مقال الوزير

لا تساهل مع أي عابث بالإستقرار والدولة لنتسمح بتحويل المخيمات الىملاذ للخارجين على العدالة

هنأ معالي وزير الدفاع الوطني الأستاذ خليل الهراوي قيادة وضباط ورتباء وعناصر الجيش اللبناني بعيدهم, الذي اعتبر أنه يحمل هذا العام ذكرى أليمة للجيش الذي نذر نفسه لخدمة الوطن.
وشدد وزير الدفاع في حديثه الى مجلة "الجيش" على أن الأمن في لبنان هو خط أحمر, وأن الدولة لن تتساهل مع أي كان تسوّل له نفسه العبث بإستقرار البلد, وأن أي محاولة من هذا النوع ستلقى الرد الحاسم والسريع, فلقد مضى الزمن الذي كان فيه لبنان ساحة مكشوفة, بل إن لبنان أصبح بعد إتفاق الطائف دولة قوية مركزية تبسط سلطتها على كافة أراضيها, وتستند في ذلك الى الجيش الوطني القادر الذي أعيد بناؤه بعد الحرب, والذي أثبت أهليته وجهوزيته في العديد من المحطات الصعبة التي مرّ بها الوطن في السنوات الماضية, وقد كان آخرها قبل أيام مع استشهاد ثلاثة عسكريين في مدينة صيدا أثناء تأديتهم الواجب.
ولقد أدى حزم الجيش في التعاطي مع هذه القضية والإلتفاف الوطني حوله الى معالجة الأمور بحكمة والى إستيعاب مضاعفات الحادثة, مع التأكيد على هيبة المؤسسة العسكرية, فكانت الرسالة واضحة أن لا تساهل ولا تجاهل في موضوع الأمن.
وأشار الوزير الهراوي, رداً على سؤال بشأن واقع المخيمات وتحويلها الى جزر أمنية, الى أن موضوع المخيمات هو موضوع أمني سياسي, ومعالجته مرتبطة بالواقع الإقليمي, لكن الدولة لن تسمح بتحويل مخيمات اللاجئين الى بؤر أمنية تشكل ملاذاً لكل خارج على العدالة. والقوى الأمنية تقوم بعملها في متابعة الأوضاع في تلك المنطقة, وهي جاهزة للتدخل عند الضرورة للحفاظ على الإستقرار. فلم يعد مقبولاً أن يستمر المجرمون الهاربون في استرهان المخيمات وفي إستفزاز الدولة متحصنين بالمعطى الإقليمي.
ودعا معالي الوزير الى التنبه الى رياح الحرب والتغيير التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط, من فلسطين الى العراق فالسودان, والتي تهدد بأخطارها كل الدول العربية ولا سيما تلك التي تقاوم الأطماع الإسرائيلية, ولبنان وسوريا معنيان بالدرجة الأولى بهذه العاصفة الآتية, ولذلك لا بد من تعزيز الوحدة الداخلية والتعاون والتنسيق في إطار التحالف الإستراتيجي بين البلدين, لدرء الأخطار ومواجهة المشاريع التقسيمية التي تحضّر للمنطقة.
وثمّـن وزير الدفاع في الختام, المسؤولية الكبرى الأمـنـية والعسكريـة التي يتحمـلها الجيـش في الجنـوب في مواجهـة المشاريع والأطماع الإسرائيلية في لبنان, ودعا العسكريين الى مواصلة العطـاء على دروب التضحية والوفـاء للبنان.