مؤتمرات

لأنها هوية الأماكن والسكان
إعداد: ندين البلعة

الأسماء الجغرافية العربية في مؤتمر رابع
نحو أطلس عربي موحّد

 

«للأسماء الجغرافية دلالات بالغة الأهمية» يؤكد العميد الركن مارون خريش مدير الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني، «فهي هوية الأماكن والسكان، تعطيهم قيمة إجتماعية واقتصادية وتاريخية... لذا اتجه العالم الى توحيد هذه الأسماء للحفاظ عليها كإرث ثقافي واجتماعي وديني للشعوب».
عقب «المؤتمر العربي الرابع للأسماء الجغرافية» الذي أقيم في بيروت في حزيران الماضي كان لنا لقاء مع العميد الركن خريش، حيث استوضحناه المقررات التي خلص اليها المؤتمر وخلفيته العلمية والتاريخية.

 

لمحة تاريخية
أنشأ المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة، المجموعة العالمية لخبراء الأسماء الجغرافية العام 1965، التي نظمت حتى الآن تسعة مؤتمرات و24 دورة للخبراء.
والعام 1971 تألفت المجموعة العربية بإسم «حلقة الخبراء العرب لتوحيد أسماء المواقع الجغرافية في الوطن العربي»، حيث عُقد بدعوة من جامعة الدول العربية وبتنظيم وزارة الثقافة في لبنان، المؤتمر العربي الأول في بيروت (بحضور 16 دولة عربية)، تقرّر خلاله استخدام نظام عربي موحّد لنقل الأسماء الجغرافية من الأحرف العربية الى الأحرف اللاتينية. رُفع هذا النظام الى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة لإقراره وتعميمه على جميع المنظمات العالمية ذات الصلة، وللعمل به كنظام وحيد مطبّق في العالم.
وبالفعل صدر عن الأمم المتحدة، في المؤتمر الثاني للخبراء العالميين لتوحيد الأسماء الجغرافية المنعقد في لندن العام 1972، قرار مع بعض التعديلات، دُعيَ «ورقة بيروت المعدّلة».
واجهت الدول العربية صعوبات في تطبيق «نظام بيروت المعدّل»، فأوصت الأمم المتحدة في المؤتمر السابع الذي عُقد في نيويورك العام 1998، بأن تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً للخبراء، لتذليل الصعوبات ورفع الحلول الى الأمم المتحدة.
وعلى هامش مؤتمر ڤيينا في نيسان 2006، دعى المندوب اللبناني في الهيئة العربية، العميد الركن مارون خريش (بعد تكليفه من قبل الخبراء العرب) الى عقد المؤتمر الثالث في بيروت العام 2006 (الثاني في ليبيا)، حيث اتفق المجتمعون على نظام «رَوْمَنَة» نهائي يقوم على أبجدية لنقل أحرف من العربية الى اللاتينية، وقواعد تطبيقية لهذه الأبجدية، تراعي قواعد اللغة العربية والتوصيات العالمية لنقل الأسماء الجغرافية... وبالتالي تجد حلولاً لكل المشاكل التي اعترضت نقل الأسماء العربية بجميع اللهجات المحلية للدول المنتسبة الى الشعبة العربية.

 

المؤتمر الرابع: نحو أطلس عربي موحّد
بدعوة من المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية التابع لجامعة الدول العربية ومن الشعبة العربية لخبراء الأسماء الجغرافية وبتنظيم من قيادة الجيش اللبناني - مديرية الشؤون الجغرافية، عقد رؤساء المؤسسات الجغرافية ورؤساء هيئات الأسماء الجغرافية وخبراؤها «المؤتمر العربي الرابع للأسماء الجغرافية 2008» في بيروت.
هَدَف هذا المؤتمر الى ما يأتي:
• مناقشة النظام العربي الموحّد وتطوّر كتابة الأسماء الجغرافية في الدول العربية.
• تأثير اللهجات العربية وتأثير لفظ الأسماء الجغرافية بالأحرف الرومانية على هذا النظام (البحث في الأسماء الدخيلة على اللغة العربية من اللغات الغربية).
• عرض أنشطة الدول العربية في مجال توحيد الأسماء الجغرافية وتطوير المصطلحات ومعالجة كتابتها ووضع آلية لبناء المعاجم العربية الموحّدة (الورقية والإلكترونية)، المبنية على قواعد البيانات ونُظُم المعلومات الجغرافية.
• دراسة بناء برنامج آلي لنقل الأسماء الجغرافية من الأحرف العربية الى اللاتينية توصلاً الى بناء الأطلس العربي الموحّد لكتابة الأسماء الجغرافية على الخرائط بالطرق الحديثة.
نوقشت في المؤتمر سبل التعاون العربي في مجالات توحيد الأسماء الجغرافية وتطبيق نظام بيروت والقرارات العربية والدولية في مجال الأسماء الجغرافية وتطوير الموقع الإلكتروني للشـعبـة العـربيــة على صفحـة الإنتـرنت (www.adegn.org) واعتماد مقر دائم للشعبة في مبنى جامعة الدول العربية في بيروت.
تخلل المؤتمر معرض للجامعات والأساتذة الباحثين فيها، في مجال العمارة والهندسة، ولشركات خاصة تعمل في مضمار العلوم الجغرافية في مجال صناعة الخرائط والتصوير الجوي والفضائي وبرامج التعقّب والدلالة على المواقع الجغرافية (Tracking).
قُسم المؤتمر الى 14 جلسة أدارها رؤساء الوفود العربية يساعدهم مقررون من الخبراء العرب المشاركين، وقُدّمت في أثنائها 25 ورقة علمية بينها 13 ورقة من الوفد اللبناني.

 

مقررات المؤتمر
في جلسته الختامية التي ترأسها السفير عبد الرحمن الصلح ممثلاً الأمين العام لجامعة الدول العربية أصدر المؤتمر توصيات شملت جامعة الدول العربية والأمانة العامة للاسكوا والحكومات العربية. وفي ما يلي التوصيات:


1- جامعة الدول العربية:
• تعميم النظام العربي الموحّد لنقل الأسماء الجغرافية على جميع الدول الأعضاء وحثّها على تطبيقه في كتابة الأسماء الجغرافية بالأحرف اللاتينية على الخرائط واللافتات، ورفع الملاحظات إذا وُجدت الى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، خلال ستة أشهر من تسلم النظام.
• توجيه رسالة الى المجلس الإقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة لإعلامها بنتائج المؤتمر العربي الرابع للأسماء الجغرافية، والطلب اليها اعتماد هذا النظام لدى جميع المنظمات العالمية المعنية.
• إيلاء موضوع توحيد الأسماء الجغرافية على صعيد جميع الدول العربية الاهتمام اللازم، وحثّها على العمل ضمن الهيئة العربية المنتخبة ولجانها، تمهيداً لإصدار المعجم العربي الموحّد للأسماء الجغرافية.
• تأكيد عضوية جميع الدول العربية في الشعبة وحثّ هذه الدول على المشاركة بقوة في الدورة الخامسة والعشرين لخبراء الأمم المتحدة التي ستقام في كينيا في أيار 2009.
• إنتـداب الهيئة الإدارية للشعبة لحضور الدورة العالمية وتقديم تقرير الشعبة العربية فيها.
• العمل على إصدار الموافقة على اعتماد مبنى جامعة الدول العربية في بيروت مقراً دائماً للشعبة.


2- الأمانة العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لغرب آسيا (ESCWA):
• رفع التقرير النهائي للمؤتمر الرابع الى الأمانة العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة لإحالته الى المجموعة الأممية لخبراء الأسماء الجغرافية.
• إقتراح الآليات المناسبة للتعاون والتنسيق مع الهيئة الإدارية للشعبة العربية لخبراء الأسماء الجغرافية (Arabic Division of Experts on Geographical Names - ADEGN).
• التنسيق مع الهيئة الإدارية للشعبة العربية في ما يتعلق بالمؤتمرات العامة والدورات المعقودة من قبل اللجان التابعة لها ورعايتها وإيلاء توحيد الأسماء الجغرافية العناية الكافية.


3- الحكومات العربية:
• إقرار النظام الصادر عن المؤتمر العربي الثالث للأسماء الجغرافية المنعقد في بيروت 2007 واستخدامه كنظام موحّد في جميع الدول العربية لنقل الأسماء الجغرافية من العربية الى اللاتينية.
• إنتخاب الهيئة الإدارية للشعبة العربية لخبراء الأسماء الجغرافية وتسمية لجانها وإرسالها خلال شهرين الى رئيس الهيئة الإدارية.
• إرسال ملاحظات على هذا النظام إذا وجدت الى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية - المجلس الإقتصادي والاجتماعي.
• إصدار المعاجم والأطالس والخرائط الجديدة وتحديث الصادرة منها بما يتوافق مع قواعد النظام الجديد.
• تعميم هذا النظام على المدارس والجامعات والمؤسسات العامة والخاصة.
• إنشاء هيئة وطنية دائمة للأسماءالجغرافية في كل بلد تُعنى بجمع الأسماء الجغرافية وتوحيدها وحفظها واستعمالها بغية توحيد المرجعية.
• جمع الأسماء الجغرافية في لوائح وتقديمها للإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية.


4- الحكومة اللبنانية:
• إستضافة المؤتمر العربي الخامس لخبراء الأسماء الجغرافية في بيروت خلال النصف الأول من العام 2010.
• تطبيق النظام العربي الموحّد لنقل الأسماء الجغرافية الى الأحرف اللاتينية الذي أقرّ في المؤتمر الثالث واتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيقه في لبنان.
• إحالة نتائج المؤتمر الى جامعة الدول العربية لإجراء اللازم.
• إحالة نسختين عن التقرير مع التوصيات الصادرة عن المؤتمر الى الأمانة العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لغرب آسيا (ESCWA) المتمركزة في بيروت، لرفعها بواسطتها الى الأمانة العامة للأمم المتحدة (ECOSOC).
• إتخاذ القرار اللازم لإنشاء الهيئة الوطنية الدائمة للأسماء الجغرافية.
• الطلب رسمياً الى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الموافقة وإجراء ما يلزم لاعتماد مقر جامعة الدول العربية في بيروت كمقر دائم للشعبة العربية لخبراء الأسماء الجغرافية.
أخيراً، وفي إطار تقييمه لأهمية ما حققه لبنان من خلال هذا المؤتمر يقول العميد الركن خريش: كان للبنان دائماً دوره الرائد في مجال العمل العربي المشترك.
وفي ما يتعلق بتوحيد الأسماء الجغرافية كان للبنان إسهام مهم جداً بدأ منذ العام 1971.
وهو يملك الحـق بنظـام نقـل أسمـاء في الأمم المتحـدة يسجــل باسم «نظـام بيروت» المطبـّق في الـدول العربيـة جميعهـا (مع بعض التصرف).