الجيش والمجتمع

كيف يستعمل الجيش اللبناني تأثير الدعاية والإعلان على المواطنين؟

رسالة ماجستير حول حملات الجيش الإعلانية للمؤهل أول ربيع كمال الدين

 

كيف يستعمل الجيش اللبناني تأثير الدعاية والإعلان على المواطنين بغية تحسين صورته الشعبية
ولماذا، وهل نجح بذلك أم لا ؟
هذا السؤال كان محور الإشكالية التي يدور حولها موضوع رسالة الماجستير (اختصاص إدارة واقتصاد) التي أعدّها المؤهل أول ربيع كمال الدين (أركان الجيش للعديد)، فما هي النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟

 

تضمنت الدراسة لمحة تاريخية عن نشأة الإعلان وتطوّره حتى يومنا هذا، حيث تبين أن الإنسان المعاصر يتلقى نحو ثلاثة آلاف نوع من التأثير الإعلاني في اليوم الواحد، كما تضمنت بعض المقابلات مع عدد من ضباط الجيش اللبناني المتخصصين في هذا المجال (مديرية التوجيه)،  بالإضافة إلى الدراسة الإحصائية حول الحملات الإعلانية التي يقوم بها الجيش اللبناني في المناسبات الوطنية (عيد الجيش، عيد الإستقلال...)، والتي اشتملت على ما يأتي:
- توزيع استمارة خاصة بذلك على 200 مواطن من جميع المناطق اللبنانية مقسّمين مناصفة ذكورًا وإناثًا وموزّعين على ثلاث فئات عمرية: فئة المراهقة، فئة الشباب، وفئة الكهولة والشيخوخة. وقد تضمنت هذه الاستمارة سبعة أسئلة متنوعة تستقصي المعلومات عن الحملات الإعلانية من جميع جوانبها.
- تجميع هذه المعلومات، تدقيقها وتحليلها وفق طرق علمية ومبادئ متعارف عليها في هذا النطاق، وقد اعتمد لهذا الغرض أنموذج بسيط وسهل لقياس كفاءة هذه الحملات الإعلانية وفعاليتها يسمى «AIDA» وهو معروف عالميًا. يرتكز هذا الأنموذج على أربعة مراحل أساسية هي:         
• مرحلة لفت الإنتباه (Attention).
• مرحلة تكوين الفائدة (Intérêt).
• مرحلة خلق الرغبة والاندفاع (Désir).
• مرحلة الدفع إلى الحركة ويقصد بها عملية الشراء (Action).
توصّلت هذه الدراسة إلى نتائج جديرة بالاهتمام، دلّت بمجملها إلى نجاح هذه الحملات وتحقيق جزء كبير من الأهداف التي وضعت من أجلها.
من أهم هذه النتائج، ما يأتي:
- إن الحملات الإعلانية التي يقوم بها الجيش اللبناني تسترعي وتشد انتباه الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني (حوالى 90%) ومن مختلف الفئات العمرية ذكورًا وإناثًا، كما أن شعارات هذه الحملات وأفكارها تُطبع في ذاكرتهم لفترة طويلة.
- حوالى نصف الذين شملهم الإحصاء يعتقدون أن هذه الحملات كافية وتفي بالغرض (وهذا ما يجب أن يحفّز القيّمين على هذه الحملات للعمل على إرضاء النصف الآخر عبر تنويع، تطوير وابتكار أدوات وأفكار جديدة مستقبلًا).
- نسبة كبيرة منهم (حوالى 70%) يعتقدون أن هذه الحملات تحسّن وتجمّل الصورة العامة للمؤسسة العسكرية لدى المواطنين، وتدفع بالكثيرين إلى الإحساس معها ومشاركتها، إلا أن الأهم من ذلك كان اعتقادهم أنها تنمي لديهم الحس الوطني إجمالًا وتخلق رغبةً بالانتساب إلى هذه المؤسسة والتطوّع في صفوفها.