كوريا بين واقع التقسيم واحتمالات الوحدة

كوريا بين واقع التقسيم واحتمالات الوحدة
إعداد: نائلاه باسيل بصبوص
جامعة سيدة اللويزة

من المهم ان ندفع العلاقات قدما بين الكوريتين الجنوبية والشمالية عن طريق الحوار والتعاون الثنائي, وليس عن طريق التصادم والحرب: هذا ما صدر عن العاصمة الكورية الشمالية “بيونغ يانغ” كموقف رسمي عبر وكالة الانباء الرسمية, بعد اقل من اسبوع على الصدام البحري العنيف الذي اوقع اربعة قتلى جنوبيين وثلاثين قتيلا من كوريا الشمالية. وبينما انصرفت كلا الجهتين الى تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن اندلاع المعركة, صرّحت لجنة “اعادة توحيد بلاد الاجداد” المنبثقة عن كوريا الشمالية بالآتي:
سوف نبذل اقصى الجهود لاعادة مسار الحوار والتعاون بمقتضى ما نصّ عليه البيان المشترك الموقع في 4 تموز عام 1972, وكذلك الاتفاق الموقع في 15 تموز 2000, في ختام القمة التاريخية بين الكوريتين.
والمعروف ان اتفاق 4 تموز المشار اليه, نصّ على موافقة الكوريتين على العمل في سبيل اعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية, في حين ان اتفاق 15 تموز 2000 جاء ليؤكد هذا المنحى التوحيدي متوجاً التفاهم الكوري­الكوري بقمة تاريخية بين الدولتين. ولم يأت بيان لجنة “اعادة توحيد بلاد الأجداد” على أيّ ذكر للمعركة البحرية التي جرت مؤخراً والتي كانت اسوأ بكثير من مثيلتها الحاصلة قبل ثلاث سنوات, والتي كان ميدانها الحدود بين الكوريتين التي كانت رسمتها الامم المتحدة عام 1953 اثر انتهاء الحرب الكورية. ويشار في هذا الشأن الى ان تلك الحدود ظلت موضع اخذ وردّ, وان كوريا الشمالية لم تعترف بها البتة.

خنق الفتنة بعد اشعالها
الواقع ان ذيول الصدام البحري الاخير لم يهدأ تأثيرها ولا خفتت ردود الفعل عليها, لا في كوريا الجنوبية ولا في كوريا الشمالية. وقد سارت في سيول تظاهرات صاخبة حرّكها وقادها غضب السلطات العسكرية في البلاد, ولا سيما قدامى المحاربين الذين يتمتعون بسطوة في المجتمع. وعمل المتظاهرون الغاضبون على انتقاد اسباب ووقائع المواجهة البحرية, وقاموا باحراق صور كبيرة لرئيس كوريا الشمالية “كيم جونغ­إيل”, الا ان السلطات في كوريا الجنوبية عملت على تهدئة الجو المشحون, وعلّق الرئيس “كيم داي­جونغ” على ما جرى قائلاً: “ان الروابط مع الشمال قد تتزعزع, لكنها لن تتفكك وتنتهي”. واعتبر المتابعون ذلك خطوة جنوبية في سبيل تحسين العلاقات مع الشمال بعد “قطوع” المواجهة البحرية, التي, وبصرف النظر عن وقائعها الميدانية, فانها “اعادت انعاش الأحقاد”, واضاف الرئيس الجنوبي مؤكداً على حسن النوايا: “ربما ينخفض عدد شحنات الأرز الى الشمال, وقد يتباطأ العمل على تنفيذ بنود اتفاقية التعاون على اقامة انشاءات الهاتف الخلوي في الشمال, الا ان المفاوضات التي انقطعت بين الدولتين لا بد ان تعود لتواصل مسيرتها الايجابية”.
هذا من جهة كوريا الجنوبية, الا ان ما حاول الرئيس الجنوبي تسهيله, جهد الاميركيون لإعاقته وجعله اصعب منالاً. وقال ناطق باسم الخارجية الاميركية بأن واشنطن لن توفد اي ممثل لها لمتابعة المحادثات بين الكوريتين, ما يعني انها ضد مواصلة هذه المحادثات, وانها تهتم صراحة وعلانية بإفشالها, وتعتبرها شراً ينبغي قطع دابره.
وبالرغم من هذا الموقف الاميركي المتشدد, فان رئيس كوريا الجنوبية لم يكبح اندفاعته نحو ترطيب الاجواء واستئناف التفاوض مع “جيرانه الالداء” في كوريا الشمالية, وقد اظهرت حكومته إشارات ايجابية اضافية, اكثر مما سبق ان فعلته اي حكومة اخرى في سيول. وفي مقابل تلك الايجابية من قبل كوريا الجنوبية حافظ الشماليون على برودة لهجتهم شبه العدائية, مختبئين, ويا للإثارة, خلف موقف الولايات المتحدة المتشدد, والذي بلغ حدّ تعليق واشنطن تنفيذ الاتفاق الذي كانت وقعته مع كوريا الشمالية عام 1994, والذي نصّ على ان تعمل على إمدادها بالطاقة, مقابل ان تمتنع كوريا الشمالية عن تصنيع الاسلحة النووية.
لكن هذا لم يكن كافياً لردع الرئيس الجنوبي عن مواصلة “كفاحه” لترطيب الاجواء مع الشمال. فقد واصل تحركه الايجابي ووسّع نشاطه الدولي خلال السنة الحالية محققاً لقاءات قمة مع رؤساء كل من الولايات المتحدة الاميركية والصين واليابان. ولا يعتبر مبالغة القول انها كانت مشاورات ناجحة بما اسفرت عنه, سواء من حيث الاستقبال الرسمي الودّي الذي نظّم له في الولايات المتحدة الاميركية, او من حيث إتفاقيات التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني التي امكن توقيعها مع اليابان. وقد ذهب الامبراطور الياباني بعيدا في تعاونه مع ادارة الرئيس الجنوبي, حتى انه عبّر علانية عن اسفه حيال مرحلة الاستعمار الياباني لكوريا. وكانت تلك لفتة بالغة الودّ من قبل الامبراطور تجاه الرئيس “كيم واي­جونغ”. وتحت ظل هذا التفاهم أمكن تحقيق المشاركة الرياضية الكورية­اليابانية في تنظيم دورة الالعاب الاولمبية الاخيرة
“Korean- japonese world cup 2002”
الثابت من كل ذلك ان الرئيس الجنوبي “كيم واي ­جونغ” اثبت, حتى الآن, انه مخلص للوعود الايجابية التي اطلقها غداة انتخابه رئيسا لكوريا الجنوبية مع اطلالة الالفية الجديدة, والتي كان في مقدمتها “السعي لاعادة توحيد الكوريتين” فضلا عن تثبيت الديموقراطية واحترام حقوق الانسان والعمل الدؤوب لمعالجة الوضع الاقتصادي. وكانت المدة المنصرمة حتى الآن من عهده خير شهادة على إخلاصه لوعوده وسعيه العملي لتنفيذها والعمل بمقتضاها.
الا ان النوايا الحسنة والاندفاع الصادق لا يكفيان دائما لتحقيق الغايات, خصوصاً وان تحقيقها يرتهن ­ ايضاً ­ لمواقف ومصالح ورغبات الجهات الاخرى. اذ بالرغم من تحسن العلاقات بين الكوريتين ومحو الغيوم السوداء التي اثارتها المواجهة البحرية الاخيرة بينها, الا ان عقبات اخرى كثيرة ما زالت تحول دون انجاز التقارب الصحي السليم بين البلدين, وقد اشار وزير الدفاع الجنوبي “شو سيونغ­تاهي” الى شيء من ذلك حين اعلن “ان ما تحقق من تقدم على الصعيد العسكري بين البلدين, ما يزال ضئيلاً”, وحتى اجتماع القمة الذي عقد في حزيران الماضي في بيونغ­يانغ برعاية الولايات المتحدة الاميركية, ثم الاجتماع الامني عالي المستوى بين مسؤولين رفيعين في كلٍّ من الكوريتين وبحضور وزير الدفاع الاميركي, لم ينجحا في وضع حلّ نهائي للصراع العسكري بين الشمال والجنوب ولا في نزع فتيل اي مواجهة مستقبلية بينهما.
ان بعض التعاون الاعلامي بين الكوريتين والقليل من الاتفاقات الاقتصادية والاجتماعية المعقودة بما فيها ما يتيح جمع شمل بعض العائلات التي شردتها الحرب بين البلدين, هذه كلها لا تعني ان الامور في حالتها الفضلى. فثمة مشاكل اساسية تعيق حسن النوايا (ان حسنت فعلاً) وتمنع اطفاء الجمر الذي تحت الرماد, بل وتواصل مدّه بمقومات الاشتعال...
لكن وقبل التقدم اكثر على طريق احتمالات الوحدة, على قلة هذه الاحتمالات, لا بأس من ان نضيء على مراحل نشوء الصراع في شبه الجزيرة الكورية, وصولاً حتى تقسيمها الى شمالية وجنوبية...

بين الجغرافيا والتاريخ
تقع شبه الجزيرة الكورية في مياه بحر اليابان, مساحتها (مع باقي الجزر الصغيرة التابعة لها) حوالي 220.847 كلم2. تحتل اليوم كوريا الجنوبية منها مساحة 98.477 كلم2 اي ما يوازي 44.6% من المساحة الاجمالية, والباقي اي 122.37 كلم2 يشكل كوريا الشمالية. يبلغ طول خط الحدود بين الكوريتين 238 كلم, ومعظم اراضي شبه الجزيرة الكورية هي مناطق جبلية, حيث تشكل المرتفعات حوالي 70% من مساحتها, واشهر جبالها: شيري ماسيف وتايباك سوباك, اما اعلاها فهي قمة “هاللا” ­ 1950 متراً عن سطح البحر. ومن أطول انهارها: ناتونغ (521 كلم) وبعده هان
(514 كلم).
يتميز مناخ شبه الجزيرة الكورية بشتاء طويل بارد, وصيف قصير حار ورطب مع امطار ورياح موسمية غالباً ما تسبب الفيضانات. سكانها يربو عددهم عن 42.2 مليون نسمة (احصاء 1989) واللغة المعتمدة في البلاد هي الكورية, وتكتب بالحرف الصيني وبخط HANGUL.
عام 1980 بلغت نسبة المتعلمين 93% في كوريا الجنوبية حيث التعليم الابتدائي إلزامي, ونسبة الطلاب الذين بلغوا المستوى الجامعي هناك 35%, وهذه أعلى نسبة في العالم. اما بالنسبة لكوريا الشمالية فليس ثمة احصاء دقيق او معلومات موثوقة.
اعتنق الكوريون منذ القديم ديانات ابرزها البوذية, الكونفوشيوسية, الكوندوغيو, ثم الكاثوليكية والبروتستانتية, وتفرعت من هذه الاديان مذاهب شتى يربو عددها على 300 مذهباً جديداً, اما الشامانية فتعرف بانها اقدم معتقدات الكوريين الدينية, لعبت جغرافيا شبه الجزيرة الكورية دوراً رئيسياً في صنع تاريخها ورسخّت نوعا من الإحساس المشترك لدى سكان شبه الجزيرة بهويتهم الواحدة. وتتجه شبه الجزيرة نحو الجنوب مقتربة من زاوية القارة الاسيوية في جزئها الشمالي­الشرقي, تحيط بها المياه من ثلاث جهات. وبالرغم من قربها من اليابان, فقد تأثرت كوريا بالحضارات الآسيوية الاخرى اكثر من تأثرها باليابان. وإذ لا يفصلها عن الصين سوى نهري “يالسو” و”وتومن” في الشمال, فهي اكثر تقرباً من الصين عبر التاريخ واشد تأثراً بها.
أول دولة جرى تأسيسها في كوريا خلال تاريخها القديم كانت دولة “شوزون” التي اشتهرت بالبرونز وإزدهرت فيها القوانين التي تعتبر اليوم من علامات حضارتها التليدة. وقد امتد تأثير شعوب هذه الدولة حتى شمال الصين, وبلغ دولة “ين” الاقطاعية.
وعندما اكتشف الصينيون الحديد حوالي العام 225 ق.م. طوروا ادواتهم الزراعية وأسلحتهم الحربية, ما عجّل في أفول دولة “شوزون” المنافسة لهم, لتقوم اسرة “ين” على انقاضها. وفي هذا الوقت جرى توحيد الصين على يد الامبراطور “كن شي هواغدي” فسقطت أسرة “ين” وقامت بعدها اسرة “كين”. وقد حكمت هذه الاسرة من العام 221 ق.م. حتى العام 207 ق.م ثم خلفتها سلالة “هان” التي حكمت من 206 ق.م حتى 220 للميلاد, وعام 195 ق.م نجح ضابط سابق في الاستيلاء على العرش بالخداع, فحكم وبعده اتباعه لمدة ثمانين سنة, وانتفضت الصين على هذا الحكم وقضت عليه وآل الحكم لسلالة “لولانغ”.
وباعتبار الاراضي الواقعة الى الجنوب من نهر “هان” بعيدة نسبياً عن البر الآسيوي فقد تمكنت شعوبها من العيش بعزلة مع نوع من الاستقلال. وقد نظم سكانها انفسهم فشكلوا سبعين عشيرة تفرعت منها تحالفات قبلية هي: شينهان, ماهان, بيونهان. وامام الخطر الصيني الذي لاح حوالي منتصف القرن الثالث للميلاد, توحدت هذه التحالفات في مملكتين لعبتا دوراً رئيسياً في تاريخ شبه الجزيرة الكورية وقد شهدت كوريا نهوض وسقوط ثلاث سلالات هي سيللا (668-­935), كوريو (918-­1392) وشوزون
(1392-­1910) وهي عرفت كذلك انظمة سياسية وتربوية مختلفة تدين للتعاليم الكونفوشيوسية, واشتهرت بصناعة الخزف والفخار والبرونز.

القرار الدولي بتقسيم كوريا
سنة 1907 اجبرت اليابان ملك كوريا “كو جونغ” على التخلي عن عرشه, فحكمت شبه الجزيرة وصار الكوريون من اتباع الامبراطور الياباني بالاكراه, ولم يعد يحق لهم تأسيس اي تجمع سياسي. هذا ما دفعهم مراراً الى الاحتجاج بالاضراب والتظاهر مطالبين بالاستقلال.
ومع اندلاع الحرب بين اليابان والصين, أدخلت اليابان الكوريين في الخدمة العسكرية الالزامية بعد أن أجهضت تحركاتهم الاستقلالية. وصار على كوريا ان تنتج من الارز ما يكفي لسد حاجة اليابان, وأجبر رجال الاعمال الكوريون على دفع 25% من ارباحهم لصالح اليابان, وصودرت اراضي المزارعين, فتناثروا ما بين الصين واقليم منشوريا بحثا عن أراضٍ يستثمرونها ويعتاشون منها.
هكذا, وشيئا فشيئا, بدأت شبه الجزيرة الكورية تخرج الى العالم, وراح التأثير الغربي يظهر فيها ليحل محل التأثير البوذي القديم. ثم جاء دور الفكر الاشتراكي (بفضل الصين), لكن, ومن جهة اخرى فقد إشتد التأثير الياباني الاكراهي على شبه الجزيرة, وصارت اللغة اليابانية الزامية في المدارس الكورية, ثم جرى العمل على اقفال الصحف الناطقة بالكورية, لصالح صحف جديدة تنطق باللغة اليابانية.
ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية في 8 آب 1945 فتح الإتحاد السوفياتي حرباً على اليابان في كوريا ومنشوريا. ومع سقوط اليابان تحت ثقل السلاح النووي المدمر في هيروشيما وناغازاكي, دخل السوفيات شبه الجزيرة الكورية, ما اعتبر محطة أساسية في صنع التاريخ الحديث لشبه الجزيرة. وفي مؤتمر يالطا في شباط 1945 تقرر وضع كوريا تحت الوصاية الدولية, وكان بوسع الاتحاد السوفياتي يومها أن يحتل شبه الجزيرة بكاملها ليضع كوريا تحت وصاية موسكو التامة, الا ان الرئيس الاميركي هاري ترومان اقنع الزعيم السوفياتي ستالين بتقسيم كوريا الى جزأين, وذلك ابتداء من 15 آب 1945. وبموجب ذلك اجتمع وزراء خارجية الدول المتحالفة في موسكو, في 7 كانون الاول من العام نفسه, وقرروا إنشاء اتفاق تعاون لمدة خمس سنوات, ينص على اعطاء الحكومة الكورية المؤقتة, مهمة التحضير للاستقلال, كما جرى الاتفاق على تعيين لجنة اميركية­سوفياتية مهمتها الإشراف على تشكيل حكومة كورية ديموقراطية مؤقتة.
وجاء الرفض لهذه الفكرة من قبل كوريا نفسها, ومن اليمين الكوري بالتحديد ممثلاً بأحد الزعماء وهو “سنغمان ري” الذي استغل المسألة لتعزيز شعبيته. ومن جهتهم فقد رفض الشيوعيون الكوريون هذا الاتفاق بدايةً لكنهم ما لبثوا ان عادوا عن رفضهم تحت تأثير الضغط السوفياتي. وفي آذار 1946 باشرت اللجنة اجتماعاتها في سيول, لتتوقف بشكل نهائي في تشرين الاول من العام التالي, متأثرةً بتباين وجهات النظر الاميركية­السوفياتية حول هوية القوى والاحزاب التي ينبغي تمثيلها في الحكومة الكورية المزمع تشكيلها.

الحرب الكورية
مرحلة الاحتلال الاميركي للجزء الكوري الذي عرف في ما بعد بكوريا الجنوبية, اتصفت بالفوضى والإرتباك, لان واشنطن لم تحدد لنفسها سياسة معينة لإدارة شؤون المنطقة التي تحتلها, اضافةً الى حدة المواجهة التي كانت تخوضها مع الاتحاد السوفياتي وتوسعها. وقد دامت هذه المرحلة اقل من أربع سنوات (من 1945 حتى 1948). ورغم ان واشنطن هي التي كانت رسّمت الحدود بين الكوريتين, الا انها على ما بدا لم تدرك مبكراً القيمة الستراتيجية الحقيقية لتلك المنطقة. وما ان انفرط عقد اللجنة الثنائية الاميركية­السوفياتية حتى راحت واشنطن تبذل الجهود مع الدول الحليفة, بما فيها الصين, لايجاد صيغة ما لإستقلال كوريا. لكن هذه الجهود لم تكن جدية من جهة, كما ان الاتحاد السوفياتي أحسن ترسيخ نفوذه في كوريا الشمالية, فيما راح يتداعى في الصين حكم “شيانغ كاي­تشك”. ومن الملاحظ ان كوريا الجنوبية كانت آنذاك الاقليم الوحيد الخارج عن سلطات موسكو في تلك المنطقة, وكان على الجنرال “جون هودج” المعين على رأس القوى الاميركية في اوروبا, أن يعمل بكل قواه في ظل ظروف محبطة, للمحافظة على الأمن والنظام, تنفيذاً لمهمته الهادفة الى تعزيز مقومات انشاء بلد مستقل في كوريا بحسب الرغبات الاميركية المعلنة. وقد اضطر لمواجهة تجمعات سياسية معادية كثيرة تمثلت في هيئات شبه رسمية انشأتها “جمهورية كوريا الشعبية” في المنفى, وتحديداً في الصين, بينما كانت الولايات المتحدة ترفض بإصرار الاعتراف بأي من هذه الهيئات. وفي ختام المطاف فرضت الولايات المتحدة قوانين مباشرة وعيّنت موظفين عسكريين من مختلف الرتب وفي مختلف المناصب لادارة بلاد “كانوا يجهلون التكلم بلغة اهلها ولا يعرفون الكثير عن نمط حياتهم الاجتماعي”. وفي هذا الوقت استطاع الحزب الشيوعي الكوري إستقطاب طبقة العمال والطلاب, المزارعين, ليقف في مواجهة مباشرة مع الحكومة العسكرية المعينة من قبل الاميركيين.
وتفاقم الوضع على اثر القرار بوضع البلاد تحت الوصاية الاجنبية, واعتبر الاستقلاليون الكوريون هذا القرار مذلاً.
وهكذا انقسم الذين منهم تحت الوصاية الاميركية, على انفسهم الى فريقين, واندلعت بينهما المواجهات, ولم تكن ظروف الزعماء الشيوعيين الكوريين افضل حالا, ولا سيما اثر اكتشاف عملية تزوير عملة كان يديرها الحزب الشيوعي (1946) واذ اقدمت الحكومة العسكرية على تشكيل مجلس للنواب في كانون الاول من السنة نفسها, فقد تجاهلته الاحزاب اليسارية ورفضت التشريعات الاصلاحية التي سنّها, بينما نجح الشيوعيون في كوريا الشمالية ببناء هيكلية سياسية وعسكرية متفوقة, وبلغ عديد قواتهم العسكرية حوالي 200 الف رجل تحت السلاح, جرى تدريبهم وتسليحهم بفضل الإتحاد السوفياتي.
وهكذا نضجت ظروف المواجهة مع وصول الجميع في كوريا وكل من واشنطن وموسكو الى الجدار المسدود, فاندلعت الحرب بين الكوريتين في حزيران 1950.
واذ تفوقت كوريا الشمالية على خصمها الجنوبي واحتلت العاصمة سيول خلال ثلاثة ايام, امر الرئيس الاميركي ترومان السلاحين الجوي والبحري الاميركيين, بالتدخل لصالح الجنوبيين, كما اهاب بالقوى الدولية التدخل لحفظ الامن, وجرى تعيين “دوغلاس ماك ارثر” قائدا للقوات الدولية في كوريا, فاتخذت الحرب الدائرة منحى مختلفاً في ظل مساعدة الاتحاد السوفياتي والصين لكوريا الشمالية ومدّها بالسلاح.
وكانت نتيجة الحرب الكورية ما هو متوقع من حرب من هذا النوع: الدمار الكبير في الجنوب كما في الشمال والقضاء على آخر امل في اعادة توحيد “ارض الآباء والاجداد”.
وفي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حافظت الاوضاع في كوريا الجنوبية على اضطرابها, وفي كوريا الشمالية على إنغلاقها معتصمة بالراية الشيوعية, وتواصلت الفوضى في القسم الجنوبي من شبه الجزيرة حتى اندلعت ثورة الطلاب الدموية التي سقط فيها 142 طالبا برصاص الشرطة. وانتهت المرحلة بانتخاب رئيس جديد للبلد هو “بارك شونغ­هي” فصار الى إنشاء “مجلس اعلى” لادارة البلاد, وجرى “تطهير الادارة من الفاسدين” وتم انشاء وكالة الاستخبارات المركزية الكورية (KCIA) بهدف احباط اي محاولة انقلابية يمكن ان تقوم.. وانتهى ذلك بان اغتيل بارك في تشرين الاول
(1979) فتعرضت كوريا الجنوبية لتجاذبات هائلة وصراعات على الحكم وثورات طلابية وعمليات قمع دموية, ثم جرى انتخاب رئيس جديد هو “شوي كيو­ها” في كانون الاول (1979) فألغى تدابير الطوارئ واطلق سراح المئات من المساجين السياسيين وعمل على وضع دستور جديد. لكن ضغط العسكريين في البلاد اعاق تطبيق الدستور الجديد فاندلعت تظاهرات طلابية ضخمة, وأقفل المشهد المضطرب على انقلاب عسكري في ايار 1980.

مبادرات
بينما كان الهم الاساسي في الماضي يتركز على محاولة إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية وجمع الشمل سياسياً في دولة كورية واحدة لا بد ان يحسب لها الحساب الكبير لو قامت, فان الإضطرابات والإنقلابات والحروب والدماء والاخطار, غيّبت هذا الامر عن الواجهة, لتجعل الهم الاساسي مقتصراً على نزع فتيل الحرب بين الكوريتين. ولئن كان هذا النوع من الحروب (المحدودة اصلاً) مطلوباً كوسيلة صراعية بين جباري الامس (موسكو وواشنطن) فإن إنقضاء مرحلة الحرب الباردة بزوال الاتحاد السوفياتي ساهم الى حد كبير في إخراج شبه الجزيرة الكورية من دورها التاريخي كميدان صراع للقوتين الاعظم. إلا ان عقوداً من الكراهية والحروب بين الكوريتين أقامت انماطاً من الظروف والمصالح والقوى السياسية والاقتصادية لا تعيش وتستمر إلا على ارضية انقسام شبه الجزيرة إلى دولتين, وتتغذى من هذا الانقسام ­العداوة, كما وتعمل على تغذيته ليبقى ويستمر, فيرعى وجودها واستمرارها.
لذلك, وإن لم تكن وحدة شبه الجزيرة مطروحة, ولا حتى كهدف مستقبلي واقعي, لأي من الكوريتين, فان العداوة التي صنعتها الأحداث بينهما, يمكن ان ترسو على شاطىء هادىء, ليس املاً في توحيد أرض الاجداد, بل تخفيفاً للخسائر وافساحاً لتنمية كل من الدولتين في معزل عن الحرب وخسائرها.
وهذا ما عبّر عنه كواقع راهن, “سونغ هيو­كيونغ” نائب رئيس لجنة السلام في آسيا والمحيط الهادىء (APPC) والمنبثقة من كوريا الشمالية, الذي كان في زيارة رسمية الى العاصمة الكورية الجنوبية, سيول, لتقديم التعازي بوفاة “شونغ جو­يونغ” مؤسس شركة “هيونداي”. وقد حمل هذا الموفد الشمالي رسالة خاصة من الرئيس الكوري الشمالي “كيم جونغ­ايل” الى الرئيس الكوري الجنوبي. وكان للزيارة اثر بالغ الايجابية على العلاقات بين الكوريتين, وفي ميدان تقريب وجهات النظر بينهما.
والواقع ان هذه البادرة لم تكن يتيمة. فقد أرسلت كوريا الشمالية مؤخراً العديد من الرسائل والاشارات الإيجابية في مختلف المجالات, من صيد الاسماك وصولا إلى رياضة التايكواندو.
ويعتقد بعض الأخصام التقليديين لكوريا الشمالية في الدوائر الغربية ان هذا المشهد الايجابي الذي ترسمه كوريا الشمالية بسلوكها السلمي الودي, ليس الا فصلاً من مراوغة, مقدمة الدلائل على ما تزعمه وتذهب اليه, سواء بالإشارة الى أن المحادثات الثنائية على المستوى الوزاري بين الكوريتين صارت فصلية بعد ان كانت تعقد شهرياً, او بالتذكير بأن كوريا الشمالية كانت السبّاقة في القضاء على هذه المحادثات حين امتنعت عن حضور الاجتماع الذي كان يفترض حصوله في آذار الماضي. وحتى على الصعيد التجاري, والكلام دائما للجهات الغربية نفسها, فان الصفقات التي جرى تبادلها لم تشكل بوابات عبور الى صفقات تالية. الى ذلك فان مسألة الامن في شبه الجزيرة الكورية لم تزل من دون حلّ, فضلا عن التشدد الرسمي الاميركي الذي استجد بعد احداث 11 ايلول الدموية في اميركا, إذ اعلن الرئيس بوش كوريا الشمالية عدواً رئيسياً لبلاده وطرفاً اصيلاً في ما سمّاه “محور الشر”.
وليس من المستغرب تفاقم العلاقات وتلبد الغيوم مجدداً بين الكوريتين في ظل التشدد الاميركي الذي لا بد أن يتبعه تشدد من قبل كوريا الجنوبية, خصوصاً بعد اثارة مسألة حقوق الانسان غير المحفوظة في كوريا الشمالية, والتذكير بوجود 85 الف كوري جنوبي محتجزين في كوريا الشمالية منذ الحرب الكورية, حيث قامت في سيول مجموعة من الناشطين تعيد رفع هذه القضية الى العلن, مدافعة عن حقوق المحتجزين ومطالبة بإطلاق سراحهم وإعادتهم الى وطنهم كوريا الجنوبية.
وبالطبع فان التشدد الاميركي حيال كوريا الشمالية لا بد ان يتسبب بتسعير العداوة بين الكوريتين, اللهم الا اذا استطاعت زيارة كيم جونغ­ايل الى سيول, والمفترض ان تتم قريبا أن ترطب الأجواء وتعيد حصان الوئام الى موقع مناسب امام عربة الوفاق بين الكوريتين.

“اللعبة” مستمرة
في هذا السياق تأتي المحادثات الايجابية التي عقدت مؤخرا في العاصمة الشمالية بيونغ يانغ بين رئيسي الصليب الاحمر في كل من الكوريتين, لتعزز الفرص الايجابية أمام الغيارى على مصلحة كوريا والمناصرين لتوحيدها. فالاجتماع الذي جرى عقده بين رئيس الصليب الأحمر الكوري الجنوبي “سوه يونغ­هون” ورئيس الصليب الاحمر الكوري الشمالي “تشانغ جاي­اون” وصف بأنه اجتماع غير مسبوق, وهدفه بدا بالغ الاهمية, وهو جمع شمل العائلات الكورية التي فرقّتها الحرب الكورية اكثر من خمسين سنة حتى الآن, مما يعني العمل على إنهاء واحدة من أعمق المشاكل وأشدها حدة وإثارة للعواطف بين الكوريتين.
من هنا فإن أي مراهنة على غدٍ سلمي, وربما أخوي أيضاً, بين الكوريتين, ربما كانت أوفر حظوظاً. فالكوريون سواء في الجنوب ام في الشمال هم في النهاية كوريون, وقد نشأوا منذ أجيال بعيدة على العقيدة الكونفوشيوسية التي تركز على الناحية الاجتماعية, وترى ان العلاقات الاجتماعية لا تعتمد على سعادة واكتفاء الافراد, بل على اندماجهم في كلٍ اجتماعي واحد ومتماسك هو صورة موازية لتناغم المسار الطبيعي. ومثل هذه الافكار المسبقة في اليقين الكوري العام, لا يمكن القفز من فوقها ولا تجاهلها, وان كانت المراهنة على فعاليتها العملية لم تثبت تماما على امتداد الخمسين سنة المنصرمة. إلا أن الأبرز في المجتمع الكوري عموما هو أزمة الهوية الثقافية, هذه الازمة الناجمة بشكلٍ أو بآخر عن انقسام كوريا الى قسمين “متعاديين”... والكثيرون اليوم من ابناء جيل الشباب في كوريا الجنوبية (التي كان الاميركيون سبب وعلة قيامها) يتطلعون بصراحة الى وحدة الكوريتين ولا يتورعون عن الاعلان بأن القوتين العظميين, اي الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفياتي, كانتا السبب المباشر لإنقسام كوريا, وبالتالي فهم يرون الى توحيد بلاد “الاجداد” كغاية وطنية كبرى.
وثمة حادثة ذات مغزى يجب تذكرها في هذا السياق, فيوم قررت كوريا الشمالية الإمتناع عن المشاركة في المباريات العالمية لكرة المضرب والتي تجري في سيول, قام على حين غره, لاعب كوري شمالي بكسر قرار سلطات بلاده, ووصل فجأة الى العاصمة الكورية الجنوبية, وشارك في المباريات, ما اعتبر فيه حينه نوعا من البطولة الوطنية.
ومثل هذه البطولة, وإن كانت مجرد حادث فردي, إلا أنها تعبّر عن مدى إستعداد الفرد الكوري الى المجازفة لصالح وحدة ارض الاجداد.
لكن المجازفات لا تبني واقعاً, وربما كان الزمن الحالي غير مؤات “للبطولات الفردية” الا أن هذا لا يغير كثيرا في طبائع الامور. فالمباريات بين الكوريتين لا بد لها أن تتواصل, وستكون فيها “اوقات مستقطعة” وبطاقات صفراء وحمراء, وتسجيل أهداف, وربما أيضا خروج على قواعد اللعبة.
لكن اللعبة التي لا تنتهي, لا بد لها ان تتواصل وتستمر. والمشكلة ان الكوريون, شماليين وجنوبيين, ليسوا اللاعب الوحيد فيها, وربما انهم ايضا, ليسوا اللاعب الاقوى....

 

 

Assorted Bibiography

 

Amsden, Alice H. Asia’s Next Giant South Korea and Late Industrialization

New York: Oxford University, 1989.

 Blair, Clay. The Forgotten War: America in Korea, 1950-1953. New York: Times Books, 1988.

 Buss, Claude A. The United States and Republic of Korea: Background for Policy, Stanford: Hoover Institution Press, 1982.

 Chandra, Vipan. Imperialism , Resistance, and  Reform in late Nineteenth-Century Korea: Enlightenment and the Independence Club. (Korea Research Monograph No. 13.) Berkeley: Center for Korean Studies, Institute of East Asian Studies, University of California, 1988.

Cho, Soon Sung, Korea in World Politics, 1940-1950. Berkeley: University of California Press, 1984.

Ch’oe, Young-ho. The Civil Examinations and the Social Structure in Early Yi Dynasty Korea, 1392-1600. Seoul: Korean Research Center, 1987.

Clough, Ralph N. Embattled Korea: The rivalry for international Support.

Boulder, Colorado: Westview Press, 1987.

Cole, David C., and Princeton N. Lyman. Korean Development: The Interplay of Politics and Economics. Cambridge: Harvard University Press, 1971.

Cumings, Bruce. The Origins of the Korean War: The Roaring of the Cataract, 1947-1950, 2. Princeton: Princeton University Press, 1990.

Eckert, Carter J. Offspring of Empire: The Koch’ang Kims and the Colonial Origins of Korean Capitalism, 1876-1945. Seattle: University of Washington Press, 1991.

Fairbank, John K, Edwin O. Reichauer, and Albert M. Craig. East Asia: Tradition and Transformation. Boston: Houghton Mifflin, 1973.

Gleysteen, William H., Jr. “Korea: A Special Target of America Concern.” Pages 85-99 in David D. Newsom (ed.), The Diplomacy of Human Rights. Lanham, Maryland: University Press of America, 1987.

Grajdanzev, Andrew J. Modern Korea. New York: Octagon books, 1978.

Haboush, JaHyun Kim. A Heritage of Kings: One Man’s Monarch in the Confucian World. New York: Columbia University, Press 1988.

Han, Sung-Joo. The Failure of democracy in South Korea. Berkeley: University of California press, 1974.

Han, Woo-keun The History of Korea (Trans., Lee Kyung-shik; Ed., Grafton K. Mintz.) Honolulu: East-West Center Press 1971.

Henderson, Gregory, Korea: The Politics of the Vortex. Cambridge: Harvard University Press, 1968.

Henthorn, William E. A History of Korea. New York: Free Press, 1971.

Hinton, Harold C. Korea under New Leadership: The Fifth Republic. New York Praeger, 1983.

Jacobs, Norman. The Korean Road to Modernization and Development. Urbana: University of Illinois Press, 1985.

Kihl, Young Whan. Politics and Policies in Divided Korea: Regimes in Contest. Boulder, Colorado: Westview Press, 1984.

Kim, Chong-won. Divided Korea: the Politics of Development: 1945-1972. Cambridge: East Asia Research Center, Harvard University Press, 1975.

Kim, C.I. Eugene, and Hin-Kyo Kim. Korea and the Politics of Imperialism, 1876-1910. Berkeley: University of California Press, 1967.

Kim, Han-Kyo (ed.), with the assistance of Honk Kong Park, Studies on Korea: A Scholar’s Guide. Honolulu: Center for Korean Studies, University of Hawaii Press, 1980.

Kim, Se-Jin. The Politics of Military Revolution in Korea. Chapel Hill: University of North Carolina Press, 1971.

 Koh, Byung Chul. The Foreign Policy Systems of North and South Korea. Berkeley: University of California Press, 1984.

Koo, Youngnok, and Sung-Joo Han. Foreign Policy of the Republic of Korea. New york: Columbia University Press, 1985.

Lee, Chae Jin, and Hide Sato. U.S. Policy Toward Japan ana Korea: A Changing Influence Relationship. New York: Praeger, 1982.

Lee, Chong-SiK. Japan and Korea: The Political Dimension Stanford: Hoover Institution Press, 1985.

Lee, Hahn-Been. Korea: Time, Change, and Administration. Honolulu: East-West Center Press, 1968.

Lee, Ki-baik. A New History of Korea. (Trans., Edward W. Wagner, with Edward J. Shultz.) Cambridge: Harward University Press, 1984.

 

Lowe, Peter. The Origins of the Korean War. New York: Longman, 1986.


Matray, James Irving. The Reluctant Crusade: American Foreign Policy in Korea, 1941-1950. Honolulu: University of Hawaii Press, 1985.


McCune, George McAfee, with Arthur L. Gery, Jr.Korea Today. Westport, Connectuit Grenwood Press,1982.

McNamara, Dennis L. The Colonial Origins of Korean  Enterprise, 1910-1945 New York : Cambridge University Press, 1990.

Nam, Joo-Ebong. America’s Commitment to South Korea: The First Decade Of the Nixon Doctrine. New York: Cambridge University Press, 1986.

Newson, David D. (ed). The Diplomacy of Human Rights. Lanham, Maryland: University Press of America for the Institute for the Study of Diplomacy, 1986.

Oh, John Kie-chiang. Korea: Democracy on Trial. Ithaca: Cornell University Press,1968.

Oliver, Robert T. Syngman Rhee and American Involvment in Korea, 1942-1960: A personal Narrative. Seoul: Panmum Book, 197X.

Pak, Chi-Young, Political Opposition in Korea, 1945-1960. Seoul: Seoul National University Press, 1980.

Palais, James B. Politics and Policy in Traditional Korea. (Harvard East Asian Series, no.82.) Cambridge: Havard University Press, 1975.

Rhee, Whee Yung:, Bruce Ross-Larson, and Garry Pursell. Korea’s Competitive Edge: Managing the Entry into Wodd Markets. Baltimore: Johns Hopkins University Press, 1984.

Robinson, Michael Edson. Cultural Nationalism in Colanial Korea, 1920-1925.Seatle: University of Washington Press, 1988.

Scalapino, Robert A., and Hongkoo Lee (eds.). Kores-U.S. Relations: The Politics of Trade and Security. Berkeley: Institute of East Asian Studies, University of California, 1988.

Shaw, William. Legal Norms in a Confucian State. (Korea Research Monograph No. 5.) Berkeley: Center for Korean Studies, University of California, 1981.

Sohn, Pow-Key, Kim Chol-choon, and Hong Yi-sup. The History of Korea. Seoul: Korean National Comission for UNESCO, 1970.

Steinberg, David I. The Republic of Korea: Economic Transformation and Social Change. Boulder, Colorado: Westview Press, 1989.

Yang, Sung Chul. Korea and two Regimes. Cambridge, Massachusetts: Schenkman 1981.

Beasley, W.G. Japanese Imperialism, 1894-1945. Oxford Clarendon Press, 1987.

Brandt, Vincent S.R A Korean Village: Between Farm and Sea. (Harvard East Asian Monographs, No.84.) Cambridge: Havard University Press, 1972.

Chang Yunshik. “Colonization as Planned Change: The Korean Case,” Modern Asian Studies[London], April 1971, 5, No. 2, 161-86.

Chee Ch’angboh. “Shamanism and Folc Beliefs of the Koreans.” Pages 141-58 in Andrew C. Nahm (ed.), Traditional Korea: Theory and Practice. Kalamazoo: Center for Korean Studies, Western Michigan University, 1974.

Curzon, George Nathaniel. Problems of the Far East Japan, Korea.” Asian Wall Street [Hong Kong], September 21, 1989, 1, 8.

Darlin, Damon. “Humble Span Gains Curious Cachet in South Korea.”Asian Wall Street Journal[Honk kong],September 21,1989,1,8.

Dong, Wonmo. “Assimilation and Social Mobilization in Korea “ Pages 146-82 in Andrew C. Nahm (ed.),Korea under Japenese Colonial Rule. Kalamazoo: Center for Koren Studies,Western Michigan University,1973

Gale ,Jason S.”The influence of China upon Korea” Transactions of Korea Branch of the Royale Asiatic Society [Seoul],1,1900,1-24

Hurst ,G Cameron.”Uri Nara-ism’: Cultural Nationalism in Contemporary Korea.”  (Universities Field Staff International,  USFI Reports  ,  No. 33.) Indianapolis: 1985 .

 Kim Young Oak. “Fallacy of Identity . Barrier to Guenuine Understanding,” Japan.

 Foundation Newsletters [Tokyo] , 15, Nos. 5-6, May 1988, 10-15.

 Kim Yung-chung. Woman of Korea: A History from Ancient Times to 1945

Seoul: Ehwa Woman’s Universities Press, 1976.

  Kim, C.L Eugene. “South Korea in 1986: Preparing for a power Transition,

Asian Survey , 27, No 1 , January 1987 , 64-74.

  Kim, Eugene C. “Education in Korea under Japanese Colonial Rule.” Pages 137-45 in Andrew C. Nahm (ed.), Korea under Japanese Colonial Rule Kalamazoo: Center for Korean studies, Western Michigan Universities, 1973.

  Koo, Hagen . “The Political Economy of Industrialization in South Korea and Taiwan,“ Korea and World Affairs [Seoul], 10, No.1, Spring 1986-148-80.

Lee Chae-jin. “South Korea in 1984: Seeking Peace and Prosperity,” Asian Survey, 25,No. 1, January 1985, 80-89.

Lee, Ki-baik. A New History of Korea. (Trans. Edward W. Wagner, with Edward J. Shultz). Seoul: Ilchokak, 1984.

Linton, Stephen. Coverage of the United states in Korean Textbooks: An Analysis of Educational Policy, Tone, and Content. Washington: United States Information Agency, Octobre 1988.

McCune, Shannon. Korea’s Heritage: A Regional and Social Geography.

Ruttland, Vermont: Tuttle, 1956.

McGrane, Georges A. Korea’s Tragic Hours: The Closing Years of the Yi Dynasty. Seoul: Taewon, 1973.


 Nahm, Andrew C. (ed.). Korea under Japanese Colonial Rule. Kalamazoo: Center for Korean studies, Western Michigan Universities, 1973.


 Palais, James B. Politics and Policy in Traditional Korea. (Studies in the Modernization of the Republic of Korea,  1945-1975, Harvard East Asian Monographs, No. 82.) Cambridge: Harvard Universities Press, 1975.


 “South Korean Films: Set to Make a Splash by 1988,” Economist [London], July 13, 1985, 91-99.


 The Statesman’s Year Book, 1988-1989. (Ed., John Paxton.) New York: St Martin’s Press, 1988.


Steinberg, David I. The Republic of Korea: Economic Transformation and Social Change . Boulder, Colorado: Westview Press, 1989.


Steinberg, David I., and David Kim. South Korea’s Military: Political and Social Roles and Profiles of Korean Leaders. (Asian Society Media Briefing.) New York: Asia Society, August 1988.


Suh Kuk-sing et aL (eds.). The identity of the Korean people. Seoul: Research Center for Peace and unification of Korea, 1983.


Cole, David C., and Princeton N. Lyman. Korean Development The Interplay of Politics and Economics. Cambridge : Harvard University Press, 1971.


Cumings, Bruce. “The Legacy of Japanese Colonialism in Korea.” Pages 478-96 in Ramon H. Myers and Mark R. Peattie (eds.), The Japanese Colonial Empire, 1845-1945. Princeton University Press, 1984.


Eckert Carter J. Offspring of Empire: The Koch’ang Kims and the Colonial Origins of Korean Capitalism, 1876-1945. Seattle: University of Washington Press, 1991.


 Han, sung-joo, and Robert J. Myers (eds.). Koera: The Year 2000. (Carnegie Council on Ethics and International Affairs. Ethics and Foreign Policy Series, No.5.) Lanham, Maryland: Universities Press of America, 1987


 Hurst, G. Cameron, III (ed.). Korea 1988: A Nation at the Crossroads. (Conference and Colloquium Series, No. 3.) Lawrence: Center for East Asian Studies, University of Kansas, 1988.


 Kim Ilpyong J., and Young Whan Kihl (eds.). Political Change in South Korea. New York: Paragon House, 1988.


Macdonald , Donald Stone The Koreans : Contemporary Politics and Society Boulder Colorado : Westerview Press 1988


Major Economics Indicators “ Koreas Economy , 5, No. 1 , July 1988,2


Mason Edward S. et al The Economic and Social Modernization of the Republic of Korea (Studies in the Modernization of the Republic of Lorea 1945-1975 Harvard East Asian Monographs, No. 92) Cambridge: Harvard University Press, 1980


Minjungsa. Lost Victory : An Overview of the Korean People’s Struggle for Democracy. Seoul : Minjungsa Press 1988


Myers, Ramon H , and Mark Peattie (eds) The Japanese Colonial Empire, 1895-45 Princeton : Princeton University Press 1984


Nahm , Andrew C (ed) Korea under Japanese Colonial Rule Kalamazoo:Center for Korean Studies , Western Michigan University, 1973.


Platt Adam David Bank and Peter Leydem “ Ending a Battle but not the War Labor Unrest at Hyundai, Newsweek113 No. 15 April 10 , 1989, 37


Song, Byung-Nak The Rise of the Korean Economy Hong Kong: Oxford University Press, 1990


Steinberg, David I Chaebol: Engine of South Korea’sGrouth. A Backround Report New York : Asia Society , August 1988


Sullivan, John and Roberta Foss(eds) Two Koreas-One Future? Lanham Maryland: University Press of America for American Friends Service Committee 1987


Bandow , Doug” Leaving Korea “Foreign  Policy,77, Winter 1989-90-77-93


Cho , Myung Hyun Korea and the Major Powers Seoul Research Center for Peace and Unification of Korea, 1989


Clough, Ralph N. Embattled Korea: The Rivarly for International Support Boulder Colorado: Westview Press, 1987


Flanz Gisbert H. and Hakjong Andrew Yoo(eds) Republic of Korea In  Albert P. Blaustein and Gisbert H. Flanz (eds) Constitutions of the

Countries of the World , 8 Dobbs Ferry, New York : Oceana November 1980


Gleysteen William H Jr. Korea : A Korea : A special Target of American Concern “ Pages 85-99 in D. Newsom (ed) The Diplomicy of Human  Rights Lanham , Maryland : University Press of America 1987


Han, Sung-Joo” South Korea in 1988: A Revolution in the Making “ sian Suvey, 29, No. 1 January 1989, 29-38.


Hyun , Roy “ Why Seoul Says Don’t Fix What Isn’t Broken “ New York Times September7, 1989


Kihl, Young Whan  Politics and Policies in Divided Korea Regimes in Contest Boulder, Colorado : Westview Press 1984


Kim, Roy U.T. “ Moscow – Seoul Relations in a New Era” Pacific Review, 2 No. 4 December 1989, 339-49


Koh Byung Chul . The Foreign Plicy Systems of North and South Lorea Berkeley: University of California Press 1984


Lee, Chong – Sik Japan  and Korea : The Political Dimension . Stanford: Hoover Institution Press, 1985