قواعد التغذية

كيف نتجنّب انتفاخ البطن الذي تسبّبه الغازات؟
إعداد: ليال صقر الفحل

يحتوي الجهاز الهضمي في الحالات الطبيعية على كميّةٍ من الغازات يختلف مقدارها بين شخصٍ وآخر؛ وهذه الغازات خمسة أنواع، إثنان منها يأتيان من الهواء وهما النيتروجين والأوكسيجين، أمّا الأنواع الثلاثة الأخرى، فتتكوّن في الأمعاء وهي الكاربون والهيدروجين والميتان، وفي حال ازدادت كمّيّة هذه الغازات، نعاني عوارض انتفاخ البطن وما يرافقها من إزعاج.


نوعية الغذاء
تعتبر العادات الغذائية السيئة من أهمّ العوامل التي تؤدي إلى تمدّد الأمعاء، وبالتالي تراكم الغازات فيها. والمأكولات غير الصحية كالساندويشات الجاهزة والهمبرغر يمكن أن تكون عبئًا ثقيلًا على الجهاز الهضمي، لأنها تؤدّي إلى إبطاء عمليّة إفراغ المعدة، وهو ما يفسّر الشعور بالثقل في أسفل البطن. كما أنّ عدم تناول كمّيّةٍ كافية من الماء والألياف، يؤثّر سلبًا على سلامة الجهاز الهضمي. واللافت في هذا الخصوص أنّ التوتّر العصبي يؤدي إلى المشكلة عينها، وهي حقيقة مثبتة علميًا. يضاف إلى ما سبق ذكره قلّة الحركة، وتناول الطعام في وضعيّة النوم أو بسرعة، والتكلم خلال مضغه، وشرب المياه أو المشروبات الغازية في أثناء تناوله. 
إلى ذلك ثمة أنواع من الطعام تنتج كمية كبيرة من الغازات، وأبرزها: البقدونس، الملفوف، القرنبيط، البروكولي، البصل، الثوم، الفجل، الإجاص، الدراق، البرغل، الفاصوليا، العدس، الفول، الحمص، القمح (بقشره)، الشوفان، والحليب ومشتقاته. أيضًا تدخل كمية من الغازات إلى الجهاز الهضمي خلال مضغ العلكة وتدخين السجائر والنرجيلة.

 

... وطريقة تناوله
لتجنّب الإصابة بالانتفاخ خصوصًا، وبالاضطرابات المعوية عمومًا، ينصح الأطباء واختصاصيو التغذية بتقسيم الوجبات اليومية إلى وجباتٍ صغيرة ومتعددة، وينصحون بتحاشي التوتر، والتدخين ومضغ العلكة، وبعدم الإكثار من استخدام البهارات في إعداد الأطباق، والاستعاضة عنها بزيادة قليلٍ من الكمون المعروف بقدرته على تخفيف الغازات.
في موازاة ذلك، فإنّ تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا قبل البلع وعدم تناول كميات كبيرة منه، كلّها احتياطات من شأنها أن تقود إلى هضمٍ أسرع بعيدًا عن تعقيدات الانتفاخ والإمساك...
إلى ما سبق، يصرّ ذوو الاختصاص على تنبيه الأشخاص الذين يعانون هذه المشكلة، بالابتعاد قدر الإمكان عن المأكولات التي تساعد على إنتاج الغازات، وينصحون بالمشي لمدة عشر دقائق بعد تناول الطعام.

 

أعشاب مفيدة
يؤكّد الاختصاصيون أنّ أكثر الأعشاب شعبيةً في تسكين الآلام المرافقة للانتفاخ كالإسهال، الغثيان وآلام البطن، هي النعناع، بينما يعمل كلٌّ من البابونج واليانسون على طرد الغازات وعلى المساعدة في تسريع مرور الطعام إلى المعدة، وعلى تقليص تشنجات الأمعاء. وهنا ينبغي الإشارة إلى أنّ الآلام المصاحبة للانتفاخ يمكن أن تترافق مع آلام حادة في الصدر كتلك التي ترافق الذبحة القلبيّة.
أما في ما خصّ العلاجات بالعقاقير، فلا يوجد أدوية قادرة على حلّ المشكلة جذريًا، لكنّ البعض منها يساعد في تخفيف أعراضها.