في ثكناتنا

لأن خطأ الخبير بألف... دورات تعرّف على الذخيرة ترفع مستوى الإختصاصيين
إعداد: ندين البلعة

«التعرّف على الذخائر» دورة تابعها ضباط ورتباء وأفراد من مديرية العتاد مع مدرب أميركي. هدفت الدورة الى معرفة أنواع الذخائر، معرفة مدى خطورة كل منها لدى معالجتها، وترميزها وتخزينها.
«الجيش» قصدت مكتب العقيد جورج موسى، قائد ثكنة دوري عيراني ورئيس قسم الذخيرة في الجيش اللبناني، حيث كان لها لقاء مع الرائد جان الجضم مدير «دورة التعرّف على الذخائر»، التي نفّذت في قسم الذخيرة، قاعة تدريب الضباط التابعة للمدرسة التقنية في مديرية العتاد.

 

هدف الدورة
• ما هي الدورة تحديداً؟
- هي دورة تعرّف على مختلف أنواع الذخائر التي يمكن أن يصادفها العسكري، من الأسلحة الخفيفة الى القنابل العنقودية.
تابع الدورة ضباط ورتباء وأفراد من مديرية العتاد، مع المدرّب الأميركي مارك كريغ (Mark Graig) من شركة «Dyncorp» التي تعمل مع المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام.


• بمَ يستفيد متابعو هذه الدورة؟
- يتعلّم المتدرّبون خلال هذه الدورة كيفية التعرّف على مختلف أنواع الذخائر، وترميزها بواسطة الألوان والكتابة عليها، ومعرفة مدى خطورتها والأخطار الناتجة عنها لدى معالجتها.
هذا في مجال نزع الذخيرة أو إتلافها، أما في مجال التخزين، فنعرّفهم على كيفية تخزين كل نوع، ما يسمى تقنياً «معرفة ملاءمة الخزن»، أي وضع كل نوع في المكان الصحيح لتحقيق أمان التداول والتخزين والمحيط.
إذاً يمكن من خلال هذه الدورة، أن نتعرّف الى نوع الذخيرة من دون لمسها حتى، بالإضافة الى كيفية التعامل مع أنواعها كافة. وفي هذا الإطار نعيد التذكير بأنواع معروفة أو يألفها المتدرّبون،  الى تعريفهم على أنواع جديدة نسبياً.

 

تدريبات ومؤهلات
• كيف يتم التدريب؟
- التدريب في هذه الدورة يتم عبر طريقتين: نظرية وعملية. الشرح النظري عن أنواع الذخائر وعياراتها، يتولاه المدرب الأميركي، ويتولى أحد الضباط الذين يشاركون في الدورة (يجيد اللغة الإنكليزية) ترجمة الشرح الى العربية (في هذه الدورة الرائد اسطفان الشدياق، رئيس القسم التقني في مديرية العتاد).
القسم العملي هو عبارة عن تدليل ومشاهدة نماذج صلودية (لا تحتوي متفجرات)، وهي نماذج تدليلية ومقطعة لا تشكّل خطراً على المتدرّب، وتؤهله لمعرفة نوع الذخائر وشكلها وتفاصيلها وما تحتويه.
تتضمن الدورة أيضاً معلومات شاملة عن القنابل العنقودية ووسائل رميها وطرق معالجتها.


• ما هي المؤهلات لاختيار العسكريين الخاضعين للدورة؟
- يشارك في هذه الدورة حوالى عشرين متدرّباً من مديرية العتاد، سبق وتابعوا دورات ذخيرة ومتفجرات في الداخل بنجاح ويمارسون هذا العمل باستمرار. لا يزيد عددهم عن ذلك لتسهيل الإستيعاب وتأمين الظروف الملائمة لنجاحهم في هذه الدورة.
وهذه الدورة هي من ضمن عدة دورات تؤهل العنصر لرفع مستواه المعرفي والعملي في هذا المجال.
كما يتابع العناصر الذين يمارسون إختصاص الذخائر، دورات تمرّس في هذا المجال، تُنفّذ على دفعات لإحاطتهم بكل جديد في الإختصاص.

 

في الصف
بعد الشرح، توجّهنا مع الرائد محمد الزين، ضابط أمن مديرية العتاد وثكنة دوري عيراني، الى الصف حيث يتابع العناصر «دورة التعرّف على الذخائر».
شاشة يقدّم عليها المدرّب مارك كريغ عرضاً للشرح النظري. الشرح مفصّل يشمل أنواع المتفجرات والذخائر وأشكالها، كيفية تشغيلها وتفكيكها وطريقة عملها، مع عرض صور لكل نوع منها.
الى التمييز بين الألوان الخاصة بكل شكل من الأشكال، وبين اللغم الحقيقي ولغم التدريب، يستعين المدرب تارة بالشاشة والكتاب، وطوراً بالنماذج الحية المعروضة على طاولة في غرفة الصف، حتى يتأكد من توضيح الفكرة للعناصر.


الخطأ الأول هو الخطأ الأخير
الرائد اسطفان الشدياق، الذي يرافق المدرب مترجماً الى العربية، يزوّدنا المزيد من التفاصيل، ويقول: «يتابع العسكريون المعنيون بهذا الإختصاص، عدة دورات تتضمّن تكراراً وتذكيراً يضمن إتقان ممارستنا الإختصاص. ويصار من خلال هذه الدورة الى التشديد خصوصاً على تدابير الحيطة مع التركيز على «مبدأ الخطأ الأول هو الخطأ الأخير» لأننا نعمل مع مواد خطرة على حياتنا وعلى المحيط. والخطر الأكبر في هذا المجال هو «خطر الخبراء»، بمعنى أن العنصر الذي يتابع عدة دورات في هذا المجال ويتمكّن من إختصاصه، يعتقد أنه بإمكانه غض النظر عن بعض تدابير الحيطة. لذا نشدد على عدم الإستخفاف بهذا الأمر».
ويتابع: «في هذه الدورة، نستفيد من خبرات الأجانب، ونتعلّم تقنيات جديدة من خلال المساعدات والتجهيزات التي يقدّمها لنا هؤلاء الخبراء من طرق وتدريبات جديدة. فالفرق الأجنبية تزيد من مصداقية التدريبات. وهنا أشير الى أن شركة «Dyncorp» التي تدعم المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام، لتنفيذ مشاريع إزالة الألغام والقنابل العنقودية في الجنوب، تتعاون معنا لزيادة تدابير الحيطة والتجهيزات من خلال تقديم بعض الأجهزة الحديثة، والتدريبات والدورات التي نتابعها مع
 مدربين تابعين لها».

 

مديرية العتاد
تهتم مديرية العتاد بتداول مختلف أنواع الذخائر والمتفجرات، وهي تعمل على خزنها وتحقيقها وتسليمها وإتلافها.

 

دورات في الخارج
خلال العام المنصرم (2008) انتُدِب ستة رتباء الى فرنسا لمتابعة دورات في مجال إدارة الذخيرة. وقد ألقوا بعد عودتهم محاضرات متنوعة على عسكريي مديرية العتاد، لتعميم خبرتهم في هذا المجال، وبهدف إدخال أي مواد جديدة يتم تحصيلها خلال الدورات، على برامج التعليم والدورات الداخلية.

 

دورات تمرّس
في مجال التدريبات، يصار الى فتح دورات تمرّس مقتضبة (أسبوعان) لمختلف عناصر الوحدات والقطع العاملين في مجال الذخيرة والمتفجرات، وذلك لإطلاعهم على أي معلومات جديدة.