مناورات

كما في الجبال كذلك في البحر
إعداد: ندين البلعة

في البحر كما في أعالي الجبال، حركة التدريب ناشطة باستمرار. ففي حين نفّذ مغاوير البحر مناورة مشتركة مع مجموعة فرنسية، نفّذ «مغاوير البر» مناورة أخرى في أفقا. والمناورتان كانتا على مستوى عالٍ من التنسيق والدقة.

 

تمارين مشتركة لبنانية فرنسية في نهر ابراهيم
ضمن التمارين المشتركة بين الجيشين اللبناني والفرنسي، نفّذت عدة وحدات من الجيش اللبناني مناورة بحرية مع المجموعة البرمائية «Jean D´arc» التابعة للمدرسة البحرية الفرنسية والتي تزور لبنان لبضعة أيام، في إطار جولتها التدريبية على عدد من المناطق البحرية.
عنوان المناورة كان: «صداقة»، وقد حضرها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وفد من السفارة الفرنسية برئاسة السفير Denis Pietton، الى جانب عدد من كبار الضباط اللبنانيين والفرنسيين وحشد من الصحافيين والإعلاميين.
التحضيرات والمهمات
أشرف على تنفيذ المناورة البحرية العميد البحري نزيه بارودي مسيّر أعمال القوات البحرية، بينما تولى العقيد الركن عبد الكريم هاشم التحضيرات اللازمة لإتمام العمليات بدقة ونجاح، وأوكلت الى الرائد المغوار محمد ضاهر من فوج مغاوير البحر إدارة التمرين والتنسيق مع ضابط الإرتباط الفرنسي الرائد Jean Philippe Le Compte.

 

ماهية التمرين
استهل العميد البحري بارودي المناورة بكلمة شرح فيها ماهية التمرين المشترك فقال: «إن مركب القيادة وإسقاط القوى «Tonnerre» معدّ لتطبيق الإستراتيجية العسكرية القائمة على نقل القوى العسكرية الى مناطق التوتر في مختلف أنحاء العالم». والتمرين المشترك «Amitié» الذي ينفّذ بالتعاون ما بين البحرية الفرنسية وقوى مشتركة من الجيش اللبناني، يهدف الى إسقاط قوى (Projection des Forces) على شاطئ نهر ابراهيم بغية تدمير مجموعة من الإرهابيين قامت بقطع الطريق الدولية ما بين بيروت وطرابلس، بهدف إرباك الوضع الأمني وزعزعة الإستقرار الداخلي».
وقال: «إن سير العملية يهدف الى مهاجمة العدو براً وبحراً، وسأعمد الى تنفيذ الإبرار والإنزال على شاطئ نهر ابراهيم بواسطة مراكب إبرار وزوارق قتال وطوافات مع حماية بقعة العمليات بواسطة قطع بحرية، حيث يشكّل فوج مغاوير البحر القوة الضاربة الرئيسة لإنجاز المهمة».
 
 

القوى المشاركة القوى اللبنانية:
- القوات الجوية (طوافتا «غازيل»، 4 طوافات «UH1» وطوافة PUMA).
- خافرتان تابعتان للبحرية اللبنانية (صنين وبترون).
- نحو 200 عنصر من مغاوير البحر، و4 زوارق «زودياك»، و8 آليات رباعية الدفع نوع «هامفي» و4 شاحنات ريو «M35».
القوى الفرنسية:
- مركب القيـادة والرمي «BPC Tonnerre»، وفرقاطـة الحمــاية مــن الغواصات «GEORGES LEYGUES»، ومراكب لتزوّد الوقود والتموين، وللإنزال والنقل.
- طوافتا «غازيل» مزوّدتان صاروخ Hot المضاد للدروع مع كاميرا حرارية (VIVIANE).
الوضع والمهمة
قام عناصر إرهابيون بالتمركز في بلدة يحشوش والسيطرة على الطـريــق الدولية الممتدة بين طرابلــس وبيروت وصولاً الى شاطئ البحر، بغية إربــاك الوضع الأمني وزعزعة الإستقرار الداخلي.
لذلـــك، قامـــت القــوة المشــتركـة بتـــنـفيـذ عمــــــليـــــة إبـــــــــرار وإنــــزال على شاطئ نهـــر ابراهيم لتــأميـن رأس جـسر، بغيــة تدمير العدو المتمــركز في يحشـــــوش وتأمـــــين الطريــــق الساحليــــة بيــن بيروت وطرابلـــس.

 

تنفيذ المهمة
بدأت العملية بمرحلة تحضيرية شملت تحمــيل الـقوى وإبحار المراكب وإقــلاع الطوافــات باتجــاه بقعة العمليات.
في هذه الأثناء كان الرائد المغوار محمد ضاهر، يشرح سير العملية للحضور:
يبـــدأ الإستطــلاع الجــوي بــواسطـــة طوفات «غازيل»، ومــن ثـــم يقتحــم مغـــــاويــر البحر الشاطئ تحـــت غطــاء جـوي مـن الطـــوافــات، لتــقـــوم بعدها مجموعة الإنزال المجوقلة بعملية على الشــاطئ ينفّذها عناصر من مغاويــر البحر، هدفهــا التقــدّم للسيــطرة على مداخل الطريق العام ومهاجمة العناصر الإرهابيين المسلحين.
تميّــزت هــذه العمليــة بالــسرعــة في التنــفيذ والإهــباط، وأعـقــبهـــا إنزال مجمــوعــة من الآلــيات المدولبة الموجـــودة على متــن المــراكب CTM وذلك بعــد تنفــيذ طريقـــة «البــاب على الباب» (porte à Porte) في عــرض البحر.

 

تنسيق ودقة
أُنجـــزت العمـليـة بدقــة تامـــة ومستــوى عالٍ من الإحــترافية نظــراً الى التــدريب الدائم الـذي يقــوم به عنـاصر فــوج مغاوير البحر، وهــذا ما لاحــظــه الفرنسيــون ونـوّهـوا بـه.
يجـــدر بالإشــــارة أن عنــاصر غطاســين من فــوج مغـــــاوير البحر قامــوا مع فريق فرنسي بعملــية إستطــلاع للشــاطئ قبل يوميــن من تنفــيذ المنــاورة لتأميـن البقعــة وتحضير الأرض للإبرار.

 

تمرين تكتي في أفقا
نفّذ فوج المغاوير بالإشتراك مع فوج المدرعات الأول والقوات الجوية وفوج الهندسة والطبابة العسكرية تمريناً تكتياً في منطقة أفقا - العاقورة - اليمونة.
حضر التمرين العماد جان قهوجي قائد الجيش وعدد من كبار ضباط الجيش وقادة الوحدات الكبرى، الى جانب وفد من الملحقين العسكريين العرب والأجانب، ضباط دورة الأركان في كلية فواد شهاب للقيادة والأركان، وتلامذة ضباط المدرسة الحربية.

 

قائد الجيش ينوّّه بالأداء
العماد قهوجي الذي نوّه بمهارة منفّذي المناورة وحرفيتهم العالية، دعا العسكريين الى مزيد من اليقظة والإستعـداد لمواجهـة أي اعتداء على لبنان، وبذل أقصى الجهــود لطمأنة المواطنين وترسيخ مسيرة الأمن والإستقرار في البلاد.
وقال: «في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية على لبنان، والقدرات العسكرية المتاحة حالياً لدى الجيش، يمثّل التدريب الإحترافي الوسيلة الأكثر أهمية للحفاظ على جهوزية الجيش، بغية تنفيذ المهمات الدفاعية والأمنية، واستخدام الأعتدة والأسلحة المتوافرة بالطرق التي تكفل تحقيق الإنتاجية القصوى»، لافتاً في هذا الإطار الى وجوب إلمام العسكريين بالأسلحة الحديثة التي يتسلّمها الجيش، وضرورة إجراء التدريبات المكثفة عليها، في الداخل والخارج.

 

ظروف المناورة
قائد فوج المغاوير، العميد الركن شامل روكز، شرح ظروف تنفيذ هذه المهمة، وشدّد على أهميتها في مجال العمل المشترك بين مختلف الأفواج والقطع في الجيش وما يقتضيه من دقة وتجانس بين القوى المشاركة.
وأضاف أن فوج المغاوير سيتابع تنفيذ تمارين وخطط مختلفة في عدة مناطق وظروف لمزيد من الفعالية والجهوزية.
وأوضح أن هذه العملية تتضمّن مرحلة كلاسيكية ومرحلتين خاصتين، هجوماً برياً، إهباطاً جوياً ومطاردة.

 

الفروع
رئيس الفرع الثاني العقيد حسيب عبدو قدّم فكرة عن أماكن تمركز العدو، عديده، أسلحته والعمليات التي يمكن أن يقوم بها. وقد أضاء على مختلف نشاطات العدو.
من جهته الرائد جورج صقر رئيس الفرع الثالث، فصّل تشكيل القوى الصديقة، مهمة الفوج، مهمات القوى المشاركة وسير العمليات العسكرية خلال التمرين.
الرائد عماد خريش من الفرع الرابع أوضح الخطة اللوجستية للعملية، أعقبه العقيد الطيار بسام ياسين، المسؤول عن العمليات الجوية في شرح مهمة القوات الجوية المشاركة في المناورة.

 

... على الأرض
استهلت المناورة بقصف جوي نفّذته طائرة «هوكر هنتر»، وطائرتا «غازيل». أعقبه قصف مدفعي كثيف، قبل أن يبدأ الهجوم البري بالدبابات وعناصر المشاة لتدمير أهداف العدو. لكن قائد الهجوم أعلن فرار مجموعة من الإرهابيين، ما دفع قائد العملية الى إعطاء أمر بإرسال مجموعة مطاردة بالدبابات والملالات والـ«ATV» بتغطية من طائرات غازيل، كذلك تمّ إنزال عناصر مغاوير من طائرات «PUMA».  وانتهت المطاردة بعملية «مطرقة وسندان» والقضاء على المجموعة الهاربة.


تهنئة
نوّه كل من وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش والسفير الفرنسي بحرفية العسكريين والقوى المشاركة في هذه المناورة، التي تميّزت بالسرعة والدقة وحسن التنسيق، والمهارة العالية لجميع الطواقم المنفّذة، مؤكدين مواصلة التعاون العسكري بين جيشي البلدين في المراحل المقبلة.