على خطى القائد

قيادة الجيـش: لـن نسمح بتحويل اغتيال اللواء الحسن إلى فرصـة لاغتـيال الوطن

 

شهيد الجيش والمؤسـســات الأمنية وكل لبنان

 

على أثر شيوع خبر استشهاد رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن، نتيجة الانفجار الإرهابي الذي تعرض له موكبه في منطقة الأشرفية وسقوط عدد كبير من المواطنين بين شهيد وجريح، حصلت حركة احتجاجات واسعة في مختلف المناطق اللبنانية، ترافقت مع ظهور مسلح وتوتر أمني في أماكن متعددة. قيادة الجيش التي توجهت إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وعائلة الشهيد وأصدقائه وذوي جميع الشهداء والجرحى بأعمق مشاعر التضامن والمواساة، أعربت عن استنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي الجبان، واعتبرت أن العميد الحسن هو شهيد الجيش والمؤسسات الأمنية وكل لبنان.


في البيان الذي أصدرته، لفتت قيادة الجيش نظر اللبنانيين كافة، إلى أن الشهيد قد كرّس حياته في سبيل الوطن وبذل روحه الطاهرة على مذبحه، ليبقى واحدًا سيدًا حرًا مستقلًا، وبالتالي فهم مدعوون، التزامًا بمبادئ الشهيد، إلى الصبر والتعالي على الجراح والتضامن في ما بينهم لتفويت الفرصة على القتلة المجرمين الذين سعوا من خلال جريمتهم  النكراء هذه، إلى إشعال نار الفتنة وتفتيت وحدة الوطن، مؤكدةً أنها ستتابع حتى النهاية قضية الشهيد وجميع الشهداء والجرحى الذين سقطوا معه، ولن تدَّخر وسيلةً أو جهدًا في سبيل إلقاء القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة.

وجاء في بيان آخر صدر بتاريخ 22 /10 /2012:
«إن قيادة الجيش التي آلمها اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وعبّرت عن حزنها وتضامنها مع عائلته الصغيرة والكبيرة وقيادة قوى الأمن الداخلي، كانت حريصة منذ اللحظات الأولى لوقوع الجريمة على ترك المواطنين يعبّرون عن الفجيعة التي ألمّت بهم، والتظاهر وفق ما تقتضيه المناسبة من احترام للحدث الجلل، لكن من دون المساس بالأمن والسلم الأهلي، إلاّ أنّ التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أنّ الوطن يمرّ بلحظات مصيرية حرجة، وأن نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة.
وانطلاقًا من هذا الواقع، تناشد هذه القيادة جميع القوى السياسية توخّي الحذر في التعبير عن المواقف والآراء ومحاولات التجييش الشعبي، لأنّ مصير الوطن على المحك، وهي إذ تترك أمر المعالجات السياسية للسلطة السياسية ولجميع القيادات السياسية على اختلافها، تؤكّد تمسّكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن وفي حفظ السلم الأهلي. وعليه، فإنها تدعو جميع المواطنين، على تنوّع انتماءاتهم في مختلف المناطق اللبنانية، إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية في هذا الظرف العصيب، وعدم ترك الانفعالات تتحكم بالوضع والمبادرة إلى إخلاء الشوارع وفتح الطرق التي لا تزال مقطوعة.
تشدّد قيادة الجيش على أن الأمن خط أحمر فعلاً لا قولاً، وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدي على حرمة الأملاك العامة والخاصة، وتشير إلى أنها باشرت اتصالات رفيعة المستوى مع جميع المعنيين، وهي تتعامل مع الوضع الأمني بالحكمة وليس بالتراضي، مع إدراكها التام دقّة الموقف والتجاذبات بين الفرقاء السياسيين، وستكون لها تدابير حازمة، لا سيّما في المناطق التي تشهد احتكاكات طائفية ومذهبية متصاعدة، وذلك منعًا لتحويل لبنان مجددًا إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، ولمنع استغلال اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، وتحويله فرصةً لاغتيال الوطن بأسره».