من هنا وهناك

كومبيوتر يدوي للبلدان الفقيرة
إعداد: رويدا السمرا

بضع دورات للمقبض اليدوي، ويتمكّن الأولاد في أنحاء العالم كلها، من المشاركة بمباهج الإنترنيت. هذا على الأقل ما يتمنّاه ويسعى لتحقيقه، الباحث نيكولاس نيغروبونت، رئيس الجمعية الإنسانية التي تطلق على نفسها إسم "one laptop per child" أي «حاسوب محمول لكل ولد». فقد كشف نيكولاس خلال القمة العالمية للجمعية الإعلامية، عن نموذج للحاسوب اليدوي الموفِّر في الكلفة والمصروف. ومن المتوقع أن يتم بيع كميات من هذا النوع، الى حكومات البلدان النامية، بسعر مئة دولار للقطعة الواحدة، على أن يصار الى توزيعها مجاناً على أولاد هذه البلدان. وينتظر تسليم أول دفعة من هذه الكومبيوترات «العطوفة»، في مطلع العام 2007، علها تعطي للبشر درساً في «الإنسانية».

 

لحاء شجرة يجعل الفيل ثملاً
إنها ليست أسطورة، بل يحدث بالفعل أن تسير الفيلة البرية وهي تترنح في السهل الافريقي... وقد توصل ثلاثة باحثين من جامعة «بريستول» في بريطانيا إلى التأكيد أن السلوك الغريب لهذه الثدييات الضخمة، لا يعود كما كان يعتقد في السابق، الى بخار الكحول التي تحويها ثمار «المارولا» (نوع من المانغا)، والتي يأكلها الفيل بشراهة: فلبلوغ حالة السكر، لا بد أن يتناول فيل يزن ثلاثة أطنان، من عشرة الى سبعة وعشرين ليتراً على الأقل من الأيتانول من عيار سبعة بالمئة، خلال وقت قصير. وهذا الأمر مغاير للواقع. إذ أن ثمرة «المارولا»، لا تطلق عندما تتخمر، أكثر من ثلاثة بالمئة من الأيتانول، كما أن الفيل يفضل أن يأكل الثمر مباشرة من الشجرة قبل أن تختمر على الأرض. من هنا، قدم العلماء تفسيرات أخرى: إن ثمرة «المارولا» تحمل الحمض النيكوتيني، وهو مادة مسكرة، أو إن قشرة شجر «المارولا» التي يتذوقها الفيل، تحوي يرقة نوع من الخنافس السامة، وهي معروفة عند القبائل الافريقية، كمادة لتسميم الحراب والسهام. وهذا ما يفسر باعتقاد الباحثين، حالة الترنّح التي تصيب الفيلة أحياناً.

 

التلوث يقتل ثلاثة ملايين طفلاً في السنة!

يسبّب تلوّث الهواء والماء، إلى جانب عوامل بيئية أخرى، موت أكثر من ثلاثة ملايين طفلاً دون الخامسة من العمر، في السنة الواحدة. هذا ما أعلنته منظمة الصحة العالمية في تقرير نشرته مؤخراً. ويظهر التقرير أن الأولاد يتأثرون خصوصاً بالمياه الملوثة ولا سيما بالمجارير. فهناك 6,1 مليون طفلاً، من أصل 1,8 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب إصابتهم بإسهال حاد نتيجة لتلوث المياه. أما السبب الرئيسي لوفاة ما يقارب المليون شخصاً سنوياً، فمرتبط مباشرة بالتلوث الداخلي. ولأن الأولاد يلازمون البيت أكثر من غيرهم، فهم يتعرضون لخطر الأدخنة والغازات التي تنبعث من المحروقات التقليدية (الخشب، الفحم وغيرها)، والتي تسبّب لهم أمراضاً في جهاز التنفس، لا سيما مرض ذات الرئة. والجدير بالذكر أن النسبة الأكبر من الإصابات المرضية تحدث في آسيا وأفريقيا، كما أن التلوث الخارجي يضرب بشكل خاص المناطق الصناعية مثل الصين وجنوب شرق آسيا. وفي تقدير منظمة الصحة العالمية، يسبب التلوث الخارجي بشكل مباشر أو غير مباشر، وفاة نحو أربعة وعشرين ألف طفل في السنة!

 

رحلة الى الفضاء في مركبة خاصة!

لم يعد الفضاء للمحترفين وحسب، بل أصبح اليوم مفتوحاً لمن يريد أن يخوض التجربة بمركبة خاصة. فبقيادة الأميركي «مايك ملفيل»، بلغت المركبة الفضائية الخاصة (Space Ship One) حدود الفضاء، أي ارتفاع مئة كيلومتر عن سطح الأرض. وكانت الطائرة «وايت نايت» (الفارس الأبيض) قد حملت المركبة، التي تتسّع لمقاعد ثلاثة، إلى علو خمسة عشر ألف متر. وبدءاً من هذا الارتفاع، أدارت المركبة الخاصة محرّكها الصاروخي، لتقوم بدورة تجريبية في الفضاء، دامت تسعين دقيقة. وقد أعطي المشروع إسم "Tier One".

 

لماذا نشعر بالحر الشديد عندما تكون درجة الحرارة 37 مئوية؟

تصل الحرارة الى 37 درجة مئوية، فيصبح الحر لا يطاق. فهل تساءلت يوماً لماذا نشعر بالقيظ في جو تقارب درجة حرارته، حرارة أجسامنا؟ يعود السبب في ذلك، إلى أن هذه المفارقة هي في الظاهر وحسب. أولاً لأن درجة الحرارة على سطح الجسم هي في الحقيقة أدنى من الحرارة داخله، إذ لا تتعدّى الثلاث والثلاثين درجة مئوية. وثانياً لأنه يصعب على الجسم، في درجة حرارة تقارب ال37 درجة مئوية، أن يتخلّص من الحرارة الزائدة، حتى يحافظ على حرارته الثابتة.
والمعروف أن الجهد الذي تقوم به العضلات، هو الذي ينتج الحرارة الأكبر، لكن هناك أيضاً النشاط الفيزيولوجي أو نشاط الخلايا الذي يسهم بارتفاع درجة حرارة الجسم. لذلك، فإن المحافظة على درجة حرارة ثابتة 37 درجة مئوية، تفرض على هذا الأخير، نظام تبادل حراري مع محيطه الخارجي.
يتبع الجسم عدة آليات لتبريد حرارته. فهو يبعث مثلاً إشعاعاً حرارياً من الأشعة ما دون الحمراء، كما أن تمازج طبقات الهواء على سطحه (الهواء الساخن يصعد الى أعلى) يسمح بالتخلص من قسم لا بأس به من الحرارة. وهناك أيضاً عملية تبخر الماء الذي يطرحه الجسم مباشرة عبر الجلد، أو الذي يخرج مع العرق. وتكون آليات التبريد هذه فاعلة، وفق الظروف المحيطة. فعندما تكون الحرارة 25 درجة مئوية، يكون سطح الجسم بتوازن حراري مع الهواء المحيط. وإذا اشتدت حرارة الجو، يعطي الدماغ أمراً بتمدّد الأوعية الدموية، حتى يتسارع نقل الحرارة عبر الدفق الدموي، بدءاً من المناطق الداخلية في الجسم، باتجاه السطح. وهكذا تُبعث الحرارة في أطراف اليدين والقدمين، وكذلك في الطبقة الجلدية، الأمر الذي يعزز عملية تشعع الجسم وتغير الهواء على سطحه، وبالتالي عملية تبريده. ولكن إذا أصبحت حرارة الجو، أعلى من حرارة طبقة الجسم السطحيّة، يصبح إفراز العرق، الذي يتم أيضاً بأمر من الدماغ، الوسيلة الوحيدة للتخلص من الحرارة الزائدة.

 

لماذا يطفئ الماء النار؟

تنطفئ النار بالماء لسببين: الأول، لأن الماء يبرد المادة المشتعلة ويخفض حرارتها، وبالتالي تنقصها الطاقة لتستمر في الاحتراق. وثانياً، لأن الماء يغلّف النار بطبقة من البخار، تمنع الأوكسجين عن المادة المحترقة، فتطفئ نارها. ولا بد من الإشارة هنا، إلى أن كل جسم يحتاج إلى الأوكسجين لكي يشتعل. فالنار هي تفاعل كيميائي ناتج عن التأكسد السريع للوقود. ويبدأ هذا التفاعل، عندما يتعرض الوقود لمصدر حراري أو لمصدر آخر من الطاقة (عود ثقاب، شرارة أو غيرها). وتستعين النار بالأوكسجين المحيط، لتستمر في تفاعلها، حتى تستهلك الوقود بكامله.
ثلاثة عناصر إذن، هي ضرورية لإبقاء النار مشتعلة: الأوكسجين، الوقود والحرارة. ويسمى هذا الثلاثي، مثلث النار. وبالتالي فإن إطفاء ألسنة اللّهب يتم إما، بحرمانها من الأوكسجين، أو بتخفيض حرارتها أو بالتخلّص من الوقود. ويحقّق الماء الذين نلقيه على النار المشتعلة، كلاً من الشرطين الأول والثاني. فهو يتحوّل سريعاً الى بخار، يحجب الأوكسجين عن الوقود (أي المادة المشتعلة)، ويخنقه. والواقع أن الماء (H2O) يحتوي على الأوكسجين، ولكن بكميّة لا تكفي لزيادة التفاعل، كما أن ذرة الأوكسجين لا يمكنها أن تتفاعل وحدها، بسبب ارتباطها الوثيق بذرتيّ الهيدروجين.
والجدير بالذكر أن الماء يستعمل بالتأكيد، لإطفاء أي نار تشتعل بوقود مثل الخشب أو الورق أو القماش. ولكن لا يمكن استعماله لإطفاء النيران التي توقدها مواد أقل منه كثافة، مثل الزيت والنفط. فهذه الأخيرة تطفو على سطح الماء، فلا ينقطع عنها الأوكسجين. كذلك لا يمكن استعمال الماء لإطفاء النار «الكهربائية». فالماء مادّة موصلة، وقد يكون في ذلك خطر الموت صعقاً بالكهرباء. ويستخدم في مثل هذه الحرائق، ثاني أوكسيد الكربون (CO2)، أو المطافئ الكيميائية.
يبقى أن نعرف أن المكان الأمثل لدراسة فيزياء النار، هو الفضاء الخارجي فالشروط المتوافرة هناك، تسمح بأن يراقب العلماء بدقة، كيف تتفاعل سحابة مائية مع الشعلة، لتطفئ نارها.