انتخابات

لانتخابات في يوم واحد

مظلة الأمن للجميع
لبنان اقترع للجيش مرة جديدة

في السابع من حزيران 2009 توجّّه اللبنانيون الى صناديق الاقتراع، وفي يوم واحد انتخبوا نواب البرلمان الجديد. كان لكل منهم خيارات عبّر عنها من خلال صندوق الاقتراع، غير أن الثابت والأكيد أن الجميع اقترعوا للجيش الذي خاض تحدي توفير الأمن في يوم الإنتخابات الأطول في تاريخ لبنان، وقد نجح بامتياز.
وإذا كانت لكل طرف قراءته الخاصة للإنتخابات وما رافقها ونتج عنها، فإن الإجماع كان ساطعاً حول تقدير الجهود الإستثنائية التي بذلتها المؤسسة العسكرية لتوفّر المظلة الأمنية وسط العواصف السياسية.

 

قبيل الإستحقاق
توفير المظلة الأمنية كان حصيلة جهود صاغتها خطة وضعتها قيادة الجيش ونفّذتها الوحدات بمستوى عالٍ من الانضباط والمناقبية، وبالتنسيق مع سائر الأجهزة المولجة الحفاظ على الأمن. وبالنتيجة تجاوز لبنان تحدي إجراء الإنتخابات في يوم واحد وسط أجواء أمنية مريحة وسيطرة تامة على الإشكالات البسيطة التي حصلت من دون أن يسمح لها بالتطوّر.
التحضير لمواكبة الإنتخابات وتوفير إجرائها بأمان بدأ قبل الإستحقاق بفترة غير قصيرة. وتكثّف قبيل الموعد، وظل قيد المتابعة لحظة بلحظة يوم السابع من حزيران. عشية الإنتخابات كانت القيادة مرتاحة الى أن كل التحضيرات قد أُنجزت بدقة، ووفقاً للخطة المرسومة انتشرت الوحدات مزوّدة أوامر صارمة وواضحة.
قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي عقد اجتماع عمل مع أركان القيادة وقادة المناطق والوحدات الكبرى، أعطى توجيهاته ودعا الى الجهوزية الكاملة للقيام بالمهمة بعد أن استكمل الجيش مختلف التحضيرات البشرية واللوجستية للتنفيذ. وفي الاجتماع نفسه، أكّد العماد قهوجي «أن هذا الإستحقاق يستأهل منا تحمّل الأعباء المضنية، وبذل أقصى الجهود، لتوفير أمن المواطن في الانتقال الى مراكز الإقتراع، والتعبير عن خياره بحرية»، مشدّداً على «الإنضباط والمظهر العسكري والتعامل باحترام مع المواطنين الذين نراهن على حسّهم الوطني ووعيهم مسؤولياتهم». كذلك شدّد العماد قهوجي على «وجوب التدخل بسرعة وحزم لضبط أي إشكال ومنع تفاقمه، وعدم التهاون مع أي محاولة للإخلال بالأمن، وتجاوز النظام والقانون، والتي من شأنها الإساءة الى هيبة الدولة وصورة الوطن الحضارية».


غرفة عمليات
منذ الصباح الباكر ليوم الإنتخابات كان العماد جان قهوجي في غرفة عمليات القيادة، حيث تابع مجريات العملية الإنتخابية والتنسيق القائم بين الجيش والأجهزة الأمنية والإدارات الرسمية المعنية بهذه العملية، ولحظة بلحظة تابع قائد الجيش الإجراءات المتّخذة مطلعاً على أوضاع الوحدات العسكرية والتدابير الميدانية في مختلف المناطق. التعليمات قضت بالمتابعة الدقيقة والسريعة لأي حادث وبعدم التهاون مع أي مخالفة مهما كان حجمها، وعدم السماح لأي كان باستغلال كثافة حضور المقترعين لتعكير صفو الأمن في هذا الإستحقاق المهم. وقد اعتبر قائد الجيش أن هذا الإستحقاق بمثابة تحدٍ أمام الجيش والأجهزة الأمنية، لذا استحق بذل أقصى الجهود لإتمامه بنجاح...
كذلك تفقّد غرفة العمليات وزير الدفاع الوطني الياس المر، حيث اطّلع على سير العمل فيها، وأثنى على جهود الضباط والعسكريين، معرباً عن ارتياحه للتدابير الأمنية التي اتخذتها وحدات الجيش في سبيل إنجاح الإنتخابات النيابية

 

قائد الجيش يهنئ العسكريين
مع انتهاء العملية الإنتخابية، وجّّه مختلف الفرقاء الشكر لقيادة الجيش والقوى الأمنية مقدّرين الجهود التي بذلت في أنحاء البلاد كافة، ووجّه العماد قائد الجيش تهانيه الى العسكريين منوّهاً بتحمّلهم المسؤولية بجدارة.
وفي نص التهنئة التي وجّهها قال العماد قهوجي:


«أيها العسكريون
لقد كسبتم الرهان بنجاحكم خلال إجراء الإنتخابات النيابية على كامل الأراضي اللبنانية في يوم واحد، وهذا ما تطلّب منكم اليقظة والسهر، إضافة الى تحمّل الظروف الصعبة التي رافقت هذه المهمة. وقد كان استعدادكم للبذل والعطاء خلال ذلك كفيلاً بالتعويض عن النقص الواضح في عديدكم، وفي العتاد المتوافر لديكم، وقد شهد المواطنون كافة لهذا النجاح، إضافة الى الأطراف المتنافسين، كما نوّهت به اللجنة الدولية التي حضرت لمراقبة سير العملية الإنتخابية.
إنني أشكر رفاقاً لكم في الأجهزة الأمنية وفي الإدارات الرسمية، وقفوا الى جانبكم، فآزر كل منكم الآخر، وأحيي بالتالي اللبنانيين جميعاً الذين أبدوا كل تجاوب وتعاون مع الإجراءات التي اتّخذتها القيادة في ذلك اليوم المشهود، مما حدا بالمخالفات والحوادث الى أن تبقى تحت السيطرة، وفي حدود المعالجة، سواء من قبل الوحدات العسكرية، أو العقلاء من هيئات المجتمع الأهلي في أرجاء الوطن كافة».