ورشة عمل

كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان
إعداد: ريما سليم ضوميط

إعداد معلّمين إنطلاقًا من النظريات التربوية الحديثة

 

بالتعاون مع مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، أقيمت في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان ورشة عمل حول «إعداد معلّمين» تابعها خمسة عشر ضابطًا من الجيش اللبناني، بإشراف البروفسور روبرت شارب من المركز المذكور الى جانب ضباط مدرّبين من الكلّية.
أهداف الورشة وبرامجها شرحها لمجلة «الجيش» العقيد الركن هاني نخلة من كلية القيادة والأركان.

 

تطوير وسائل التعليم
تندرج ورشة العمل في إطار تطوير وسائل التعليم والمناهج التعليمية بهدف تحقيق الأهداف التعليمية بشكل أفضل وتوفير ديمومة المعلومات وحسن استخدامها. وقد انطلقنا في خطة العمل من معادلة أساسية هي «تعزيز التفكير النقدي»، آخذين في عين الإعتبار أن التعليم قوامه المعلّمون، الطلاب، والمناهج.

 

دور المعلّم والطالب
على صعيد المعلّمين والطلاب، شمل البرنامج تدريبًا مكثّفًا على أساليب التعليم الحديثة التي باشرنا تطبيقها في الكلية، وهي تنطلق من كون الطالب هو محور الصف وليس المعلّم. فالمعروف أن التعليم وفق الأساليب التربوية التقليدية كان يعتمد التلقين، فالأستاذ هو الذاكرة وخزّان المعلومات. أما التيارات التربوية المعاصرة فترسي معادلة أخرى قوامها تعليم الطالب كيفية استخدام المعلومات المتوافرة بطريقة صحيحة من خلال تعليمه كيف يفكّر وليس ماذا يفكّر، كما كان الأمر في السابق. ومن هنا صار التعليم مرتكزًا على أسلوب التفكير النقدي الذي ينمّي الفهم والقدرة على التحليل والإبداع، ويجعل الطالب عنصرًا فاعلاً في الصف من خلال عرضه الأبحاث ومناقشتها وتحليلها وفق منهجيات مدروسة. أما المعلّم فهو الذي يدير جلسة النقاش ويشرف عليها للتأكد من حسن سيرها ومشاركة الجميع.

 

المناهج التعليمية
على صعيد المناهج التعليمية، ناقشت ورشة العمل كيفية تحسين التفكير النقدي وتعزيزه من خلال تبنّي الأفكار التابعة لثلاثة مفاهيم تعليمية هي الأندراغوجيا أي أصول تعلّم الكبار، وتصنيف بلوم، وتساؤلات سقراط، وتطبيقها في أثناء التعليم. كما طُرح على هامش الورشة موضوع يرتبط بهذه الأساليب هو إدارة المناقشات.

 

تعليم الكبار
 في مفهوم تعليم الكبار، هناك ستة أسئلة يجب أخذها بعين الإعتبار عند تحضير المنهاج، هي الآتية:
1- ما المعلومات التي يحتاج الطالب إلى معرفتها؟ بمعنى أن التعليم يجب أن يكون ذا صلة بوظيفته.
2- ما هو المفهوم الذاتي لكل طالب في ما خص الدورة التعليمية؟ فمعرفة النظرة الشخصية للطالب تساعد الأستاذ في تزويده ما يحتاج إليه لتأمين حضور فاعل في الصف.
3- ما هي الخبرة التي يحملها الطالب معه الى الصف؟ ويساعد هذا الأمر في استثمار الخبرات المكتسبة سابقًا وتبادلها، إضافة الى الإنطلاق منها الى خبرات إضافية.
4- ما مدى استعداد الطالب للتعلّم؟ بمعنى معرفة جهوزيته وما اذا كان هناك ضرورة للتحضير المسبق.
5- ما هي التوجيهات اللازمة لجعل عملية التعلّم أكثر فعالية؟
6- هل يملك الطالب الحوافز الكافية للمضي في عملية التعلّم؟ وهنا يؤدي المعلّم دورًا في تحفيز الطلّاب لطلب العلم.

 

تصنيف بلوم
بلوم هو أحد التربويين المحدّثين وقد أحدثت نظرياته تحوّلاً كبيرًا في أساليب التعليم. والتصنيف الذي وضعه هو عبارة عن هرم يحدّد مستويات التعلّم، ويساعد في تحديد الأهداف التعليمية وكيفية تقييم الطلاب والمعلّمين. يتضمّن التصنيف ستّة مستويات يفترض أن تسير العملية التعليمية وفقها بالتدرّج، فلا يتم الإنتقال من مستوى إلى آخر قبل التأكد من أن الطالب قد تمكّن منه. والمستويات هي الآتية:
1- المعرفة والتذكر.
2- الفهم.
3- التطبيق.
4- التركيب والتأليف (الإبتكار).
5- التقويم.
6- التحليل.

 

التساؤلات السقراطية
يعتمد أسلوب التساؤلات السقراطية طرح الأسئلة، معتبرًا أن هذه الطريقة هي الأفضل للتعلّم. أما الأسئلة التي يجب طرحها فالهدف منها توضيح التفكير، والتحقق من الافتراضات ومن الأسباب والإثباتات والأدلة، إضافة الى الأسئلة التي تتمحور حول وجهات النظر، وتلك المتعلقة بالإنعكاسات والنتائج.
ويبقى أخيرًا السؤال حول أهمية الأسئلة المطروحة.