تحية العيد

كتيّب الاستقلال يُضيء على مراحل الاستقلال وكلمات تحيّي الجيش

تضمّن الكتيّب الذي أعدّته قيادة الجيش – مديرية التوجيه ووزّع على الحضور في العرض العسكري المركزي، كلمات توجّه بها إلى العسكريين كلٌ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ووزير الدفاع الوطني يعقوب الصرّاف، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، بالإضافة إلى معلومات وصوَر تاريخية وأخرى تعود إلى السنوات الأخيرة. في ما يلي نصّ الكلمات الثلاث التي كانت بمثابة تحية للجهود التي يبذلها الجيش.

 

رئيس الجمهورية: أنتم الضمانة في وجه العواصف
للاستقلال رجال عبروا التاريخ يوم وقفوا في وجه الظلم وانتزعوا الحرّية. وعلى امتداد عقود بات للوطن سياج مخضّب بالتضحيات، ومرسوم بدماء الأبطال. لكم يا أبناء المؤسّسة العسكرية قلوب اللبنانيين، أنتم يا من سهرتم لصون كرامة أهلكم وأرضكم، وحافظتم على شرف رسالتكم وإيمانكم بأنّ لا عزّة لوطنٍ لا ترفعه الشهادة، ولا استقلال من دون شعلة الوفاء تنقلونها من جيلٍ إلى جيل.
أنتم أيّها العسكريون، مع إخوتكم في باقي المؤسّسات الأمنية، الضمانة في وجه العواصف والتحدّيات، ومرساة الأمان لجميع اللبنانيين الذين منحوكم ثقتهم، وائتمنوكم على أحلامهم وحقوقهم والتطلّعات.
واليوم، إذ نحتفل بالعيد الخامس والسبعين للاستقلال، نضع بين أيديكم هذه الذكرى الوطنية الأكثر عمقًا ودلالة في وجدان الشعب، لتضخّوا فيها من جديد روح العنفوان، وتحافظوا عليها أيقونة للحرّية، وضمانة لرسالة لبنان في محيطه والعالم، ولجذوره الحضارية والثقافية الممتدّة على آلاف السنين.
أعدكم بأن أظلّ لكم السّند والراعي الأمين، وأنا من خبرت الحياة العسكرية، وتشرّبت منها المعنى الأسمى للشرف والتضحية والوفاء.
معكم نحوّل الاستقلال إلى أمل ووعد بالنهوض صوب غدٍ سيشرق حتمًا ناصعًا بالسلام والازدهار والأصالة، على قياس تطلّعات اللبنانيين.

 

وزير الدفاع الوطني: نأمل أن تكون المناسبة محطّة للتلاقي والتضامن
كبرنا ونحن نسمع حكاية الاستقلال، حكاية النّضال والتَّوق إلى الحرية، حكاية أجداد وآباء أصرّوا وتضامنوا وتوحّدوا تحت راية الحرية والحق لينبثق الاستقلال بعد مخاض الثورة، وتُشرق شمس الحرية في 22 تشرين الثاني 1943. وهذا اليوم ليس للاحتفال وحسب، بل عبرة لنا ولأولادنا من بعدنا، ومناسبة لغرس روح المواطنة وحبّ الوطن في قلوب الأجيال. فلا وطن من دون شعب يريد الوطن، والإنسان من دون وطن هو مجرّد لاجئ تائه في هذه الغبراء.
في هذا اليوم، نأمل أن تكون الذكرى الخامسة والسبعون للاستقلال، محطّة للتلاقي والحوار والتضامن، وتغليب الانتماء الوطني على كل انتماء آخر، لاسيّما في هذه المرحلة الدقيقة والحسّاسة التي يمر بها لبنان وسط أزمات تعصف بمنطقتنا وتدور من حولنا، محاولة زعزعة وحدتنا وزرع الانقسامات في أرضنا.
أن نصون استقلال الوطن ونحافظ على هويّتنا، يعني أن نردع كل يد غريبة تحاول بثّ التفرقة، ونجعل من وحدتنا حصنًا منيعًا أمام الأطماع الخارجية التي تحاول اختراق جدار الوطن لإضعافه. ولا يجب أن ننسى وجود عدوّ لا يخفي نيّته وأطماعه بأرضنا وثرواتنا، يتربّص بنا، يراقبنا وينتهك يوميًّا سيادتنا.
ولا بدّ لنا، أن نقدّر عاليًا، ما تقوم به المؤسسة العسكرية في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار، وأن ننوّه بالانجازات المتتالية التي حقّقها جنود جيشنا الأبطال. فالجيش اللبناني، أثبت أنّه الحصن الحصين الذي لن يسمح لأيّ كان، بالعبث بأمن البلد واستقراره.
وللشهداء الذين حمَوا بدمائهم الأرزة لتبقى، كلّ الإجلال والتقدير، يا من دخلتم التاريخ، وأعطيتم درسًا في الإيمان والمحبة، وقدّمتم أسمى آيات التضحية ببذل النفس، فوهبتم أرواحكم ليحيا الوطن سيّدًا حرًا مستقلًا...
في هذه الذكرى، التي يلتقي فيها التاريخ والمستقبل في لحظة حاضر، علينا أن نعي أنّنا نحن «شعب لبنان العظيم»، نستطيع معًا النهوض بالوطن واقتصاده وتخطّي الأزمات كافةً، وإيقاف ثقافة الفساد التي تفشّت في السنوات الماضية، فقط إن توافّرت لنا النيّة وتوحّدنا معًا لانتهاز الفرصة السانحة أمامنا لنشبك الأيادي، ولا نفلتها من أجل خير لبنان...

 

قائد الجيش وطننا يستحقّ منّا كل الوفاء والتضحية
الاستقلال هو ثمرة مسارٍ طويل من النّضال رفضًا للاحتلال، يحمل في معناه قيمَ الوطنية والتضحية. هو ليس مجرّد يوم نحتفل به، إنه تاريخ من البطولات والمحطّات الخالدة.
22 تشرين الثاني هو يوم مشرق في سجل لبنان، توحّد خلاله اللبنانيون من مختلف الأطياف والمناطق في سبيل الدفاع عن لبنان سيدًا حرًا مستقلًا، فكان لهم ما أرادوا بفضل حبّهم لوطنهم وإيمانهم به.
ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الـ75 لاستقلال لبنان، علينا جميعًا، مسؤولين ومواطنين، أن نتعاون معًا من أجل المحافظة على هذا الإنجاز الوطني، وتحصينه في وجــه كــل التحدّيــات لأنّ وطننــا يستحــق منّــا كــلّ الوفــاء والتضحيــة.