سلامتكم تهمنا

كيف نستعمل الهاتف النقّال أو الخلوي في أثناء القيادة؟
إعداد: الدكتور الياس ميشال الشويري
رئيس الجمعية اللبنانية للسلامة العامة (LAPS)

عضو مجلس إدارة منظمة السلامة العالمية
وممثل المنظمة لدى الأمم المتحدة

 

القيادة فن وذوق وأخلاق واحترام القانون
إستعمال الهاتف النقّال في أثناء القيادة، وخلافاً لما يعتقده الكثيرون، يشكّل في حد ذاته خطأ، ويستوي في ذلك التخابر بواسطة الأجهزة المحمولة باليد أو بواسطة تلك المثبتة داخل السيارة، لأن إنتباه السائق ينصرف في كلا الحالين عن القيادة كما يحصل في أثناء عملية الترقيم أو في أثناء فترة التخابر، ما قد يسبب الحوادث أو إضطراباً في حركة السير.
في ما يأتي، نسلط الضوء على النتائج التي خلص اليها بعض الدراسات التي أجريت في بعض الدول مثل النروج، أسوج، بريطانيا، كندا والولايات المتحدة الأميركية لجهة تأثير إستعمال الهاتف النقّال في السيارة على سلامة السير.

 

نصائح لسلامتكم
• إن إستعمال السائقين الهاتف النقّال في أثناء القيادة، حتى ولو كان عن طريق سماعات الأذن، يضاعف إحتمالات وقوع حوادث الطرق بنسبة عالية.
• إن إستعمال الهاتف النقّال في أثناء القيادة يزيد الإنحراف الجانبي للسيارة ويدفع السائق الى ارتكاب الأخطاء، خصوصاً عندما يكون الهاتف محمولاً في اليد أو موضوعاً قرب ذراع الغيار (Middle Console).
• إن مستوى أداء السائق ينخفض في إبان المكالمة الهاتفية، وتنخفض سرعة رد فعله، ويزداد اقترابه من السيارات الأخرى. إن هذا الهبوط في مستوى الأداء يتضاعف بمقدار تعقيد المخابرة الهاتفية وما تثيره في السائق من إنفعالات، خصوصاً لدى كبار السن من السائقين.
• إن للهاتف النقّال آثاراً سلبية على سرعة رد فعل (Reaction Time) السائق عندما تكون القيادة سهلة (Easy)؛ فالهاتف النقّال يؤدي الى إنخفاض هذه السرعة.
• إن للهاتف النقّال نتائج سلبية على وضعية السائق وانحرافه عن المسلك المخصص له (Driver´s Lane Position)، خصوصاً عندما تكون متطلبات القيادة (Tracking Demand of the Driving Task) ضاغطة والسير كثيفاً.
• إن الهاتف النقّال يؤدي الى إجهاد السائق ويلهيه، بغض النظر عما إذا كانت القيادة سهلة أم صعبة، لأن متطلبات حمل الهاتف النقّال تتداخل مع مسح السائق البصري لمحيط السير (Driver´s Visual Scanning of the Traffic Environment)، وتحد من قدرته على القيام بالحركات المطلوبة لضبط سيارته، وعلى تحليل كل المعلومات التي تتطلّبها حركة المرور أمامه وحوله.


• إن المناقشات الحادة والمعقّدة على الهاتف النقّال تؤدي الى السهو عن أي تغييرات قد تحصل في حركات السير، في حين أن طلب الأرقام أو الخوض في أحاديث سهلة يسبب إشكالات أقل، ولكنه يؤدي ايضاً الى خفض رد الفعل (Response Time) لدى حصول تحوّلات مفاجئة في حركة السير.
• إن إستعمال الهاتف النقّال - بما فيه طلب الأرقام، والخوض في أحاديث سهلة أو معقّدة، هو أكثر ضرراً عند السائقين ممن هم فوق سن الخمسيـن بنسبة مرتين وثلاث مرات مقارنة بالسائقين الشبان.
• إن السائقين المسنين ممن يستعملون الهاتف النقّال يحتاجون الى فترة زمنية أطول قبل اعتماد رد الفعل الواجب والمناسب لدى حصول طارئ يفاجئهم، وإنهم يزيدون من وضعية انحنائهم الجانبي ومن الإنحراف الجانبي للسيارة أكثر مما يفعله الشبان. وهؤلاء عموماً يخفّفون سرعتهم، فاستعمال الهاتف النقّال يتطلب منهم مجهوداً فكرياً أكبر.
بناءً على ما تقـدّم، نتمنى عليك عزيزي السائق عدم إستعمال الهاتف النقّال في أثناء القيادة ليس خوفاً من الغرامة، بل حفاظاً على سلامتك وسلامة المجتمع كذلك!