قواعد التغذية

كيف نحدّ من التهاب المفاصل بواسطة الغذاء
إعداد: ليال صقر الفحل

يعرّف الطب التهاب المفاصل على أنّه التهاب في غشاء المفاصل يسبب حدوث درجات متفاوتة من الألم تبدأ مع ساعات الصباح الأولى وتستمر طوال النهار، وتقيّد حركة الإنسان اليومية. فكيف يمكن أن نعالج هذا المرض ونخفّف من أعراضه من خلال الغذاء؟


لا يوجد سبب واحد لظهور التهاب المفاصل عند الأشخاص، إنّما هنالك مجموعة من العوامل إذا اجتمعت تجعل من الإنسان عرضة للإصابة بهذا المرض. من هذه العوامل يذكر الاختصاصي في جراحة العظم والمفاصل والعامود الفقري، وأمين عام الجمعية اللبنانية لجراحة العظم الدكتور بيار الجميّل، العوامل الوراثيّة. فوجود حالات التهاب مفاصل في تاريخ العائلة الجيني يجعل الشخص معرّضًا للإصابة به، بالإضافة إلى العوامل الخارجية كالتدخين وعدم ممارسة النشاطات الرياضيّة وتناول أنواع معيّنة من الأطعمة التي تضاعف أعراض هذا المرض.
ويؤكّد الدكتور الجميّل أن التشخيص المبكر للمرض، هو فرصة حقيقية للعلاج وحماية المفاصل من التّلف والتآكل. أولى خطوات العلاج تبدأ بوصف مضادات الألم والالتهاب بصورة سريعة، لتصل في ما بعد إلى علاج مسار المرض بالأدوية التي تعمل على الحماية من وقوع الأضرار بالعظام والغضروف cartilage، وتمنع ظهور تشوهات في المفاصل، ومن بين هذه التشوّهات التواء المفاصل.
ويعتبر العلاج بالغذاء خطوة مهمّة في معالجة هذا المرض. ويؤكّد الدكتور الجميّل أنه لا يمكن توقّع حدوث المعجزات بعد اتّباع نظام غذائي يساعد في محاربة التهاب المفاصل، إلاّ أن بعض الأطعمة تؤدي إلى تخفيف آلامه وليس القضاء عليها نهائيًا. وهو ينصح المعرّضين للإصابة بهذا المرض بالآتي:

 

- تناول الأغذية الغنية بالـOmega3 ومضادات الأكسدة، كالأسماك الدهنية (التونة والماكريل والسومون) والمكسّرات النيئة كالجوز واللوز، وتجنّب المتمّمات الغذائيّة التي تحتوي على الأوميغا 6 و 9. فهذه الأخيرة تسبّب الالتهابات في الجسم وتطلق الجزئيّات الحرّة المسبّبة للسرطان، ومن الأطعمة المحتوية عليها: السكّر، الجانبون، المرتديلا، الزبدة المذوّبة على درجة حرارة عالية. وبالتالي يجب التأكد من أنّ المتمّم الغذائي الذي نتناوله يحتوي على الأوميغا 3 فقط.

 

- التعويض عن الدقيق الأبيض بالذرة والأرزّ والشوفان، فالدقيق الأبيض غني بالغلوتين وبما أنّ 20% من سكان العالم يعانون حساسيّة على هذا المكوّن، يؤدّي تناول الأطعمة المحتوية عليه إلى تضرّر الجدار المخاطي للأمعاء ممّا يسبّب الالتهابات ومن بينها التهاب المفاصل.

 

- استبدال الخضار المقلية والأطعمة المطهوّة على درجة حرارة عالية تفوق 80 درجة مئوية بالفاكهة أو الخضار المطبوخة على درجة حرارة خفيفة وعلى نار هادئة. ومن بين الخضروات والفاكهة المهمّة في مكافحة المرض الجزر، التوت البري، الكرز، الكيوي والفريز.

 

- الابتعاد عن الحليب لأنه يؤثّر سلبًا على المفاصل ويزيد الالتهابات، وشرب الماء والعصير الغني بفيتامين C الذي يغذّي الغضروف.
هذا الأمر ضروري خصوصًا لمن يتناولون أدوية الضغط، لأنها مدرّة للبول وتُفقد الجسم كمية كبيرة من الماء ممّا يؤدّي إلى ارتفاع نسبة الـAcide Urique والتهاب المفاصل والتكلّس، وتكوّن الرمل والحصى في الكلى.

 

- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين A وK2 الموجودة في الحبوب والأغذية المحتوية على الطحالب البحرية. ويشدد الدكتور الجميّل في هذا الخصوص على ضرورة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين K2 بالتزامن مع تلك المحتوية على فيتامين D (وإذا تعذّر ذلك يمكن استبدالها بالمتمم الغذائي لهذا الفيتامين، ويؤخذ مرّة باليوم)، فيقي ذلك من أمراض القلب ويخفّض مستوى الكوليسترول الضار والكالسيوم المحيط بأوعية القلب ويعزّز صحّة العظام ويقوّي المفاصل.

 

- التأكد من تناول حصّة أكبر من السلطات توازي 70% من وجبة غذائيّة مقابل 30% من اللحوم الغنيّة بالصوديوم والدهون التي تحفّز الالتهابات.

 

أخيرًا يحذّر الدكتور الجميّل من تناول الأغذية المعلّبة الغنية بالصوديوم والسكّر والمواد الحافظة التي تزيد من نسبة الالتهاب بشكل كبير وغير مقبول.