في ثكناتنا

قيادة منطقة الشمال
إعداد: ندين البلعة

ورشة تأهيل وترميم لتسهيل أداء الواجب

 

من مميّزات جيشنا أنه أينما حلّ حمل معه, إلى الشعور بالأمان، الجمال والترتيب والمظاهر الحضارية. ففي جواره تصبح الأرض البور حديقة، وعلى حواجزه يتّخذ الحديد ألوانًا بهيّة. أمّا الثكنة فبيت العسكري فضلاً عن كونها مقر عمله، والبيت يجب أن يكون مريحًا، جميلاً، نظيفًا ومرتبًا، وإن كان متقشّفًا.
إذا كان هذا حال الثكنة, فكم بالحري عندما يتعلّق الأمر بقيادة منطقة؟

 

ورشة في قيادة منطقة الشمال
قيادة منطقة الشمال تشهد حاليًا ورشة، الهدف منها تسهيل قيام العسكريين بواجباتهم التي يعلم الجميع مدى ضخامتها.
وبما أنّ «العين كانت دومًا بصيرة كما كانت اليد قصيرة»، فإنّ الإمكانات المتاحة لم تصل يومًا إلى حجم الضروري المطلوب، خصوصًا في الظروف الإقتصادية الحالية. لكن جهود العسكريين معزّزة بمبادرات بعض الأيادي الخيّرة، تقود الأمور نحو الأفضل.
قائد منطقة الشمال العسكرية العميد الركن مروان حلاوي يوضح لنا أن المشاريع التي تشهدها المراكز العسكريّة في المنطقة تُقسَم إلى ثلاثة: ما أنجِز، وما هو قيد التنفيذ ومشاريع مستقبليّة.
في القسم الأول تمّ تعزيز المنطقة وموقع عندقت بالعديد والعتاد اللازمَين، كما تمّ ترميم قاعة المحاضرات (وهي تتّسع لحوالى 200 شخص) وقاعة طعام نادي ضباط المنطقة وتجهيزهما. أمّا على صعيد القوى المنتشرة، فقد أنشئت مبانٍ للّواء العاشر، وتمّ ترميم وإنشاء مكاتب لفرع مخابرات المنطقة ولفوج الحدود البرية الأول.
مشاريع أخرى هي قيد الإنشاء، وقد بلغت المراحل النهائيّة من تنفيذها، وأبرزها: تدعيم مبنى قسم إدارة ورعاية شؤون العسكريين، الذي يهتمّ بحوالى 53 ألف شخص من عسكريين ومتقاعدين وعائلات شهداء، وترميمه بسبب التصدّع الذي كان يُنذِر بانهياره، وتجهيز مبنى التعبئة المجاور له. يُضاف إلى ذلك، إنشاء مطبخ حديث للمنطقة في ثكنة بهجت غانم للإستغناء عن المطبخ المؤقت الموجود ضمن منشآت معسكر عرمان. كما يُعمَل على تأهيل منشآتٍ حول مخيم نهر البارد، وترميم مدخل ومبنى قيادة المنطقة، وهذا المشروع تمّ تمويله بهبة من الحج رضوان علم الدين. كذلك يجري العمل على ترميم مساكن تعاضد الضباط والرتباء والأفراد وإصلاح الأعطال فيها.
وثمّة مشاريع أخرى ستنفّذ في القريب العاجل، بعد أن تمّت الموافقة عليها. أهمّ هذه المشاريع:
- ترميم مبنى طبابة منطقة الشمال حيث قدّمت جمعية «العزم والسعادة» مبلغًا قيّمًا لإتمامه، إذ إنّ أكثر من ثلث مستفيدي الجيش (حوالى 120 ألف مستفيد) يعالَجون في طبابة المنطقة والمستوصفات التابعة لها في طرابلس والبترون وحلبا وعندقت.
- ترميم وتحديث النادي الصحّي والفندق وصالة الإستقبال في نادي ضباط المنطقة لرفع مستواه إلى موازاة نوادي الفئة الأولى. كما اقترحت قيادة المنطقة توسيع مراكز الشرطة فيها وإضافة طابق إلى مبنى تشغله حاليًا أمانات سرّ المنطقة، وهو مشروع قيد الدراسة من قبل مديريّة الهندسة.

 

فاعليات المنطقة
يُثنـــي العميـــد الركـــن حلاوي علـــى تعــــاون فاعليات المنطقة مع الجيش ودعمها لـــه ومساهمتهـــا فـــي عدد مـــن مشاريعه، ويشيـــر إلى الإهتمـــام الـــذي أبداه رئيس بلدية طرابلس بتسهيل أعمال الورش والاستعداد للمساعدة في تحسين مدخل قيادة المنطقة والطرق المجاورة، وتعبيد الطرق الداخلية وتخطيطها وتأريفها في القريب العاجل.
قائد منطقة الشمال، العميد الركن مروان حلاوي، يلفت في الختام إلى أنّ «هذه المشاريع ضروريّة لرفع مستوى الحيطة والأمان لدى القطع المنتشرة ولتحسين مستوى خدمة عسكرييها، بما ينعكس ايجابًا على تنفيذ المهمات الموكلة إليهم وحماية المنطقة وأهلها».

 

القوى المنتشرة

تقوم عدّة قوى عسكريّة بمهمات ضبط الأمن في منطقة الشمال، وتضمّ لواءَين هما الثاني (معزّز بسرية من الفوج المجوقل) والعاشر، فوج التدخّل الرابع (معزّز بسرية من مغاوير البحر)، القوة المشتركة لضبط الحدود الشمالية - فوج الحدود البرية الأول وفوج المدفعية الثاني, إضافة إلى قطع ثابتة هي موقع عندقت التابع لقيادة المنطقة مباشرةً، معسكر عرمان للتدريب، قاعدة القليعات الجويّة، مدرسة التزلّج، نادي ضباط الأرز ونادي الرتباء المركزي - عرمان.
هذه القوى تنفّذ المهمّات الموكلة إليها بشكل صارم وفي ظلِّ أي ظرفٍ أمني، عاديًا كان أم طارئًا، وهي ترتبط عملانيًا بمديريّة العمليات في قيادة الجيش، وإداريًا ولوجستيًا بقيادة المنطقة. ولكن في حالاتٍ استثنائيّة، وحين ترى قيادة الجيش ضرورةً لذلك، تصبح كل هذه القوى تحت الإمرة المباشرة لقيادة المنطقة.