كما أن قوة هذا الجيش وإرادة عسكرييه كفيلتان بمواجهة جميع هذه التحديات، وحماية الشعب ومكتسباته الوطنية.
خامساً: لم يكن هدف الجيش في ما مضى ولن يكون مستقبلاً، تقوية فريق سياسي على حساب فريق آخر، إنما هدفه الثابت كان وسيبقى حماية مؤسسات الدولة والمواطنين جميعاً من عبث العابثين.
سادساً: تدعو هذه القيادة العسكريين إلى رصّ الصفوف، وإلى المزيد من الجهوزية والاستعداد لمواجهة مختلف الاحتمالات في بداياتها، بالسرعة اللازمة وبالاعتماد على روح المبادرة والتقدير المباشر للموقف، كما تدعو المعنيين للارتقاء إلى مستوى المرحلة بوعي ومسؤولية، وهي تطمئن اللبنانيين إلى أن رهانهم على جيشهم هو في مكانه الصحيح، وطالما أن هذا الجيش بخير فالوطن كله بخير.