العوافي يا وطن

لبنان أشبه بثكنة عسكرية والأمن في قبضة الجيش

مجدداً من كل قلب وعين...«العوافي يا وطن»

في الساحات وعلى الحواجز، عند كل جسر ومسلك ومفترق، في نقاط المراقبة والدوريات، في كل ناحية وعلى مدار الساعات، ليلهم مثل النهار، زرعهم الواجب حراساً لطمأنينة الناس وأمن الوطن، وها هم يؤدون الواجب كما في كل مرة، بكل ما في قلوبهم من نبض وكل ما في نفوسهم من عزم.
ألوية، أفواج مقاتلة، لم يجف دم شهدائها في نهر البارد ولم تلتئم جراح الكثيرين من عسكرييها بعد، نزلت الى ساحة الوطن الغارقة في أزمات سياسية جعلت لبنان في مهب العاصفة.
العسكريون انتقلوا من مواقعهم وثكناتهم الى الطرقات والساحات، هم لم يغادروها تقريباً منذ نحو ثلاث سنوات، وإن لم يكن انتشارهم بهذه الكثافة.
الخطة الأمنية التي باشرت قيادة الجيش تنفيذها مؤخراً تكثفت إجراءاتها وتدابيرها مع تعذر انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس إميل لحود في 24 تشرين الثاني الماضي.
ووفقاً لهذه الاجراءات والتدابير تحولت بيروت الكبرى ومعها جبل لبنان، بل ولبنان كله الى ما يشبه ثكنة عسكرية.
وجود الجيش على الأرض أرخى جواً من الأمان والإطمئنان في مختلف المناطق على الرغم من الأجواء السياسية المتوترة. اللبنانيون واثقون أن الجيش الذي طالما وفى بعهوده لن يخذلهم، وسيكون وفياً لواجبه أياً كانت الظروف. والأمن الذي حدّد بخط أحمر سوف يظل محمياً وممسوكاً بتضحيات العسكريين وتماسكهم ووعيهم وإخلاصهم لقسمهم.
وسوف تظل هذه البزة المرقطة بألوان الأرض وأخضر الأمل عنواناً للشرف والتضحية والوفاء، ومصدراً لفخر اللبنانيين وصورة بهية لإرادتهم الوطنية الجامعة. فمهما عتت العواصف، ندرك في أعماقنا أننا نريد هذا الوطن بكيانه الواحد الفريد المتنوع الغني بجميع فئاته وأبنائه، وجيشنا ضمانة وحدتنا.
أما أولئك المنتشرون في ساحاتنا وشوارعنا ليحملوا الينا شعاع الأمل ونسمة الإطمئنان، فنحمل اليهم من كل قلب وعين ولسان عبارة واحدة: «العوافي يا وطن».
من بيروت الى جبل لبنان وسائر المناطق كل الأنظار شاخصة اليهم وكل الآمال معلقة على ثباتهم في حماية الوطن من أي خطر يهدد أمنه ومصيره.
العسكريون لبّوا النداء، ووفق خطة وضعتها القيادة تمّ توزيع المهام على الألوية والافواج. بعض القطع سبق لها أن تولت مهام حفظ الأمن منذ فترة طويلة فتابعت مهامها مكثفة الإجراءات والتدابير، مجرية ما يلزم من التعديلات بينما اضطلعت قطع أخرى بهذه المهمة نظراً الى الظروف المستجدة مع فراغ سدة رئاسة الجمهورية وما سبقه ورافقه من توتر.
في النتيجة الجميع يقومون بأدوارهم ويؤدون مهامهم باندفاع ورضى. وإذ يسأل سائل، ألم يتعبوا بعد؟ يأتي الجواب وقفة تأهب دائم وابتسامة.
في هذا الملف إضاءات وتفاصيل هي حصيلة عدة جولات لمندوبات «الجيش».
 
إ. ن. ت.