بطولات رياضية

لبنان يستضيف بطولة العالم العسكرية في العدو الريفي
إعداد: الرقيب سامر حميدو- روجينا خليل الشختورة

المغرب والجزائر وبولندا في طليعة السباقات

أداء مميز للجيش في التنظيم والضيافة

 

مطلع شهر أيلول كان لبنان على موعد مع بطولة العالم العسكرية في رياضة العدو الريفي. والجيش اللبناني الذي نظّم هذا الحدث العالمي سابقًا، برهن هذا العام عن مستوى عالٍ من الاحتراف في التنظيم فضلًا عن حسن الضيافة، ما دفع ممثل المجلس الدولي للرياضة العسكرية إلى الإشادة بالجهود المبذولة لإنجاح البطولة من جميع النواحي.

 

الإستقبال والاستعدادات
في مطار بيروت الدولي كان الجيش في استقبال الفرق المشاركة مؤمّنًا انتقالها من المطار إلى مدينة رفيق الحريري الجامعية في الحدت، في باصات فوج النقل.
في الحدت اجتمعوا من لبنان والأردن والجزائر وإيران والبرازيل وتونس والإكوادور وفرنسا والمغرب وبولندا والإمارات وكندا وهولندا.
أجواء الحماسة عمّت معسكرات المتنافسين الذين عبّرت أحاديثهم عن مدى إعجابهم بالتنظيم والضيافة، فقد أمّن الجيش كل المستلزمات واهتم بكل التفاصيل موفّرًا الأجواء المريحة والمناسبة للجميع.
اليوم التالي (4/9) كان يوم تدريبات وتمارين استعدادًا للتنافس. في قاعة الإيجاز، قدم أعضاء اللجنة في البطولة العسكرية شرحًا مفصلًا عن مسالك السباق وعن جميع الأمور الفنية المتعلقة بالبطولة، بما في ذلك شروط السلامة وكيفية احتساب التوقيت (يدويًا، إلكترونيًا، وبالصوت).
بعد الانتهاء من الإيجاز الفني، صعد المتبارون إلى باصات الجيش متوجهين إلى نادي الغولف في بئر حسن لأداء التجربة التحضيرية على المسلك وأخذ لمحة عامة عن طبيعة الأرض.
وبعد الانتهاء، غادروا مجددًا إلى مكان إقامتهم، بينما كان المنظمون يحضّرون احتفالية افتتاح البطولة.


الافتتاح
برعاية العماد جان قهوجي قائد الجيش، ممثلًا بالعميد الركن علي حمود نائب رئيس الأركان للعمليات، أعلن افتتاح البطولة العسكرية الـ 56 للعدو الريفي، في قاعة المؤتمر في الجامعة اللبنانية في الحدث، بحضور شخصيات وفعاليات رسمية ورياضية لبنانية وعربية وأجنبية، ودبلوماسيين وملحقين عسكريين وعدد كبير من الإعلاميين.
تخلّل الحفل عرض لفرق الدول المشاركة: البرازيل، الجزائر، الأردن، الإمارات، المغرب، الإكوادور، كندا، فرنسا، هولندا، بولندا، إيران، تونس ولبنان، وكلمة لممثل المجلس الدولي للرياضة العسكرية العقيد عيسى ديالو، وأخرى لرئيس اللجنة المنظمة للبطولة قائد المركز العالي للرياضة العسكرية العميد الركن أسد الهاشم. وفي الختام عمت أجواء الفرح مع العروض الفولكلورية التي أعقبها كوكتيل.

 

المباريات
في نادي الغولف حيث ساعة الحسم تحضر الجميع للانطلاق، وفي تمام الساعة الثامنة والنصف أعطيت الإشارة لبدء السباق، فانطلق المتبارون بنشاط على الرغم من حرارة الطقس وصعوبة المسلك المليء بالتعرجات.
لحظة انتظرها 200 عداء وعداءة كانوا على موعد مع اللقب العالمي على أرض لبنان. وعلى مدى أكثر من 4 ساعات جرت المنافسات في 3 سباقات (12 و5 كلم للرجال و5 كلم للسيدات)، في ظل حرارة مرتفعة، الأمر الذي يفسر النتائج التي جاءت لمصلحة دول المغرب العربي، كون العدائين الأجانب لم يعتادوا على ارتفاع حرارة الطقس في بلدانهم.

 

إعلان النتائج
أقيم حفل توزيع الجوائز على الفائزين والفائزات في نادي الغولف بحضور ممثل قائد الجيش العميد الركن علي حمود، وشخصيات دبلوماسية وعسكرية وأمنية.
وكانت كلمة لرئيس اللجنة العليا المنظمة العميد الركن أسد الهاشم رأى فيها أن «لا شيء أجمل من الوصول إلى نهاية سعيدة وناجحة مثلما حصل اليوم، مؤكدًا استمرار الجيش في استضافة المزيد من بطولات العالم العسكرية الرياضية خلال السنوات المقبلة».
ثم كانت كلمة لممثل المجلس الدولي للرياضة العسكرية العقيد ديالو ركّز فيها على «حسن استقبال الجيش اللبناني للبعثات الأجنبية وتنظيم البطولة، وفق المعايير المعمول بها دوليًا».
بعدها أذاع مدير البطولة العميد جورج الهد النتائج الفنية المدقق بها من قبل اتحاد ألعاب القوى، وبإشراف أمين سر الاتحاد والفريق التقني لجمعية بيروت ماراتون.
وقد جاء الترتيب النهائي كما يأتي:
سباق الفرق لمسافة 12 كلم (رجال):
- المركز الأول: المغرب.
- المركز الثاني: الجزائر.
- المركز الثالث: فرنسا.
- الترتيب الإفرادي: المراكز الثلاثة الأولى: المغرب.
• سباق الفرق لمسافة 5 كلم (رجال):
- المركز الأول: الجزائر.
- المركز الثاني: المغرب.
- المركز الثالث: بولندا.
- الترتيب الإفرادي: المراكز الثلاثة الأولى: الجزائر.
• سباق الفرق لمسافة 5 كلم (سيدات):
- المركز الأول: بولندا.
- المركز الثاني: المغرب.
- المركز الثالث: البرازيل.
- الترتيب الإفرادي: المركزان الأول والثاني للفريق البولندي، والمركز الثالث للفريق المغربي.
سلّمت الكؤوس والميداليات للفائزين، وتولّى العميد الهاشم والعقيد ديالو تقليد العدائين أوسمتهم، بينما عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني والأغاني الحماسية.
وبذلك، انتهت البطولة العسكرية العالمية الـ56 للعدو الريفي التي نظمها الجيش اللبناني للمرة الثانية، بمشاركة 13 دولة عربية وأجنبية بينها لبنان (أكثر من 200 عداء وعداءة) وكانت في جميع جوانبها، التنظيمية واللوجستية ناجحة وعلى درجة عالية من الاحتراف.

 

التكريم الختامي
لم ينته مشوار الفرق عند هذا الحد، ولم يغادروا لبنان قبل التمتع بجماله الخلاب، حيث نظّم لهم الجيش رحلة سياحية إلى مغارة جعيتا ومدينة جبيل الأثرية تعرّفوا من خلالها إلى الطابع الحضاري للمدن اللبنانية، وأعربوا عن سعادة عارمة متمنّين أن تطول رحلتهم في لبنان، معبّرين عن امتنانهم للجيش اللبناني الذي واكبهم لحظة بلحظة.
وأقام الجيش على شرف الدول المشاركة عشاءً فنيًا كرّم خلاله الفائزين ومنح المنظمين دروعًا تذكارية بالمناسبة.
وفي الختام شكر العميد الركن الهاشم باسم قائد الجيش جميع الدول التي شاركت في البطولة متمنيًا أن يكونوا قد استمتعوا بضيافة الجيش اللبناني.

 

لقطات وانطباعات
• تولّت محطة الـotv نقل وقائع النشاط العالمي مباشرة على الهواء واستضافت المحللين الرياضيين الذين عرّفوا المشاهد بماهية العدو الريفي.
• سيلين من الفريق الكندي، أثنت على البطولة وأعربت عن دهشتها بجمال لبنان، وشكرت الجيش على التنظيم الجيد وحسن الاستضافة. وعن الصعوبات قالت: «كان مسار السباق متعرجًا، وهذا ما ميزه عن باقي السباقات، لكن حرارة الطقس المرتفعة منعتنا من تسجيل أي رقم في البطولة هذا العام».
• إميلي من الفريق الفرنسي، قالت بدورها: «بذلنا مجهودًا في سباقنا اليوم وكانت المنافسة قوية، وطبيعة المسلك المتعرج أظهرت القدرات البدنية لكل عداء».
وعن الأجواء العامة قالت: «الاستقبال ممتاز وشعرنا بالراحة من لحظة وصولنا إلى هذه اللحظة، والجيش قدّم لنا رفاهية عالية».
• فتحي عبد الناصر من الفريق المغربي كان العداء الذي أبهر الجميع بتوقيت ممتاز (36 دقيقة)، فهو كان أول الواصلين، قال: «حضّرت لهذا السباق قبل 3 أشهر بالتمرين المتواصل واتبعت حمية غذائية من أجل الحفاظ على لياقتي البدنية. اليوم حققت حلمي على أرض لبنان، الطقس الجميل ساعدني في الحصول على المرتبة الأولى، وأشكر الجيش اللبناني على الاستضافة الكريمة».


أضواء على رياضة العدو الريفي
رياضة العدو الريفي، كما عرّفها قائد المركز العالي للرياضة العسكرية العميد الركن أسد الهاشم، هي رياضة جري في الطبيعة مع كلّ ما فيها من عوائق.
بدأت ممارسة هذه الرياضة منذ أيام الإغريق حيث كان الرياضيون يتولون نقل الرسائل التي تعلن النصر من منطقة ماراتون إلى منطقة أثينا، وهي تعتمد على القوة البدنية، وقوة التحمل.
اعتُمدت رياضة العدو الريفي مع إنشاء المجلس الدولي للرياضة العسكرية (CISM) في العام 1952، وفي العام 1960 نظمت أول بطولة عالمية لهذه الرياضة في بلجيكا برعاية الملك بودوين وشارك فيها 15 دولة.
وفي العام 1962، شهدت هذه البطولة تطوّرًا مهمًا حيث شارك فيها المغرب العربي ودول شمال إفريقيا وبرز عداؤون مهمون من هذه الدول باتوا يسيطرون على جميع البطولات منذ ذاك الحين وحتى يومنا هذا، كما أدرجت المسافة القصيرة ضمن السباقات.
بعدها وبإشراف المجلس الدولي للرياضة العسكرية والقوات الحليفة (AFSC Allied Forces Sports Council)، نظّمت بريطانيا بطولة العام 1974 في هانوفر وشارك فيها 9 دول.
مع حلول العام 1980، شاركت المرأة في هذا النوع من السباقات وفتحت صفحة جديدة بتاريخ السيزم (CISM) في البطولة التي أقيمت في فونتان بلو – فرنسا.

 

قواعد وتقنيات
ينظّم المجلس الدولي للرياضة العسكرية سنويًا بطولة عالمية أو أكثر في العدو الريفي، تتّبع فيها قوانينه وقوانين المنظمة الدولية لألعاب القوى (IAAF: International Association and Athletics Federation). وهذه الرياضة هي شتوية عادةً غير أنه تمت الموافقة على خوضها هذا العام في الصيف استثنائيًا.
يمكن للدول المشاركة إمّا إفراديًّا أو بفريق كامل، كما يمكنها المشاركة في أكثر من بطولة. أما أنواع السباقات فهي ثلاثة:
- سباق المسافة الطويلة (رجال)، من 11 إلى 12 كلم.
- سباق المسافة القصيرة (رجال)، من 4 إلى 5 كلم.
- سباق السيدات (من 4 إلى 5 كلم).
مضمار السباق يجب أن يكون على العشب أو في الغابات على أن يكون محدّدًا بشكل واضح، مع تجنب الطرقات المعبدة والممرات الضيقة.
أما الحواجز، فتصنع من الأخشاب وقياساتها هي:
- للرجال 90 سم علو، وما بين 20 و40 سم عرض.
- للنساء 60 سم علو، وما بين 20 و40 سم عرض.
ويجب أن يكون الحاجز الأخير على مسافة 500 م من خط الوصول. كذلك يجب ألاّ يتعدى عدد الحواجز الـ12 في سباق المسافات الطويلة، و4 على الأكثر في تلك الخاصة بالمسافات القصيرة، و3 في سباق السيدات.
يؤرّف المسلك من الجهة اليسرى باللون الأحمر، ومن الجهة اليمنى باللون الأبيض، ويجب أن يشاهد التأريف حتى مسافة 120 م.

 

الإنطلاق والوصول
يتمّ إنذار اللاعبين قبل 5 دقائق من الإنطلاق الذي تعطى إشارته بطلق ناري من مسدس.
وإذا كانت الأعداد كبيرة، يجب أن تكون الحواجز والممرات واسعة وعلى مسافة 1500 م من خط الإنطلاق.
كذلك خط الوصول، يجب أن يكون واسعًا وطويلًا للسماح للّاعبين بالركض بسرعة وحرية، ويجب أن يكون محدّدًا بخط شديد الوضوح ومرئي إلى خط النهاية.

 

التصنيف والجوائز
في المسافات الطويلة، تعتمد نتائج العدائين الستة الأول من كل فريق، وفي المسافات القصيرة وسباق السيدات، تعتمد نتائج العدائين الثلاثة الأول من كل فريق.
إذا اقتصر الفريق قبل بدء المسابقات على 6 لاعبين في المسافة الطويلة و3 لاعبين في المسافة القصيرة والسيدات، يمكن للفريق أن يشارك في تصنيف الفرق. وفي حالات أخرى تؤخذ النتائج الفردية فقط.
في ما خصّ الجوائز، تعطى ميدالية ذهبية للمركز الأول، فضية للمركز الثاني وبرونزية للثالث، في التصنيف الفردي، وفي تصنيف الفرق، تسلّم 24 ميدالية للفريق الرابح في السباق الطويل (8 ذهبية، 8 فضية و8 برونزية). أما في السباق القصير، فتتسلّم الفرق الفائزة 12 ميدالية (4 ذهبيات، 4 فضيات و4 برونزيات)، وتخصص لسباق النساء 15 ميدالية (5 ذهبية للمركز الأول، 5 فضية للمركز الثاني و5 برونزية للمركز الثالث).
يضاف إلى ما ذكر، كأس التحدي (Challenge Cup) الذي يعطى للدولة الرابحة ويعاد إلى المنظم، والـSuper Cup ويمنح لأفضل فريق استنادًا إلى النتائج المحصلة من السباقين الطويل والقصير، وفي حال التعادل، تعتمد أفضل نتيجة فردية.
وهناك أيضًا جائزة اللعب النظيف (Fair play) والتي يصنف الرابح فيها وفق احترام القوانين وعدم استعمال القوة، ويتمّ اختياره من قبل اللجنة المنظمة.