ذكراهم خالدة

كِبَر الشهادة وعطرها في المجوقل
إعداد: باسكال معوض بو مارون

لكل شهيد سنديانة ووردة

في ثكنة الفوج المجوقل في غوسطا، وبحضور ممثّل قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد الركن جورج نادر قائد الفوج وعدد من رجال الدين والضباط من مختلف قطع الجيش وأهالي شهداء الفوج، افتتح متحف «ذاكرة الفوج» وحديقة، تخليدًا لذكرى الشهداء الذين سقطوا في معارك الضنيه ونهر البارد العامين 2000 و2007.


لحظات مؤثّرة  
بدأ الاحتفال بوصول ممثل القائد العميد الركن جورج نادر الذي افتتح المتحف الخاص الذي ضمّ صور الشهداء الثلاثة والاربعين مع بزّاتهم العسكرية وعدد من أغراضهم الخاصة.
عاش أهالي الشهداء ورفاق السلاح لحظات مؤثرة قبل أن ينتقلوا إلى الحديقة التي ازدانت بـ43 شجرة سنديان تحمل كل منها اسم شهيد من الفوج، وبـ43 شتلة ورد تزهو بألوانها أمام مصابيح الإنارة الخاصة التي حوّلت المكان إلى واحة رائعة.
تلمّس الأهالي أسماء أولادهم على لوحات الأشجار وعانقت عيونهم التراب والجذوع، وتنشّقوا عطر الورود التي تفوح منها رائحة الشهادة.


لوحة تذكارية وصلاة
العميد الركن نادر أزاح مع رجال الدين المشاركين الستار عن اللوحة التذكارية التي تحمل أسماء الشهداء الثلاثة والأربعين, وسط تصفيق أهاليهم الذين فاضت دموعهم تأثّرًا.
من ثـم انتـقل الجميع إلى المـنصة الرئيسة، وبعـد أن وضع العمــيد الركن نـادر وبعض الأهالي الورود على نصب شهداء الجيش في ساحة الفوج، عُزف النشيد الوطـني اللبناني، ومعزوفــة الموتى، وأطلــق العسكريون صرخــة: «لن ننساهم أبدًا» التي هزَت أرجاء الساحة ومشاعر الحضور.
المفتي غسّان اللقيس قرأ الفاتــحة على أرواح الشهــداء برفقة الحضور، وطلب إلى الله أن يسكنهـم فسيـح جنّاتـه ويحـفظ لبنـان وجـيشه وشعبه.
الأب عمر الهاشم قال: «إن قمّة التضحية والعطاء أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه, وهكذا فعل شهداؤنا الأبرار الذين بذلوا أنفسهم لأجلنا، أعطنا يا رب أن نصلّي لأجلهم الصلاة التي علمتناها...». وتلا الحضور «الأبانا» عن أرواح شهداء الفوج.


فخر الفوج والجيش
من وحي المناسبة، كانت كلمات لبعض الأهالي وكلمة لقائد الفوج الذي استهلها بالقول: «إن البكاء على شهيد لهو في غير محلّه لأنّه ينعم في أحضان الله... لم نجتمع اليوم لنتذكّر شهداءنا، فنحن لم ننسهم أصلاً، بل لتكريمهم بما يستحقّون لأنهم فخر الفوج والجيش والوطن». وختم كلمته بالقول «إن الشعب الذي يكرّم شهداءه هو شعب يستحق الحياة».
بعد ذلك تابع الحضور عبر شاشة عملاقة نبذة عن حياة كل شهيد رافقتها ثلاث طلقات تحية إكبار وإجلال لأرواحهم الطاهرة.
وفي الختام توجّه الجميع إلى حفل كوكتيل أقيم للمناسبة شرب خلاله الحضور نخب الجيش وشهدائه ولبنان.