نصائح وارشادات

كيف نتجنب آلام الظهر في أثناء القيادة؟
إعداد: الدكتور الياس الشويري

يؤكد معظم السائقين أن آلام الظهر ومتاعبه هي أكثر ما يقلقهم صحياً، سواء في المسافات الطويلة أو حتى المسافات القصيرة. فما هي حقيقة الآلام والمتاعب التي تحدث في أثناء القيادة؟ وأية تدابير إحترازية يمكن إتخاذها للوقاية والحماية؟ وهل قدمت التقنية الرقمية ما يُعين على سلامة الظهر وحمايته في أثناء القيادة؟

 

عناصر القيادة السليمة

من المعلوم أن ثمة عناصر رئيسة يجب أن تتوافر في سائق السيارة أو المركبة، من أهمها أن يكون: صحيح الجسم، سليم النظر، جيد السمع، خالياً مما قد يؤثر تأثيراً سيئاً في التحكم بعجلة القيادة وضاغط الفرامل ونحو ذلك... والقيادة بأمان تتدنى إذا ما إنحرف السائق بتفكيره في مرضٍ كامن بجسمه، أو مرضٍ طارئ ألمّ به، أو إذا اعتراه إنهاك في قواه الجسمانية بسبب مجهود زائد. ويُعد العمود الفقري أكثر أجزاء الجسم تعرضاً للإصابة بآلام مختلفة، من جراء الإنهاك الجسماني في أثناء الجلوس بشكل خاطئ أمام عجلة القيادة. العمود الفقري هو الجزء الأكبر من الهيكل المركزي الحامل ثقل الجسم، ويتألف من 33 فقرة، موزعة على النحو التالي: المنطقة العنقية: 5 فقرات، المنطقة الصدرية: 12 فقرة، المنطقة العجزية: 5 فقرات، والمنطقة العصعصية: 4 فقرات؛ وتتصل كل هذه الفقرات مع بعضها من خلال غضاريف دائرية لمنع الإحتكاك بين أسطح الفقرات عند الحركة المحدودة للعمود الفقري، كإستدارة الرأس أو ثني الجسم.

 

دراسات وأبحاث

بيّنت دراسة علمية حديثة، أن وضع الجلوس الخاطئ في أثناء القيادة يتسبب في إصابة مئات الآلاف حول العالم بآلام متوسطة وحادة في منطقة الظهر. ويشير رئيس الإتحاد البريطاني للعلاج الطبيعي إلى «أن 22 ألف شخص يقومون بزيارة شهرية للمصحات التابعة للإتحاد نتيجة الإصابة بمشاكل في العمود الفقري نظراً الى وضعية الجلوس الخاطئة في أثناء القيادة». كما أن القيادة لمسافات قصيرة قد تتسبب في إصابة العمود الفقري بإجهاد كبير، ويقول د. تيم هوتشغول الاختصاصي في الإتحاد «إن الضغط على الظهر والجلوس بطريقة غير سليمة في أثناء القيادة، يساوي ضعف الضغط الذي يتعرض له الشخص في حال الوقوف المستمر»، ويضيف، بأن «الخطر لا يتوقف على الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة داخل السيارة فحسب، ولكنه يتعدى ذلك ليصل إلى هؤلاء الذين يقومون برحلات قصيرة، نظراً إلى إمكان مقارنتها بممارسة الرياضة بشكلٍ غير منتظم». ويحدد بحثٌ علمي آخر أشرف عليه فريق من الباحثين والخبراء المعنيين بالطب الطبيعي، عدة أوضاع خاطئة ومرفوضة للجلوس أمام عجلة القيادة من أبرزها:

* ميل المقعد للخلف بنسبة كبيرة، فمثل هذا الوضع لا يؤثر على العمود الفقري فحسب، بل انه يحدّ من الرؤية الجيدة لقائد المركبة.
* ميل المقعد للأمام، حيث ثبت أنه عامل مؤثر في حدوث تقوس الظهر، وإجهاد العمود الفقري بشكل مؤلم، ناهيك عن عدم القدرة على السيطرة الجيدة على السيارة.
* إرتفاع المقعد عن الحد المناسب، ما يضطر السائق إلى الانحناء على المقود، ومن ثم تعرّضه لآلام الظهر.
* إنخفاض المقعد عن القدر المناسب لإستخدام ضوابط السيارة، وهذا الوضع يضر بالفقرات العنقية والعصعصية.
* نقص المسافة الأفقية بين مقعد السائق والبدالات عن الحد المناسب، وهذا الوضع يُشعر السائق بأنه بداخل «علبة مقفلة» ويفقده الإحساس بالسيطرة الكاملة على الضوابط، كما أنه وضع متعب للظهر نتيجة الضغوط التي تحدث على العمود الفقري.
* زيادة المسافة الأفقية بين المقعد والبدالات عن القدر المناسب، ومثل هذا الوضع له أثر مجهد للفقرات العجزية بشكل خاص، ناهيك عن الإنخفاض في مستوى الأداء عند القيادة.

 

تدابير إحترازية

* الحرص على إستخدام حزام الأمان المثبت حول وسط الجسم، فهذا الحزام يساهم بشكل فاعل في الحد من آلام الظهر ومشكلاته الطارئة.
* ضرورة أن تكون الحالة المزاجية غير متوترة، فالتوتر يُنشئ حركات غير إرادية في الجسم لها تأثير ضار على العمود الفقري.
* يُنصح بأخذ راحة لمدة 15 دقيقة مقابل كل ساعتين من القيادة للاسترخاء وتخفيف الضغط على الفقرات.
* الحرص على مراجعة الطبيب بشكل دوري للإطمئنان على سلامة العمود الفقري.
* أما من تعودوا وضع وسادة إضافية على المقعد، فيجب أن يتنبهوا لأن تكون هذه الوسادة مساوية تماماً للمقعد، كما يجب أن تكون متوسطة بين الليونة والصلابة.

 

التقنية الرقمية

أدخل بعض الشركات العالمية في الطراز الحديث من سياراتها ما يُعرف بالمقاعد الذكية (Smart Chair)، وهي مزودة أجهزة رقمية متقدمة تعين قائد السيارة أو المركبة بل ومرافقيه أيضاً، على ضبط المقعد إلكترونياً على الوضع المثالي الذي يعين على الجلوس والقيادة بطريقة سلسة، والحد من الوقوع في براثن آلام الظهر التي تحدثها المقاعد التقليدية غير الصحية.