موضوع الغلاف

لله درة الموت ما أقساه يأخذ منا كل ما رجوناه يمحي صور الفرح يقتل أحلام أمل رسمناه يفرق الأحباب يأتينا ولا نسلاه.
إنها مهنة الطيارين إخترناها ومارسناها وسنمارسها، رغم معرفتنا المسبقة بمخاطرها، ولكن المهمة أهم وأقدس، وهي بطهارة السماء اللبنانية المؤتمنين عليها.
صمم الملازم الشهيد هادي صدقة على أن يكون طياراً يحلّق عالياً في السماء، على خطى والده الشهيد الرائد الطيار جورج صدقة، الذي استشهد العام 8891 وشاء القدر أن يكون استشهادهما بالطريقة ذاتها.
عرفناك يا هادي طياراً محلّقاً، لا يهاب الموت، فاذا بالموت يتحداك ويأتيك القدر، يفتك من دون استئذان، يخطف منا جناحين قويين تحدّيا الزمان والمكان. غدرتك الآلة ولم تنذر، فأصبحت أمك أم الشهيد وزوجة الشهيد، وأخوك شقيق الشهيد وإبنه، انه قدرنا.
وعدُنا لعائلتك أن لا نتخلى عنها أسوة بجميع شهداء الجيش والوطن، الذين سيظلون أحياء في ذاكرة الوطن والجيش، قدوة في البذل والعطاء وعنواناً للشرف والتضحية والوفاء.
باسم الجيش وباسم العماد سليمان قائد الجيش وعسكريي القوات الجوية، أتقدم من والدتك وشقيقك وأقاربك الكرام وجميع أهالي زحلة، بأحرّ التعازي سائلاً الله عزّ وجلّ أن يسكنك فسيح جنانه.