تحقيق عسكري

كلية القيادة والأركان بوابــة العبـــور الى تحمل المسؤوليات القيادية
إعداد: ريما سليم ضومط

كلية القيادة والأركان، كما تشير تسميتها، هي البوابة التي يعبر من خلالها الضابط إلى موقع تحمل مسؤولية القيادة، إمَّا كقائد كتيبة أو كضابط ركن، وذلك بعد متابعة دروس مكثفة في العلوم العسكرية والتمارين التكتية والثقافة العامة وغيرها من العلوم التي تصقل معرفته وترفعه الى مصاف القادة المتمرسين.

 عن كيفية إعداد الضباط في الكلية وعن مهامها وسبل التعليم فيها، تحدث قائدها العميد الركن محمد عباس في الحوار الآتي:

  مهام الكلية ودورها

  ■ بداية، هل يمكن تعريفنا بماهية الكلية ودورها؟

 ­ كلية القيادة والأركان هي أعلى مؤسسة عسكرية علمية، ترتبط مباشرة بقيادة الجيش، ويمارس قائدها الصلاحيات الإدارية العائدة لقائد منطقة، وهو المرجع الرئيسي في جميع الشؤون القيادية والتعليمية والبحوث في الكلية.

 تتولى كلية القيادة والأركان مهاماً عدة يمكن إيجازها على الشكل الآتي:

 • إعداد الضباط من مختلف الأسلحة لممارسة قيادة وحدات تكتية أو لوجستية.

 • إعداد الضباط لتسلّم وظائف الأركان.

 • المساهمة في تطوير معارف الضباط وتحضيرهم لمتابعة الدورات الدراسية المستقبلية داخل البلاد وخارجها، في إطار التعليم العسكري العالي.

 • المساهمة في تعميق الثقافة العامة للضباط في ما يتعلق بفهم طبيعة العمل في المجالات الاستراتيجية والوطنية، وربطها بالعمل العسكري عن طريق إعداد الأبحاث والدراسات في مواضيع استراتيجية عسكرية ذات تأثير على الدفاع الوطني.

 • كيف تترجم هذه المهام عملياً؟

 ­ يتم إعداد الضباط وتطوير معارفهم إمّا من خلال دورة الأركان أو عن طريق دورة قائد كتيبة اللتين تتولى الكلية إعدادهما سنوياً. وتستمر الأولى حوالى إحدى عشر شهراً، فيما تدوم الأخيرة مدة أربعة أشهر ونصف تقريباً، ما يتيح إمكانية إجراء دورتين في العام الواحد. وقد أعدت الكلية منهاجاً مفصلاً لكلتي الدورتين يشمل المواضيع المتعلقة بتنشئة القائد بما فيها فن الخطابة والكتابة وفن القيادة، إضافة الى المعلوماتية والإدارة. كما يتناول المنهاج تقنيات الأركان، لا سيما في ما خص تنظيم عمل الأركان والتحرّك وتقدير الموقف التكتي. وتشمل المواد أيضاً مادة استخدام القوى التي تضم معلومات عن مختلف أنواع العمليات التكتية، وعن عمل وحدات دعم القتال ووحدات مساندة القتال، إضافة الى التمارين التكتية على مستوى لفيف تكتي (لدورة قائد كتيبة) وعلى مستوى لواء وفرقة (لدورة الأركان). الى ذلك، يتم تدريس مادة الاستراتيجية بما فيها الاستراتيجية العامة، وإدارة الأزمات وفن التفاوض، والاستراتيجية العملانية.

 وتجدر الإشارة الى أن جميع هذه المواد يتم تدريسها مدة خمسة أيام في الأسبوع بمعدل ست ساعات في اليوم الواحد.


الدورات

■ ما هي الآلية المعتمدة في إعداد الدورات المذكورة؟

 ­ تفتتح الدورات بموجب مذكرة خدمة تصدر عن قيادة الجيش ­ أركان الجيش للعمليات قبل أسبوعين من تاريخ بدء التدريب. بالنسبة لدورة الأركان فهي تضم ضباطاً لبنانيين من الجيش وقوى الأمن الداخلي، الى ضباط عرب، كما يمكن أن تضم بصورة استثنائية ضباطاً أجانب. وتضم دورة قائد كتيبة ضباطاً من الجيش من مختلف الاختصاصات.

  ■ ما هي المعايير المعمول بها لاختيار الضباط المؤهلين لمتابعة دورة أركان أو دورة قائد كتيبة، وكيف يتم انتقاء الضباط لمتابعة دورة في الخارج؟

 ­ بالنسبة الى دورة قائد كتيبة، فهي إلزامية للضباط القادة قبل استلامهم قيادة كتيبة. أما في ما خص دورة الأركان فيخضع الضباط المرشحون لامتحان تقني في العلوم العسكرية والثقافة العامة، حيث يتابع المصنفون في المراتب الأولى دورة في الخارج وفق عدد المقاعد المخصصة للبنان. أما الناجحون الباقون فيتابعون دورة في الداخل. وتجدر الإشارة الى أنه في ختام كل من دورتي قائد كتيبة وأركان، يتم إرسال ربع العدد من المصنفين في المراتب الأولى لمتابعة دورات في الخارج.

  ■ من يتولى تدريب الضباط وإعطاء الدروس؟

 ­ يقسم الطاقم التعليمي الى عسكريين ومدنيين. ويتم اختيار المدربين العسكريين من بين الضباط العامين والقادة الحائزين على شهادة ركن ولديهم المؤهلات اللازمة للتدريب، حيث يتولون عادة التدريب في المواد العسكرية، أما مواد الثقافة العامة فتدرّس من قبل ضباط أو أساتذة مدنيين حائزين على شهادة دكتوراه وسبق أن مارسوا التدريس في الجامعات الوطنية اللبنانية.

  ■ أشرتم الى مشاركة ضباط عرب في الدورات التي تعدونها، فكيف يتم اختيارهم ومن أي دول، يأتون؟

 ­ تقع مسألة اختيار الضباط العرب على عاتق الدول التي ترسلهم. وهي تتم وفقاً للانظمة المعمول بها في هذه الدول والتي تتشابه عادة مع الأنظمة المعمول بها في لبنان.

 وبالنسبة الى جنسية المشاركين، فهم يأتون عادة من جميع الدول العربية. ولدينا حالياً ضباط من سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.


  تبادل خبرات

 ■ هل تواكبون التطورات في الكليات العسكرية العربية والأجنبية، وهل من تنسيق بينكم وبينها لتبادل الخبرات؟

 ­ هناك تعاون مستمر بين كلية القيادة والأركان والكليات العسكرية في الدول الصديقة أو الشقيقة. كما تحصل زيارات متبادلة بين الكلية وكليات عربية وأجنبية للإطلاع على المناهج المختلفة وتبادل الخبرات اللازمة.

 وتجدر الإشارة الى أننا نقوم بتطوير مناهجنا باستمرار لتتلاءم مع الواقع المستجد، وتطوير حاجات التدريب لإطلاع الضباط على آخر ما توصلت إليه المعاهد العسكرية في الدول المتقدمة من علوم سواء كانت عسكرية أم مدنية.

 كذلك، يتم الإستفادة من خبرات الضباط الذين تابعوا دورات في الخارج لتطوير المناهج وصياغتها بأسلوب يتناسب مع واقع لبنان وعقيدته الوطنية والعسكرية.

  ■ كم يبلغ عدد الدورات التي افتتحت خلال هذا العام في الكلية؟

 ­ استقبلت الكلية هذا العام ثلاث دورات: دورة قائد كتيبة 25، ودورتي الأركان 17 و18. وقد تم تخريج دورة قائد كتيبة في حزيران الماضي وثمة دورة أخرى في تموز الحالي، على أن تفتتح دورة جديدة خلال شهر آب القادم.

 والجدير ذكره أنه منذ إنشاء الكلية بلغ عدد المتخرجين من دورة قائد كتيبة 692 ضابطاً، في حين بلغ عدد المتخرجين من دورة الأركان 413 ضابطاً.

 

  مبنى جديد

 ■ هل من مشاريع لتطوير الكلية عدا عن تلك المتعلقة بتطوير المناهج؟

 ­ المشروع الأبرز حالياً يتعلّق بإنجاز مبنى جديد لكلية القيادة والأركان. فالكلية تتمركز حالياً في مبنى قديم لا يؤمن متطلبات التدريب بصورة كافية. لذا قررت القيادة إنشاء مبنى جديد في منطقة الفياضية من المحتمل أن ينتهي العمل فيه أواخـر العام 2005 أو في أوائل العام 2006.

 ويتمتع المبنى المذكور بالمواصفات اللازمة والعصرية، وسيتم تزويده بأحدث أنواع التجهيزات والتقنيات الضرورية للتدريب بما في ذلك جهاز لعبة الحرب. وسيضم المبنى الجديد إضافة الى كلية القيادة والأركان، مقراً لكلية الدفاع الوطني وكلية الحرب العليا.

 

  شعار كلية القيادة والأركان

 في شـعار الكـلية، سيفان وسـعف، والأرزة، والشعلة.

 ويحمل الشعار كلمات: معرفة، تطور، ونجاح، يحيط بها اللون الأزرق الذي يرمز الى الصفاء والأمل بمستقبل افضل.

 

  من مركز الى كلية

 أنشئت كلية القيادة والأركان في الأول من أيلول عام 1947 تحت اسم مركز التعليم العسكري العالي، وتمركزت في مبنى قيادة الجيش ثم انتقلت في العام 1975 الى مبنى في شارع بدارو، ومنه الى مبنى نادي ضباط اليرزة في العام 1979، الى أن استقرت في العام 1983 في المبنى الحالي في الريحانية وتبدّل اسمها ليصبح على ما هو عليه الآن.