دراسات وأبحاث

كوريا الجنوبية: معجزة على ضفاف نهر «الهان»
إعداد: د. أحمد علو
عميد متقاعد

أرض «النمور» والقدرات الهائلة

 

تقع شبه الجزيرة الكورية في أقصى شرق آسيا، وتمتد من الشمال إلى الجنوب بطول نحو 1100 كلم داخل المحيط الهادئ، ويحيط بها بحر اليابان من الشرق، والبحر الأصفر من الغرب، وبحر الصين الشرقي من الجنوب، أما من الشمال فتحدها الصين بحوالى 1416 كلم وروسيا (19 كلم فقط).
تبلغ مساحة شبه الجزيرة الكورية نحو 220.850 كلم2 تشغل كوريا الشمالية منها 122 ألف كلم2 تقريبًا، عاصمتها بيونغ يانغ، أما كوريا الجنوبية فمساحتها نحو 99 ألف كلم2 وعاصمتها سيول (SEOUL).
تمتاز شبه الجزيرة الكورية بطبيعة جبلية تغطي 70٪ من مساحتها خصوصًا في الشمال، تمتد شواطئها بطول يقارب الـ8460 كلم حيث تنتشر نحو 3579 جزيرة تابعة لها، معظمها في الجنوب والشاطئ الغربي منها، ويعيش عليها نحو 75 مليون إنسان (25 مليونًا في كوريا الشمالية و50 مليونًا في كوريا الجنوبية).


الإنفصال
كانت كوريا بلادًا موحدة منذ القرن السابع الميلادي، ومع نهاية القرن التاسع عشر، دخلت في دائرة خطر صراع مصالح الدول «الامبريالية». فقد احتلت اليابان كوريا في أثناء حربها ضد الصين (1894 - 1895)، وضد روسيا (1904- 1905) وذلك خلافًا لإرادة شعبها، وفرضت سلطتها عليها بالقوة، وألحقتها بامبراطوريتها (1910). وقد استمر ذلك حتى نهاية الحرب العالمية الثانية العام 1945، عندما هزمت اليابان، واستسلمت قواتها أمام الجيوش الأميركية من الجنوب، والجيش الروسي من جهة الشمال. وقد تم الاتفاق في مؤتمر «بوتسدام» للسلام ما بين الحلفاء على اقتسام كوريا ما بين الاتحاد السوفياتي السابق، والولايات المتحدة، على أن يكون خط العرض 38 الحد الفاصل ما بين الدولتين الكوريتين الجديدتين، وقد حصل ذلك ضد إرادة شعب كوريا وطموحاته في استعادة وحدته، وحريته، وسيادته على أرضه الواحدة.

 

الحرب بين الكوريتين
تعتبر الحرب الكورية المواجهة الأولى المسلحة، والساخنة في «الحرب الباردة» ما بين المعسكرين، الرأسمالي والشيوعي، كما أنها وضعت المعايير والحدود للصراع ما بين هذين المعسكرين في النزاعات اللاحقة، وثبتت نظرية «الحرب المحدودة»، حيث تجابهت هاتان القوتان على أراضي الآخرين، الذين دفعوا من أرواحهم وثرواتهم، ودمار بلادهم بدلًا عنهما. كذلك فقد تجنبت هاتان القوتان من خلال الحرب بين الكوريتين تصعيد المواجهة بينهما حتى لا تصلا إلى عتبة استخدام الأسلحة النووية، والتدمير المتبادل، كما أن هذه الحرب نقلت الصراع بينهما من أوروبا وجعلته على مستوى العالم ومساحته.
اندلعت الحرب بين الكوريتين في 25 حزيران 1950 واستمرت سجالًا بينهما، وتدخلت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، وقوات الأمم المتحدة، إلى جانب كوريا الجنوبية، كما تدخلت روسيا والصين بقواتها إلى جانب كوريا الشمالية، وكادت الولايات المتحدة تستخدم القنبلة الذرية لولا ضغوط بعض الدول الحليفة، والخوف من ردة الفعل السوفياتية في أوروبا.
لذلك فقد بُذلت جهود لإنهائها، بعد معارك قاسية وخسائر كبيرة من كلا الطرفين، إلى أن وقّعت الهدنة بين البلدين، وأوقف إطلاق النار في 27 تموز 1953، وأقيمت بينهما منطقة مجردة من السلاح على جانبي خط العرض 38. هذه المنطقة ما تزال حتى اليوم، يحرسها الكوريون الشماليون شمالًا، والكوريون الجنوبيون وقوات أميركية، وأمم متحدة، من الجهة الجنوبية. والبَلَدان حتى اليوم لم يوقّعا على اتفاق سلام، وإنهاء حالة العداء بينهما، وكأن حالة الحرب ما تزال قائمة.
خرجت الكوريتان من الحرب محطمتين، وعلى الرغم من استعادة كوريا الشمالية عافيتها بسرعة في مقابل تعثر كوريا الجنوبية اقتصاديًا، فإن الدعم الغربي لهذه الأخيرة جعلها، ومنذ منتصف سبعينيات القرن العشرين تتفوّق على كوريا الشمالية بعشرات الأضعاف، في الوقت ذاته الذي بدأ اقتصاد الأخيرة يعاني تراجعًا وركودًا في مجالات مختلفة، وبخاصة بعد سقوط المنظومة الاشتراكية مطلع تسعينيات القرن العشرين.

 

أصل الإسم
يرجح بعض المصادر أن اسم كوريا يشتق من اسم مملكة كوريو، أو «غوريو» وهي احدى السلالات التي حكمت البلاد في العصور القديمة، والتي أدت دورًا مهمًا في توحيد الشعب الكوري وبناء حضارة شبه الجزيرة.

 

الموقع والحدود
جمهورية كوريا الجنوبية دولة ذات سيادة، وهي تقع في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية. يحيطها بحر الصين من الغرب، وبحر اليابان من الشرق، ومضيق كوريا من الجنوب، أما من الشمال فتحدها جمهورية كوريا الشمالية. تقع كوريا الجنوبية في المنطقة المعتدلة الشمالية وهي ذات طبيعة جبلية في الغالب. وتبلغ مساحتها الإجمالية نحو 99.392 كيلومترًا مربعًا وعدد سكانها يقارب ال 50 مليون نسمة، وعاصمتها وأكبر مدنها سيول، التي يزيد عدد سكانها قليلا عن العشرة ملايين نسمة (احصاء 2013).

 

المنطقة المنزوعة السلاح
من المتعارف عليه أن خط العرض 38 هو الخط الفاصل بين الكوريتين، ولكن خط الحدود العسكري (MILITARY DEMARCATION LINE)، والمنطقة المنزوعة السلاح ZONE DEMILITARIZED على جانبي الخط، يشكلان الحدود الفاصلة بين الدولتين الكوريتين الشمالية والجنوبية، (بطول نحو 250 كلم وعرض نحو 4 كلم)، وهي اسم على غير مسمى، ذلك أنها اكثر «الحدود المنزوعة السلاح» تسليحًا في العالم.

 

السكان
يقدّر «كتاب حقائق العالم» أن الشعب الكوري الجنوبي سيبلغ عديده 49 مليونًا و39 الفًا و986 نسمة في شهر تموز من العام 2014. ويعتبر الشعب الكوري متجانسًا بنسبة عالية جدًا (96.99%)، ماعدا نحو 20 الف صيني. ويؤشر هرم الاأعمار إلى أن نحو 75% من الشعب تراوح اعمارهم ما بين 15 و64 سنة.

 

اللغة
هناك خلاف حول تصنيف اللغة الكورية بين علماء اللغات، فمنهم من يصنفها على أنها لغة معزولة بينما يصنفها آخرون على أنها من ضمن اللغات «الألطية». يتكلم هذه اللغة نحو 78 مليون نسمة في العالم.
يتكلم الشعب الكوري (في الشمال والجنوب) اللغة الكورية (Hangugeo)، أما الانكليزية، فمنتشرة بشكل واسع في الجنوب وتدرس في جميع مراحل التعليم، كذلك تنتشر اللغات الصينية واليابانية والاسبانية.

 

الديانة
يعتنق الشعب الكوري الجنوبي (وفق احصاء العام 2010) بمعظمه الديانة المسيحية وثمة نسبة كبيرة ممن لا ينتمون إلى دين، وتدين نسبة قليلة بالبوذية وأديان أخرى.

 

الموارد
لا تنتج كوريا الجنوبية النفط، بل تستورده من الخارج وتقوم بتصنيعه وبيعه وهي تمتلك عددًا كبيرًا من مصافي التكرير والتصنيع، وتستورد ما يقدر بـ 2.59 مليون برميل يوميًا تصدر منها نحو مليون برميل.
يتوافر الغاز الطبيعي في كوريا الجنوبية بكميات قليلة ويقدر احتياطها المؤكد بنحو 5 مليار و269 مليون م3 (الدولة الرقم 95 في العالم)، وهي تنتج نحو 425 مليون م3 سنويًا (تقديرات 2012). ولكنها تستورد الغاز ايضًا لسد حاجاتها الداخلية التي قدرت بنحو 50 مليار.
تغطي الطاقة الكهربائية المولدة من الغاز والنفط ومحطات الطاقة النووية والمياه وغيرها حاجة البلاد، وتفيض عنها.

 

النظام السياسي
كوريا الجنوبية جمهورية يرأسها رئيس ينتخب من الشعب لمدة 5 سنوات ولمرة واحدة، (رئيسها الحالي السيدة بارك غون هاي) والرئيس هو القائد الأعلى للجيش، وهو من يعيّن رئيس الحكومة بموافقة الجمعية الوطنية أي مجلس النواب. تتوزع السلطة في ثلاثــة فروع مترابطــة هي: التنفيذية، التشريعية والقضائية.

 

الإقتصاد الكوري
تتبع كوريا الجنوبية نظام الاقتصاد الحر، الذي يحتل المرتبة 14 في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي (GDP). وهي تمتاز اليوم بكونها من الدول الصناعية ذات التكنولوجيا المتقدمة. وقد بلغ دخلها القومي الرسمي (GDP) العام 2013 نحو 1.666 تريليون دولار. وقدّر دخل الفرد بنحو 33 الفًا و200 دولار اميركي العام ذاته. وهو من أعلى المداخيل في دول الاقتصادات الكبرى أو ما يعرف بمجموعة الـ«G-20»، كما أن كوريا الجنوبية هي من البلدان الأكثر تصنيعًا في منظمة التعاون والتنمية، وهي الدولة المتقدمة الوحيدة حتى الآن التي أدرجت في مجموعة الدول الإحدى عشرة الاكثر نموًا ودخلت منذ العام 2004 نادي الدول التي يزيد دخلها عن تريليون دولار (الف مليار).

 

«معجزة نهر الهان»
كانت كوريا الجنوبية في فترة الستينيات من الدول الفقيرة، ولكنها اتبعت سياسات اقتصادية ناجحة في استقدام الاستثمارات الأجنبية واعادة توزيع الاراضي لتحسين الزراعة، وتشجيع بناء المصانع وفق المعايير العالمية والتصدير، وإقامة البنى التحتية اللازمة، وتأمين مصادر الطاقة المختلفة، وتشجيع العلم والبحوث والتطوير مع دعم اميركي ودولي واسع. وهذا ما جعلها واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم خلال الفترة الممتدة من ستينيات القرن الماضي وحتى مطلع التسعينيات منه، عندما واجهت بعض النكسات الاقتصادية. ولكنها تابعت نموها منذ مطلع القرن الحالي، جنبًا إلى جنب مع نمور آسيا: هونغ كونغ وسنغافورة، وتايوان، وهذا ما تعتبره كوريا الجنوبية «معجزة على نهر الهان» (الهان هو النهر الذي تقوم على جانبيه مدينة «سيول»، العاصمة التي تعتبر اليوم حاضرة عالمية (metropolis)، وتستقطب معظم الحركة الصناعية والتجارية والاقتصادية والثقافية والعمرانية في كوريا الجنوبية.

 

أركان الإقتصاد الكوري
يعتمد اقتصاد كوريا الجنوبية اعتمادًا كبيرًا على التصنيع والتجارة الدولية، فهي كانت ثامن اكبر مصدِّر (557 مليار دولار) وتاسع أكبر مستورد في العالم (516 مليار دولار) وفق تقديرات العام 2012.
يتوزع الناتج المحلي الاجمالي للاقتصاد الكوري الجنوبي على قطاعات الانتاج كما يأتي(تقديرات 2013):
• الخدمات: 58.2%، تعتبر كوريا الجنوبية من الدول العشرين الاولى في العالم الاكثر جذبًا للسياح الذين يزورونها (وبخاصة من دول الجوار) للتعرف على حضارتها ونهضتها العمرانية والتكنولوجية والنشاطات الثقافية والفنية والرياضية فيها، وللاطلاع عن كثب على ما يعرف بـ«الموجة الكورية» (Korean wave). وقدر عدد السياح الذين زاروا البلد العام 2012 بنحو 11 مليون سائح.
• الصناعة: 39.2%، فكوريا الجنوبية بلد صناعي بامتياز وهو يصنع الالكترونيات المختلفة، السيارات وقطعها، اجهزة الاتصالات وتجهيزاتها، الكيماويات، السفن والفولاذ والقطارات والطائرات.
• الزراعة: 2.6%، وأهم منتجاتها الارز، المحاصيل الزراعية المختلفة، تربية المواشي والخنازير، الدجاج والبيض والسمك والحليب.
استضافت كوريا قمة G20 الخامسة في عاصمتها، سيول، في تشرين الثاني 2010، وقد سعت القمة لتعزيز الاقتصاد الكوري بنسبة 31 تريليون «وون» (won) من العملة الكورية (كل دولار اميركي يساوي 1.107 «وون» وفق اسعار العام 2013)، وهذا ما يعادل 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي الكوري للعام 2010، وخلق أكثر من 160000 وظيفة في كوريا، والمساعدة أيضًا في تحسين تصنيف البلاد الائتماني السيادي.

 

القوات المسلحة
فرض التحالف الكوري الجنوبي مع الولايات المتحدة وجود قواعد اميركية دائمة فوق اراضيها طوال فترة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي السابق، كما أن النزاع المستمر مع كوريا الشمالية والأرق الدائم من تهديد الشمال النووي، خلق معضلة أمنية بينهما وفي المنطقة، تجسدت بسباق تسلّح دائم دفع كوريا الجنوبية إلى بناء جيش قوي وكبير، وتطوير صناعة حربية متقدمة لتأمين الحماية لشعبها والدفاع عن حدودها.
يعتبر الجيش الكوري الجنوبي من اقوى جيوش الشرق الاقصى، ويراوح عديد هذا الجيش بين 672 الف جندي فعلي عامل، ونحو 4ملايين ونصف من الاحتياط.
تتوزع الخدمة العسكرية في كوريا الجنوبية بين الخدمة التطوعية للراغبين بين سن الـ18 والـ26، وعلى الخدمة الإلزامية من سن العشرين وحتى الثلاثين، وتراوح مدة الخدمة الإلزامية بين 21 شهرًا (للمشاة والمارينز)، و23 شهرًا (لسلاح البحرية)، و24 شهرًا (لسلاح الجو). تشمل الخدمة العسكرية النساء منذ العام 1950، ولكن المرأة مستثناة من الخدمة في اسلحة المدرعات والمدفعية، والمضاد للطيران، والكهانة.
قدّرت القدرة البشرية المتاحة للخدمة العسكرية في كوريا العام 2010 حسب نسبة الاعمار (16- 49 سنة) بنحو 25 مليون انسان (رجال ونساء)، بينما قدّر عدد المؤهلين لهذه الخدمة بنحو 20 مليون نسمة (10 ملايين رجل و10 ملايين امرأة) للعام ذاته.
وقدّر معدل حجم الانفاق العسكري بالنسبة الى الناتج المحلي الاجمالي للاعوام 2010 2011 و2012 بنحو 2.8% (نحو 33 مليار دولار وفق دراسة مؤسسة «سيبري» للعام 2013)، وتعتبر كوريا الدولة العاشرة في العالم من حيث الإنفاق العسكري وفق تقديرات ذلك العام.

 

تتألف القوات المسلحة لجمهورية كوريا الجنوبية من:
- الجيش:

ويضم جميع صنوف الأسلحة والقوات البرية المعروفة في العالم من المشاة والمدرعات (2500 دبابة)، وآلاف المدافع المتنوعة العيارات، ومعدات الهندسة والمدفعية والصواريخ المضادة للطائرات وغيرها.

 

- البحرية ومن ضمنها قوات المارينز:
وتضم اسطولًا متحركًا من السفن الحربية المتنوعة يضم المدمرات والغواصات، وحاملات الصواريخ المضادة للسفن والطائرات...

 

- سلاح الجو:
يضم نحو 65 الف جندي، وأكثر من 800 طائرة، وتعتبر كوريا الجنوبية وفق بعض المراجع، من بين الدول العشر الاولى صاحبة أقوى أسلحة الجو في العالم. ويضم هذا السلاح انواعًا مختلفة من الطائرات الحديثة (حوالى 500 طائرة اميركية وأخرى فرنسية وروسية وأكثر من 600 هليوكوبتر). كذلك انتجت الصناعة الحربية الكورية منذ عقد من الزمن الطائرة «ت. أ 50» أو «النسر الذهبي» (طائرة مقاتلة خفيفة)، وهي تطور صناعة بعض الطائرات والرادارات، كما أنها الدولة الاولى في جنوب آسيا التي تصدر طائرات حربية إلى الخارج، وهي تعمل على انتاج طائرة شبحية في السنوات القليلة القادمة. كذلك نجحت كوريا في الفترة القريبة الماضية في اطلاق قمر اصطناعي إلى الفضاء الخارجي، وهي تسعى لزيادة قدراتها الصاروخية البالستية ووسائط الدفاع الجوي الصاروخي.
تحتفظ جمهورية كوريا الجنوبية بقواعد عسكرية اميركية فوق اراضيها، منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد الحرب الكورية (1950 – 1953) وقعت معاهدة الدفاع المشترك والتحالف مع الولايات المتحدة (1 تشرين الاول 1953)، والتي تنص على قيادة اميركية للقوى المسلحة المتحالفة في أي نزاع ضد كوريا الجنوبية. ولكن تمّ الاتفاق في مؤتمر تورنتو لمجموعة دول العشرين في حزيران العام 2010، على أن تصبح إمرة هذه القوات على عاتق كوريا الجنوبية اعتبارًا من العام 2015، في حال اندلاع اي نزاع. ويقدر عدد الجنود الاميركيين في هذه القواعد بما بين 25 إلى 30 الف جندي.
شاركت القوات المسلحة الكورية كحليف في الكثير من الحروب التي قامت بها الولايات المتحدة من فييتنام إلى افغانستان والعراق.

 

كوريا الجنوبية والأمم المتحدة
تساهم كوريا الجنوبية في عمليات حفظ السلام في مناطق كثيرة من العالم، ولديها كتيبة تابعة لقوات حفظ السلام الدولية (اليونفيل) منتشرة في جنوب لبنان (نحو 400 جندي). وهي تقدم خدماتها المتنوعة في بقعة انتشارها، حيث يعتبرها الاهالي من اكثر قوات اليونيفل حيوية وتقديما للخدمات الانسانية والطبية والتربوية.
وهنا يجدر بالاشارة أن الامين العام للامم المتحدة الحالي بان كي مون هو كوري جنوبي وكان وزيرًا لخارجية بلاده قبل تعيينه في هــذا المنصــب الاممــي الرفيــع.

 

«ومن يعمل مثقال ذرة خيرًا... يره»
قامت الكتيبة الكورية الجنوبية المنتشرة في احد قطاعات قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان أخيرًا بتغطية نفقات إعادة تأهيل وتزفيت احدى الطرقات التي تصل بين احدى القرى ومدينة صور بطول عدة كيلومترات، وهذا يكلف عدة ملايين من الدولارات والكثير من الوقت. وقد قال الناطق باسم المفرزة الكورية في احتفال التدشين بعد الانجاز السريع والمتقن للطريق، إن لبنان كان قد قدم مساعدة انسانية لكوريا على اثر انتهاء الحرب الكورية (1953) تقدر بـ50 ألف دولار، وأن هذه المساعدة في تواضعها ورمزيتها تبقى عزيزة على قلوب الكوريين، وأن كوريا لا تنسى من مدّ لها يد المساعدة يوم احتاجت لها...

 

علاقات كوريا الجنوبية الدولية
تعتبر مسألة النزاع بين الكوريتين وإعادة توحيد شبه الجزيرة القضية المهيمنة في العلاقات الدولية والدبلوماسية لكوريا الجنوبية. فعلى الرغم من اجراء عدة محاولات واجتماعات خلال العقد الماضي بين قادة الكوريتين لتطبيع العلاقات بينهما، وتحقيق السلام الدائم للشعب الكوري، إلا أن الوضع القائم بين الدولتين الشقيقتين لا يزال يتسم بالتوتر الذي يعنف حينًا ويهدأ احيانًا، على وقع لعبة صراع المصالح الدولية وبخاصة بين الصين وروسيا من جهة والولايات المتحدة الأميركيـة واليابــان مــن جهــة ثانيــة. كذلك فإن النظام السياسي والهوة الإقتصادية والناتج المحلي الإجمالي في كل من الدولتين، وتفاوت مستوى الدخل الفردي بين سكانهما، عوامل ما زالت تشكل حاجزًا امام محاولات التوحيد (معدل مستوى دخل الفرد في كوريا الجنوبية يزيد عن 10 أضعاف نظيره في كوريا الشمالية 13/1 تقريبًا).
تحتفظ كوريا الجنوبية بعلاقات سياسية واقتصادية واسعة ومتوازنة مع دول الجوار من الصين إلى اليابان واندونيسيا والفليبين، وهي عضو في مختلف المنظومات الدولية والاقليمية الاقتصادية والبيئية والسياسة التي تتلاءم مع رؤيتها السياسية ومصالحها الاقتصادية والأمنية.
كما أنها تطور علاقاتها مع روسيا والاتحاد الاوروبي، كذلك لديها علاقات واسعة مع بعض دول الشرق الأوسط والخليج وافريقيا.

 

المراجع والهوامش:

1- ar.wikipedia.org/wiki/ كوريا -الجنوبية.
2-https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/.../ks.html
3- سيبري: معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (Stockholm International Peace Research Institute)
4- نمور شرقي آسيا هو لقب يطلق على اقتصاد دول: تايوان، سنغافورة، هونغ كونغ وكوريا الجنوبية. سميت بهذا الإسم لتحقيقها معدل نمو اقتصادي كبير وتصنيع سريع خلال الفترة ما بين الستينيات والتسعينيات من القرن العشرين. ومع مطلع القرن الواحد والعشرين تحولت هذه البلدان إلى بلدان متقدمة، وساعدت في نمو اقتصادات بعض الدول الآسيوية. تمتلك النمور الآسيوية علاقات مشاركة خاصة مع بعض الدول الآسيوية ذات الاقتصاد الجيد، مثل الصين واليابان.
5- العَلَم الكوري أو «فلسفة التوازن والتكامل»: صفحة بيضاء ترمز إلى السلام والنقاء، يتوسطها دائرة باللونين الاحمر والأزرق، وتحيط بها من اربع جهات خطوط سوداء متقطعة لها دلالتها ومعناها. الدائرة تعني التوازن بين قوى الكون وفق فلسفة الين واليانغ الصينية الطاوية والبوذية، فالأزرق يعني القوة السلبية للـ«ين» بينما يعني اللون الأحمر القوة المقابلة الايجابية للـ«يانغ» استنادًا إلى هذه الفلسفة، وتمثل الخطوط الثلاثية المختلفة التقطيع في الزوايا الأربعة قوى الكون المتمثلة بالعناصر التقليدية الأربعة: الأرض والماء والهواء والنار.