من هنا وهناك

كيف نحــــــــــــارب الرشح
إعداد: رويدا السمرا

زكام, حلق ملتهب, عينان دامعتان: إنها عوارض الرشح اللعين, الذي لا يقف بوجهه أي دواء ناجع ولقاح عجائبي. وهناك مئتا نوع من الفيروس المسبب لهذا الداء. وبالتالي يجب أن يؤثر الدواء أو اللقاح على هذه الأنواع كلها, حتى يكون مفعوله كاملاً. وبانتظار التوصّل الى علاج جذري للرشح والزكام, يقترح العلم طرق وقاية بسيطة, تخفف من الأعراض المزعجة. وفي ما يلي بعض النصائح المفيدة.

● إبتعد عن الأماكن المغلقة:
في الغـرفة التي لا يتـجدد فيها الـهواء, يصبـح الاحتـمال أكـبر لالتـقاط فيروس الرشـح المحصور بداخلـها. كذلك فإن نسـبة الرطوبـة المنخفضة تجفـف الأغشية المخاطيـة التي تفـقد قدرتهـا على التقاط الفيروس والقضـاء عليه. أما الدواء فهو بسـيط وفاعل: ترطيب الجسم جيداً, بتناول كوب من الماء كل ساعتين.

● إلتزم البُعد الآمن:
هناك من يسعل أو يعطـس من حولك؟ إبق على مسافة متر على الأقل وهي المسافة القصوى التي يمكن أن تقطعها جزئيات الفيروس. فإذا دخلت إحدى هذه الجزئيات الى أنفك أو عينيك, فسوف تقع لا محالة, فريسة للرشح.

● حاول ألا تلمس عينيك أو أنفك:
يجب أن تظل يداك بعيدتين عن أنفك أو عينيك, أنت تعلم هذا جيداً, ولكن, وبحسب دراسات علمية فقد تبيّن بأننا نقوم بهذه الحركة بشكل لا إرادي, ونكررها على الأقل ثلاث مرات في الساعة! من هنا ضرورة غسل اليدين للوقاية. فجراثيم الرشح تعيش لمدة ثلاث ساعات بعد تموضعها على الأشياء. لذلك لا بد من الانتباه الى عدم لمس الأغراض التي تُستعمل بكثرة, مثل الحنفية والهاتف أو أكَرَة الباب (المسكة).

● كل بشكل متوازن:
يحتاج الجسم, بحسب اختصاصيي التغذية, الى كمية قصوى من المـواد المغذيـة, للمحافظة على نشاط جهـاز المناعـة فيه. وأفضـل وسيلة لذلك هي اتباع حمية غذائية متوازنة تماماً, تحتوي أقلّه على وجبـتين الى أربع وجبات يومية من الفواكه وثلاث الى خمس وجبات من الخضار.

● الحركة أيضاً وأيضاً:
إن ثلاثين أو خمساً وأربعين دقيقة من النشاط الجسدي (رياضة المشي, ركوب الدراجة, الرقص...), بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع, تكفي لتعزيز قدرة الجسم على محاربة التهاب الأنف والحنجرة, وبالتالي أعراض الرشح. ولكن ليس من الضروري المبالغة في هذا النشاط. فالكمية ليست على الدوام مرادفاً للنوعية الجيدة.

ولقد تبيّن للباحثين أن ممارسة الرياضة البدنية بشكل مكثّف لمدة تتجاوز الساعة في اليوم, قد تزيد من فرص الإصابة بالتهاب المجاري الهوائية العليا.

● خذ حاجتك من النوم:

إن قسـطاً وافـراً من النـوم ينشّـط عمـل خلايـا جهـاز المناعـة في الجسـم. وقد جرى اختبار علـمي بهذا الخصـوص, عـلى اثنــين وأربعـين متطوّعاً أصحـاء, حُرمـوا من الـنوم خـلال المرحـلة الأولى من اللـيل. وكانت النتيجة أن انخفـض لديهــم في اليـوم التـالي معدل الخلايـا المضادة للالتهابات الفـيروسية, بنسبـة ثلاثين بالمـئة. وكانـت ثمـاني ساعـات من النــوم كافــية لإعـادة هـذه الخلايــا المقـاومــة الى معـدلهـا الطبـيعي.

● اعتن بحلقك:
هل تعاني من تهيج في الحلق؟ لا شيء يضاهي في هذه الحال, التغرغر بالماء الفاتر المملح (ملعقة ملح صغيرة للكوب الواحد). وبالمقابل يقول الأطباء, إن مفعول أقراص المص الطبية ليس مؤكداً, وإنه لا يزيد عن مفعول السكاكر العادية. أما القاسم المشترك بينها فهو تأثيرها المسكّن الذي ينشط إفراز اللعاب وبالتالي يرطّب الحلق. وعلى هذا, فإن فنجاناً من الشاي مع ملعقة من العسل يفي بالغرض تماماً.

● تنفّس!
ان القـطرات والمستحضرات الطبيـة التي توجـد على شـكل رذاذ (سبـراي) والمخصصة لإزالة الاحتقـان أو الزكـام, تفـتـح الأنـف بسرعة أكـبر, من الأدوية التي تؤخـذ عـبر الفـم, كما ان تأثيـراتها الجانبية أقـل. فاستعـمال هذه الأخيرة يُحـظّر مثلاً على الأشخاص الذين يعانون من ارتفـاع في ضغـط الدم أو من أمراض قلبـية, لأنها تسرّع نبضات القـلب. هذا ولا بد من احترام كمية الدواء الموصـوفة, إذ أن تنشّـق مزيلات الاحتقان, لمدة تتجاوز الثلاثـة أيام متـتالية, يخـفف من مفـعولها بشـكل تدريجـي.
وأخيراً, إذا كنت مصاباً بالرشح, فالمطلوب منك ألا تعطس ˜بالفم الملآنŒ, فتوزّع جراثيمك هنا وهناك, وتنشر ملايين الجزئيات الفيروسية في الأجواء المحيطة بك. عرّف أولادك على هذه القواعد الصحية البسيطة. فإذا التزم الجميع بتطبيقها, لن يعود الرشح داءً واسع الانتشار كما هو اليوم!